بقلم: وليد الزبيدي بعد ان توقفت الطائرات الاميركية المقاتلة من هجومها الواسع ، وقصفت المكان بالصواريخ والقنابل ، اقتربت المروحيات، وتم انزال قوات كبيرة من الجنود الاميركيين ، ولم يسمحوا لاحد بالتحرك من مكانه، دلفوا الى احدى الغرف، التي تستخدم لاستقبال الضيوف، ووجدوا فيها اربعة شباب نائمين في هذا المكان، وتروي الام ذلك المنظر المرعب، الذي شاهدت فيه ابناءها، وهم يقطعون اوصالا بالحراب الاميركية ، لم يستخدم الجنود الاميركيون طلقة واحدة في قتل هؤلاء الشباب، فقد صوب جنود فوهات مدافعهم الرشاشة صوب الشباب العراقيين، وانهال عدد اخر من الجنود بالضرب الحاقد بالحراب ، فأخذوا يقطعون أوصالهم أربا أربا، لم تحتمل الام المسكينة هذا المنظر الإجرامي البشع، فاندفعت هائجة، تحاول ان تبعد واحدة من حراب الإجرام الأميركي، التي تقطع أوصال فلذات أكبادها، أمام عينها، لكن أحد الوحوش الأميركيين تصدى لها بضربة أوقعتها أرضا، وواصل هؤلاء عملية ذبح وتقطيع أجساد الشباب العراقيين. هذا مشهد حقيقي نفذه الأميركيون في عائلة الخنجر وسط الصحراء، وفي منطقة تبعد أكثر من مائة وخمسين كيلو مترا عن أقرب قاعدة لقوات الاحتلال الأميركي، ولم يسأل وحوش الاحتلال عن اسم شخص يشتبهون به، وقطعوا أوصال أجساد من وجدوا أمامهم. لاتستطيع الام والاخوة والأخوات، أغماض العين، فبشاعة المنظر ووحشيته، لاتفارق الجميع، الحراب تنهال بكل حقد على أجساد غضة، والدماء تنفر بقوة، الصراخ يتعالى، وكلما سالت الدماء بكميات أكبر، كلما ازداد غرز الحراب المسمومة في تلك الاجساد العراقية الطاهرة. لم يتوقف هؤلاء الوحوش، عند هذا الحد الاجرامي، بل استمروا بعد ان لفظ هؤلاء أنفاسهم الاخيرة، في الضرب بالحراب،حتى بدت الاجساد العراقية الطاهرة،وكأنها تعرضت إلى افتراس شديد من قبل ذئاب متوحشة. بحيرات من الدماء ، والام مطروحة ارضا،والجنود يحملون معهم سكاكينهم المسمومة،ويقتادون عددا آخر من الرجال والاباء والاخوة،وباستخدام اقسى عمليات العنف يدفعون بالاسرى الاحياء داخل المروحيات الاميركية ، لتغادر الى مكان مجهول،ولينتظر هؤلاء المصير المجهول. انها ليست الجريمة البشعة الاولى،فقد قتلوا العوائل في جريمة حديثة وفي الاسحاقي ، واعدموا الشباب امام اعين اهلهم وذويهم ، ومزقوا الاجساد داخل المعتقلات ، ومازالوا يمارسون الاجرام بكل بشاعة بحق العراقيين،وجاءت جريمة قرية الضبعة وبهذه الطريقة الجديدة في التعبير عن حجم الحقد والكراهية على العراقيين الشرفاء ، لتؤكد الحقيقة التي تقول،ان القوة هي السبيل الوحيد لعودة الكرامة للعراقيين،وان المحتل يجب ان يبقى هدف الشرفاء في العراق. وفي كل ساعة تعود حرابهم إلى رؤوسهم واجسادهم.