كتب: محمد أبو المجد// نظم حزب العمل مؤتمره الأسبوعي بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة,حيث أعلن الحزب أن كل شريف غيور على مصالح وطنه يرفض الاستفتاء "المهزلة" الذي جرى مؤخرًا ويهدف إلى توريث السلطة وإلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات وتنحية الإسلام من شئون الدنيا وقصره على العبادات، وأدان الحزب "القمة" العربية الأخيرة لأنها كالعادة لم تلب الحد الأدنى من المطالب الشعبية وعلى رأسها قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني والمحتل الأمريكي, بل على العكس دعمت سبل تطبيع العلاقات مع الصهاينة والأمريكان "عدونا الأول" بعلاقات صداقة وشراكة استرتيجية، كما أدان المساعدة العربية في مخطط ضرب إيران. وكان مؤتمر حزب العمل هذا الأسبوع مختلفًا بعض الشئ, حيث شهد حضورًا جماهيريًا وإعلاميًا أكبر من ذي قبل, وكان لافتًا حضور اثنين من قادة حزب العمل وهما محمد السخاوي أمين التنظيم, والسفير محمد والي عضو اللجنة التنفيذية للحزب، وجاء ذلك استمرارًا لسلسلة المؤتمرات والفعاليات التي ينظمها الحزب مع الجماهير لوضعهم في الصورة طبقا لآخر التطورات الداخلية والخارجية
وفي كلمته أكد محمد السخاوي أن الإسلام سيظل دائمًا وأبدًا صالحًا للتطبيق في كل مجالات الحياة سياسية واقتصادية واجتماعية مهما حاول أعداؤه في الداخل الخارج إقصائه منها, وسيظل المسجد مهما اجتهدوا حلقة للوصل بين الدين والدنيا ومصنعًا لبناء الرجال, معتبرًا أن عزل المسجد عن الحياة هو خروج على العقيدة. لعبة قذرة وأضاف: كنا نأمل أن يخطو بنا النظام خطوة واحدة إلى الأمام في أي مجال من المجالات, ولكنه أبى إلا أن يمارس معنا لعبة قذرة اسمها التعديلات الدستورية التي تتناقض تعديلاتها مع بعضها مثل التناقض الفاضح بين المادة الثانية التي تنص على أن دين الدولة هو الإسلام وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وبين المادة الخامسة التي تحظر قيام أي نشاط سياسي على أساس الدين, مشددًا أن كل شريف غيور على مصالح وطنه يرفض الاستفتاء "المهزلة" الذي جرى مؤخرًا!! وفيما يتعلق بمؤتمر "القمة" العربية الأخير أوضح السخاوي أنه كالعادة لم تلب القمة الحد الأدنى من المطالب الشعبية وعلى رأسها قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني والمحتل الأمريكي, بل على العكس ناقش المؤتمر سبل تطبيع العلاقات مع الصهاينة والمساعدة في مخطط ضرب إيران -وهذا ما يجب على الشعوب أن تقاومه-, ولم لا ونحن نرتبط مع أمريكا "عدونا الأول" بعلاقات صداقة وشراكة استرتيجية كما يقول قادتنا وزعماؤنا الذين وضعوا الأمن القومي العربي في تهديد حقيقي بسماحهم للأمريكان بالعربدة في المنطقة وفتح أراضيهم وأجوائهم للقواعد والطائرات الأمريكية, وهم الذين يحاصرون بمشاركة الصهاينة الشعب الفلسطيني ويجوعونه عقابًا له على اختيار المقاومة سبيلاً للخلاص من الاحتلال. واختتم السخاوي كلمته بأننا لن نستريح حتى نرى الإسلام كما أراده الله عز وجل.. دين ودولة يطبق في كل نواحي الحياة, ومستعدون أن نبذل في سبيل ذلك كل غال ونفيس حتى يرجع هذا الدين إلى الحكم بإذن الله تعالى.
عبث بالدستور أما السفير محمد والي فقد بدأ حديثه عن الدستور مؤكدًا أنه عقد اجتماعي بين الدولة والشعب, ولذلك فلا يجوز تعديله أو "ترقيعه" كما فعل النظام, إلا بعد انتخاب لجنة تأسيسية من الشعب تؤسس لدستور جديد تمامًا صالحًا لكل المتغيرات والتطورات الداخلية والخارجية, ولكن أن يتم العبث بالدستور بهذا الشكل الذي شهدناه, فهذه هي الكارثة والطامة الكبرى. واعتبر والي أن التعديلات الدستورية تهدف إلى توريث السلطة لأن التعديلات ألغت الإشراف القضائي المستقل على الانتخابات وأقصرته على لجنة تعينها الحكومة وتأتمر بأمرها والغريب أن قراراتها لا تقبل الطعن أو التعديل, أما الهدف الآخر فهو تنحية الإسلام من شئون الدنيا وقصره في العبادات تحت زعم عدم السماح بقيام دولة دينية على الرغم من أن أمريكا وإسرائيل التي يتشدقون بهما في الديمقراطية والتقدم قائمتان على الدين والأحزاب الدينية! مع الفارق بالطبع بأن دينهم محرف غير صالح للتطبيق العملي, أما ديننا فهو نظام شامل وجامع لكل نواحي الحياة!! واستنكر والي بشدة سياسة النظام الحديدة التي صعدت رجال الأعمال وخاصة اللصوص منهم إلى مواقع قيادية بالحكومة ليتحكموا في الشعب ويسيروه حسب أهوائهم الشخصية التي لا مكان فيها للفقراء ومحدودي الدخل, ولكن الجميع يعرف أن هؤلاء إنما يمهدون لصديقهم جمال مبارك ليكون على رأس هذا الهرم الفاسد, ولهذا توقع والي أن يتم تعيين جمال مبارك رئيسًا للوزراء في وقت قريب. وأضاف والي أن النظام المصري أسهم بشكل رئيسي في عودة الإقطاع وإعادة سيطرة رأس المال على الحكم, محذرًا من أن هذا سيجر البلاد إلى ثورة جديدة لن تبقى هذه المرة على أخضر ولا يابس.