انتقدت صحيفة "الوطن" السورية، فى عددها اليوم، مصر بسبب قرارها استدعاء سفيرها من دمشق وذكرت الصحيفة شبه الرسمية أن قرار الحكومة المصرية "يضرب أسس العمل العربى المشترك، ويعرض الجميع لأخطار جسيمة". وقالت إن "خطوة مصر فى سحب سفيرها لم تكن متوقعة أو مرغوبة، وأن سورية ردت باستدعاء سفيرها من القاهرة، وبدا المشهد العربى فى ذروة المأساة". كانت الحكومة المصرية قد سحبت فى شهر فبراير الماضى سفيرها فى سورية، وجاء فى بيان صادر عن الوزارة أن وزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو استقبل السفير المصرى فى دمشق شوقى إسماعيل، بعد أن تم استدعاؤه، وتقرر أن يبقى فى القاهرة "حتى إشعار آخر". وقالت الصحيفة، إن حجة وقف العنف فى سورية وإرغام القيادة السورية على تغيير موقفها تجاه تحركات الشعب السورى السلمية لا ينبغى أن تستدعى سحب السفير من دمشق بل على العكس تستدعى "إبقاء العلاقات مع سورية وإحراج هذه القيادة لتتوقف عن قتل الناس على حد تعبير بيانات هذه الدول" وهذا يشكل بحد ذاته إدانة لعمليات سحب السفراء، وقطع العلاقات ووقف الحوار مع النظام فى سورية. وأضافت أن كل دعاوى حفظ أمن الشعب السورى وحياة أبنائه سقطت حين قامت "جامعة الدول النفطية" بسحب المراقبين العرب من سورية، ومن ثم إنهاء عمل البعثة بالكامل، واللجوء لمجلس الأمن الدولى، الذى لو "اعتمد المشروع الغربى-العربى حول سورية لوقعت كارثة محققة فى المنطقة". ورأت الصحيفة أن سلوك الدول العربية إنما هو "فتح كل الدروب أمام العدو الصهيونى للمرور فى وطننا العربى الكبير ورمى طوق النجاة له كلما ضاقت الحلقة على عنقه واقترب استحقاق السلام واستعادة الحقوق". واعتبرت الصحيفة أن "سحب السفير المصرى من دمشق جاء استجابة لضغوط الإخوان المسلمين على المجلس العسكرى الحاكم بمصر".