استشهد شرطي فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الصهيوني فيما أصيب فلسطيني آخر خلال عملية توغل عسكري في قرية غرب مدينة جنين بالضفة الغربية. وقالت مصادر أمنية – بحسب الجزيرة – إن الشرطي محمد العابد (23 عاما) استشهد عندما فتح جنود الاحتلال نيران أسلحتهم خلال ملاحقة نشطاء في قرية كفر دان فجر اليوم. وأكدت أفراد أسرة الشهيد العابد أن الشهيد كان مجردا من السلاح لحظة اقتحام جنود الاحتلال المنزل وقالوا إنه استشهد إثر إصابته برصاصتين اخترقتا نافذة منزله. وينتمي الشهيد العابد إلى كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال اعتقلت أيضا عشرة من أبناء الحي جميعهم من المدنيين كما أصيب فلسطيني آخر بجروح. وفي تطور فلسطيني جديد من نوعه قامت عناصر مسلحة مجهولة بتفجير عبوة ناسفة في المدرسة الأمريكية في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان إن المسلحين الذين اقتحموا المدرسة بقوة السلاح فجروا عدة عبوات ناسفة شديدة الانفجار داخل المدرسة ما أدى إلى هدم أجزاء كبيرة من مبناها دون أن يخلف أي إصابات. وأضاف الشهود أن المهاجمين قاموا بتقييد حراس المدرسة ونقلوهم عشرات الأمتار إلى الوراء قبل أن يفجروا عدة عبوات ناسفة في المقر الرئيسي للمدرسة ويشعلوا النيران في مبانيها ما تسبب بإلحاق أضرار مادية جسيمة في غرفها. يذكر أن هذا هو الهجوم الأول الذي يطال مدرسة تعليمية ضمن سلسلة الانفجارات التي يشهدها قطاع غزة. وتعد المدرسة الأمريكية الوحيدة من نوعها في القطاع وكانت افتتحت عام 1999 وتعرض موظفون في المدرسة لعملية اختطاف نهاية العام الماضي انتهت بإطلاق سراحهم دون أن يصابوا بأذى. ويأتي الحادث بعد أسبوع من إعلان الحكومة الفلسطينية عزمها تنفيذ خطة أمنية لضبط الوضع الداخلي والقضاء على الانفلات والفوضى. وفي الشأن الميداني أصيب جنديان صهيونيان خلال فضهم بالقوة مظاهرة سلمية نفذها فلسطينيون ومتضامنون دوليون في قرية بلعين بالضفة الغربية ضد الجدار العازل مما أسفرت أيضا عن إصابة خمسة من المتظاهرين بحالات اختناق بالغاز. كما اعتقلت قوات الاحتلال متظاهر بورتوريكي تسلق برج مراقبة صهيوني في المكان. وتشهد القرية مظاهرات كل أسبوع ضد الجدار الذي يقضم أراضي واسعة من الضفة لصالح الكيان الصهيوني كما أنه يعزل الكثير من المدن والقرى الفلسطينية بعضها عن بعض. وفي هذا السياق دعا وزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي إلى نقل ملف الجدار الفاصل من محكمة العدل الدولية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال البرغوثي إن القرار الذي اتخذته محكمة لاهاي يمثل رصيدا للشعب الفلسطيني يجب استخدامه واستثماره. وكانت محكمة لاهاي قد أصدرت قرارا في يوليو 2005 طالب الاحتلال بهدم الجدار لكونه مبنيا على أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية كما طالبها بتعويض الفلسطينيين عن الأضرار التي لحقت بهم جراء بناء الجدار. إلا أن الاحتلال رفض القرار واستمرفي بناء الجدار. وفي مواجهة تلك الاعتداءات والممارسات الصهيونية غير الإنسانية، جددت حركة المقاومة الإسلامية حماس تمسكُّها بالكفاح المسلح حتى يتم تحرير كامل الأراضي الفلسطينية، وقال الدكتور إسماعيل رضوان- المتحدث باسم الحركة- إن حماس "ثابتة على مواقفها، وهي لن تتخلى عن المقاومة والكفاح المسلح لتحرير كامل فلسطين التاريخية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وتأمين حق عودة اللاجئين إلى ديار الآباء والأجداد وإطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال". ونفى رضوان صحة التصريحات التي صدرت عن نبيل عمرو المستشار السياسي لرئيس السلطة الفلسطينية والتي زعم فيها أن حماس "تُغيِّر موقفها شيئًا فشيئًا إزاء تلبية مطالب المجتمع الدولي وصولاً للاعتراف بالكيان الصهيوني"، وقال رضوان إن الحركة "لم تُغيِّر أيًّا من مواقفها ولم تغادر خندق المقاومة بل تتمسك بخيار المقاومة والكفاح المسلح". كما جدد رضوان نفي الحركة للأنباء التي تحدثت عن اتفاق رئيس السلطة محمود عباس مع الحركة على الدخول في تهدئةٍ جديدةٍ مع الاحتلال نؤكد أنه لا جديدَ في قضية التهدئة الجزئية التي أعلنت بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال؛ لأنه لا يمكن الحديث عن تجديدٍ وتوسيعٍ للتهدئة التي لم يلتزم العدو من خلالها بوقف عدوانه الشامل ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة". وفي دعمٍ لخيار المقاومة، أكد رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية أن الخطة الأمنية التي تقوم الحكومة بتطبيقها في الأراضي الفلسطينية لن تمس المقاومة بل ستعمل على "حماية سلاح وتشكيلات المقاومة الفلسطينية". وقال هنية- في خطبة أمس في المسجد العمري قباء في بلدة جباليا شمال قطاع غزة- إن الخطة الأمنية "ستنهي الفوضى على حواشي ومحيط المقاومة"، مشددًا على أن هذه الخطة لمواجهة "الفلتان الأمني وسلاح الزعران والعائلات والعصابات ووقف الاعتداءات على ممتلكات المواطنين".