أطلقت الوكالة اليهودية العالمية مشروع علاقات عامة جديدا يسعى لتجميل صورة الكيان الصهيوني في العالم، من خلال تجنيد متطوعين صهاينة يقدمون مساعدات في دول العالم الثالث بحملة بعنوان "معا نغير الصورة"، لكن محللين صهاينة قالوا إن الأمر صعب بسبب ما سببه الموقف من الفلسطينيين من سوء سمعة. وتبدأ الحملة الدعائية اليوم الأحد بالتعاون بين الوكالة اليهودية ووزارتيْ الخارجية والهجرة والدعاية، وتعتمد على إرسال مئات من المتطوعين الصهاينة لتقديم مساعدات تربوية وطبية وزراعية وغيرها، للسكان المحليين في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وتوفر الوكالة اليهودية نفقات السفر والإقامة للمتطوعين الذين سيمكثون في هذه الدول ثلاثة أشهر، ويقدمون لها أوقاتهم وخبراتهم بدلا من قضائهم نزهة في بلاد أجنبية. وتبدأ مراحل تجنيد المتطوعين لحملة "معا نغيّر الصورة" بالتسجيل على موقع الوكالة اليهودية ووزارة الدعاية، وبواسطة الإعلانات في وسائل الإعلام. ويناط بالحملة الدعائية تقديم مساعدات طبية وتعليمية كاللغة الإنجليزية للأطفال والشرائح الاجتماعية الضعيفة، إضافة لبرامج خاصة بالحفاظ على البيئة، وتنظيم ورشات ثقافية متنوعة. وسبق أن رعت الوكالة اليهودية حملات مشابهة منذ سنوات لتعزيز العلاقات بين الكيان الصهيوني واليهود في العالم، خاصة الشباب الذين ينخرطون في مجتمعاتهم المحلية وتضعف علاقاتهم بالدولة اليهودية. وأطلق الكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة حملات دعائية مختلفة في غرب أوروبا اعتمدت على خبراء في العلاقات العامة، وشبكات أصدقاء لتعميم رسائل سياسية تظهر "عدالة موقفها" بدلا من الاعتماد على خطاب الضحية. وشملت الحملة الأخيرة التي نظمت العام الماضي أهم العواصمالغربية، وتم خلالها تجنيد ألف متطوع محلي للمشاركة في تحسين صفحةالكيان الصهيوني وتعميم رسائلها في الجامعات والمنتديات الاجتماعية، بالتعاون مع شركة أوروبية. وشملت قائمة "الحلفاء" ناشطين وصحفيين وسياسيين ومثقفين وأكاديميين يهودا ومسيحيين، عملوا على تنظيم مظاهرات واعتصامات بناء على طلب السفارةالصهيونية في كل دولة، إضافة لنشرهم مقالات رأي في الصحف المحلية. وقال الناطق بلسان الخارجية الصهيونية يغئال بالمور إن الحملات الدعائية المتصاعدة تأتي على خلفية تنامي محاولات نزع الشرعية عن الكيان الصهيوني في العالم، خاصة بعد مهاجمتها لأسطول الحرية في عرض البحر المتوسط. وأشار إلى أن الحملات الدعائية المتنوعة تعمل للمدى البعيد بموجب مبدأ "خطوة خطوة" وتراكم المكاسب. وأضاف "تركّز الحملات على الطريقة الإيجابية، وتسويق ما هو جميل في الكيان الصهيوني كدولة غربية متطورة وديمقراطية. كما تبرز أيضا مساوئ الآخر كغمط حقوق الإنسان في سوريا وإيران"، مشددا على أنها تساعد العمل الدبلوماسي الرسمي. وتتفق الخارجية الصهيونية مع دراسات صدرت عن مؤتمر هرتزليا الأمني مطلع العام تقول إن نزع الشرعية عن الكيان الصهيوني في العالم خطير، لاسيما أنه يهدف لزعزعة أركانها وتصفيتها بإطارها الحالي أي كدولة يهودية. كما تعتبر وزارة الدعاية أن كثرة "الأفكار المسبقة" في العالم إضافة للانتقادات تشكل خطرا على الكيان الصهيوني، داعية للتصدي لها بواسطة معلومات بديلة. لكن المعلق السياسي البارز عكيفا إلدار شكك في جدوى الحملة الدعائية الجديدة وكل الحملات الصهيونية السابقة، قائلا "إنها تشبه تحلية مياه البحر الميت شديدة الملوحة بملعقة سكر." وأشار إلى أن أوساط الصهيونية رسمية وشعبية تواصل اتهام العالم ب"اللاسامية" بدلا من توجيه الانتقادات الذاتية. وأكد أن الحكومة الصهيونية تلوح بقضية اللاسامية لإقناع الصهاينة بعدم وجود علاقة بين انتقادات العالم لدولتهم وبين ما يفعله اليهود للفلسطينيين. واتفق الكاتب الصحفي اليساري جدعون ليفي مع زميله إلدار، مؤكدا عجز الكيان الصهيوني عن حجب حقائق الصراع أو تشويهها في ظل الثورة المعلوماتية. وشدد على أن المشكلة تكمن في السياسات الفاسدة التي لا يمكن إصلاحها بالحملات الدعائية، حتى وإن كانت معطّرة. وأشار إلى أن شعوب العالم ترى في الكيان الصهيوني اليوم دولة متمردة على القانون الدولي، تعتمد على القوة المفرطة "وتراهن على استمرار ابتزاز المواقف والمكاسب بالتلويح الدائم بالمحرقة."