أعلن مسؤولون أمميون أن مفاوضات المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) في نيويورك لن تؤدي على الأرجح إلا إلى اتفاق على جولات جديدة. وبدأت –بعد شهرين من الجولة الأولى- جولة جديدة بضاحية منهاست في نيويورك بحضور الجزائر والمغرب ووجهت الدعوة إلى إسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا. لكن هذه الدول التي تعرف بمجموعة أصدقاء مسألة الصحراء الغربية لم تحضر اليوم الأول. وقال المبعوث الأممي إلى الصحراء بيتر فان فالسوم بافتتاح المحادثات آمل أن تحافظوا على الجو الذي ميز الجولة الأولى لكن الأجواء ليست كل شيء مضيفا أن مجلس الأمن يتوقع أن تخاض المفاوضات بصدق وبشكل بناء. وشهد اليوم الأول جلسة عامة وجلسات على انفراد بين فالسوم ووفود المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا. ولا يتوقع تحقيق اختراق فالمغرب يُصر على أن الحكم الذاتي الخيار الواقعي الوحيد لكن البوليساريو تتمسك بتخيير الصحراويين بين الاستقلال والحكم الذاتي. ويقود وفد المغرب وزير الداخلية شكيب بنموسى أما وفد البوليساريو فيقوده رئيس البرلمان الصحراوي بالمنفى محفظ علي بيبا. وقال ممثل البوليساريو بالأمم المتحدة أحمد بخاري إن المغرب إذا احترم قرار مجلس الأمن الداعي لمفاوضات مباشرة وتعامل مع كافة المقترحات فإن ذلك سيكون باعثا على الأمل بمآل المفاوضات. غير أنه ذكر أيضا أنه بالنظر إلى تصريحات أخيرة لمسؤولي المغرب - في إشارة إلى خطاب للملك محمد السادس قال فيه إن الرباط لن تمنح أكثر من الحكم الذاتي- ليست لدينا ضمانات أو آمال على أن المغرب سيحترم بنود القرار وهذا سيهدد مسيرة السلام كما دمروا جهود جيمس بيكر عام 2003 في إشارة إلى خطة للمبعوث الأممي السابق عرضت حكما ذاتيا موسعا يتبع باستفتاء على تقرير المصير قبلتها الجبهة ورفضه المغرب. وتحدث خليهن ولد الرشيد -رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أحد أعضاء الوفد المغربي- عن الحاجة إلى تسويات وتنازلات وصبر وحوار قائلا إن الرباط تراجعت عن خيار الاندماج الكامل وعلى الطرف الآخر التخلي عن الاستقلال الكامل. وبعد خروج القوات الإسبانية من المستعمرة عام 1975 تقاسم المغرب وموريتانيا إقليم الصحراء ثم انفرد به المغرب بعد انسحاب موريتانيا منه عام 1979. وانتهى صراع مسلح دام 16 عاما بين المغرب والبوليساريو عام 1991 باتفاق لوقف إطلاق النار لكن الجهود الأممية فشلت في تنظيم استفتاء تقرير مصير بسبب خلافهما على قوائم الناخبين. ولا يعترف أي بلد بسيادة المغرب على الإقليم الغني بالفوسفات والذي يقطنه 260 ألف ساكن لكن مجلس الأمن منقسم على نفسه في النظر إلى الأزمة فالرباط تحظى مثلا بتأييد واشنطن التي اعتبرت خيار الحكم الذاتي بناء وواقعيا وهو ما ترى البوليساريو أنه يشجع المغرب على التصلب. لكن أعضاء آخرين بمجلس الأمن أصروا عند تبني قرار أبريل الماضي القاضي ببدء مفاوضات مباشرة على ضرورة إدراج خيار الاستقلال أيضا.