قال متمردون سودانيون يوم الاثنين إنهم سيفرجون "قريبا" عن 29 عاملا صينيا احتجزوهم في ولاية جنوب كردفان الحدودية حيث يقاتل الجيش المتمردين منذ شهور. وكان متمردون من الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال قد اختطفوا عمال البناء الصينيين الشهر الماضي في ولاية جنوب كردفان المنتجة للنفط المتاخمة لجنوب السودان الذي حصل على استقلاله مؤخرا. وقال ارنو نجوتولو لودي المتحدث باسم المتمردين "سيتم الإفراج عن العمال الصينيين قريبا والمحادثات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال والحكومة الصينية مستمرة." وأضاف أن الغارات الجوية التي يشنها الجيش السوداني تعرقل الإفراج عن الرهائن مشيرا إلى أن حركته تنتظر الآن اتفاقا بين السودان والصين لترتيب تسليمهم. ولم يتسن الاتصال بالجيش السوداني للتعقيب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين للصحفيين في بكين إن دبلوماسيي السفارة على اتصال بالعمال عن طريق الهاتف. وأضاف "في الوقت الحالي المختطفون في صحة جيدة وحالتهم المعنوية لا بأس بها وجهود إنقاذهم جارية. الصين تستخدم قنوات متنوعة وتتخذ كل الإجراءات اللازمة حتى تبدأ عمليات الإنقاذ لكنني لا أستطيع الكشف عن تفاصيل لأسباب أمنية." وهذه هي المرة الثالثة التي يختطف فيها مواطنون صينيون في السودان منذ عام 2004 مما يسلط الضوء على المخاطر التي تواجهها الصين في ظل توسعها الاقتصادي في إفريقيا خاصة في المناطق الساخنة التي تتجنبها الشركات الغربية عادة. وتواجه بكين ضغوطا هائلة لتأمين عودة العمال بسلام. ودعت صحف حكومية إلى المزيد من الحماية لعمال الصين في الخارج. ويقاتل الجيش السوداني متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال في جنوب كردفان منذ يونيو حزيران. وامتدت أعمال العنف إلى ولاية النيل الأزرق في الشمال في سبتمبر الماضي. وقالت الأممالمتحدة أن القتال اضطر 417 ألف شخص إلى الفرار من ديارهم وقصد أكثر من 80 ألف منهم جنوب السودان. وفي الولايتين مجموعات كبيرة انحازت للجنوب في الحرب الأهلية التي امتدت لعقود وتقول هذه المجموعات إنها مازالت تعاني من الاضطهاد داخل السودان منذ استقلال الجنوب في يوليو الماضي. والحركة الشعبية لتحرير السودان هي الحزب الحاكم حاليا لجنوب السودان بعد استقلاله وهي تنفي اتهامات الخرطوم بأنها تدعم متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال على الجانب الأخر من الحدود. والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال واحدة من عدد من الحركات المتمردة في المناطق الحدودية التي تعاني من نقص التنمية وتقول إنها تقاتل للإطاحة بالرئيس السوداني عمر حسن البشير وإنهاء ما تعتبره هيمنة للنخبة السياسية بالخرطوم