ردَّت المقاومة الفلسطينية على المجازر الصهيونية في الضفة الغربية وقطاع غزة باستهداف جنود الاحتلال الصهيوني في إطلاق نار في القدسالمحتلة وإطلاق صواريخ على موقع عسكري صهيوني في شرق القطاع. وأعلنت سرايا القدس- الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- مسئوليتها عن قصف قاعدة ناحال عوز العسكرية شرق قطاع غزة مساء أمس الأحد بقذيفتي "هاون" من طراز 120 ملم. وأشارت السرايا إلى أن العملية أدَّت إلى إصابة 6 من جنود الاحتلال مؤكدةً أنها تأتي في إطار مسلسل الردِّ الطبيعيِّ على العدوان الصهيوني المتواصل بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ولم ينفِ الجيشُ الصهيونيُّ أو يؤكد الأنباء التي تحدثت عن إصابة الجنود الستة. وفي إطار متصل تبنَّت كتائب شهداء الأقصى- الجناح العسكري لحركة فتح- المسئولية عن إصابة جندي صهيوني على حاجز حزما العسكري شمال القدسالمحتلة بعدما تعرَّض لإطلاق نار مِن على بُعد 200 متر تقريبًا من الحاجز. وقالت الكتائب إن هذه العملية تأتي ردًّا على المساس بالمسجد الأقصى المبارك وردًّا على الاغتيالات الصهيونية. وقد اعترف الصهاينة بذلك وقالت مصادر عسكرية صهيونية إن قوةً كبيرةً من الجيش تساندها مروحيةٌ خرجت للبحث عن منفِّذي العملية. وأشارت المصادر إلى أن قوة الجيش أوقفت عددًا من مواطني بلدة بيت حنينا المجاورة من أجل التحقيق معهم. وكانت المقاومة الفلسطينية قد أمطرت الكيان الصهيوني بالصواريخ أمس؛ ردًّا على الجرائم الصهيونية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد 8 فلسطينيين في الضفة وتاسع في قطاع غزة من بينهم طفلان. وفي استمرارٍ للتصعيد الصهيوني أكد شهود عيان أن طائراتٍ صهيونيةً أسقطت فجر اليوم الاثنين آلاف المنشورات التحذيرية على شمال قطاع غزة، هدَّد فيها جيش الاحتلال باجتياح المنطقة في حالة استمرار إطلاق الصواريخ تجاه الكيان. وقد استمرت الانتقادات الفلسطينية للمجازر الصهيونية؛ حيث أكد سامي أبو زهري- المتحدث باسم حركة حماس في غزة- أن هذا التصعيد الصهيوني هو استمرار لمسلسل التصعيد الذي ينهجه الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف أن الهدف الرئيسي من التصعيد الصهيوني هو قطع الطريق أمام أي توافق فلسطيني- فلسطيني؛ إذ إنه كلما حصل نوع من التوافق الداخلي قام العدوُّ بمثل هذا التصعيد". وأشار أبو زهري إلى أن تلك الاعتداءات تعتبر أيضًا ردًّا مباشرًا على حالة الضعف والوهن العربيين، التي عبَّر عنها اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير، والذين بدأوا فيه تحركات للاتصال مع الكيان الصهيوني. ونفى أبو زهري وجود أية تهدئة مع الاحتلال، مؤكدًا أن الحركة مستمرة في عملها في المقاومة، وقال نحن نؤكد حق المقاومة في الوجود، طالما أن الاحتلال موجود، ومن الطبيعي- والحال على ما هو عليه من العدوان الصهيوني- أن تكون القوى المختلفة مدعوةً للدفاع عن الشعب الفلسطيني. وفي الإطار نفسه أعلنت الحكومة الفلسطينية أنها سوف تدرس الردَّ على تلك الانتهاكات الصهيونية. وقال وزير الإعلام الدكتور مصطفى البرغوثي إن الحكومة بدأت حملةً دوليةً لفضح الممارسات الصهيونية. وأكد البرغوثي أن هذا التصعيد بدأ لدى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يوم 18 مارس الماضي، معتبرًا إياه ردًّا صهيونيًّا على التحركات العربية والفلسطينية باتجاه السلام. وجدد البرغوثي التذكير بالإحصائية التي أوردها بعد الجرائم الصهيونية مباشرةً، عندما قال إن 22 فلسطينيًّا استُشهدوا خلال شهر واحد منذ تشكيل حكومة الوحدة مقابل عدم سقوط أي قتيل صهيوني، وأضاف أن قوات الاحتلال نفَّذت 126 اجتياحًا بالضفة الغربية وقطاع غزة خلال تلك المدة. وعلى الرغم من ذلك العدوان الصهيوني فقد استمر الانفلات الأمني في قطاع غزة؛ حيث لقي 4 فلسطينيين مصرعهم، وأصيب اثنان آخران في حوادث إطلاق نار متفرقة في القطاع. وذكر موقع (فلسطين اليوم)- التابع لحركة الجهاد الإسلامي- أن شقيقين هما هيثم ومحمد أبو عمرو في العشرينيات من العمر قد قُتِلا وأصيب ثالث بجراح خطيرة في شجار غير معروف الأسباب وقع الليلة الماضية قبالة ساحل مدينة غزة، تخلَّله إطلاق نار أدَّى إلى توقف الحركة على هذا الطريق الساحلي. وفي حوادث منفصلة قُتل المواطن حسن أبو شرخ (البالغ 27 عامًا) شمال قطاع غزة، كما قُتل مواطن آخر يُدعَى عماد أبو حسين، فيما أُصيب المقدم عاطف سليمان رئيس العمليات في قوات الأمن الوطني في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.