اتهمت جبهة البوليساريو المغرب بتشديد حملته الأمنية ضد نشطاء الحركة وشككت بجديته في مفاوضات السلام القادمة. وقال محمد ولد السالك وزير خارجية الحكومة الصحراوية التي نصبت نفسها في المنفى وعضو جبهة البوليساريو إن المغرب لا يعطي أي مؤشرات عن تغيير سياسة الأمر الواقع التي يتبعها ونقضه التعهدات، حسب تعبيره. وبين ولد السالك أمس بالعاصمة الجزائرية نيتهم الذهاب دون شروط مسبقة إلى محادثات السلام المقررة يومي 18-19 من الشهر الجاري برعاية الأممالمتحدة في مانهاست قرب نيويورك. وحذر ولد السالك من تعريض المفاوضات للخطر وهو ما يذكر بتصريحات محمد عبد العزيز زعيم البوليساريو في مايو الماضي عندما قال إن الفشل في كسر الجمود قد يدفع الحركة إلى العودة للنضال المسلح. وحسب ولد السالك فإن الوفد الصحراوي إلى المفاوضات سيشكل من أربعة أعضاء يتقدمهم رئيس البرلمان الصحراوي محفوظ علي بيبا. واعتبر ولد السالك أنه إذا حصلت الجبهة على الاستقلال فسيسعدها إقامة علاقات صداقة وعلاقات اقتصادية مع المغرب، ليكون الباب مفتوحا عندئذ أمام استقرار المنطقة. وترافقت تصريحات السالك مع اتهامات للمغرب من منظمة مغربية تدعمها البوليساريو معنية بحقوق الإنسان تدعى كوديسا باعتقال وخطف مدنيين بينهم أطفال في مدينة العيون عاصمة إقليم الصحراء الغربية. وقال نشطاء معنيون بحقوق الإنسان في المغرب إن الشرطة المغربية ضربت وسجنت عشرات من نشطاء الاستقلال بينما كانوا يتظاهرون داخل الحرم الجامعي خلال الأسابيع الماضية، ونفت الحكومة المغربية ذلك. وكان مجلس الأمن دعا يوم 30 أبريل الماضي المغرب وجبهة البوليساريو لمفاوضات غير مشروطة بشأن مستقبل الصحراء الغربية تحت إشراف الأممالمتحدة. وقد ضمت المغرب الصحراء الغربية (المستعمرة الإسبانية السابقة) عام 1975، ورفضت البوليساريو -مدعومة من الجزائر- هذا الإلحاق مطالبة باستقلالها في حين تعرض المغرب الحكم الذاتي كخيار وحيد.