أعلن جيش الاحتلال الأمريكي اليوم أنّ ثمانية من جنوده قُتلوا أمس وذلك في حوادث مرتبطة بإسقاط مروحية في محافظة "ديالى" شرق بغداد إثر تعرضها لنيران المقاومة. وقال مسئول عسكري أمريكي – بحسب شبكة ال "CNN" - إن المروحية وهي من طراز "كيوا" قد تم إسقاطها بين مدينتيْ "بعقوبة" و"المقدادية" بعد إصابة ربانيها بالرصاص. وأكَّد المسئول أنّ قوة تدخّل سريعة أُرسلت إلى موقع سقوط المروحية في محاولة لاستعادتها؛ لكن إحدى سيارات تلك القوّة اصطدمت بعبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق؛ ما أدى إلى مقتل خمسة جنود كانوا على متنها، كما قُتل جندي آخر في سيارة ثانية وجُرح ثلاثة جنود آخرون. يأتي ذلك في الوقت الذي أقرّ فيه قائد القوات الأمريكية بالعراق، الجنرال "ديفيد بيتريوس"، بتصاعُد الخسائر البشرية في صفوف قواته. وكانت حوادث سقوط المروحيات قد تكررت في العراق بشكل لافت في هذا العام، فقد شهدت الفترة الممتدة بين 20 يناير و21 فبراير الماضيين سقوط ثماني طائرات أمريكية، تعود اثنتين منها إلى شركات حماية خاصة، فيها تعود سائر الطائرات إلى الجيش الأمريكي. وقد تحطمت الطائرات أو نفذت هبوطًا اضطراريًا تحت تأثير نيران أرضية؛ أدت إلى مقتل 28 شخصًا. وعل نفس السياق أعلنت الشرطة العراقية – الموالية للاحتلال - أنّ 22 شخصًا على الأقل قُتلوا وأصيب 55 آخرون في انفجار قنبلة في حافلة كانت متوقفة بوسط بغداد اليوم. ووقع الانفجار – بحسب رويترز- بالقرب من تقاطعٍ رئيسٍ في "ساحة الطيران"، وهي منطقة تجارية مزدحمة، حينما انفجرت حافلة كانت متوقفة؛ ما أدى بحسب مصادر الشرطة إلى مقتل 22 وإصابة 55 آخرين. من جهةٍ أخرى، أعلنت مصادر أمنية عراقية أنّ مسلحين يرتدون زي مغاوير الشرطة خطفوا اليوم أربعة خبراء ألمان يعملون لحساب وزارة المالية العراقية في شرقي بغداد. وأوضحت المصادر بحسب وكالة "فرانس برس" أنّ "الخبراء الذين يعملون في إحدى الدوائر التابعة للوزارة في شارع فلسطين تم إيقافهم عند حاجز للتفتيش أقامه مسلحون يرتدون زي مغاوير الشرطة". وأضاف: "قام المسلّحون بإنزالهم من سيارتهم واقتادوهم إلى جهةٍ مجهولة". من ناحية أخرى كشفت صحيفة "إندبندنت" عن معلومات تؤكد أن اللورد "جولد سميث" المدعي العام البريطاني شجع جيش الاحتلال البريطاني على إساءة معاملة السجناء العراقيين. وقالت الصحيفة البريطانية: إن "سميث" أبلغ الجيش البريطاني أن جنوده ليس من الضروري أن يلتزموا بقوانين حقوق الإنسان عندما يعتقلوا ويحتجزوا ويستجوبوا السجناء العراقيين. وأوضحت الصحيفة أنها أطلعت على رسائل بريد إلكتروني متبادلة بين لندن وقائد عسكري بريطاني عقب العدوان على العراق، حيث حملت تلك الرسالة نصيحة من اللورد جولد سميث تدعو إلى تبني "نظرة واقعية" عن التعامل مع السجناء العراقيين، والإشارة إلى عدم ضرورة الالتزام بمعايير حقوق الإنسان. ويؤكد نشطاء حقوق الإنسان أن تلك النصيحة المنسوبة للورد جولد سميث تمثل ببساطة دعوة إلى إهمال قوانين حقوق الإنسان وتخفيف الالتزام باتفاقيات جنيف، وذلك بخلاف نصيحة محامي الجيش البريطاني في العراق والذي طالب بالالتزام بتلك المعايير. وقالت الصحيفة: إن مجموعات ناشطة في مجال حقوق الإنسان وخبراء في القانون الدولي يدعون الحكومة إلى الكشف الرسمي عن رأي اللورد جولد سميث، والذي يؤكدون أنه كان السبب في إنشاء ثقافة سوء معاملة السجناء العراقيين من قبل الجنود البريطانيين. وحوكم الشهر الماضي على جندي بريطاني بالسجن لمدة عام والطرد من الجيش لإدانته بإساءة معاملة المدنيين العراقيين، كما سجن ثلاثة جنود بريطانيين في عام 2005 بعد الكشف عن قيامهم بتعذيب السجناء العراقيين، فيما لا تزال هناك قرابة 60 دعوى بسوء المعاملة والتعذيب تسعى المجموعات الحقوقية إلى رفعها.