ألغى وفد عسكري مصري بشكل مفاجئ اجتماعا كان مقررًا الأسبوع المقبل مع عدد من أعضاء مجلسيْ الكونجرس في واشنطن. وقال متحدث باسم السفارة المصرية في واشنطن إن الاجتماع ألغي بالفعل وإن الوفد المصري عاد إلى القاهرة، لكنه لم يكشف عن الأسباب. وتأتي هذه التطورات بعدما حذر البيت الأبيض والكونجرس اليوم الاثنين بوقف المساعدات السنوية التي تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر على خلفية الاتهامات التي توجهها السلطات المصرية لعدد من المنظمات غير الحكومية وبينهما أمريكية بالضلوع في عمليات تمويل غير شرعية، ودعم الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. في سياق متصل، استنكر المعهد الجمهوري الدولي قرار إحالة 44 مصريًا وأجنبيًا من العاملين في منظمات غير حكومية في مصر متهمين في قضية تلقي منظمات غير حكومية تمويلا أجنبيا إلى المحاكمة، ووصفها بأنها خطوة تأتي في سياق الهجمات المتزايدة على منظمات الديمقراطية المصرية والدولية. وقال المعهد -وهو أحد المنظمات الأمريكية التي ورد أسماء عاملين بها ضمن من تمت إحالتهم إلى المحاكمة في بيان له الأحد- إن الهجوم على منظمات المجتمع المدني المصرية والأمريكية والألمانية ليس عملية قضائية، ولكنها جهود تحركها السياسة من أجل سحق جماعات المجتمع المدني المتنامية في مصر. وحول ملاحقة العاملين في بعض منظمات حقوق الإنسان، قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان إنه ينبغي حماية سيادة الدولة بما لا يتعارض مع حقوق الأفراد. وقال عودة إنه يتحتم علينا الانتظار لنرى ما ستسفر عنه التحقيقات من نتائج قبل إطلاق أحكام قاطعة. وأضاف أن التلويح بالمعونة والمساعدات المالية من جانب واشنطن لا ينبغي أن يصير مثارا للجدل في هذه المسألة لأنه يرتبط بما وصفه بالمصالح المشتركة والتوازنات الإقليمية في المنطقة.