دعت وزيرةُ الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس الدول العربية إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني لكي يطمئن وينسحب من الأراضي العربية المحتلة فيما يعد تناقضا مع ما صرحت به في وقت لاحق من أنها لم تطلب تغييرا في المبادرة العربية لما يسمى بالسلام والتي تنص على ضرورة الانسحاب قبل الاعتراف بالاحتلال . وشددت رايس خلال زيارتها للقدس المحتلة اليوم الثلاثاء على ضرورة الاعتراف بالكيان عندما دعت إلى ما سمَّتها مصالحةً عربيةً صهيونية بهدف دعم عملية التسوية بين الفلسطينيين والصهاينة!! وقالت رايس إن اجتماعاتها المتلاحقة مع كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت قد انتهت إلى إعلان الطرفَين أنهما سوف يلتقيان في المستقبل بصورة متكررة واصفةً ذلك بأنه سيكون "مفيدًا" لكنها قالت إن ذلك لا يُعتبر ضمن مفاوضات الوضع النهائي وزعمت رايس أن توقيع اتفاق مكةالمكرمة بين حماس وفتح قد زاد الأمور تعقيدًا!! وطالبت رايس الفلسطينيين بوقف إطلاق الصواريخ على الكيان الصهوني ومقرة في الوقت نفسه بأنها فشلت في إقرار تسوية بين العرب والصهاينة خلال فترة وجودها في الخارجية الأمريكية. وتزامنت جولة رايس في المنطقة مع استشهاد ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال تنفيذهم عمليات المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني. وقالت مصادر صحفية إن عنصرَين من عناصر مجموعات فرسان الليل التابعة لكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح) قد استُشهدا في مدينة نابلس فجر اليوم الثلاثاء خلال اشتباكاتٍ بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال الصهيوني. وأفاد شهود عيان أن قوةً كبيرةً من الاحتلال الصهيوني اقتحمت البلدة القديمة من المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية؛ حيث وقع تبادلٌ لإطلاق النار بين المقاومة والاحتلال؛ مما أسفر عن سقوط الشهيدَين علاء زياد الغليظ ومهنَّد مريش. وقد أعاقت قوات الاحتلال وصول سيارات الإسعاف فبقي عنصرا المقاومة ينزفان لمدة ساعة ونصف الساعة دون إغاثة حتى استُشهدا!! كما شملت الانتهاكات الصهيونية اعتقالَ العشرات من المواطنين واستخدام الصهاينة للأطفال الفلسطينيين كدروعٍ بشريةٍ لإجبار المواطنين على تسليم أنفسهم لقوات الاحتلال. وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) في قطاع غزة قد أعلنت أمس عن استشهاد حسن محمد يوسف معروف "أبو علي" أحد القادة الميدانيين للكتائب في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة خلال إحدى عمليات المقاومة. إلى ذلك استمرت الاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة؛ حيث قامت قواتُ الاحتلال المتمركزة على حدود قطاع غزة قرب معبر المنطار بفتح نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه شاحنة فلسطينية وقصف الشاحنة بقذيفة مدفعية؛ مما أدى إلى تدمير الشاحنة بصورة كاملة، لكنَّ شهود العيان أكدوا عدمَ وقوع أية إصاباتٍ بشريةٍ جرَّاء العدوان الصهيوني. ورغم ذلك فقد استمر ردُّ المقاومة على الانتهاكات الصهيونية؛ حيث أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين (الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية) عن إطلاق صاروخَين من نوع "ناصر 2" على "كيبوتس نيريم" شرق خان يونس أمس، وقال البيان إن العملية تأتي "استجابةً لصرخات يُسرا ربايعة، التي أطلق جنود الاحتلال كلابَهم عليها لتنهشها، وردًّا على الاعتداءات الصهيونية على أبناء الشعب الفلسطيني". من ناحية أخرى دعت حركة حماس القمة العربية القادمة إلى دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات التي يواجهها مطالبةً بأن يكون رفع الحصار عن الفلسطينيين من أولويات القمة. وقالت الحركة في بيان لها إنها مع الإجماع العربي بخصوص القضية الفلسطينية بما يضمن إعادة الحقوق ويتوازى مع وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني ويدعم حالة الوفاق. كما دعت الحركة القمة العربية إلى الإقرار بحقِّ الفلسطينيين في المقاومة مضيفة أن للشعب الفلسطيني الحق الكامل في مقاومة الاحتلال الذي يمارس عدوانه يوميًّا بكافة الطرق والوسائل وهذا ما يجب أن تقرَّه الدول العربية المشاركة في قمة الرياض القادمة من أجل تعزيز الصمود الفلسطيني ودعم الإرادة الفلسطينية الحرة.