أكدت صحيفة "السفير" اللبنانية أن الوطن العربى فى مشرقه ومغربه يتابع - ومن داخل الاضطراب السائد في دنياهم - معركة الرئاسة في مصر، بقلوبهم وأفكارهم بتمنياتهم ومخاوفهم وقلقهم على المصير في أقطارهم المهدد معظمها بحروب أهلية، يحمل بعضها نذر "الفتنة الكبرى" مجددًا. وقالت الصحيفة فى مقال لرئيس تحريرها حول الانتخابات الرئاسية بمصر "إن بعضهم من يتابع من قلب خوفه على مصر، وبعضهم يتابع وهو خائف من مسار التطورات في مصر وتأثيراتها المحتملة على نظامه الذي كان حليفا للرئيس السابق في مصر وظل معه حتى اللحظة الأخيرة، ثم حاول بعد سقوطه أن يمنع محاكمته، وأن يطوق شباب الميدان بحملة الشعار الإسلامي". وأضافت أن الانتخابات الرئاسية فى مصر نقطة نهاية لمرحلة يريد المصريون طى صفحتها، بقدر ما يريدون أن يستشرفوا غدهم الجديد، عبر القادرين والمؤهلين والمزودين بأفكار ومبادئ وثوابت وقواعد تؤسس للدولة الجديدة، وتمكن وحدة الشعب، وتفتح باب المستقبل الأفضل". وتابعت أن معركة الرئيس الجديد في مصر تلخص معركة الدولة الجديدة بهويتها ودورها، ووصفتها بإنها ذروة المعارك السياسية التي دارت على امتداد عام ونصف العام تقريبا في ميادين مصر بعاصمتها ومدنها الكبرى وأريافها وصعيدها: فهي ستحدد المسار إلى الغد الأفضل، بالتمييز بين الأخ الشقيق والصديق، بين العدو والحليف، وهي التي سوف ترسي ركائز العلاقات بالمبادئ والمصالح الوطنية العليا، وهي هي التي ستؤكد الهوية عبر تحويلها هتافات الجماهير في الميدان إلى سياسات مؤهلة لتحقيق الشعارات المرفوعة واختتمت الصحيفة قائلة: إن العرب يتمنون أن ينتصر وعي الناخب المصري على الخدع البصرية وعلى الضغوط المادية والمعنوية، فيحسن اختيار مرشحه للرئاسة، إنه إنما ينتخب بصوته رئيس الغد الأفضل، وهذه مسئولية جسيمة سترسم معالم المستقبل العربي جميعا.