كشفت المخابرات الصهيونية مؤخرًا عن تفاصيل اتصالات سرية بين مكتب رئيس الموساد الأسبق مائير عاميت، وبين المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة بهدف ترتيب لقاء في القاهرة على أن يكون اللقاء في سرية تامة في يونيو من عام 1966م. وأشارت وثائق المخابرات الصهيونية إلى أنه فى مايو 1966 فوجئ عاميت برجل أعمال يهودى من أصل أمريكى يطلب مقابلته فى أمر هام جدا للكيان الصهيونى عامة وللموساد خاصة، وعندما رفض رئيس سكرتارية الجهاز إدخالة غضب الرجل وتوعد المسؤل واكتفى تحت الإلحاح بأن يقول: "أنا قادم للواء عاميت برسالة سرية من نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة بمصر". وما إن سمع رئيس السكرتارية هذا الكلام حتى تجمدت أوصالة ووقف مشدوها بمكانه وكانه تحول تمثالا وبعد أن عاد الزائر الغريب محاولا تكرار السبب من الزيارة لعل السكرتير لم يسمع أول مرة جيدا، فوجئ رجل الأعمال اليهودى بمعاملة مختلفة وبرئيس السكرتارية يصحبة بدون أي مشاكل إلى طرقة طويلة فى نهايتها مكتب رئيس جهاز الموساد. وفى مكتب عاميت جلس رجل الأعمال اليهودى ليحكى عن السبب الذى جاء به إلى رئاسة الموساد بتل أبيب بعد أن ترك القاهرة التى زارها فى نفس الشهر بسبب صفقة تجارية، وطلب عاميت من الرجل اليهودى أن يكون محددًا وأن يلخص ما يريده. فبدأ الرجل يحكى عن صداقاته برجالات الحكم فى مصر، خاصة المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية. طلب المشير عامر من الرجل أن ينقل عرضًا إلى رئيس الموساد عن استعداده لعقد لقاء رئيس الموساد بشرط يكون فى القاهرة. وفى لقائهما طلب عامر من رجل الأعمال اليهودى أن يكون متمسكا بالسرية الكاملة؛ لأن الأمر، على حد تعبيره، خطير بالنسبة لمصر حكومة وشعبا، خاصة أن الفترة كانت من أشد وأغنف فترات الصراع المصري الصهيوني. وأخذ عاميت يستمع فى هدوء لرجل الأعمال اليهودى، وهو غير مصدق لما يسمع؛ لأنه لم يكن متوقعا أى عرض من هذا النوع، خاصة مسألة عقد اللقاء فى القاهرة، وبخبرة الضابط المتمرس فى الموضوعات الأمنية عقد عاميت استجوابا سريعا فورًا لرجل الاعمال اليهودى من خلال عشرات الأسئلة التى طرحها عليه دون أن يشعرة فى أي لحظة أنه يخضع لاستجواب رئيس الموساد نفسه. وطلب عاميت من الرجل أن يعيد عليه مرات ومرات كل كلمات عبد الحكيم عامر، وكل حركة صدرت منه كى يتأكد من صدق الرجل، ومن صحة عرض المشير عامر. وبعد أكثر من أربع ساعات استجواب للرجل طلب منه رئيس الموساد ألا يترك تل ابيب حتى يردوا عليه، وأن يغلق فمة بشأن تلك القصة تمامًا وإلا تعرض للمشاكل. وأوضح رئيس الموساد للرجل أنه طالما ظل محتفظًا بالسرية، فلن يحدث له أي مكروه، بل سيكون فى حماية عاميت الشخصية. وخرج رجل الأعمال مذعورًا من مكتب عاميت الذى أمسك بالورقة والقلم، وجلس يفكر في كل كلمة نقلها رجل الأعمال عن عامر، وعرضه الغريب، وأخذ يفكر فيما يمكن حدوثه لرئيس الموساد بالقاهرة، وماذا لو كان عبد الناصر لا يعلم شيئا عن هذا العرض، وماذا لو كشفت المخابرات المصرية عن هويته ورجاله أثناء وجوده فى ضيافة عامر. ودارت فى رأس عاميت تساؤلات ليس لها حدود وكانت كلها هامة وحيوية بشكل جعلة يشعر بالقلق الشديد من وقع العرض المصرى غير المتوقع، وفكر فى إطلاع ضباطه الكبار على عرض المشير عامر لكنة خاف أن تصل القصة فى النهاية الى (إيسار هارائيل)خصمة اللدود الذى عينه ليفى اشكول، رئيس الوزراء، فى سبتمبر 1965 كمستشار له لشؤن المخابرات، فيحاول إفساد العرض برمته. وأعجب عاميت بالفكرة رغم خطورتها، وخاف كذلك من عرض الأمر مباشرة على اشكول رئيس الوزراء بدون أن يكون قد أعد خطة كاملة. ووسط هذه المخاوف تذكر عاميت (موشى ديان) صديقه المحنك، ووزير الدفاع، وهو محرك مجموعة بن جريون فى السلطة، فذهب إليه لاستشارته، وفى اللقاء أقنعه ديان بضرورة استغلال العرض فى كل الجوانب لعله يجد أي نوع من الثغرات فى حائط الرئاسة المصرى أثناء حديثه ولقائه عبد الحكيم عامر. وطلب منه ديان أن يسجل كل حواراته مع عامر ومع أي مسؤل مصرى آخر، وأن يعمل على توريط جمال عبد الناصر شخصيا في أي حوار بأى وسيلة، ولو كان لدقائق معدودة ولو بواسطة التليفون. ونصحة ديان أيضا بأن يصطحب معه للقاهرة نائب وزارة الدفاع فى الشئون المصرية (تسفى دينشتاين)، وقال لعاميت: إنه عرض مجنون وجسور، ويتطلب نوعًا خاصًّا من الرجال محبى المغامرة لتنفيذه. وبدأ رئيس الموساد فى إعداد خطة الذهاب للقاهرة، ثم دعا الخبراء النفسيين العاملين لحساب الموساد ليحللوا له تفاصيل العلاقة بين عبد الناصر وعامر خلال الخمسة شهور الأولى من عام 1966، وكذلك دراسة كل الصور الفوتوغرافية والأفلام السينمائية المصورة لعبد الناصر وعبدالحكيم معا. وطالبهم بإيجاد معلومة نفسية تفيد الموساد للوصول إلى السبب الحقيقى فى عرض عامر، بحجة أن لو أن هناك خلافًا شخصيًا بين ناصر وعامر، فربما تكشفه الصور والحركات. وفى الخطة التى أطلق عليها عاميت "الجسور" أعد عددا كبيرًا من الأسئلة الاستراتيجية ليطرحها على عبد الحكيم مباشرة ليحصل على قدر كبير من المعلومات، فمثلا أعد أسئلة عن صفقة سلاح الطيران الأولى التى حصلت عليها مصر من الكتلة الشرقية عام 1955، وسؤال آخر عن محطة البث السرى لراديو صوت مصر الحرة الذى أنشاته بغداد لإثارة الشعب المصرى فى محاولة لقلب نظام الحكم ضد عبدالناصر، كما أعد سؤالاً حول الاتفاقية العسكرية السرية بين مصر وسوريا التى وقعت بدمشق فى 20 أكتوبر عام 1955 والخاصة بالدفاع المشترك بين البلدين. من جانبه، اقترح موشى ديان على عاميت أن يلقى تلك الأسئلة وسط بقية الأسئلة الصهيونية لعامر حتى لا يكون العرض مكشوفًا بطريقة تغضب نائب الرئيس المصري، فيتم القبض عليه بشكل أو بآخر. وفى الخطة وضع عاميت احتمالات حدوث الأمر الأخير وتعرضه ومن معه للسقوط، فأعد أكثر من 15 خطة لتجنب خطر السقوط. وأرسل عاميت لرجل الأعمال اليهودى حتى ينقل قرار الموساد للمشير عامر، وتحديد مقابلة لهما فى يونيو 1966، بإحدى قييلات حى الهرم بالقاهرة. ووسط الاستعدادات النهائية للسفر علم إيسار هارائيل مستشار رئيس الوزراء لشئون المخابرات بالخطة، فتقدم بعريضة مطولة ضد عاميت فسّر فيها رفضه التام لمقابلة المشير عامر، واصفا ذلك بأنه نوع من الجنون، وقال: "لو سقط رئيس الموساد ومعه ضباط كبار فى القاهرة فإن خزائن أسرار الموساد التي يعرفونها عن ظهر قلب ستصبح فى أيدى المصريين، وستتعرض تل ابيب وسط العالم لفضائح وخسائر". ومع ذلك وجد ليفى أشكول نفسه مضطرا لإبداء موافقة مبدئية للتفاوض السرى مع عبد الحكيم عامر كما أفهمه رئيس الموساد. ولم يجد إيسار هارائيل سوى التقدم باستقالته فى 28 يونيو1966 قبل لقاء عاميت وعبد الحكيم عامر بساعات. وأمام صدمة استقالة هارائيل اهتز قرار أشكول بالموافقة، وزادت مخاوفة من عقد اللقاء، فقرر إلغاء الخطة (الجسور) فى آخر لحظة وأمر بحفظها بخزائن الموساد. ------------------------------------------------------------------------ التعليقات مصري مغترب الثلاثاء, 24 يناير 2012 - 04:01 pm لماذا الآن وبعد قرابة 50 عامً !!!!!!! أسئلة مهمة: 1) لماذا الآن .. والآن فقط بعد قرابة 50 عاماً ؟!!!!! 2) ما هي المكاسب التي سوف تعود عليهم من جراء ذلك ؟؟؟ محمد صلاح احمد الوكيل الأربعاء, 25 يناير 2012 - 06:00 am الخيانة فى كتاب لعبة الامم للاستاذ جلال كشك وفى كتب اخرى ان عبد الناصر نفسه هو الذى جاءت به المخابرات المركزية الامريكية الى سدة الحكم وكان مناصرا لأسرائيل وفى بيان الثورة الاول قال محمد نجيب بالحرف الواحد ان الثورة ليست ضد اسرائيل والدليل ان عبد الناصر ليس ضد اسرائيل هو تفتيت الجيش المصرى الى اليمن والى الكنغو والى كل مكان فى الارض الا فلسطين ولم يطلق طلقة واحدة على اسرائيل وهو الذى امر بأنسحاب الجيش فى سنة 67 كان مهتما ان يكون زعيما للامة العربية فقط ولم يكن مهتما الا بشتيمة الرؤساء والملوك العرب الذين ليسوا فى ركابة وكان يقول انه سيرمى امريكا واسرائيل فى البحر وكان يتصل بهما سريا ولم يفعل اى شيء للامة المصرية والامة العربية الا الدمار لكل البنية الاقتصادىة انظروا الى الهند كيف هى الان واين نحن الان