سلمت مجموعة صغيرة من المتمردين شرقي طاجيكستان سلاحها بعد وعد حكومي بالعفو، لكن البحث مستمر عن زعيم حرب سابق متهم بقتل مسئول كبير في الاستخبارات، في عملية دفعت الحكومة الطاجيكية لإطلاق حملة عسكرية كبيرة سقط فيها عشرات القتلى. وتحدث ناطق باسم وزارة الداخلية عن عشرين متمردا سلموا سلاحهم في منطقة جورنوبادخشان، غير بعيد عن الحدود الأفغانية، بعد محادثات مع السلطات المحلية وقادة إسلاميين. وكان الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف هدد أمس باتخاذ كل الإجراءات لاستعادة الهدوء في هذه المنطقة الجبلية إذا لم يسلم المتمردون أسلحتهم. وجاء تهديده بعد اشتباكات ضارية الأسبوع الماضي قتل فيها 17 من الأمن الطاجيكي وثلاثون متمردا ومدني حسب الادعاء الطاجيكي. واندلعت الاشتباكات بعد أن دفعت الحكومة بقوة كبيرة إلى المنطقة ردا على اغتيال مسؤول كبير في الاستخبارات اسمه عبد الله نزاروف قبل تسعة أيام، على يد من تقول السلطات إنه زعيم حرب سابق اسمه توليب إيومبكوف. ودار القتال -الذي تركز في بلدة خوروغ ومحيطها- بين نحو مائتي متمرد وقوة حكومية عدت ثلاثة آلاف جندي. وتبع الاشتباكات وقف لإطلاق النار أعلنه الرئيس رحمانوف الثلاثاء، لفتح الباب أمام محادثات تقنع المتمردين بالاستسلام. وكان بين الأسلحة التي جرى تسليمها بنادق آلية ومدافع رشاشة ومسدسات ومتفجرات حسبما ذكر متحدث باسم وزارة الداخلية. وتقول السلطات الطاجيكية إن إيومبكوف زعيم عصابة إجرامية تهرب المخدرات والأحجار الثمينة إلى طاجيكستان عبر الحدود الأفغانية، وتحمله مسؤولية سلسلة من عمليات القتل. لكن أربعة مجموعات متمردة تنشط في المنطقة رفضت تسليم سلاحها حسب مصادر عسكرية طاجيكية. وقال مصدر أمني لرويترز اليوم "في هذه المرحلة لا يوجد حديث عن استسلام إيومبكوف والمتمردين الآخرين المتهمين بقتل نزاروف". وأضاف "الأمر الرئيسي أن هذه المواجهة تنتهي الآن سلميا وسنعود إلى اعتقال إيومبكوف في وقت لاحق". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة