غلق باب التصويت في لجان الاقتراع بسفارات وقنصليات مصر بنيوزيلندا وأستراليا وكوريا والابان.. وبدء الفرز    المشاط: التمويلات التنموية الميسرة للقطاع الخاص ترتفع إلى 17 مليار دولار منذ 2020    رانيا المشاط ل «خارجية الشيوخ»: اقتصاد مصر دخل مرحلة تحول حقيقى منذ مارس 2024    هل يمنح اتفاق تبادل الأسرى هدوءاً نسبياً لليمن؟.. ترحيب عربى ودولى.. تبادل 3000 أسير ومختطف برعاية الأمم المتحدة.. توقعات بأن يشمل الإفراج عن قيادات بارزة بحزب الإصلاح.. مجلس الأمن: ندعم السلام فى اليمن    كأس أمم أفريقيا، تألق نجوم الدوري الإنجليزي في الجولة الأولى    انتشال آخر جثة لسيدة من أسفل أنقاض عقار إمبابة المنهار    تفاصيل انفصال الإعلامية لميس الحديدى وعمرو أديب    محافظ كفر الشيخ: خطة متكاملة لتوفير السلع وضبط الأسواق ب15 مجمعًا استهلاكيًا    الذهب يختتم 2025 بمكاسب تاريخية تفوق 70% واستقرار عالمي خلال عطلات نهاية العام    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    قطع المياه عن المنطقة المحصورة بين شارعي الهرم وفيصل غدا    رئيس جامعة طنطا يجري جولة تفقدية موسعة لمتابعة سير أعمال الامتحانات    العربية لحقوق الإنسان: اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على المسيحيين نتيجة للتغافل الدولي ضد الفصل العنصري    «القاهرة الإخبارية»: 5900 طن من المساعدات الغذائية والطبية والبترولية تدخل قطاع غزة    جيش الاحتلال يعلن اغتيال أحد أبرز عناصر وحدة العمليات بفيلق القدس الإيراني    فيديو.. سرب مكون من 8 مقاتلات حربية إسرائيلية يحلق فوق جنوب وشرق لبنان    أشرف حكيمي يدعو كيليان مبابي وديمبيلي لحضور مباراة المغرب ضد مالي    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    برلماني: الوطنية للانتخابات وضعت خارطة طريق "العبور الآمن" للدولة المصرية    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    محافظ الفيوم يعتمد جدول امتحانات النقل لمدارس التعليم الفني    رفع آثار انقلاب سيارة ربع نقل محملة بالموز وإعادة الحركة بالطريق الزراعي في طوخ    محافظ الغربية يتفقد المرحلة الثانية لتطوير كورنيش كفر الزيات بنسبة تنفيذ 60%    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    بعد 25 سنة زواج.. حقيقة طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسمياً    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    محافظ الدقهلية: تقديم أكثر من 13 مليون خدمة صحية خلال 4 أشهر    ما هو ارتجاع المريء عند الأطفال، وطرق التعامل معه؟    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    مدينة الأبحاث العلمية تفتتح المعرض التمهيدي لطلاب STEM المؤهل للمعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF–2026    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    إيرادات الأفلام.. طلقني يزيح الست من صدارة شباك التذاكر وخريطة رأس السنة يحتل المركز الخامس    وزارة الثقافة تنظم "مهرجان الكريسماس بالعربي" على مسارح دار الأوبرا    ضبط 19 شركة سياحية بدون ترخيص بتهمة النصب على المواطنين    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    تأجيل محاكمة رئيس اتحاد السباحة وآخرين بتهمة الإهمال والتسبب في وفاة السباح الطفل يوسف    معارك انتخابية ساخنة فى 7 دوائر بسوهاج    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    المتحدث العسكري: قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أبريل 2026    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    وزير الثقافة: المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في الأنشطة الداعمة للمواهب والتراث    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تمرّد الجماهير..ثورة..أم انزلاق فوضوي
نشر في الشعب يوم 21 - 08 - 2012

منذ عقدين بدأت سحنة العالم تتغير بسرعة كانت كلمة الحرية والديمقراطية تعني الخيانة والشتيمة في قاموس اغلب الأنظمة الاستبداديةvمنذ عقدين بدأت سحنة العالم تتغير بسرعة كانت كلمة الحرية والديمقراطية تعني الخيانة والشتيمة في قاموس اغلب الأنظمة الاستبدادية لكن اليوم وبفضل الثورات الآنية أصبح لها مذاقا أخر..فالتمرد أدى إلى ثورة وهي بدورها أدت إلى تغيير في بعض الأنظمة ..انه قدر الشعوب الحرة..
يتساءل المواطن العربي في كل مكان عما يحدث اليوم في العديد من الأقطار العربية هل هي تسونامي جديد كما حل في أوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق بين عامي 1989و 1991..هل هي ثورات حقيقية لتغيير الواقع العربي المتردي أو على الأقل تغيير الواقع القطري لكل بلد ثائر ..واكتساح الأنظمة العربية البالية التي انتهت صلاحياتها منذ زمن بعيد لأنها لم تقدم شيئا لشعوبها بل العكس أضرت بها..؟ أم أن التمرد الجماهيري الحاصل هو مجرد نزوة شعبية عارمة نابعة من المعاناة وكبت الحريات واستبداد الأنظمة لشعوبها..تغذيه أيدي أجنبية خفية تستهدف تمزيق تلك البلدان وزرع الفتنة في صفوف أبناءها وانزلاقها إلى الفوضى الخلاقة كما فعلت الولايات المتحدة بالعراق ..أن عملية التغيير الجارية في المنطقة تستدعينا إلى وقفة تأمل وإعادة الحسابات من جديد في توقيتها واندفاعها الجماهيري وأساليبها الجديدة التي لم تكن في حسبان الأنظمة الحاكمة وحتى القوى العظمى...وهذا يشعرنا مسبقا انه لابقاء لأي نظام ديكتاتوري واستبدادي في المنطقة عن منأى التغيير الجاري سواء كان عربيا أم أجنبيا .. فالأنظمة السياسية أصبحت لا تتسع لروح العصر ومتطلباته ولا تنسجم مع التحولات الاجتماعية ولا تواكب التطورات الدولية الجارية على الساحة الدولية وقد كتبت شهادة وفياتها بنفسها منذ زمن طويل .. اليوم على الأنظمة إن تتجاوز السبات الطويل والتمحور حول الذات والتحجر المؤدي إلى الانهيار.. فالنظام الذي يريد البقاء والاستمرار في الحكم عليه أن يتصف بالديناميكية ويستجيب للحاجات الاجتماعية والظروف المحيطة ..
قد ينهار النظام السياسي بفعل الإرادة الجماهيرية فهذا أمر طبيعي وقد ينهار بفعل القوى الخارجية لأنه منخور من الداخل ولا يستطيع الصمود أو إقناع الجماهير بالالتفاف حوله والدفاع عنه ..
اليوم ليس كل تمرد أو انتفاضة تسمى ثورة وليس كل نظام جديد يستلم مقاليد الأمور على أنقاض النظام السابق جاء بثورة ..فالثورة الحقيقية لها شروطها ومقدماتها و تشكل مرحلتين أساسيتين متلازمتين أولهما إسقاط النظام وإقامة النظام الجديد والأفضل بكل معانيه وثانيهما تحقيق الانجازات والمكتسبات الوطنية للشعب.. اما افتقار الثورة إلى أحداهما فسيؤدي إلى ان تأكل الثورة أبنائها ثم تتوجه إلى حلفائها وشركاءها فتلتهمهم .. وتتخذ اجراءات صارمة وفورية يتقدمها احلال الثورة محل القوانين الجنائية... وإلصاق تهم التأمر والخيانة والعمالة وحتى الإرهاب بكل معارض ومناوئ ضد النظام ... والمباشرة بتشييد أفضل السجون عمرانا وأتعسها امنا واحتراما للمعتقلين ولضم اكبر قدر من المعتقلين من أبناء الشعب... أما حقوق الشعوب وحريتها ليست سوى نزعة استهلاكية برجوازية ابتدعتها العولمة ..؟ اماالديمقراطية فهي الحق المطلق للحاكم في أن يعدم ويسجن ويصادر ويغتصب وله السلطة المطلقة بلا منازع ويصبح الدستوربالنسبة له مجرد كلمات مكتوبة يتلاعب بمعانيها وفق مصالحه وإرادته وهواه ويتخذ من القضاء (المستقل) ظلا يحتمي به من عواصف الاعتراضات والانتقادات الشعبية.. حتى يمارس كل ما بنفسه ويصل إلى حد الكمال في السلطة والملذات فلا يبقى لديه شيء في الحياة إلا الجنون وأي جنون...انه جنون السلطة.. الجنون المطلق على شعبه وجيرانه ... وبدلا من أن يثأر لشعبه ويحميه من أعداءه يثار من شعبه المغلوب على أمره وينتقم منه ليرضي اعداءه..
إن قوة الزحف الجماهيري الغير مسبوقة قد أججت وبقوة مكامن الشعوب نحو الحرية وشخصت مكامن الخلل والمخاطر الجسيمة ..وإنّ تحقق شروط اللحظة التاريخية التي تمربها الشعوب اليوم هي جوهر الرؤية السليمة إلى المستقبل.. فانطلاق الشرارة الأولى للثورة الجذرية الشاملة تمثلت في مسيرة احتجاج فانتفاضة فثورة فاقتلاع ينطوي على التغيير الغير مرتقب أو محسوب.. لان الشروط الموضوعية والذاتية للثورة في المنطقة متوفرة بقوة وحضورها متميزا بقوته وسرعة انتشاره كالنار في الهشيم فسقط طغاة عتاة تجذرو في السلطة منذ عقود طويلة.. سقطوا خلال أيام وذابوا عن مسرح الحكم كتمثال من الشمع سطعته شمس تموزية.. استلهمت سخونتها الثورية من همة الجماهير وعزمها على التغيير والوصول الى سدة الحكم بأسلوب التمرد الثوري بعد أن وصلت إلى حد اليأس من الانتقال الديمقراطي للسلطة فبدأ الحراك الثوري الشعبي العربي بإشعال فتيل متنامي لإطاحة النظم السياسية الديكتاتورية الاستبدادية الحاكمة وإحلال أنظمة ديمقراطية تواكب التطورات الجارية في العالم.. وتبعد مسيرة الثورات عن أية إرهاصات غير محسوبة قد تحدث..
وفي الظروف المهيأة للثورة فان دعوة الجماهير إلى التمرد وحدوث هذا التمرد كالسيل الجارف أصبح بمثابة القيامة ..وهذه القيامة أصبحت قبلة أمام كل الشعوب المتطلعة إلى الحرية وشحن الهمم في وجه الديكتاتوريات الطاغية..وأصبح تمرّد الجماهير علامة بارزة ومضيئة في تاريخ الشعوب العربية على مدى القرنين العشرين و الحادي والعشرين ونبراسا تهتدي به الشعوب الحرة في التصدي للاستبداد والتبعية ورفض التسييس الشامل الذي اعتنقه السياسيين والحكام واعتمدوه كمبدأ لتمرير أجنداتهم..
وفي كل عصر وكل ثورة فان الجماهير تصنع تاريخها بنضالها وكفاحها ألد ؤوب وهي القوة الحاسمة لمصيرها ويظهر دورها الحقيقي في ذلك باتجاهين متناسقين.. الاتجاه الأول الثورة الجذرية الشاملة المتأتية من التمرد والانتفاض وتثو ير المجتمع وسلاحها الوعي والمعاناة من الاستبداد السلطوي وهذا غير كافيا إذا لم تنظم صفوفها بقيادة تنظيماتها وطلائعها الثورية وقواها السياسية الوطنية كون الجماهيرهي صاحبة القضية والمعاناة التي تؤدي بدورها الى إسقاط النظام السياسي وإقامة النظام الجديد ليس على أنقاضه بل بعد كنسه وتنظيف المجتمع من براثنه البالية الفاسدة..والاتجاه الثاني تنظيم الجماهير للعمل المنتج الخلاق وهو ذو شقين المادي والروحي فالجماهير هي المحرك الفعلي والأساسي لأي تقدم اقتصادي وعلمي وإحداث اية تغييرات جذرية في التكنيك وتغييرانماط القوى المنتجة وتطويرها بما يؤدي إلى تغيير أسلوب الإنتاج وتحضير المقدمات المادية للانتقال إلى نظام اجتماعي جديد ..وهذا يعتمد على مدى فاعلية الجماهير في تقرير مصيرها وبناء مستقبلها .. وصناعة تاريخها تبعا للظروف الموضوعية وليس بشكل تحكمي أو فوضوي.. فعوامل الاستقرار السياسي والأمني والوحدة الوطنية والتكامل الاقتصادي المتين هو العامل الحاسم في تطوير المجتمع وبناء الدولة والدافع الحيوي للفرد لبناء المستقبل لأنه في عالم اليوم من يتحكم بالاقتصاد يتحكم بالقوة الاقتصادية الهائلة في بناء الدولة العصرية القوية ومساهمته في التحكم بمصائر أقرانه والآخرين ..
إن التحديات الجدية التي يواجهها الشعب ترتبط بشكل وثيق بالتحولات الاجتماعية العميقة وقوة الإرادة الشعبية في مواجهتا بصبر وثبات..فالجماهير المتمردة تجد وتلمس على الواقع المقدمات الثورية للتغيير وتحرير ذاتها من براثن الواقع الاجتماعي المتراكم من الفساد والجهل والاستغلال والطائفية ..ففي تونس ومصر وليبيا واليمن.. تحولت الجماهير إلى جموع غاضبة... تحولت إلى سيول جارفة للطغاة والمجرمين والعملاء والفاسدين والمارقين...الجماهير في النهاية هي صاحبة القرار والمصلحة في التغيير وهي لا تقلق من نتائج ذلك لان الصراع الحاصل ضمن المجتمع بين الجماهير والأنظمة الحاكمة لا يعد انقساماً داخل الطبقات الاجتماعية إنما هو انقسام بين الإرادة الشعبية الواعية والهادفة وبين السياسة الاستبدادية والهيكلية المتحجرة للأنظمة الديكتاتورية التي لفظها الشعب وعفا عنهاالزمن..
اليوم الشعوب الحرة والمتقدمة الموحدة لا توجد فيها أقليّة أو أكثرية تسير على مبادئ غير سياسية وطنية .. فالشعب هو الأكثرية والسلطة هي الأقلية..الأكثرية والأقلية لا تقاس بالمفهوم ألاثني أو الطائفي أو المذهبي ..بل بالإرادة الشعبية الحرة وبالهدف السياسي الوطني الذي يوحد الشعب وليست بأفكار أو أهداف دخيلة أو متخلفة تمزق المجتمع إلى طوائف وعصبيات دينية أو أثنية.. هذه الأكثرية هي اليوم تتصدر المجتمع في الصفوف الأولى فالشعب الموحد هو من يحتل الصدارة ويتمتع بالحياة الحرة الكريمة وإذا ما أردنا العودة إلى التاريخ نجد أن تاريخ الشعوب هوتاريخ تمرد وسيطرة الجماهير الثائرة التي قضت على الأنظمة الحاكمة المستبدة وحلت محلها أنظمة وطنية تمثل إرادة الشعب.. نحن اليوم نعيش عصر الغليان العارم والجماهير في هذه اللحظة الراهنة تريد أن ترسم طريقا جديدا للحياة بربط الثورة بالثروة ..والالزاخرة والاقتصاد المتين والعلوم والتكنولوجيا وكذلك رسمرسم الوعي الجديد في الحياة من خلال غرس الثقافة الوطنية الحرة التي ترسم صورة جديدة لمفهوم الوطنية الناصعة..
لقد ولى زمن القهر والاستبداد والطغيان وقمع الشعوب فالعالم يعيش في فسحة من الحرية والتقدم وهذا لايفهمه إلا الشعوب التي عانت الكبت والطغيان ..والتي انتقلت بفعل إرادتها الحرة وأصبحت في مصاف الدول المتقدمة التي تفهم معنى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. الشعوب النامية لاتزال تعاني من عقدة الاضطهاد التاريخي المزمن لأنها عاشت قرون طويلة من السياسات العائلية والقبلية والطائفية والسلطوية وتربت أجيالا طويلة على ذلك ولازالت تعيش هذه الحالة رغم التطورات التي حدثت في العالم منذ منتصف القرن العشرين.. انه حقا زمن قويّ ومتطور ولكنه متجبر و مجهول المصير...
إن مطالب الجماهير بتمردها وثوراتها (وهي تحمل إرثا وأهدافا حضارية ) هو الأمن والخدمات ورفع المستوى المعيشي والاستخدام الأمثل للثروات الوطنية ( لأنها حقوق الحاضر وكنز مستقبل الأجيال) ومنافع التكنولوجيا والتقدم العلمي ..الجماهير فرضت نفسها في الحياة السياسية كي تقود وتؤثر في الشارع بأفكارها وتطلعاتها وتتأثر من خلال معاناتها وأزماتها ..
ان ظهور الديمقراطيات للواجهة في العصر الحديث أعطى للجماهير دفقا جديدا وأملا رحبا نحو الحياة الحرة التي يضعف فيها الاستبداد ويجعل الحاكم يحسب لسياساته وسلوكياته ويتحسب لمصيره ..والمهم أن تكون الممارسة الديمقراطية حقيقية وليست شكلية كما تمارس اليوم في الكثير من دول المنطقة ومن أولوياتها تفعيل نظام الاقتراع عن طريق العملية الانتخابية فكلما كان نظام الاقتراع موفقاً ونزيها و متطابقا مع الواقع فسنضمن مستقبلا أفضل..
ان الشعوب العربية تخضع لأنظمة دكتاتورية مستبدة ومتسلطة..وهي تعاني من الفقر والبطالة والحد من الحريات ومن تدهور كبير في كل نواحي الحياة و غياب العدالة الاجتماعية ..فالكل كان يتوقع أن يتم تغيير الأنظمة بتدخل خارجي مباشر كما حدث في العراق..بعد أن فشلت كل الطرق المؤدية للتغيير ولكن الانفجار الذي حدث بالشكل السلمي والحضاري الذي جرى في تونس ومصر وحاليا في اليمن كان مثار إعجاب الشعوب الحرة..لقد كانت الأنظمة المستبدة تتوقع أن تلجأ تنظيمات إسلامية مسلحة ومتطرفة لتغيير الأوضاع عن طريق العنف والعمليات الارهابية والتخريبية وتناست أن القوى الوطنية الجبارة والثائرة ضد الاستبداد هي مكونة من الإسلاميين واليساريين والقوميين وكل القوى الليبرالية الوطنية.. فأين موقع الأنظمة من الشعب وقواه الوطنية.. كان رد الأنظمة المستبدة تحريك وتحريض الجيش ضد الشعب و تحشيد عناصر الأجهزة الأمنية والقمعية لمواجهة الشعب التي ستكون طرفا مباشرا في الصراع وعندها تفقد حياديتها ومهنيتها وتصبح جزءا من النظام الاستبدادي الذي لم يحسب حسابا لحدوث ثورة شعبية تطيح بنظامه وان انتابه الشعور فلم يقدم أي انجاز لشعبه أو أي تغيير لسياساته لأنه ..مكبل بطغيانه واستبداده...
حقا أن تلك الأنظمة لم تحترم شعوبها وتنظر لها نظرة دونية وتعتبرهم جموع من الجهلة والجياع والباحثين عن مصالحهم الضيقة بدون وعي سياسي أو إحساس بالمسؤولية ..لقد تفاجأ الحكام المستبدون وبطانتهم فارتبكوا..واطلقو عنان أجهزتهم الأمنية القمعية لتبطش بأبناء الشعوب العزل للاشيء سوى لأنهم يطالبون بأبسط حقوقهم المشروعة كبشر وأولها الحقوق المهدورة وهي احترام حقوق الإنسان واحترام العقائد وحرية الأفكار وحرية المواطن بكل المقاييس وفق المسؤولية القانونية وتوفير الخدمات ورفع المستوى المعيشي بإشكاله وتوفير العدالة الاجتماعية.. إن الشعوب العربية اليوم متأزمة أوضاعها اقتصاديا وسياسيا وامنيا فالثورة التي تغير الواقع لهذه الشعوب أصبحت اليوم استحقاقا وطنيا وضرورة ملحة.. ولكن يجب ان لانبالغ بالتوقعات والنتائج لأي تمرد جماهيري او انتفاضة او ثورة فالشعوب تطمح الى تغيير النظام السياسي بأكمله وإحداث تغييرات جذرية نحو الأفضل وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولا ننسى ان هناك قوى معادية للثورة وللتغيير تختلف قوتها من بلد إلى بلد حسب الموقع الاستراتيجي لكل دولة وحسب أهميتها الجيوبوليتيكية وعمق المصالح الأجنبية في هذا البلد وقوة او ضعف التجانس الطائفي والإثني ..نعم هناك ثقافات مضادة كامنة تتحين الفرصة لتتمرد على الدولة وحتى على الثورة ولتثبت حضورها كمكون قائم بذاته وفارض لوضعه الاجتماعي والسياسي .. قد يسقط النظام ويحل محله نظام أسوأ وقد يسقط النظام ويتحول البلد الى الفوضى الخلاقة تحكمه كيانات متعددة تتحكم بها الميليشيات ..اما الجماهير الغفيرة الثائرة والمنفعلة والهائجة لابد إن تقودها شخصيات وقوى سياسية وطنية ثائرة تتحمل وزر قيادة الثورة ومسؤولية قيادة الدولة مرحليا بعد نجاح الثورة لحين الانتقال السلمي للسلطة وتقع على عاتقها مسؤولية تحقيق ألأهداف المشروعة للجماهير..
النضال السياسي للشعوب الحرة أخذا بالاتساع يوما بعد يوم.. ينشط ويتفاقم ويشع أملا في النفوس نحو غد مشرق و تمردها لا يكون عفويا بل منظما وبقيادة قوى سياسية تحمل برامج سياسية وطنية تتصدى المسيرة في قيادة الجماهير المتمردة والثائرة وتزيد من تعاظم دورها وتسريع مراحل نضالها الهادف نحو التغيير..
الجماهير تصنع تاريخها بنضالها وهو القوة الحاسمة حيث يظهر دورها الحقيقي في صناعة التاريخ والمستقبل باتجاهين متناسقين ألا تجاه الأول هي الثورة الجذرية الشاملة المتأتية من التمرد والانتفاض وتثو ير المجتمع من خلال النخب الثورية أصحاب القضية والمعاناة التي تؤدي بدورها إلى إسقاط النظام السياسي وإقامة النظام الجديد ليس على أنقاضه بل بعد كنسه وتنظيف المجتمع من براثنه ..والاتجاه الثاني في العمل المنتج وهو ذوشقين المادي والروحي فالجماهير هي المحرك الفعلي والأساسي لأي تقدم اقتصادي وعلمي وإحداث التغييرات الجذرية في التكنيك وتغييرانماط القوى المنتجة وتطويرها بما يؤدي إلى تغيير أسلوب الإنتاج كله وتحضير المقدمات المادية للانتقال إلى نظام اجتماعي جديد ..الجماهير تقرر مصير الثورة ومستقبل البلاد.. وتصنع تاريخه تبعا للظروف الموضوعية وليس بشكل تحكمي أو فوضوي فعوامل الاستقرار السياسي والأمني والوحدة الوطنية والتكامل الاقتصادي المتين هو العامل الحاسم في التاريخ ودافعا حيويا الى بناء المستقبل وفي عالم اليوم من يتحكم بالاقتصاد يتحكم بالقوة الاقتصادية والسياسية الهائلة سواء في خدمة المجتمع أوفي إحكام السيطرة على إقرانه من القوى الأخرى ..
إن التحديات الجدية التي يواجهها الشعب ترتبط بشكل وثيق بالتحولات الاجتماعية العميقة وقوة الإرادة الشعبية في مواجهتها بصبر وثبات..اليوم الجماهير المتمردة تجد وتلمس على الواقع المقدمات الثورية للتغيير وتحرير ذاتها من براثن الواقع الاجتماعي المتراكم من الفساد والجهل والاستغلال والطائفية .. فالوعي الشعبي ووحد ة أبناءه الوطنية وقواها الثورية المؤمنة بالديمقراطية ضمان أكيد لعدم انزلاق الثورة نحو الفوضى. اليوم الجماهير الغفيرة الثائرة والمنفعلة والهائجة لابد إن تقودها شخصيات وقوى سياسية وطنية ثائرة أيضا تتحمل وزر قيادة الثورة ومسؤولية قيادة الدولة مرحليا بعد نجاح الثورة لحين الانتقال السلمي للسلطة وتقع على عاتقها مسؤولية تحقيق ألأهداف المشروعة للجماهير.. وعلى القوى السياسية ان تتوحد مع ذاتها وقبل البدء بقيادة الجماهير.. وعلى الجماهير الثائرة إن ترص صفوفها وتتوحد وتنظم أوضاعها وتؤمن طريقها نحو المساهمة النشطة في حل المعضلات والمشاكل التي تواجه الشعب وتجنب الانزلاق نحو الفوضى وغلق منافذها المؤدية الى الهاوية ..
إن وعي الشعب ووحدته الوطنية قواه الثورية المؤمنة بالديمقراطية ضمان أكيد لعدم انزلاق الثورة نحو الفوضى… ومصادرة حقوقها وأهدافها وتطلعاتها..وعلى الثواران اتباع طريق ونهج التوازن والتسامح والتغيير نحو الأفضل واستيعاب التقدم الثوري والتوحد لمحاربة كل الإرهاصات والمعوقات التي تسلكها الثورة المضادة.. لان الشعب هوولي الدم بشهدائه وولي الفعل بثورته..
منذ عقدين بدأت سحنة العالم تتغير بسرعة كانت كلمة الحرية والديمقراطية تعني الخيانة والشتيمة في قاموس اغلب الأنظمة الاستبدادية لكن اليوم وبفضل الثورات الآنية أصبح لها مذاقا أخر..فالتمرد أدى إلى ثورة وهي بدورها أدت إلى تغيير في بعض الأنظمة ..انه قدر الشعوب الحرة..
يتساءل المواطن العربي في كل مكان عما يحدث اليوم في العديد من الأقطار العربية هل هي تسونامي جديد كما حل في أوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق بين عامي 1989و 1991..هل هي ثورات حقيقية لتغيير الواقع العربي المتردي أو على الأقل تغيير الواقع القطري لكل بلد ثائر ..واكتساح الأنظمة العربية البالية التي انتهت صلاحياتها منذ زمن بعيد لأنها لم تقدم شيئا لشعوبها بل العكس أضرت بها..؟ أم أن التمرد الجماهيري الحاصل هو مجرد نزوة شعبية عارمة نابعة من المعاناة وكبت الحريات واستبداد الأنظمة لشعوبها..تغذيه أيدي أجنبية خفية تستهدف تمزيق تلك البلدان وزرع الفتنة في صفوف أبناءها وانزلاقها إلى الفوضى الخلاقة كما فعلت الولايات المتحدة بالعراق ..أن عملية التغيير الجارية في المنطقة تستدعينا إلى وقفة تأمل وإعادة الحسابات من جديد في توقيتها واندفاعها الجماهيري وأساليبها الجديدة التي لم تكن في حسبان الأنظمة الحاكمة وحتى القوى العظمى...وهذا يشعرنا مسبقا انه لابقاء لأي نظام ديكتاتوري واستبدادي في المنطقة عن منأى التغيير الجاري سواء كان عربيا أم أجنبيا .. فالأنظمة السياسية أصبحت لا تتسع لروح العصر ومتطلباته ولا تنسجم مع التحولات الاجتماعية ولا تواكب التطورات الدولية الجارية على الساحة الدولية وقد كتبت شهادة وفياتها بنفسها منذ زمن طويل .. اليوم على الأنظمة إن تتجاوز السبات الطويل والتمحور حول الذات والتحجر المؤدي إلى الانهيار.. فالنظام الذي يريد البقاء والاستمرار في الحكم عليه أن يتصف بالديناميكية ويستجيب للحاجات الاجتماعية والظروف المحيطة ..
قد ينهار النظام السياسي بفعل الإرادة الجماهيرية فهذا أمر طبيعي وقد ينهار بفعل القوى الخارجية لأنه منخور من الداخل ولا يستطيع الصمود أو إقناع الجماهير بالالتفاف حوله والدفاع عنه ..
اليوم ليس كل تمرد أو انتفاضة تسمى ثورة وليس كل نظام جديد يستلم مقاليد الأمور على أنقاض النظام السابق جاء بثورة ..فالثورة الحقيقية لها شروطها ومقدماتها و تشكل مرحلتين أساسيتين متلازمتين أولهما إسقاط النظام وإقامة النظام الجديد والأفضل بكل معانيه وثانيهما تحقيق الانجازات والمكتسبات الوطنية للشعب.. اما افتقار الثورة إلى أحداهما فسيؤدي إلى ان تأكل الثورة أبنائها ثم تتوجه إلى حلفائها وشركاءها فتلتهمهم .. وتتخذ اجراءات صارمة وفورية يتقدمها احلال الثورة محل القوانين الجنائية... وإلصاق تهم التأمر والخيانة والعمالة وحتى الإرهاب بكل معارض ومناوئ ضد النظام ... والمباشرة بتشييد أفضل السجون عمرانا وأتعسها امنا واحتراما للمعتقلين ولضم اكبر قدر من المعتقلين من أبناء الشعب... أما حقوق الشعوب وحريتها ليست سوى نزعة استهلاكية برجوازية ابتدعتها العولمة ..؟ اماالديمقراطية فهي الحق المطلق للحاكم في أن يعدم ويسجن ويصادر ويغتصب وله السلطة المطلقة بلا منازع ويصبح الدستوربالنسبة له مجرد كلمات مكتوبة يتلاعب بمعانيها وفق مصالحه وإرادته وهواه ويتخذ من القضاء (المستقل) ظلا يحتمي به من عواصف الاعتراضات والانتقادات الشعبية.. حتى يمارس كل ما بنفسه ويصل إلى حد الكمال في السلطة والملذات فلا يبقى لديه شيء في الحياة إلا الجنون وأي جنون...انه جنون السلطة.. الجنون المطلق على شعبه وجيرانه ... وبدلا من أن يثأر لشعبه ويحميه من أعداءه يثار من شعبه المغلوب على أمره وينتقم منه ليرضي اعداءه..
إن قوة الزحف الجماهيري الغير مسبوقة قد أججت وبقوة مكامن الشعوب نحو الحرية وشخصت مكامن الخلل والمخاطر الجسيمة ..وإنّ تحقق شروط اللحظة التاريخية التي تمربها الشعوب اليوم هي جوهر الرؤية السليمة إلى المستقبل.. فانطلاق الشرارة الأولى للثورة الجذرية الشاملة تمثلت في مسيرة احتجاج فانتفاضة فثورة فاقتلاع ينطوي على التغيير الغير مرتقب أو محسوب.. لان الشروط الموضوعية والذاتية للثورة في المنطقة متوفرة بقوة وحضورها متميزا بقوته وسرعة انتشاره كالنار في الهشيم فسقط طغاة عتاة تجذرو في السلطة منذ عقود طويلة.. سقطوا خلال أيام وذابوا عن مسرح الحكم كتمثال من الشمع سطعته شمس تموزية.. استلهمت سخونتها الثورية من همة الجماهير وعزمها على التغيير والوصول الى سدة الحكم بأسلوب التمرد الثوري بعد أن وصلت إلى حد اليأس من الانتقال الديمقراطي للسلطة فبدأ الحراك الثوري الشعبي العربي بإشعال فتيل متنامي لإطاحة النظم السياسية الديكتاتورية الاستبدادية الحاكمة وإحلال أنظمة ديمقراطية تواكب التطورات الجارية في العالم.. وتبعد مسيرة الثورات عن أية إرهاصات غير محسوبة قد تحدث..
وفي الظروف المهيأة للثورة فان دعوة الجماهير إلى التمرد وحدوث هذا التمرد كالسيل الجارف أصبح بمثابة القيامة ..وهذه القيامة أصبحت قبلة أمام كل الشعوب المتطلعة إلى الحرية وشحن الهمم في وجه الديكتاتوريات الطاغية..وأصبح تمرّد الجماهير علامة بارزة ومضيئة في تاريخ الشعوب العربية على مدى القرنين العشرين و الحادي والعشرين ونبراسا تهتدي به الشعوب الحرة في التصدي للاستبداد والتبعية ورفض التسييس الشامل الذي اعتنقه السياسيين والحكام واعتمدوه كمبدأ لتمرير أجنداتهم..
وفي كل عصر وكل ثورة فان الجماهير تصنع تاريخها بنضالها وكفاحها ألد ؤوب وهي القوة الحاسمة لمصيرها ويظهر دورها الحقيقي في ذلك باتجاهين متناسقين.. الاتجاه الأول الثورة الجذرية الشاملة المتأتية من التمرد والانتفاض وتثو ير المجتمع وسلاحها الوعي والمعاناة من الاستبداد السلطوي وهذا غير كافيا إذا لم تنظم صفوفها بقيادة تنظيماتها وطلائعها الثورية وقواها السياسية الوطنية كون الجماهيرهي صاحبة القضية والمعاناة التي تؤدي بدورها الى إسقاط النظام السياسي وإقامة النظام الجديد ليس على أنقاضه بل بعد كنسه وتنظيف المجتمع من براثنه البالية الفاسدة..والاتجاه الثاني تنظيم الجماهير للعمل المنتج الخلاق وهو ذو شقين المادي والروحي فالجماهير هي المحرك الفعلي والأساسي لأي تقدم اقتصادي وعلمي وإحداث اية تغييرات جذرية في التكنيك وتغييرانماط القوى المنتجة وتطويرها بما يؤدي إلى تغيير أسلوب الإنتاج وتحضير المقدمات المادية للانتقال إلى نظام اجتماعي جديد ..وهذا يعتمد على مدى فاعلية الجماهير في تقرير مصيرها وبناء مستقبلها .. وصناعة تاريخها تبعا للظروف الموضوعية وليس بشكل تحكمي أو فوضوي.. فعوامل الاستقرار السياسي والأمني والوحدة الوطنية والتكامل الاقتصادي المتين هو العامل الحاسم في تطوير المجتمع وبناء الدولة والدافع الحيوي للفرد لبناء المستقبل لأنه في عالم اليوم من يتحكم بالاقتصاد يتحكم بالقوة الاقتصادية الهائلة في بناء الدولة العصرية القوية ومساهمته في التحكم بمصائر أقرانه والآخرين ..
إن التحديات الجدية التي يواجهها الشعب ترتبط بشكل وثيق بالتحولات الاجتماعية العميقة وقوة الإرادة الشعبية في مواجهتا بصبر وثبات..فالجماهير المتمردة تجد وتلمس على الواقع المقدمات الثورية للتغيير وتحرير ذاتها من براثن الواقع الاجتماعي المتراكم من الفساد والجهل والاستغلال والطائفية ..ففي تونس ومصر وليبيا واليمن.. تحولت الجماهير إلى جموع غاضبة... تحولت إلى سيول جارفة للطغاة والمجرمين والعملاء والفاسدين والمارقين...الجماهير في النهاية هي صاحبة القرار والمصلحة في التغيير وهي لا تقلق من نتائج ذلك لان الصراع الحاصل ضمن المجتمع بين الجماهير والأنظمة الحاكمة لا يعد انقساماً داخل الطبقات الاجتماعية إنما هو انقسام بين الإرادة الشعبية الواعية والهادفة وبين السياسة الاستبدادية والهيكلية المتحجرة للأنظمة الديكتاتورية التي لفظها الشعب وعفا عنهاالزمن..
اليوم الشعوب الحرة والمتقدمة الموحدة لا توجد فيها أقليّة أو أكثرية تسير على مبادئ غير سياسية وطنية .. فالشعب هو الأكثرية والسلطة هي الأقلية..الأكثرية والأقلية لا تقاس بالمفهوم ألاثني أو الطائفي أو المذهبي ..بل بالإرادة الشعبية الحرة وبالهدف السياسي الوطني الذي يوحد الشعب وليست بأفكار أو أهداف دخيلة أو متخلفة تمزق المجتمع إلى طوائف وعصبيات دينية أو أثنية.. هذه الأكثرية هي اليوم تتصدر المجتمع في الصفوف الأولى فالشعب الموحد هو من يحتل الصدارة ويتمتع بالحياة الحرة الكريمة وإذا ما أردنا العودة إلى التاريخ نجد أن تاريخ الشعوب هوتاريخ تمرد وسيطرة الجماهير الثائرة التي قضت على الأنظمة الحاكمة المستبدة وحلت محلها أنظمة وطنية تمثل إرادة الشعب.. نحن اليوم نعيش عصر الغليان العارم والجماهير في هذه اللحظة الراهنة تريد أن ترسم طريقا جديدا للحياة بربط الثورة بالثروة ..والالزاخرة والاقتصاد المتين والعلوم والتكنولوجيا وكذلك رسمرسم الوعي الجديد في الحياة من خلال غرس الثقافة الوطنية الحرة التي ترسم صورة جديدة لمفهوم الوطنية الناصعة..
لقد ولى زمن القهر والاستبداد والطغيان وقمع الشعوب فالعالم يعيش في فسحة من الحرية والتقدم وهذا لايفهمه إلا الشعوب التي عانت الكبت والطغيان ..والتي انتقلت بفعل إرادتها الحرة وأصبحت في مصاف الدول المتقدمة التي تفهم معنى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. الشعوب النامية لاتزال تعاني من عقدة الاضطهاد التاريخي المزمن لأنها عاشت قرون طويلة من السياسات العائلية والقبلية والطائفية والسلطوية وتربت أجيالا طويلة على ذلك ولازالت تعيش هذه الحالة رغم التطورات التي حدثت في العالم منذ منتصف القرن العشرين.. انه حقا زمن قويّ ومتطور ولكنه متجبر و مجهول المصير...
إن مطالب الجماهير بتمردها وثوراتها (وهي تحمل إرثا وأهدافا حضارية ) هو الأمن والخدمات ورفع المستوى المعيشي والاستخدام الأمثل للثروات الوطنية ( لأنها حقوق الحاضر وكنز مستقبل الأجيال) ومنافع التكنولوجيا والتقدم العلمي ..الجماهير فرضت نفسها في الحياة السياسية كي تقود وتؤثر في الشارع بأفكارها وتطلعاتها وتتأثر من خلال معاناتها وأزماتها ..
ان ظهور الديمقراطيات للواجهة في العصر الحديث أعطى للجماهير دفقا جديدا وأملا رحبا نحو الحياة الحرة التي يضعف فيها الاستبداد ويجعل الحاكم يحسب لسياساته وسلوكياته ويتحسب لمصيره ..والمهم أن تكون الممارسة الديمقراطية حقيقية وليست شكلية كما تمارس اليوم في الكثير من دول المنطقة ومن أولوياتها تفعيل نظام الاقتراع عن طريق العملية الانتخابية فكلما كان نظام الاقتراع موفقاً ونزيها و متطابقا مع الواقع فسنضمن مستقبلا أفضل..
ان الشعوب العربية تخضع لأنظمة دكتاتورية مستبدة ومتسلطة..وهي تعاني من الفقر والبطالة والحد من الحريات ومن تدهور كبير في كل نواحي الحياة و غياب العدالة الاجتماعية ..فالكل كان يتوقع أن يتم تغيير الأنظمة بتدخل خارجي مباشر كما حدث في العراق..بعد أن فشلت كل الطرق المؤدية للتغيير ولكن الانفجار الذي حدث بالشكل السلمي والحضاري الذي جرى في تونس ومصر وحاليا في اليمن كان مثار إعجاب الشعوب الحرة..لقد كانت الأنظمة المستبدة تتوقع أن تلجأ تنظيمات إسلامية مسلحة ومتطرفة لتغيير الأوضاع عن طريق العنف والعمليات الارهابية والتخريبية وتناست أن القوى الوطنية الجبارة والثائرة ضد الاستبداد هي مكونة من الإسلاميين واليساريين والقوميين وكل القوى الليبرالية الوطنية.. فأين موقع الأنظمة من الشعب وقواه الوطنية.. كان رد الأنظمة المستبدة تحريك وتحريض الجيش ضد الشعب و تحشيد عناصر الأجهزة الأمنية والقمعية لمواجهة الشعب التي ستكون طرفا مباشرا في الصراع وعندها تفقد حياديتها ومهنيتها وتصبح جزءا من النظام الاستبدادي الذي لم يحسب حسابا لحدوث ثورة شعبية تطيح بنظامه وان انتابه الشعور فلم يقدم أي انجاز لشعبه أو أي تغيير لسياساته لأنه ..مكبل بطغيانه واستبداده...
حقا أن تلك الأنظمة لم تحترم شعوبها وتنظر لها نظرة دونية وتعتبرهم جموع من الجهلة والجياع والباحثين عن مصالحهم الضيقة بدون وعي سياسي أو إحساس بالمسؤولية ..لقد تفاجأ الحكام المستبدون وبطانتهم فارتبكوا..واطلقو عنان أجهزتهم الأمنية القمعية لتبطش بأبناء الشعوب العزل للاشيء سوى لأنهم يطالبون بأبسط حقوقهم المشروعة كبشر وأولها الحقوق المهدورة وهي احترام حقوق الإنسان واحترام العقائد وحرية الأفكار وحرية المواطن بكل المقاييس وفق المسؤولية القانونية وتوفير الخدمات ورفع المستوى المعيشي بإشكاله وتوفير العدالة الاجتماعية.. إن الشعوب العربية اليوم متأزمة أوضاعها اقتصاديا وسياسيا وامنيا فالثورة التي تغير الواقع لهذه الشعوب أصبحت اليوم استحقاقا وطنيا وضرورة ملحة.. ولكن يجب ان لانبالغ بالتوقعات والنتائج لأي تمرد جماهيري او انتفاضة او ثورة فالشعوب تطمح الى تغيير النظام السياسي بأكمله وإحداث تغييرات جذرية نحو الأفضل وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولا ننسى ان هناك قوى معادية للثورة وللتغيير تختلف قوتها من بلد إلى بلد حسب الموقع الاستراتيجي لكل دولة وحسب أهميتها الجيوبوليتيكية وعمق المصالح الأجنبية في هذا البلد وقوة او ضعف التجانس الطائفي والإثني ..نعم هناك ثقافات مضادة كامنة تتحين الفرصة لتتمرد على الدولة وحتى على الثورة ولتثبت حضورها كمكون قائم بذاته وفارض لوضعه الاجتماعي والسياسي .. قد يسقط النظام ويحل محله نظام أسوأ وقد يسقط النظام ويتحول البلد الى الفوضى الخلاقة تحكمه كيانات متعددة تتحكم بها الميليشيات ..اما الجماهير الغفيرة الثائرة والمنفعلة والهائجة لابد إن تقودها شخصيات وقوى سياسية وطنية ثائرة تتحمل وزر قيادة الثورة ومسؤولية قيادة الدولة مرحليا بعد نجاح الثورة لحين الانتقال السلمي للسلطة وتقع على عاتقها مسؤولية تحقيق ألأهداف المشروعة للجماهير..
النضال السياسي للشعوب الحرة أخذا بالاتساع يوما بعد يوم.. ينشط ويتفاقم ويشع أملا في النفوس نحو غد مشرق و تمردها لا يكون عفويا بل منظما وبقيادة قوى سياسية تحمل برامج سياسية وطنية تتصدى المسيرة في قيادة الجماهير المتمردة والثائرة وتزيد من تعاظم دورها وتسريع مراحل نضالها الهادف نحو التغيير..
الجماهير تصنع تاريخها بنضالها وهو القوة الحاسمة حيث يظهر دورها الحقيقي في صناعة التاريخ والمستقبل باتجاهين متناسقين ألا تجاه الأول هي الثورة الجذرية الشاملة المتأتية من التمرد والانتفاض وتثو ير المجتمع من خلال النخب الثورية أصحاب القضية والمعاناة التي تؤدي بدورها إلى إسقاط النظام السياسي وإقامة النظام الجديد ليس على أنقاضه بل بعد كنسه وتنظيف المجتمع من براثنه ..والاتجاه الثاني في العمل المنتج وهو ذوشقين المادي والروحي فالجماهير هي المحرك الفعلي والأساسي لأي تقدم اقتصادي وعلمي وإحداث التغييرات الجذرية في التكنيك وتغييرانماط القوى المنتجة وتطويرها بما يؤدي إلى تغيير أسلوب الإنتاج كله وتحضير المقدمات المادية للانتقال إلى نظام اجتماعي جديد ..الجماهير تقرر مصير الثورة ومستقبل البلاد.. وتصنع تاريخه تبعا للظروف الموضوعية وليس بشكل تحكمي أو فوضوي فعوامل الاستقرار السياسي والأمني والوحدة الوطنية والتكامل الاقتصادي المتين هو العامل الحاسم في التاريخ ودافعا حيويا الى بناء المستقبل وفي عالم اليوم من يتحكم بالاقتصاد يتحكم بالقوة الاقتصادية والسياسية الهائلة سواء في خدمة المجتمع أوفي إحكام السيطرة على إقرانه من القوى الأخرى ..
إن التحديات الجدية التي يواجهها الشعب ترتبط بشكل وثيق بالتحولات الاجتماعية العميقة وقوة الإرادة الشعبية في مواجهتها بصبر وثبات..اليوم الجماهير المتمردة تجد وتلمس على الواقع المقدمات الثورية للتغيير وتحرير ذاتها من براثن الواقع الاجتماعي المتراكم من الفساد والجهل والاستغلال والطائفية .. فالوعي الشعبي ووحد ة أبناءه الوطنية وقواها الثورية المؤمنة بالديمقراطية ضمان أكيد لعدم انزلاق الثورة نحو الفوضى. اليوم الجماهير الغفيرة الثائرة والمنفعلة والهائجة لابد إن تقودها شخصيات وقوى سياسية وطنية ثائرة أيضا تتحمل وزر قيادة الثورة ومسؤولية قيادة الدولة مرحليا بعد نجاح الثورة لحين الانتقال السلمي للسلطة وتقع على عاتقها مسؤولية تحقيق ألأهداف المشروعة للجماهير.. وعلى القوى السياسية ان تتوحد مع ذاتها وقبل البدء بقيادة الجماهير.. وعلى الجماهير الثائرة إن ترص صفوفها وتتوحد وتنظم أوضاعها وتؤمن طريقها نحو المساهمة النشطة في حل المعضلات والمشاكل التي تواجه الشعب وتجنب الانزلاق نحو الفوضى وغلق منافذها المؤدية الى الهاوية ..
إن وعي الشعب ووحدته الوطنية قواه الثورية المؤمنة بالديمقراطية ضمان أكيد لعدم انزلاق الثورة نحو الفوضى… ومصادرة حقوقها وأهدافها وتطلعاتها..وعلى الثواران اتباع طريق ونهج التوازن والتسامح والتغيير نحو الأفضل واستيعاب التقدم الثوري والتوحد لمحاربة كل الإرهاصات والمعوقات التي تسلكها الثورة المضادة.. لان الشعب هوولي الدم بشهدائه وولي الفعل بثورته..
منذ عقدين بدأت سحنة العالم تتغير بسرعة كانت كلمة الحرية والديمقراطية تعني الخيانة والشتيمة في قاموس اغلب الأنظمة الاستبدادية لكن اليوم وبفضل الثورات الآنية أصبح لها مذاقا أخر..فالتمرد أدى إلى ثورة وهي بدورها أدت إلى تغيير في بعض الأنظمة ..انه قدر الشعوب الحرة..
يتساءل المواطن العربي في كل مكان عما يحدث اليوم في العديد من الأقطار العربية هل هي تسونامي جديد كما حل في أوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق بين عامي 1989و 1991..هل هي ثورات حقيقية لتغيير الواقع العربي المتردي أو على الأقل تغيير الواقع القطري لكل بلد ثائر ..واكتساح الأنظمة العربية البالية التي انتهت صلاحياتها منذ زمن بعيد لأنها لم تقدم شيئا لشعوبها بل العكس أضرت بها..؟ أم أن التمرد الجماهيري الحاصل هو مجرد نزوة شعبية عارمة نابعة من المعاناة وكبت الحريات واستبداد الأنظمة لشعوبها..تغذيه أيدي أجنبية خفية تستهدف تمزيق تلك البلدان وزرع الفتنة في صفوف أبناءها وانزلاقها إلى الفوضى الخلاقة كما فعلت الولايات المتحدة بالعراق ..أن عملية التغيير الجارية في المنطقة تستدعينا إلى وقفة تأمل وإعادة الحسابات من جديد في توقيتها واندفاعها الجماهيري وأساليبها الجديدة التي لم تكن في حسبان الأنظمة الحاكمة وحتى القوى العظمى...وهذا يشعرنا مسبقا انه لابقاء لأي نظام ديكتاتوري واستبدادي في المنطقة عن منأى التغيير الجاري سواء كان عربيا أم أجنبيا .. فالأنظمة السياسية أصبحت لا تتسع لروح العصر ومتطلباته ولا تنسجم مع التحولات الاجتماعية ولا تواكب التطورات الدولية الجارية على الساحة الدولية وقد كتبت شهادة وفياتها بنفسها منذ زمن طويل .. اليوم على الأنظمة إن تتجاوز السبات الطويل والتمحور حول الذات والتحجر المؤدي إلى الانهيار.. فالنظام الذي يريد البقاء والاستمرار في الحكم عليه أن يتصف بالديناميكية ويستجيب للحاجات الاجتماعية والظروف المحيطة ..
قد ينهار النظام السياسي بفعل الإرادة الجماهيرية فهذا أمر طبيعي وقد ينهار بفعل القوى الخارجية لأنه منخور من الداخل ولا يستطيع الصمود أو إقناع الجماهير بالالتفاف حوله والدفاع عنه ..
اليوم ليس كل تمرد أو انتفاضة تسمى ثورة وليس كل نظام جديد يستلم مقاليد الأمور على أنقاض النظام السابق جاء بثورة ..فالثورة الحقيقية لها شروطها ومقدماتها و تشكل مرحلتين أساسيتين متلازمتين أولهما إسقاط النظام وإقامة النظام الجديد والأفضل بكل معانيه وثانيهما تحقيق الانجازات والمكتسبات الوطنية للشعب.. اما افتقار الثورة إلى أحداهما فسيؤدي إلى ان تأكل الثورة أبنائها ثم تتوجه إلى حلفائها وشركاءها فتلتهمهم .. وتتخذ اجراءات صارمة وفورية يتقدمها احلال الثورة محل القوانين الجنائية... وإلصاق تهم التأمر والخيانة والعمالة وحتى الإرهاب بكل معارض ومناوئ ضد النظام ... والمباشرة بتشييد أفضل السجون عمرانا وأتعسها امنا واحتراما للمعتقلين ولضم اكبر قدر من المعتقلين من أبناء الشعب... أما حقوق الشعوب وحريتها ليست سوى نزعة استهلاكية برجوازية ابتدعتها العولمة ..؟ اماالديمقراطية فهي الحق المطلق للحاكم في أن يعدم ويسجن ويصادر ويغتصب وله السلطة المطلقة بلا منازع ويصبح الدستوربالنسبة له مجرد كلمات مكتوبة يتلاعب بمعانيها وفق مصالحه وإرادته وهواه ويتخذ من القضاء (المستقل) ظلا يحتمي به من عواصف الاعتراضات والانتقادات الشعبية.. حتى يمارس كل ما بنفسه ويصل إلى حد الكمال في السلطة والملذات فلا يبقى لديه شيء في الحياة إلا الجنون وأي جنون...انه جنون السلطة.. الجنون المطلق على شعبه وجيرانه ... وبدلا من أن يثأر لشعبه ويحميه من أعداءه يثار من شعبه المغلوب على أمره وينتقم منه ليرضي اعداءه..
إن قوة الزحف الجماهيري الغير مسبوقة قد أججت وبقوة مكامن الشعوب نحو الحرية وشخصت مكامن الخلل والمخاطر الجسيمة ..وإنّ تحقق شروط اللحظة التاريخية التي تمربها الشعوب اليوم هي جوهر الرؤية السليمة إلى المستقبل.. فانطلاق الشرارة الأولى للثورة الجذرية الشاملة تمثلت في مسيرة احتجاج فانتفاضة فثورة فاقتلاع ينطوي على التغيير الغير مرتقب أو محسوب.. لان الشروط الموضوعية والذاتية للثورة في المنطقة متوفرة بقوة وحضورها متميزا بقوته وسرعة انتشاره كالنار في الهشيم فسقط طغاة عتاة تجذرو في السلطة منذ عقود طويلة.. سقطوا خلال أيام وذابوا عن مسرح الحكم كتمثال من الشمع سطعته شمس تموزية.. استلهمت سخونتها الثورية من همة الجماهير وعزمها على التغيير والوصول الى سدة الحكم بأسلوب التمرد الثوري بعد أن وصلت إلى حد اليأس من الانتقال الديمقراطي للسلطة فبدأ الحراك الثوري الشعبي العربي بإشعال فتيل متنامي لإطاحة النظم السياسية الديكتاتورية الاستبدادية الحاكمة وإحلال أنظمة ديمقراطية تواكب التطورات الجارية في العالم.. وتبعد مسيرة الثورات عن أية إرهاصات غير محسوبة قد تحدث..
وفي الظروف المهيأة للثورة فان دعوة الجماهير إلى التمرد وحدوث هذا التمرد كالسيل الجارف أصبح بمثابة القيامة ..وهذه القيامة أصبحت قبلة أمام كل الشعوب المتطلعة إلى الحرية وشحن الهمم في وجه الديكتاتوريات الطاغية..وأصبح تمرّد الجماهير علامة بارزة ومضيئة في تاريخ الشعوب العربية على مدى القرنين العشرين و الحادي والعشرين ونبراسا تهتدي به الشعوب الحرة في التصدي للاستبداد والتبعية ورفض التسييس الشامل الذي اعتنقه السياسيين والحكام واعتمدوه كمبدأ لتمرير أجنداتهم..
وفي كل عصر وكل ثورة فان الجماهير تصنع تاريخها بنضالها وكفاحها ألد ؤوب وهي القوة الحاسمة لمصيرها ويظهر دورها الحقيقي في ذلك باتجاهين متناسقين.. الاتجاه الأول الثورة الجذرية الشاملة المتأتية من التمرد والانتفاض وتثو ير المجتمع وسلاحها الوعي والمعاناة من الاستبداد السلطوي وهذا غير كافيا إذا لم تنظم صفوفها بقيادة تنظيماتها وطلائعها الثورية وقواها السياسية الوطنية كون الجماهيرهي صاحبة القضية والمعاناة التي تؤدي بدورها الى إسقاط النظام السياسي وإقامة النظام الجديد ليس على أنقاضه بل بعد كنسه وتنظيف المجتمع من براثنه البالية الفاسدة..والاتجاه الثاني تنظيم الجماهير للعمل المنتج الخلاق وهو ذو شقين المادي والروحي فالجماهير هي المحرك الفعلي والأساسي لأي تقدم اقتصادي وعلمي وإحداث اية تغييرات جذرية في التكنيك وتغييرانماط القوى المنتجة وتطويرها بما يؤدي إلى تغيير أسلوب الإنتاج وتحضير المقدمات المادية للانتقال إلى نظام اجتماعي جديد ..وهذا يعتمد على مدى فاعلية الجماهير في تقرير مصيرها وبناء مستقبلها .. وصناعة تاريخها تبعا للظروف الموضوعية وليس بشكل تحكمي أو فوضوي.. فعوامل الاستقرار السياسي والأمني والوحدة الوطنية والتكامل الاقتصادي المتين هو العامل الحاسم في تطوير المجتمع وبناء الدولة والدافع الحيوي للفرد لبناء المستقبل لأنه في عالم اليوم من يتحكم بالاقتصاد يتحكم بالقوة الاقتصادية الهائلة في بناء الدولة العصرية القوية ومساهمته في التحكم بمصائر أقرانه والآخرين ..
إن التحديات الجدية التي يواجهها الشعب ترتبط بشكل وثيق بالتحولات الاجتماعية العميقة وقوة الإرادة الشعبية في مواجهتا بصبر وثبات..فالجماهير المتمردة تجد وتلمس على الواقع المقدمات الثورية للتغيير وتحرير ذاتها من براثن الواقع الاجتماعي المتراكم من الفساد والجهل والاستغلال والطائفية ..ففي تونس ومصر وليبيا واليمن.. تحولت الجماهير إلى جموع غاضبة... تحولت إلى سيول جارفة للطغاة والمجرمين والعملاء والفاسدين والمارقين...الجماهير في النهاية هي صاحبة القرار والمصلحة في التغيير وهي لا تقلق من نتائج ذلك لان الصراع الحاصل ضمن المجتمع بين الجماهير والأنظمة الحاكمة لا يعد انقساماً داخل الطبقات الاجتماعية إنما هو انقسام بين الإرادة الشعبية الواعية والهادفة وبين السياسة الاستبدادية والهيكلية المتحجرة للأنظمة الديكتاتورية التي لفظها الشعب وعفا عنهاالزمن..
اليوم الشعوب الحرة والمتقدمة الموحدة لا توجد فيها أقليّة أو أكثرية تسير على مبادئ غير سياسية وطنية .. فالشعب هو الأكثرية والسلطة هي الأقلية..الأكثرية والأقلية لا تقاس بالمفهوم ألاثني أو الطائفي أو المذهبي ..بل بالإرادة الشعبية الحرة وبالهدف السياسي الوطني الذي يوحد الشعب وليست بأفكار أو أهداف دخيلة أو متخلفة تمزق المجتمع إلى طوائف وعصبيات دينية أو أثنية.. هذه الأكثرية هي اليوم تتصدر المجتمع في الصفوف الأولى فالشعب الموحد هو من يحتل الصدارة ويتمتع بالحياة الحرة الكريمة وإذا ما أردنا العودة إلى التاريخ نجد أن تاريخ الشعوب هوتاريخ تمرد وسيطرة الجماهير الثائرة التي قضت على الأنظمة الحاكمة المستبدة وحلت محلها أنظمة وطنية تمثل إرادة الشعب.. نحن اليوم نعيش عصر الغليان العارم والجماهير في هذه اللحظة الراهنة تريد أن ترسم طريقا جديدا للحياة بربط الثورة بالثروة ..والالزاخرة والاقتصاد المتين والعلوم والتكنولوجيا وكذلك رسمرسم الوعي الجديد في الحياة من خلال غرس الثقافة الوطنية الحرة التي ترسم صورة جديدة لمفهوم الوطنية الناصعة..
لقد ولى زمن القهر والاستبداد والطغيان وقمع الشعوب فالعالم يعيش في فسحة من الحرية والتقدم وهذا لايفهمه إلا الشعوب التي عانت الكبت والطغيان ..والتي انتقلت بفعل إرادتها الحرة وأصبحت في مصاف الدول المتقدمة التي تفهم معنى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. الشعوب النامية لاتزال تعاني من عقدة الاضطهاد التاريخي المزمن لأنها عاشت قرون طويلة من السياسات العائلية والقبلية والطائفية والسلطوية وتربت أجيالا طويلة على ذلك ولازالت تعيش هذه الحالة رغم التطورات التي حدثت في العالم منذ منتصف القرن العشرين.. انه حقا زمن قويّ ومتطور ولكنه متجبر و مجهول المصير...
إن مطالب الجماهير بتمردها وثوراتها (وهي تحمل إرثا وأهدافا حضارية ) هو الأمن والخدمات ورفع المستوى المعيشي والاستخدام الأمثل للثروات الوطنية ( لأنها حقوق الحاضر وكنز مستقبل الأجيال) ومنافع التكنولوجيا والتقدم العلمي ..الجماهير فرضت نفسها في الحياة السياسية كي تقود وتؤثر في الشارع بأفكارها وتطلعاتها وتتأثر من خلال معاناتها وأزماتها ..
ان ظهور الديمقراطيات للواجهة في العصر الحديث أعطى للجماهير دفقا جديدا وأملا رحبا نحو الحياة الحرة التي يضعف فيها الاستبداد ويجعل الحاكم يحسب لسياساته وسلوكياته ويتحسب لمصيره ..والمهم أن تكون الممارسة الديمقراطية حقيقية وليست شكلية كما تمارس اليوم في الكثير من دول المنطقة ومن أولوياتها تفعيل نظام الاقتراع عن طريق العملية الانتخابية فكلما كان نظام الاقتراع موفقاً ونزيها و متطابقا مع الواقع فسنضمن مستقبلا أفضل..
ان الشعوب العربية تخضع لأنظمة دكتاتورية مستبدة ومتسلطة..وهي تعاني من الفقر والبطالة والحد من الحريات ومن تدهور كبير في كل نواحي الحياة و غياب العدالة الاجتماعية ..فالكل كان يتوقع أن يتم تغيير الأنظمة بتدخل خارجي مباشر كما حدث في العراق..بعد أن فشلت كل الطرق المؤدية للتغيير ولكن الانفجار الذي حدث بالشكل السلمي والحضاري الذي جرى في تونس ومصر وحاليا في اليمن كان مثار إعجاب الشعوب الحرة..لقد كانت الأنظمة المستبدة تتوقع أن تلجأ تنظيمات إسلامية مسلحة ومتطرفة لتغيير الأوضاع عن طريق العنف والعمليات الارهابية والتخريبية وتناست أن القوى الوطنية الجبارة والثائرة ضد الاستبداد هي مكونة من الإسلاميين واليساريين والقوميين وكل القوى الليبرالية الوطنية.. فأين موقع الأنظمة من الشعب وقواه الوطنية.. كان رد الأنظمة المستبدة تحريك وتحريض الجيش ضد الشعب و تحشيد عناصر الأجهزة الأمنية والقمعية لمواجهة الشعب التي ستكون طرفا مباشرا في الصراع وعندها تفقد حياديتها ومهنيتها وتصبح جزءا من النظام الاستبدادي الذي لم يحسب حسابا لحدوث ثورة شعبية تطيح بنظامه وان انتابه الشعور فلم يقدم أي انجاز لشعبه أو أي تغيير لسياساته لأنه ..مكبل بطغيانه واستبداده...
حقا أن تلك الأنظمة لم تحترم شعوبها وتنظر لها نظرة دونية وتعتبرهم جموع من الجهلة والجياع والباحثين عن مصالحهم الضيقة بدون وعي سياسي أو إحساس بالمسؤولية ..لقد تفاجأ الحكام المستبدون وبطانتهم فارتبكوا..واطلقو عنان أجهزتهم الأمنية القمعية لتبطش بأبناء الشعوب العزل للاشيء سوى لأنهم يطالبون بأبسط حقوقهم المشروعة كبشر وأولها الحقوق المهدورة وهي احترام حقوق الإنسان واحترام العقائد وحرية الأفكار وحرية المواطن بكل المقاييس وفق المسؤولية القانونية وتوفير الخدمات ورفع المستوى المعيشي بإشكاله وتوفير العدالة الاجتماعية.. إن الشعوب العربية اليوم متأزمة أوضاعها اقتصاديا وسياسيا وامنيا فالثورة التي تغير الواقع لهذه الشعوب أصبحت اليوم استحقاقا وطنيا وضرورة ملحة.. ولكن يجب ان لانبالغ بالتوقعات والنتائج لأي تمرد جماهيري او انتفاضة او ثورة فالشعوب تطمح الى تغيير النظام السياسي بأكمله وإحداث تغييرات جذرية نحو الأفضل وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولا ننسى ان هناك قوى معادية للثورة وللتغيير تختلف قوتها من بلد إلى بلد حسب الموقع الاستراتيجي لكل دولة وحسب أهميتها الجيوبوليتيكية وعمق المصالح الأجنبية في هذا البلد وقوة او ضعف التجانس الطائفي والإثني ..نعم هناك ثقافات مضادة كامنة تتحين الفرصة لتتمرد على الدولة وحتى على الثورة ولتثبت حضورها كمكون قائم بذاته وفارض لوضعه الاجتماعي والسياسي .. قد يسقط النظام ويحل محله نظام أسوأ وقد يسقط النظام ويتحول البلد الى الفوضى الخلاقة تحكمه كيانات متعددة تتحكم بها الميليشيات ..اما الجماهير الغفيرة الثائرة والمنفعلة والهائجة لابد إن تقودها شخصيات وقوى سياسية وطنية ثائرة تتحمل وزر قيادة الثورة ومسؤولية قيادة الدولة مرحليا بعد نجاح الثورة لحين الانتقال السلمي للسلطة وتقع على عاتقها مسؤولية تحقيق ألأهداف المشروعة للجماهير..
النضال السياسي للشعوب الحرة أخذا بالاتساع يوما بعد يوم.. ينشط ويتفاقم ويشع أملا في النفوس نحو غد مشرق و تمردها لا يكون عفويا بل منظما وبقيادة قوى سياسية تحمل برامج سياسية وطنية تتصدى المسيرة في قيادة الجماهير المتمردة والثائرة وتزيد من تعاظم دورها وتسريع مراحل نضالها الهادف نحو التغيير..
الجماهير تصنع تاريخها بنضالها وهو القوة الحاسمة حيث يظهر دورها الحقيقي في صناعة التاريخ والمستقبل باتجاهين متناسقين ألا تجاه الأول هي الثورة الجذرية الشاملة المتأتية من التمرد والانتفاض وتثو ير المجتمع من خلال النخب الثورية أصحاب القضية والمعاناة التي تؤدي بدورها إلى إسقاط النظام السياسي وإقامة النظام الجديد ليس على أنقاضه بل بعد كنسه وتنظيف المجتمع من براثنه ..والاتجاه الثاني في العمل المنتج وهو ذوشقين المادي والروحي فالجماهير هي المحرك الفعلي والأساسي لأي تقدم اقتصادي وعلمي وإحداث التغييرات الجذرية في التكنيك وتغييرانماط القوى المنتجة وتطويرها بما يؤدي إلى تغيير أسلوب الإنتاج كله وتحضير المقدمات المادية للانتقال إلى نظام اجتماعي جديد ..الجماهير تقرر مصير الثورة ومستقبل البلاد.. وتصنع تاريخه تبعا للظروف الموضوعية وليس بشكل تحكمي أو فوضوي فعوامل الاستقرار السياسي والأمني والوحدة الوطنية والتكامل الاقتصادي المتين هو العامل الحاسم في التاريخ ودافعا حيويا الى بناء المستقبل وفي عالم اليوم من يتحكم بالاقتصاد يتحكم بالقوة الاقتصادية والسياسية الهائلة سواء في خدمة المجتمع أوفي إحكام السيطرة على إقرانه من القوى الأخرى ..
إن التحديات الجدية التي يواجهها الشعب ترتبط بشكل وثيق بالتحولات الاجتماعية العميقة وقوة الإرادة الشعبية في مواجهتها بصبر وثبات..اليوم الجماهير المتمردة تجد وتلمس على الواقع المقدمات الثورية للتغيير وتحرير ذاتها من براثن الواقع الاجتماعي المتراكم من الفساد والجهل والاستغلال والطائفية .. فالوعي الشعبي ووحد ة أبناءه الوطنية وقواها الثورية المؤمنة بالديمقراطية ضمان أكيد لعدم انزلاق الثورة نحو الفوضى. اليوم الجماهير الغفيرة الثائرة والمنفعلة والهائجة لابد إن تقودها شخصيات وقوى سياسية وطنية ثائرة أيضا تتحمل وزر قيادة الثورة ومسؤولية قيادة الدولة مرحليا بعد نجاح الثورة لحين الانتقال السلمي للسلطة وتقع على عاتقها مسؤولية تحقيق ألأهداف المشروعة للجماهير.. وعلى القوى السياسية ان تتوحد مع ذاتها وقبل البدء بقيادة الجماهير.. وعلى الجماهير الثائرة إن ترص صفوفها وتتوحد وتنظم أوضاعها وتؤمن طريقها نحو المساهمة النشطة في حل المعضلات والمشاكل التي تواجه الشعب وتجنب الانزلاق نحو الفوضى وغلق منافذها المؤدية الى الهاوية ..
إن وعي الشعب ووحدته الوطنية قواه الثورية المؤمنة بالديمقراطية ضمان أكيد لعدم انزلاق الثورة نحو الفوضى… ومصادرة حقوقها وأهدافها وتطلعاتها..وعلى الثواران اتباع طريق ونهج التوازن والتسامح والتغيير نحو الأفضل واستيعاب التقدم الثوري والتوحد لمحاربة كل الإرهاصات والمعوقات التي تسلكها الثورة المضادة.. لان الشعب هوولي الدم بشهدائه وولي الفعل بثورته..لكن اليوم وبفضل الثورات الآنية أصبح لها مذاقا أخر..فالتمرد أدى إلى ثورة وهي بدورها أدت إلى تغيير في بعض الأنظمة ..انه قدر الشعوب الحرة..
يتساءل المواطن العربي في كل مكان عما يحدث اليوم في العديد من الأقطار العربية هل هي تسونامي جديد كما حل في أوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق بين عامي 1989و 1991..هل هي ثورات حقيقية لتغيير الواقع العربي المتردي أو على الأقل تغيير الواقع القطري لكل بلد ثائر ..واكتساح الأنظمة العربية البالية التي انتهت صلاحياتها منذ زمن بعيد لأنها لم تقدم شيئا لشعوبها بل العكس أضرت بها..؟ أم أن التمرد الجماهيري الحاصل هو مجرد نزوة شعبية عارمة نابعة من المعاناة وكبت الحريات واستبداد الأنظمة لشعوبها..تغذيه أيدي أجنبية خفية تستهدف تمزيق تلك البلدان وزرع الفتنة في صفوف أبناءها وانزلاقها إلى الفوضى الخلاقة كما فعلت الولايات المتحدة بالعراق ..أن عملية التغيير الجارية في المنطقة تستدعينا إلى وقفة تأمل وإعادة الحسابات من جديد في توقيتها واندفاعها الجماهيري وأساليبها الجديدة التي لم تكن في حسبان الأنظمة الحاكمة وحتى القوى العظمى...وهذا يشعرنا مسبقا انه لابقاء لأي نظام ديكتاتوري واستبدادي في المنطقة عن منأى التغيير الجاري سواء كان عربيا أم أجنبيا .. فالأنظمة السياسية أصبحت لا تتسع لروح العصر ومتطلباته ولا تنسجم مع التحولات الاجتماعية ولا تواكب التطورات الدولية الجارية على الساحة الدولية وقد كتبت شهادة وفياتها بنفسها منذ زمن طويل .. اليوم على الأنظمة إن تتجاوز السبات الطويل والتمحور حول الذات والتحجر المؤدي إلى الانهيار.. فالنظام الذي يريد البقاء والاستمرار في الحكم عليه أن يتصف بالديناميكية ويستجيب للحاجات الاجتماعية والظروف المحيطة ..
قد ينهار النظام السياسي بفعل الإرادة الجماهيرية فهذا أمر طبيعي وقد ينهار بفعل القوى الخارجية لأنه منخور من الداخل ولا يستطيع الصمود أو إقناع الجماهير بالالتفاف حوله والدفاع عنه ..
اليوم ليس كل تمرد أو انتفاضة تسمى ثورة وليس كل نظام جديد يستلم مقاليد الأمور على أنقاض النظام السابق جاء بثورة ..فالثورة الحقيقية لها شروطها ومقدماتها و تشكل مرحلتين أساسيتين متلازمتين أولهما إسقاط النظام وإقامة النظام الجديد والأفضل بكل معانيه وثانيهما تحقيق الانجازات والمكتسبات الوطنية للشعب.. اما افتقار الثورة إلى أحداهما فسيؤدي إلى ان تأكل الثورة أبنائها ثم تتوجه إلى حلفائها وشركاءها فتلتهمهم .. وتتخذ اجراءات صارمة وفورية يتقدمها احلال الثورة محل القوانين الجنائية... وإلصاق تهم التأمر والخيانة والعمالة وحتى الإرهاب بكل معارض ومناوئ ضد النظام ... والمباشرة بتشييد أفضل السجون عمرانا وأتعسها امنا واحتراما للمعتقلين ولضم اكبر قدر من المعتقلين من أبناء الشعب... أما حقوق الشعوب وحريتها ليست سوى نزعة استهلاكية برجوازية ابتدعتها العولمة ..؟ اماالديمقراطية فهي الحق المطلق للحاكم في أن يعدم ويسجن ويصادر ويغتصب وله السلطة المطلقة بلا منازع ويصبح الدستوربالنسبة له مجرد كلمات مكتوبة يتلاعب بمعانيها وفق مصالحه وإرادته وهواه ويتخذ من القضاء (المستقل) ظلا يحتمي به من عواصف الاعتراضات والانتقادات الشعبية.. حتى يمارس كل ما بنفسه ويصل إلى حد الكمال في السلطة والملذات فلا يبقى لديه شيء في الحياة إلا الجنون وأي جنون...انه جنون السلطة.. الجنون المطلق على شعبه وجيرانه ... وبدلا من أن يثأر لشعبه ويحميه من أعداءه يثار من شعبه المغلوب على أمره وينتقم منه ليرضي اعداءه..
إن قوة الزحف الجماهيري الغير مسبوقة قد أججت وبقوة مكامن الشعوب نحو الحرية وشخصت مكامن الخلل والمخاطر الجسيمة ..وإنّ تحقق شروط اللحظة التاريخية التي تمربها الشعوب اليوم هي جوهر الرؤية السليمة إلى المستقبل.. فانطلاق الشرارة الأولى للثورة الجذرية الشاملة تمثلت في مسيرة احتجاج فانتفاضة فثورة فاقتلاع ينطوي على التغيير الغير مرتقب أو محسوب.. لان الشروط الموضوعية والذاتية للثورة في المنطقة متوفرة بقوة وحضورها متميزا بقوته وسرعة انتشاره كالنار في الهشيم فسقط طغاة عتاة تجذرو في السلطة منذ عقود طويلة.. سقطوا خلال أيام وذابوا عن مسرح الحكم كتمثال من الشمع سطعته شمس تموزية.. استلهمت سخونتها الثورية من همة الجماهير وعزمها على التغيير والوصول الى سدة الحكم بأسلوب التمرد الثوري بعد أن وصلت إلى حد اليأس من الانتقال الديمقراطي للسلطة فبدأ الحراك الثوري الشعبي العربي بإشعال فتيل متنامي لإطاحة النظم السياسية الديكتاتورية الاستبدادية الحاكمة وإحلال أنظمة ديمقراطية تواكب التطورات الجارية في العالم.. وتبعد مسيرة الثورات عن أية إرهاصات غير محسوبة قد تحدث..
وفي الظروف المهيأة للثورة فان دعوة الجماهير إلى التمرد وحدوث هذا التمرد كالسيل الجارف أصبح بمثابة القيامة ..وهذه القيامة أصبحت قبلة أمام كل الشعوب المتطلعة إلى الحرية وشحن الهمم في وجه الديكتاتوريات الطاغية..وأصبح تمرّد الجماهير علامة بارزة ومضيئة في تاريخ الشعوب العربية على مدى القرنين العشرين و الحادي والعشرين ونبراسا تهتدي به الشعوب الحرة في التصدي للاستبداد والتبعية ورفض التسييس الشامل الذي اعتنقه السياسيين والحكام واعتمدوه كمبدأ لتمرير أجنداتهم..
وفي كل عصر وكل ثورة فان الجماهير تصنع تاريخها بنضالها وكفاحها ألد ؤوب وهي القوة الحاسمة لمصيرها ويظهر دورها الحقيقي في ذلك باتجاهين متناسقين.. الاتجاه الأول الثورة الجذرية الشاملة المتأتية من التمرد والانتفاض وتثو ير المجتمع وسلاحها الوعي والمعاناة من الاستبداد السلطوي وهذا غير كافيا إذا لم تنظم صفوفها بقيادة تنظيماتها وطلائعها الثورية وقواها السياسية الوطنية كون الجماهيرهي صاحبة القضية والمعاناة التي تؤدي بدورها الى إسقاط النظام السياسي وإقامة النظام الجديد ليس على أنقاضه بل بعد كنسه وتنظيف المجتمع من براثنه البالية الفاسدة..والاتجاه الثاني تنظيم الجماهير للعمل المنتج الخلاق وهو ذو شقين المادي والروحي فالجماهير هي المحرك الفعلي والأساسي لأي تقدم اقتصادي وعلمي وإحداث اية تغييرات جذرية في التكنيك وتغييرانماط القوى المنتجة وتطويرها بما يؤدي إلى تغيير أسلوب الإنتاج وتحضير المقدمات المادية للانتقال إلى نظام اجتماعي جديد ..وهذا يعتمد على مدى فاعلية الجماهير في تقرير مصيرها وبناء مستقبلها .. وصناعة تاريخها تبعا للظروف الموضوعية وليس بشكل تحكمي أو فوضوي.. فعوامل الاستقرار السياسي والأمني والوحدة الوطنية والتكامل الاقتصادي المتين هو العامل الحاسم في تطوير المجتمع وبناء الدولة والدافع الحيوي للفرد لبناء المستقبل لأنه في عالم اليوم من يتحكم بالاقتصاد يتحكم بالقوة الاقتصادية الهائلة في بناء الدولة العصرية القوية ومساهمته في التحكم بمصائر أقرانه والآخرين ..
إن التحديات الجدية التي يواجهها الشعب ترتبط بشكل وثيق بالتحولات الاجتماعية العميقة وقوة الإرادة الشعبية في مواجهتا بصبر وثبات..فالجماهير المتمردة تجد وتلمس على الواقع المقدمات الثورية للتغيير وتحرير ذاتها من براثن الواقع الاجتماعي المتراكم من الفساد والجهل والاستغلال والطائفية ..ففي تونس ومصر وليبيا واليمن.. تحولت الجماهير إلى جموع غاضبة... تحولت إلى سيول جارفة للطغاة والمجرمين والعملاء والفاسدين والمارقين...الجماهير في النهاية هي صاحبة القرار والمصلحة في التغيير وهي لا تقلق من نتائج ذلك لان الصراع الحاصل ضمن المجتمع بين الجماهير والأنظمة الحاكمة لا يعد انقساماً داخل الطبقات الاجتماعية إنما هو انقسام بين الإرادة الشعبية الواعية والهادفة وبين السياسة الاستبدادية والهيكلية المتحجرة للأنظمة الديكتاتورية التي لفظها الشعب وعفا عنهاالزمن..
اليوم الشعوب الحرة والمتقدمة الموحدة لا توجد فيها أقليّة أو أكثرية تسير على مبادئ غير سياسية وطنية .. فالشعب هو الأكثرية والسلطة هي الأقلية..الأكثرية والأقلية لا تقاس بالمفهوم ألاثني أو الطائفي أو المذهبي ..بل بالإرادة الشعبية الحرة وبالهدف السياسي الوطني الذي يوحد الشعب وليست بأفكار أو أهداف دخيلة أو متخلفة تمزق المجتمع إلى طوائف وعصبيات دينية أو أثنية.. هذه الأكثرية هي اليوم تتصدر المجتمع في الصفوف الأولى فالشعب الموحد هو من يحتل الصدارة ويتمتع بالحياة الحرة الكريمة وإذا ما أردنا العودة إلى التاريخ نجد أن تاريخ الشعوب هوتاريخ تمرد وسيطرة الجماهير الثائرة التي قضت على الأنظمة الحاكمة المستبدة وحلت محلها أنظمة وطنية تمثل إرادة الشعب.. نحن اليوم نعيش عصر الغليان العارم والجماهير في هذه اللحظة الراهنة تريد أن ترسم طريقا جديدا للحياة بربط الثورة بالثروة ..والالزاخرة والاقتصاد المتين والعلوم والتكنولوجيا وكذلك رسمرسم الوعي الجديد في الحياة من خلال غرس الثقافة الوطنية الحرة التي ترسم صورة جديدة لمفهوم الوطنية الناصعة..
لقد ولى زمن القهر والاستبداد والطغيان وقمع الشعوب فالعالم يعيش في فسحة من الحرية والتقدم وهذا لايفهمه إلا الشعوب التي عانت الكبت والطغيان ..والتي انتقلت بفعل إرادتها الحرة وأصبحت في مصاف الدول المتقدمة التي تفهم معنى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. الشعوب النامية لاتزال تعاني من عقدة الاضطهاد التاريخي المزمن لأنها عاشت قرون طويلة من السياسات العائلية والقبلية والطائفية والسلطوية وتربت أجيالا طويلة على ذلك ولازالت تعيش هذه الحالة رغم التطورات التي حدثت في العالم منذ منتصف القرن العشرين.. انه حقا زمن قويّ ومتطور ولكنه متجبر و مجهول المصير...
إن مطالب الجماهير بتمردها وثوراتها (وهي تحمل إرثا وأهدافا حضارية ) هو الأمن والخدمات ورفع المستوى المعيشي والاستخدام الأمثل للثروات الوطنية ( لأنها حقوق الحاضر وكنز مستقبل الأجيال) ومنافع التكنولوجيا والتقدم العلمي ..الجماهير فرضت نفسها في الحياة السياسية كي تقود وتؤثر في الشارع بأفكارها وتطلعاتها وتتأثر من خلال معاناتها وأزماتها ..
ان ظهور الديمقراطيات للواجهة في العصر الحديث أعطى للجماهير دفقا جديدا وأملا رحبا نحو الحياة الحرة التي يضعف فيها الاستبداد ويجعل الحاكم يحسب لسياساته وسلوكياته ويتحسب لمصيره ..والمهم أن تكون الممارسة الديمقراطية حقيقية وليست شكلية كما تمارس اليوم في الكثير من دول المنطقة ومن أولوياتها تفعيل نظام الاقتراع عن طريق العملية الانتخابية فكلما كان نظام الاقتراع موفقاً ونزيها و متطابقا مع الواقع فسنضمن مستقبلا أفضل..
ان الشعوب العربية تخضع لأنظمة دكتاتورية مستبدة ومتسلطة..وهي تعاني من الفقر والبطالة والحد من الحريات ومن تدهور كبير في كل نواحي الحياة و غياب العدالة الاجتماعية ..فالكل كان يتوقع أن يتم تغيير الأنظمة بتدخل خارجي مباشر كما حدث في العراق..بعد أن فشلت كل الطرق المؤدية للتغيير ولكن الانفجار الذي حدث بالشكل السلمي والحضاري الذي جرى في تونس ومصر وحاليا في اليمن كان مثار إعجاب الشعوب الحرة..لقد كانت الأنظمة المستبدة تتوقع أن تلجأ تنظيمات إسلامية مسلحة ومتطرفة لتغيير الأوضاع عن طريق العنف والعمليات الارهابية والتخريبية وتناست أن القوى الوطنية الجبارة والثائرة ضد الاستبداد هي مكونة من الإسلاميين واليساريين والقوميين وكل القوى الليبرالية الوطنية.. فأين موقع الأنظمة من الشعب وقواه الوطنية.. كان رد الأنظمة المستبدة تحريك وتحريض الجيش ضد الشعب و تحشيد عناصر الأجهزة الأمنية والقمعية لمواجهة الشعب التي ستكون طرفا مباشرا في الصراع وعندها تفقد حياديتها ومهنيتها وتصبح جزءا من النظام الاستبدادي الذي لم يحسب حسابا لحدوث ثورة شعبية تطيح بنظامه وان انتابه الشعور فلم يقدم أي انجاز لشعبه أو أي تغيير لسياساته لأنه ..مكبل بطغيانه واستبداده...
حقا أن تلك الأنظمة لم تحترم شعوبها وتنظر لها نظرة دونية وتعتبرهم جموع من الجهلة والجياع والباحثين عن مصالحهم الضيقة بدون وعي سياسي أو إحساس بالمسؤولية ..لقد تفاجأ الحكام المستبدون وبطانتهم فارتبكوا..واطلقو عنان أجهزتهم الأمنية القمعية لتبطش بأبناء الشعوب العزل للاشيء سوى لأنهم يطالبون بأبسط حقوقهم المشروعة كبشر وأولها الحقوق المهدورة وهي احترام حقوق الإنسان واحترام العقائد وحرية الأفكار وحرية المواطن بكل المقاييس وفق المسؤولية القانونية وتوفير الخدمات ورفع المستوى المعيشي بإشكاله وتوفير العدالة الاجتماعية.. إن الشعوب العربية اليوم متأزمة أوضاعها اقتصاديا وسياسيا وامنيا فالثورة التي تغير الواقع لهذه الشعوب أصبحت اليوم استحقاقا وطنيا وضرورة ملحة.. ولكن يجب ان لانبالغ بالتوقعات والنتائج لأي تمرد جماهيري او انتفاضة او ثورة فالشعوب تطمح الى تغيير النظام السياسي بأكمله وإحداث تغييرات جذرية نحو الأفضل وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولا ننسى ان هناك قوى معادية للثورة وللتغيير تختلف قوتها من بلد إلى بلد حسب الموقع الاستراتيجي لكل دولة وحسب أهميتها الجيوبوليتيكية وعمق المصالح الأجنبية في هذا البلد وقوة او ضعف التجانس الطائفي والإثني ..نعم هناك ثقافات مضادة كامنة تتحين الفرصة لتتمرد على الدولة وحتى على الثورة ولتثبت حضورها كمكون قائم بذاته وفارض لوضعه الاجتماعي والسياسي .. قد يسقط النظام ويحل محله نظام أسوأ وقد يسقط النظام ويتحول البلد الى الفوضى الخلاقة تحكمه كيانات متعددة تتحكم بها الميليشيات ..اما الجماهير الغفيرة الثائرة والمنفعلة والهائجة لابد إن تقودها شخصيات وقوى سياسية وطنية ثائرة تتحمل وزر قيادة الثورة ومسؤولية قيادة الدولة مرحليا بعد نجاح الثورة لحين الانتقال السلمي للسلطة وتقع على عاتقها مسؤولية تحقيق ألأهداف المشروعة للجماهير..
النضال السياسي للشعوب الحرة أخذا بالاتساع يوما بعد يوم.. ينشط ويتفاقم ويشع أملا في النفوس نحو غد مشرق و تمردها لا يكون عفويا بل منظما وبقيادة قوى سياسية تحمل برامج سياسية وطنية تتصدى المسيرة في قيادة الجماهير المتمردة والثائرة وتزيد من تعاظم دورها وتسريع مراحل نضالها الهادف نحو التغيير..
الجماهير تصنع تاريخها بنضالها وهو القوة الحاسمة حيث يظهر دورها الحقيقي في صناعة التاريخ والمستقبل باتجاهين متناسقين ألا تجاه الأول هي الثورة الجذرية الشاملة المتأتية من التمرد والانتفاض وتثو ير المجتمع من خلال النخب الثورية أصحاب القضية والمعاناة التي تؤدي بدورها إلى إسقاط النظام السياسي وإقامة النظام الجديد ليس على أنقاضه بل بعد كنسه وتنظيف المجتمع من براثنه ..والاتجاه الثاني في العمل المنتج وهو ذوشقين المادي والروحي فالجماهير هي المحرك الفعلي والأساسي لأي تقدم اقتصادي وعلمي وإحداث التغييرات الجذرية في التكنيك وتغييرانماط القوى المنتجة وتطويرها بما يؤدي إلى تغيير أسلوب الإنتاج كله وتحضير المقدمات المادية للانتقال إلى نظام اجتماعي جديد ..الجماهير تقرر مصير الثورة ومستقبل البلاد.. وتصنع تاريخه تبعا للظروف الموضوعية وليس بشكل تحكمي أو فوضوي فعوامل الاستقرار السياسي والأمني والوحدة الوطنية والتكامل الاقتصادي المتين هو العامل الحاسم في التاريخ ودافعا حيويا الى بناء المستقبل وفي عالم اليوم من يتحكم بالاقتصاد يتحكم بالقوة الاقتصادية والسياسية الهائلة سواء في خدمة المجتمع أوفي إحكام السيطرة على إقرانه من القوى الأخرى ..
إن التحديات الجدية التي يواجهها الشعب ترتبط بشكل وثيق بالتحولات الاجتماعية العميقة وقوة الإرادة الشعبية في مواجهتها بصبر وثبات..اليوم الجماهير المتمردة تجد وتلمس على الواقع المقدمات الثورية للتغيير وتحرير ذاتها من براثن الواقع الاجتماعي المتراكم من الفساد والجهل والاستغلال والطائفية .. فالوعي الشعبي ووحد ة أبناءه الوطنية وقواها الثورية المؤمنة بالديمقراطية ضمان أكيد لعدم انزلاق الثورة نحو الفوضى. اليوم الجماهير الغفيرة الثائرة والمنفعلة والهائجة لابد إن تقودها شخصيات وقوى سياسية وطنية ثائرة أيضا تتحمل وزر قيادة الثورة ومسؤولية قيادة الدولة مرحليا بعد نجاح الثورة لحين الانتقال السلمي للسلطة وتقع على عاتقها مسؤولية تحقيق ألأهداف المشروعة للجماهير.. وعلى القوى السياسية ان تتوحد مع ذاتها وقبل البدء بقيادة الجماهير.. وعلى الجماهير الثائرة إن ترص صفوفها وتتوحد وتنظم أوضاعها وتؤمن طريقها نحو المساهمة النشطة في حل المعضلات والمشاكل التي تواجه الشعب وتجنب الانزلاق نحو الفوضى وغلق منافذها المؤدية الى الهاوية ..
إن وعي الشعب ووحدته الوطنية قواه الثورية المؤمنة بالديمقراطية ضمان أكيد لعدم انزلاق الثورة نحو الفوضى… ومصادرة حقوقها وأهدافها وتطلعاتها..وعلى الثواران اتباع طريق ونهج التوازن والتسامح والتغيير نحو الأفضل واستيعاب التقدم الثوري والتوحد لمحاربة كل الإرهاصات والمعوقات التي تسلكها الثورة المضادة.. لان الشعب هوولي الدم بشهدائه وولي الفعل بثورته..

الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.