أعلن جيش الاحتلال الأمريكي أمس الثلاثاء مقتل أحد جنوده في هجوم بالأسلحة الخفيفة جنوب العاصمة بغداد. ويتزامن ذلك مع تزايد الضغوط بالكونجرس على إدارة بوش من خلال تقديم مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ مشروعا يهدف إلى جعل تقرير بيكر-هاملتون حول العراق أساسا لتغيير الإستراتيجية الأمريكية في هذا البلد. وقال السيناتور الديمقراطي كين سالازار -أحد مقدمي المشروع- إن الأمريكيين يريدون التوصل إلى حل في العراق. وبدوره اعتبر السيناتور الجمهوري لامار ألكسندر أنه بالنسبة لوضع القوات الأمريكية في العراق وعائلاتهم يجب أن تضع واشنطن النزاعات الحزبية جانبا وأن تجد حلا عبر التفاهم للتوصل إلى إيجاد مخرج من العراق. هذا وقد حذر سفير الاحتلال الأمريكي رايان كروكر من أن تعم الفوضى في العراق إذا انسحبت قوات الاحتلال الأمريكي – على حد قوله . وقال كروكر رغم الصعوبات والتحديات الحالية قد تصبح الأمور أسوأ بكثير إذا لم نواصل التزامنا الفعلي هنا .مضيفا أنه يستند في رأيه هذا إلى تجربته في العقود الثلاثة الماضية في عدد من دول العالم. على نفس السياق أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال البريطاني الميجور ديفيد جيل أن إجراءات تخفيض عدد قوات الاحتلال البريطانية في جنوب العراق إلى حوالي 5500 جندي فقط قد اكتملت تقريبًا. وقال جيل إن الخفض سيكون من حوالي سبعة آلاف جندي وهو حجم التخفيض الذي سبق أن أعلنه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في فبراير الماضي وسوف ينفَّذ من خلال إحلال لواء صغير محلّ لواء أكبر منه وليس من خلال سحب أي قوات من العراق. وأضاف جيل أن لواءً آليًّا تسلَّم القيادة في أول يونيو من لواءٍ آخر وأن عملية التسليم ستكتمل خلال أيام. وأشار- بحسب رويترز- إلى أن هذه هي الفترة التي سيحدث فيها تخفيض للقوات وسينخفض العدد في فترةٍ قصيرةٍ من الزمن أي خلال أيام. وكرَّر جيل القول بأنَّه لا يوجد جدول زمني لتسليم المهام الأمنية للقوات العراقية في المدينة مضيفا مخططونا العسكريون يبحثون في العادة مدى واسعًا من الخيارات، ولا يوجد هناك جدول زمني.. إنَّها شروطٌ موضوعة"، وقال إنَّ هذا الأمر سوف يتحدَّد بناءً على قدرات الجيش العراقي لتولي السيطرة على المدينة، وفي هذا أشار إلى أنَّ القوات العراقية أصبحت "أكثر قدرة وثقة". ومن المقرر أن تكون الخطوة التالية هي انسحاب القوات البريطانية من قصر البصرة، آخر موقع لها داخل المدينة، إلى مطار البصرة على مشارفها، والذي سيصبح القاعدة العسكرية البريطانية الوحيدة الباقية في جنوب العراق، ومع أنَّ البصرة لم تعانِ من نفس مستوى العنف في بغداد فإنَّ القوات البريطانية تتعرض يوميًّا تقريبًا لنيران قذائف المورتر وتُستهدف دورياتهم بالقنابل المزروعة على الطرق، وكان شهر أبريل الماضي هو أكثر الشهور دمويةً على القوات البريطانية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في العام 2003م. هذا وقد شهدت بغداد اليوم انفجارين في منطقة الكاظمية أديا إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل وجرح 25 آخرين. وقال ضابط في الشرطة أن الانفجار الأول وقع في سيارة متوقفة في ساحة الزهراء على بعد مئات الأمتار من مسجد الكاظمية وهو أحد العتبات المقدسة لدى الشيعة لاحتوائه على مرقدي الأمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد. ووقع الانفجار الثاني حسب المصدر ذاته في ساحة عدن الواقعة إلى الغرب من منطقة الكاظمية. وجاءت هذه التطورات عشية مقتل أحد مساعدي المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني بنيران أطلقها عليه مساء الثلاثاء مسلحون مجهولون. وذكر مصدر أمني عراقي أن ثلاثة مسلحين يستقلون سيارة من طراز أوبل أطلقوا النار على الشيخ رحيم الحسناوي في حي الجزيرة شمال النجف (160 كلم جنوب بغداد) فأردوه في الحال. والحسناوي يشغل منصب معتمد السيستاني في منطقة المشخاب جنوب النجف، علما بأن المعتمد درجة إدارية دينية أدنى مرتبة من الوكيل الشرعي.