تجاهلت صمت العالم لما يواجهه والدها الأسير ومئات غيره فى سجون الكيان الصهيوني من قهر وإذلال، وحينما علمت الطفلة الفلسطينية "جمانه أبو جزر" -10 سنوات - أن والدها توقف عن الطعام، قررت هي الأخرى التوقف عن الطعام وأعلنت أمام شاشات التلفاز الفلسطيني منذ يوم 18 الجاري جملتها البسيطة الهادئة بصوتها الملائكي " لا لن آآكل حتى يأكل ابى" ويأكل كل أصحابة في السجن ، وقالت أيضا "اريد ان ارى ابى"، فقوات الاحتلال لاتسمح بزيارة أهالي قطاع غزة لأسراهم، وهى لم تر والدها منذ سبع سنوات. وفشلت جهود من حولها بإثنائها عن الإضراب، وها هي تتناقل قصتها حتى الآن كل فلسطين وكل الضمائر العربية التى لا تزال يقظة بعد ان ساءت حالتها الصحية وأوشكت على الموت، فهي ترفض أن يتألم والدها الذي لم يبق لها غيره في الدنيا بعد ان توفيت والدتها بمرض الكبد ، وبقيت فى رعاية جدتها تنتظر أن يعود والدها الأسير، والذي دخل إضرابا عاما عن الطعام هو وزملاؤه الأسرى منذ 17 الجاري فى سبيل استعادة حقوقهم الطبيعية في السجون الصهيونية والعالم. ووسط كل هذا وبينما العالم الغربى المتشدق بحقوق الإنسان مُتجاهل ومتغاضٍ، ولا يزال الأسرى الفلسطينيون مضربين عن الطعام، واتسعت رقعة الإضراب لتشمل أكثر من 3 آلاف أسير وسجين فى سجون الاحتلال، بينما تنشد جمانة لوالدها، وكتبت قصائد سألت فيها عن حضنه الغائب وقالت: "أين الحضن الدافئ أين؟ يعيد البسمة في قلبي، أين القلب الحاني يحكي لي قصةً قبل النوم.. فلهيبُ القلبِ يحرقني وبعادي عنكَ يؤرقني، فما سجنوا جسدك يا أبتي فهواك في قلبي باق" ، وطلبت منه ببراءة أن يصمد، لأنها هي ستصدم، ولكن هل سيصمد جسدها النحيل أمام الجوع.