التيار الليبرالي دائماً بينه وبين التيار الإسلامي عداء وهذا العداء واضحاً في كل أفعاله ، ولكن التيار الإسلامي عنده القدرة على امتصاص غضب التيار الليبرالي ، لأنه تيار دعوي يشعر دائماً بالمسئولية تجاه الآخر ، ويشعر أن عليه رسالة يجب أن يؤديها تجاه العالم أجمع حتى عبدة الأصنام ، لأنه تيار هداية للبشرية أجمع لكن هذا التيار مثله مثل بقية البشر تحدث منه أخطاء هذه الأخطاء هي أخطاء أفراد وليست سمة عامة لأن مباديء هذا التيار نابعة من الشريعة الإسلامية ، ومن أصول الدين الإسلامي الحنيف ، أما التيارات الأخرى فهي نابعة من فكر البشر أي أنها نتاج بشري محض قابل للخطأ والصواب ، والتجربة هي التي تحكم عليه لأن كل علم بشري هو في الأصل علم تجريبي محض ، ولذلك هذه المناهج والمدارس خارجة عن المنظومة الإسلامية التي هي دين سماوي من عند الله تبارك وتعالى ، و أما بقية الشرائع السماوية الأخرى قد أندثرت أصولها الصحيحة فكان لابد لأصحاب هذه الشرائع أن ينتجوا شيئا جديداً مثل الليبرالية واليسارية وغيرها ، و هذا غير موجود في الإسلام ، والتيار الإسلامي في مصر هو تيار كبير تم صقله تحت نار الظلم والقهر فأخرج أحسن ما فيه من الرجال ولا أخص فريق بعينه من هذا التيار بل نقول أن الكل بحق هم صفوة هذا التيار ، أما التيار الليبرالي فهو تيار عمره الزمني في مصر والمنطقة العربية قصير ولابد له من أن يخوض غمار تجارب كثيرة لكي يعي مدى ملاءمة فكره للمنطقة الإسلامية والعربية مع أن شباب هذا التيار خاض معارك مع النظام السابق أكثر من بعض كبار منتسبيه لكنه كان يعامل كالطفل المدلل من ذلك النظام لأنه من نفس المدرسة ولقد شعر بشيء من الظلم نتيجة أقصاءه من قبل ذلك النظام ، إلى أن جاءت الثورة وشارك فيها الجميع وحدثت أمور يختلف فيها الجميع كل حسب رؤيته للمصلحة المعتبرة عنده من ذلك الإستفتاء على الإعلان الدستوري و وأحداث السفارة الإسرائيلية وماسبيرو و وثيقة السلمي وأحداث شارع محمد محمود و مجلس الوزراء وإحراق المجمع العلمي وانتخابات مجلس الشعب ، وكذلك أمور لم يتفق عليها الجميع بل كانت من الأمور التي وافق عليها البعض دون الآخر كإفطار رمضان في الميدان واحتفالات رأس السنة الميلادية و لم يعتبر التيار الإسلامي أن ذلك خيانه للثورة إلى أن جاء الإحتفال بثورة 25 يناير وقال الجميع "احتفال" ولكن خرج التيار الليبرالي ليقول ليس احتفال بل نريد استكمال الثورة أو ثورة جديدة ، على من وضد من ؟ ... على المجلس المؤقت بموافقة الجميع الذي لم يكن للشعب اختيار في وجوده بل سلمت له السلطة من قبل النظام السابق ، وضد مجلس الشعب المنتخب من قبل الشعب ، ثم تمت المزايدة على حقوق الشهداء وصارت ورقة لليبراليين وكأن التيار الإسلامي هو الذي ضيع حقوقهم . إن من في التحرير لا يمثلون الشعب بل يمثلون أنفسهم ، يوم أن كانوا يمثلون الشعب وقف معهم الشعب لكنه اليوم يريد حياة كريمة وتمام ثورته بالبناء والعطاء واسترداد حقوقه ومنها حق الشهداء وتشكيل هيكل الدولة السياسي الذي بدا بالمجلس وسينتهي بالرئاسة والدستور ، إن ما حدث في التحرير من رفع الأحذية أمام فصيل من التيار الإسلامي هو خطأ ، وعندها شعر الجميع أن في الميدان مجموعة هي المهيمنة عليه وأنه لا منصه لأحد إلا لهم ، و يدل ذلك على طريقة الإقصاء التي أعتمدها النظام السابق وصاروا هم يطبقونها الآن ولا أدري أهو العداء لكل حاكم حتى ولو لم يحكم حتى الآن أم هو العداء للتيار نفسه ؟ إن الإخوان هم حزب الأغلبية الآن وهذا حقهم بذلوا وضحوا من أجل ذلك بالكثير فحين لا تملك مقوماتهم تعاديهم !!!! إنما يجب أن يحترم كل واحد منا الآخر وأن نضرب أروع المثل في كمال التعايش مع إختلاف وجهة النظر والرؤية ، إن الذين يتبعون طريقة من ليس معي فهو ضدي فهذا منهج باطل صنعته أمريكا وعملاءها ، نريد أن يعرف التيار الليبرالي أنه ليس مقصياً وأن العملية السياسية تمت ونجحت الإنتخابات في وجودهم ، أما وإن عجزوا أن يأخذوا الأغلبية فهذا يرجع للشعب ؛ فالشعب هو صاحب الإختيار وهذه هي الديمقراطية التي كان يرفضها النظام وترفضونها أنتم الآن إن التيار الإسلامي حاول أن يُهدأ من طريقة الشحن في الميدان ورفضت الدعوة السلفية عمل منصة في الميدان وذلك لتفويت الفرصة على الذين يريدون عمل مشاجرات مثلما فُعل مع الإخوان واستخدام كل ما يشوه صورة الثورة عند العالم الخارجي الذي يتابع ما يجري في الميدان ، إن التيار الإسلامي كله سواء كان سلفي أو أخواني أو جماعة إسلامية الكل حافظ على ضبط النفس إلى أبعد الحدود وفوت الفرصة على من يريدون تشويه الثورة حتى مرت أيام ذكرى الثورة بسلام ، ويجب أن يتعلم الطرف الأخر معنى المنافسة الشريفة وقوة الأغلبية مع عدم ضياع حق الأقلية ، إن التيار الإسلامي يحب الجميع ويحب الوطن ويريد النجاح والفلاح للجميع وأن نعمل جميعا لتحقيق مصلحة البلاد و العباد . E-mail:[email protected]