بقلم: عبد الرحمن بن محمد لطفى هذه المقولة الباطلة كنت اسمعها وأنا غلام صغير من بعض مشايخ الطرق الصوفية التى كانت منتشرة فى الستينيات. كما كنت أسمع منهم مقولة أخرى لا تقل بطلانا عن هذه المقولة وهى (إذا كان شيخك حمار امسك بذيله). وقد قال لى احد أتباع الطرق الصوفية عندما اعترضت على شيخه لأنه يدخن بشراهة (الشيخ إن صلى إلى الشرق فصلى وراءه وان صلى إلى الغرب فصلى وراءه) وكنت سمعت من أمي وهى توجه آخى الذى يكبرنى عندما اكتشفت انه يدخن قولها له: يا ابنى أنت كبرت وأصبحت رجلا ولكن التدخين تضييع للرجولة لان الرجولة عزيمة وإرادة والمدخن ليس عنده عزيمة ولا إرادة. فنفرت من هذا المتبوع ومن شيخه. وقد وفقنى الله وأنا فى سن مبكرة الى قراءة كتاب (عقيدة المسلم) للشيخ محمد الغزالى رحمه الله فتعلمت منه العقيدة الصحيحة التى أثقلها لى فيما بعد شيخى وأستاذي الشيخ عبد السماوى رحمه الله. وسبب ذكرى هذه المقدمة الطويلة هو أنني منذ أيام قليلة سمعت فى قناة الحكمة الفضائية الأستاذ مختار نوح المحامى النابه المعروف وهو يتحدث عن الاستفتاء الذى صوت فيه الإسلاميون بنعم وكانوا أغلبية وصلت الى قرابة 80% ولكن الأستاذ مختار بين خطأ الإسلاميين وان كل ما نعانى منه الان كان بسبب هذه النعم فأردت ان أنبه اخوانى الذين أصلى معهم الفجر إلى سماع إعادة هذه الحلقة حتى يعلموا انه ليس كل ما يقوله المشايخ والعلماء صواب والواجب علينا أن نسمع لأهل الذكر وهم بالطبع ليسوا المشايخ وعلماء الدين. وقد ذكرت اننى وقعت فى الخطأ لأنه عندما كان يسألنى احد أقول نعم أم لا؟ كنت أقول له أننا لسنا علماء فى القانون فنقول نعم كما قال العلماء. وقد قلت فى كلمتى إن الذين قالوا لا مشتركون معنا فى الخطأ وعلى رأسهم الأستاذ مختار نوح لأنه لم يستطيع أن يقنعنى بأن أقول لا مع اننى من المقربين له ولو حاول ان يقنعني لأمكنه ذلك بسهولة لاننى بطبعى أحب ان اسمع وجهات النظر المختلفة لأعمل بأحسنها وبمجرد أن انتهيت من تذكيرى للمصلين بذلك فوجئت ببعض المصلين المثقفين يأتون الى وينكرون على لان كلامى بزعمهم سيجعل الناس لا يثقون فيما يقوله المشايخ. وقد استفزني ذلك وغضبت غضبا شديدا وقلت لهم ان الذى ضيعنا هو أن مبارك ونظامه كمموا أفواهنا حتى لا نتناصح وانتم كنتم عونا لهم فى ذلك والآن تريدون ان تستمروا فى تكميم أفواهنا مثلهم. ولو كان شباب الثورة سمعوا كلام العلماء والمشايخ الذين يقولون بعدم الخروج على الحكام وما أكثرهم لكان مبارك يحكمنا حتى الآن ويورثنا لولده ليحكمنا ثلاثين سنة أخرى. وأخيرا فانا أريد أن أقول لجميع الناس الإسلاميين منهم وغير الإسلاميين ما قاله الإمام مالك رحمه الله (كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر النبى صلى الله عليه وسلم) وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم هو وحده الذى قال الله عنه (وما ينطق عن الهوى). وذلك لا طاعة مطلقة لأحد إلا للنبى صلى الله عليه وسلم بعد طاعة الله أما أولى الأمر من الحكام والعلماء فمن حقنا ان نختلف معهم ونرد قولهم إذا تبين لنا عدم صحته. عبد الرحمن بن محمد لطفى أمين عام حزب العمل بالمنيا هاتف:01007872758