في خطوة جديدة للتصعيد ضد المسلمات في أوروبا قرَّرت السلطات البريطانية منْحَ إدارات المدارس حقَّ منع ارتداء النقاب لأسباب زعمت أنها تعليمية أو أمنية. وأشارت الأنباء إلى أن السلطات البريطانية سوف تقوم بتوزيع ما سمَّتها لائحةَ إرشادات تتعلق بالملابس التي يجب ارتداؤها خلال العملية التعليمية، وسوف تتيح اللائحة ارتداء الأزياء الدينية، إلا أنها نصَّت على "ضرورة أن يلتزم الطلاب والمدرِّسون بالملابس التي تُتيح التعرُّف على الوجوه" في إشارةٍ واضحةٍ إلى النقاب. وزعمت إدارة التعليم والمهارات في وزارة التربية البريطانية أن اللائحةَ ستترك الأمرَ لمديري المدارس ليتخذَ كلٌّ منهم قرارَه بخصوص ما سيسمح للطالبات بارتدائه في الفصل وما لا يسمح به، وزعم أن اللائحة تأتي بسبب شكوى بعض المدرِّسين من أن ارتداء الطالبات للنقاب لا يُتيح لهم التعرُّف على ما إذا كانت الطالبات المنقَّبات قد فهمن الدروس أو يشعرن بالإرهاق وغيرها من شئون العملية التعليمية. وفي التعليق على ذلك عبَّرت اللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان في بريطانيا عن "انزعاجها" من تلك الإجراءات، وأشارت إلى أن "تطبيق تعليمات ضد المسلمين في بريطانيا يشكِّل ببساطة صدمة". ويأتي هذا القرار ضد التوصيات التي أعدها المجلس الإسلامي في بريطانيا في فبراير الماضي، والتي دعا فيها إلى السماح للطلاب المسلمين بإطالة لِحَاهم؛ لإتاحة تعبير أفضل عن شعائرهم الدينية، كما يأتي القرار ضمن الحملة المتفاعلة ضد النقاب والحجاب في المجتمعات الغربية، والتي وصلت إلى حظر فرنسا ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، بالإضافة إلى الإساءات المختلفة التي وجَّهها العديد من الساسة الأوروبيون إلى النقاب. وتُعتبر هذه الحملة حلقةً في سلسلة الإساءات المختلفة إلى المسلمين في المجتمعات الغربية، والتي كان أبرزها الرسوم المسيئة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام التي نشرتها الكثير من الصحف الأوروبية بدعوى حرية التعبير، إلى جانب اتخاذ العديد من الإجراءات التمييزية ضد المسلمين، ومن بينها استهدافهم في الولاياتالمتحدة بالقانون المسمَّى "القانون الوطني" بدعوى مكافحة العنف. وقد انتقلت تلك الإجراءات إلى الدول العربية والإسلامية؛ حيث أصدرت تونس تعليماتٍ تقضي بحصول المواطنين على بطاقاتٍ "ممغنطة" من أجل أداء الصلاة في المساجد، إلى جانب حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، بالإضافة إلى الإساءات التي وجهها وزير الثقافة المصري الدكتور فاروق حسني إلى الحجاب.