واصلت قوات الاحتلال الأمريكي والقوات العراقية – الموالية لها - لليوم الخامس على التوالي عمليات البحث في ما يعرف بمثلث الموت عن ثلاثة جنود فقدوا جراء هجوم لأحد فصائل المقاومة استهدف دوريتهم في المحمودية (32 كلم جنوب بغداد) السبت الماضي. وقامت القوة التي تضم أربعة آلاف جندي أمريكي تدعمها الطائرات والمروحيات بعزل وإغلاق قرى ومدن بأكملها بينها اليوسفية رغم تحذير ما يعرف بدولة العراق الإسلامية في بيان لها من أن البحث الحثيث قد يعرض حياة الجنود للخطر. وقال الميجر كيني مينتز وهو ضابط مشارك في العملية إن الخاطفين ليست لديهم حرية حركة وإذا كان معهم الجنود فإنهم لا يستطيعون الانتقال بهم من المكان الذي يوجدون فيه. وكان مسلحون عراقيون قد هاجموا السبت دورية أمريكية في المحمودية (32 كلم جنوب بغداد) وقتلوا أربعة جنود أمريكيين ومترجما عراقيا كان برفقتهم وأسروا ثلاثة آخرين. في هذه الأثناء تجددت المواجهات ليلة أمس الثلاثاء في مدينة الناصرية وسط العراق اليوم بين قوى الأمن وعناصر جيش المهدي التابعة للزعيم الديني مقتدى الصدر مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم جنديان وجرح 40 آخرين. وقال مصدر أمني عراقي إن الاشتباكات اندلعت بعد أن اعتقل رجال الشرطة اثنين من عناصر جيش المهدي المتهمين بزرع عبوات ناسفة في شوارع المدينة. وتفرض الشرطة حظرا للتجول على المدينة وأغلقت جميع مداخلها أمام القادمين إليها خوفا من دخول عدد من عناصر جيش المهدي من المحافظات المجاورة. والناصرية هي كبرى مدن محافظة ذي قار وتسلمت القوات العراقية المسؤولية الأمنية عنها من القوات الإيطالية في سبتمبر الماضي بسبب الوضع الأمني المستقر الذي تمتعت به هذه المحافظة. وكانت اشتباكات مماثلة اندلعت في مدينة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) مطلع أبريل الماضي أسفرت عن قتل واعتقال عدد كبير من جيش المهدي بعد تدخل قوات الاحتلال الأمريكي في المواجهات. وكان العنف الدموي في أرجاء العراق أمس قد حصد أكثر من خمسين قتيلا بينهم سبعة في تفجيرين بساحة الطيران وسط بغداد. وأصيب خمسة متعاقدين مع سفارة الاحتلال الأمريكي أمس جراء سقوط قذائف صاروخية على مبانيها في المنطقة الخضراء ببغداد. أما على الصعيد السياسي فقد وافقت لجنة الإصلاح الدستوري على تحويل خطة لإصلاح الدستور إلى البرلمان فيما يمثل خطوة مهمة نحو إقرار قوانين المصالحة الوطنية التي تزعم واشنطن أنها حاسمة لإنهاء العنف. وتهدف تلك القوانين - التي تتضمن تشريعا لاقتسام عائدات ثروات العراق النفطية وتنهي الحظر على تولي أعضاء حزب البعث الوظائف العامة بصفة خاصة. وفي واشنطن أعلن مسئول أمريكي أن الرئيس جورج بوش اختار العميد دوغلاس ليوت ليكون مشرفا عاما للبيت الأبيض على سياسة الاعتداء على العراق وأفغانستان. وقال مسئول أمريكي إن ليوت- البالغ من العمر 54 عامًا- سيصبح نائبًا لمستشار الأمن القومي للرئيس لشئون السياسة المتصلة بالعراق وأفغانستان وتنفيذها. وجاء تعيين ليوت مفاجئًا لعدد من كبار مسئولي وزارة الحرب الأمريكية (البنتاجون)، والذي قالوا إنهم لم يسمعوا به إلا قُبَيْل إعلانه. كما أتى هذا التعيين بعد عملية بحث قيل إن بعض المرشحين رفضوا خلالها عروض البيت الأبيض لتولي المنصب الذي يجب أن يحصل مرشحه على موافقة مجلس النواب الأمريكي. وقالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية إن البيت الأبيض حاول إقناع 3 جنرالات على الأقل بقبول المنصب لكنهم رفضوا جميعًا، وسيعمل ليوت- وهو جنرال برتبة ثلاث نجوم- مساعدًا لمستشار الأمن القومي ستيفن هادلي، الذي قال إنه يبحث عن شخص يستطيع أنْ يركز بشكل تامٍّ على العراق وأفغانستان. وشغل الفريق لوت- الذي سيكون مسئولاً مُباشرةً أمام الرئيس- منصب مدير العمليات في مقر القيادة الوسطى؛ حيث أشرف على العمليات في العراق وأفغانستان ومناطق أخرى من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الإفريقي, قبل أنْ يتبوَّأ المنصب نفسه لكن على مستوى قيادة الأركان الأمريكية المشتركة في شهر سبتمبر 2006م الماضي.