أحيا أتباع الكنائس الشرقية الأرثوذكسية الليلة الماضية قداس عيد الميلاد في عدد من دول العالم. وتتمركز الكنائس الشرقية الأرثوذكسية في دول عربية، من بينها مصر وفلسطين والعراق وسوريا, كما أن لها أتباعا بالملايين في دول مثل روسيا واليونان، وتحتفل هذه الكنائس بعيد ميلاد السيد المسيح يوم السابع من يناير فيما تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بالمناسبة يوم 25 ديسمبر. وفي بيت لحم بالأراضي الفلسطينية المحتلة، أشرف بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس ثيوفيلوس الثالث الليلة قبل الماضية على قداس الميلاد في كنيسة المهد. وطغت مظاهر البهجة على الاحتفال بعيد الميلاد في بيت لحم التي احتفلت نهاية الشهر الماضي بعيد الميلاد وفق التقويم الغربي. كما احتفل أتباع الكنائس الشرقية داخل تل ابيب بهذه المناسبة. وسجل الليلة الماضية عقب قداس في يافا مقتل مسيحي عربي طعنا بسكين على يدي رجل كان متنكرا في زي بابا نويل، وفق ما قالت الشرطة الصهيونية. وفي سوريا, أحيا أتباع الكنائس الأرثوذكسية عيد الميلاد في ظل ظروف أمنية مضطربة بعد ساعات من تفجير بحي الميدان بدمشق نسبته السلطات إلى إرهابيين، وأوقع عشرات القتلى والجرحى. وفي روسيا، شارك أيضا مئات الآلاف في احتفالات كبيرة بعيد الميلاد وحضرها الرئيس ديمتري مدفيدف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وسبق الاحتفال بهذه المناسبة تصريحات للمتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية فسيفولود شابلين، حث فيها الحكومة الروسية على مجابهة المتظاهرين المناوئين للحكم بقسوة. وقال شابلين في تصريحات جرى تداولها أمس على نطاق واسع إنه يتعين على الحكومة تجنيد قادة المعارضة -الذين يطالبون بإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة- في الجيش. كما دعا إلى نشر الجيش الروسي في الجمهوريات السوفياتية السابقة المجاورة لروسيا لمنع انتشار عدوى ثورات محتملة. وبالتزامن مع احتفال الكنائس الشرقية الأرثوذكسية بعيد الميلاد، دعا البابا بنديكت السادس عشر إلى وقف نزيف الدماء في سوريا. كما دعا في احتفال بعيد الظهور أقيم في ساحة القديس بطرس إلى المصالحة بين الفلسطينيين والصهاينة، وعبر في الوقت نفسه عن أمله بأن تحمل الثورات العربية الخير لشعوب المنطقة. وفي مصر, احتفل الأقباط بأول عيد ميلاد بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك وسط أجواء هادئة وبمشاركة حزبية وشعبية من المسلمين. وأقيم قداس الميلاد –وفق تقويم الكنائس الأرثوذكسية الشرقية- في عدد كبير من الكنائس بمناطق مختلفة بمصر بمشاركة عشرات الآلاف. وأقيم القداس بشكل متزامن في كنائس القاهرةوالإسكندرية والأقصر وأسوان ومدن مصرية أخرى برئاسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسط إجراءات أمنية مشددة. ورأس البابا شنوده تحديدا القداس الذي أقيم في كاتدرائية العباسية بالقاهرة. وانتشرت قوات كبيرة من الجيش والشرطة في محيط الكنائس والأديرة التي جرت فيها الاحتفالات، وساعد في حماية الكنائس عشرات الشبان المسيحيين والمسلمين بمن فيهم شبان من التيار السلفي وبينما تحتفل كاتدرائية العباسية بأول قداس للميلاد بعد الثورة قام عدد من الاقباط بالهتاف ضد المجلس العسكرى وقام الناشط إنجليوس فؤاد بنشر مقطع فيديو على يوتيوب واضح لواقعة الهتاف ضد المجلس العسكرى وقياداته ردا على إشادة البابا شنودة بقيادة المجلس العسكري وحضور عدد كبير من ممثليه للقداس، إلا أن عدد من الكهنة وأمن كاتدرائية العباسية تمكنوا من إسكات الشباب فيما واصل البابا كلمته. وشهد القداس حضور عدد كبير من رجال الفكر والسياسة والأدب كما حضره 10 أعضاء عن المجلس العسكرى والإخوان، فيما جلس الفريق أحمد شفيق بجوار الفريق سامي عنان بالصف الأول بالكاتدرائية. وردد النشطاء الأقباط داخل قداس عيد الميلاد هتافات” يسقط يسقط حكم العسكر، يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح، المشير هوة المسئول “.. وكان من بينهم عدد من نشطاء اتحاد شباب ماسبيرو مثل أبانوب جمال المعروف ب”أبانوب المصرى”، وبيشوى تمرى ورامي كامل وانجيلوس فؤاد وأمير تاكى وكيرلس ومايكل.. وذلك بعدما نجحوا فى اختراق أمن الكاتدرائية المُشدد وهتفوا داخل القاعة للرد على استضافة الكنيسة للمجلس العسكري خاصة اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية الذي وصفوه بأنه قائد موقعة دهس الأقباط فى أحداث ماسبيرو. وأوضح أنجليوس فؤاد صاحب الفيديو وناشره أن أمن الكاتدرائية تعامل مع النشطاء بمنتهى العنف. يذكر أنه تم فرض كردون أمني حول الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فيما أقيم ممر يصل إلى البوابة الجانبية للكاتدرائية لدخول الضيوف ، وانتشرت عشرات العربات الخاصة بالأمن المركزي والشرطة العسكرية، لتأمين القداس في ظل المخاوف من حدوث أي أحداث غير مقبولة. شاهد الفيديو