لا يزال مكرم محمد أحمد يتحرى الكذب والتضليل، حتى بعد أن بلغ أرذل العمر، دون مراعاة أصول المهنة التي يردد "مطبلاتية" الإعلام المصري أن مكرم هو أحد شيوخها!! قديما، كان لمكرم دور قذر في الترويج لأكذوبة أن الشهيد سليمان خاطر يعاني مرضا نفسيا، وهي الأكذوبة التي جاءت تمهيدا لاغتياله في السجن على يد نظام الصهيوني حسني مبارك. واليوم، ورغم أن مكرم ربما هو من يعاني مرضا عقليا قد يكون مرتبطا بشيخوخته، فإنه لا يزال يتحرى التضليل دفاعا عن النظام الذي يمنحه مكانة هو أدرى الناس أنه لا يستحقها. آخر أكاذيب مكرم، الذي أغدق عليه نظام السيسي بمنصب رئيس "المجلس الأعلى للصحافة والإعلام"، كانت تزعم عدم وجود صحفيين في السجون في قضية تخص حرية الرأي والتعبير والمهنة. وكان رئيس المجلس الأعلى للإعلام قد أدلى بهذه التصريحات، يوم السبت الماضي، خلال لقائه وفداً من رؤساء التحرير والإعلاميين الأفارقة خلال زيارتهم الحالية إلى مصر، في إطار البرنامج السنوي الذي تنظمه "الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية" التابعة لوزارة الخارجية. وعلى الرغم من أن المنظمات الحقوقية المختلفة فندت مثل هذه الأكذايب مرارا وتكرارا، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تصدر من أبواق النظام، إلا أننا نجد أنفسنا مضطرين لتكذيب تلك الأبواق. اقرأ أيضا: بعد اعتقال 5 سنوات.. هل تنقذ حملة التدوين مجدي حسين؟ شيخ الصحفيين أول حالة تكذب مكرم وما يدعيه هي حالة شيخ الصحفيين الكاتب مجدي أحمد حسين، رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب، الذي يعد أول صحفي يصدر ضده حكم بالسجن في قضية نشر فيما بعد 30 يونيو 2013. 5 سنوات قضاها مجدي أحمد حسين خلف القضبان في قضية نشر. 5 سنوات، عانى مجدي حسين من إهمال متعمد من جانب نقابة الصحفيين، والحق يقال إنه لم يكن استثناء، بل إن نقابة الصحفيين، منذ الانقلاب في 2013 وحتى اليوم، لم تول أي اهتمام بملف الصحفيين المعتقلين، وصار كل ما يشغل الجماعة الصحفية النقابية في مصر هو زيادة البدل!! اقرأ أيضا: بعد تصريح "لا محبوسين في قضايا نشر".. ألم يسمع نقيب الصحفيين عن مجدي حسين؟ نقل مجدي حسين مؤخرا إلى سجن ليمان طرة، وهو معتقل منذ يوليو 2014، قضى العامين الأول والثاني محبوسا على ذمة قضية تحالف دعم الشرعية، بشكل احتياطي، حتى صدر قرار بالإفراج الشرطي عنه مع بعض قيادات التحالف. غير أن النظام رفض الإفراج عنه رغم قرار الإفراج، الذي جرى تطبيقه على كل من صدر بحقهم القرار، وتذرع النظام وقتها ب"ظهور" قضايا جديدة على خلفية بلاغات سبق تقديمها ضده، رم أنه لم يكن يعرف عنها شيئا. وبموجب إحدى هذه القضايا، صدر بحق مجدي حسين حكم بالحبس في قضية نشر، بالمخالفة للدستور والقانون، حيث يقضى الان فترة سجنه المقدرة بخمس سنوات وفقا لحكم المحكمة. مرصد حرية الصحافة أيضا، ردت مؤسسة "المرصد المصري لحرية الصحافة والإعلام" غير الحكومية على تصريحات مكرم. ونشر المرصد تقريراً وثّق 9 حالات لصحافيين محبوسين على خلفية عملهم، ويواجهون تهمتي نشر الأخبار الكاذبة، والانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور. وهؤلاء الصحفيون هم: إسماعيل السيد عمر وشهرته إسماعيل الإسكندراني: صحفي وباحث حر، قُبض عليه من مطار الغردقة عقب عودته من ألمانيا إلى مصر، في 29 نوفمبر عام 2015، وقضت المحكمة العسكرية بسجنه 10 سنوات، على ذمة القضية رقم 18 لسنة 2018 جنايات عسكرية، في اتهامه بالانضمام لجماعة الإخوان، ونشر سر من أسرار الدفاع عن البلاد في منطقة سيناء. ويقضي عقوبته الآن في سجن مزرعة طرة. اقرأ أيضا: فرحة هيسترية ب"توصيل" هشام عشماوي.. ماذا عن إسماعيل الإسكندراني أول من كشفه؟ محمود حسين جمعة: صحفي لدى قناة "الجزيرة" الإخبارية. عمل منتجاً للأخبار في قسم المراسلين في قناة الجزيرة، وبتاريخ 20 ديسمبر عام 2016، وبينما هو في مطار القاهرة، استوقفته سلطات الأمن لمدة 14 ساعة، أثناء عودته من دولة قطر لقضاء إجازته السنوية في البلاد، وسحبت جواز سفره، وعاد لبيته ليوم واحد. ويوم 22 ديسمبر، تلقى استدعاء لاستلام جواز سفره، وعاد إلى بيته رفقة قوات الأمن الذين اصطحبوه وشقيقيه، واختفى قسريًا لمدة يومين، ثم نُقل إلى سجن القاهرة بتاريخ 28 ديسمبر. ومنذ ذلك الحين وهو محبوس احتياطياً على ذمة القضية رقم 1152 لسنة 2016 حصر تحقيق أمن دولة، بتهم نشر أخبار كاذبة وتهديد أمن الوطن، حتى أخلي سبيله في 21 مايو عام 2019، وقبل استكمال إجراءات الإفراج عنه، أدرج اسمه في القضية رقم 1365 لسنة 2018 حصر أمن دولة. محمد الحسيني حسن: صحفي في صحيفة "الشورى". ألقت قوات الأمن القبض عليه يوم 12 سبتمبر عام 2017 من منطقة الفجالة في القاهرة، أثناء تصويره تقريراً صحافياً عن ارتفاع أسعار مستلزمات المدارس، ووجهت له النيابة تهمتي الاشتراك في جماعة أُسست على خلاف أحكام الدستور والقانون ونشر أخبار كاذبة، وهو الآن محبوس احتياطيًا في سجن طرة شديد الحراسة على ذمة القضية 915 لسنة 2017 حصر أمن دولة عليا. مصطفى الأعصر: صحفي مستقل. ألقت قوات الأمن القبض عليه في 4 فبراير عام 2018، ووجهت له نيابة أمن الدولة تهمتي الانضمام إلى جماعة أُسست على خلاف أحكام الدستور والقانون، ونشر أخبار كاذبة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد بقصد تكدير السلم العام في إطار أهداف جماعة الإخوان. وهو الآن محبوس احتياطياً في سجن طرة على ذمة القضية 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا. اقرأ أيضا: اختفاء الحريات من وعود المرشحين.. هل أصبح "البدل" أكثر ما يشغل الصحفيين؟ معتز ودنان: صحفي في موقع "هاف بوست عربي". ألقت قوات الأمن القبض عليه في 16 فبراير عام 2018، على خلفية إجرائه حوارًا صحافيًا مصورًا مع الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، المستشار هشام جنينة، في 11 فبراير عام 2018، نشر خلالها ادعاءات على لسان جنينة خاصة بالمؤسسة العسكرية. ووجهت له نيابة أمن الدولة تهمتي الانضمام إلى جماعة أُسست على خلاف أحكام الدستور والقانون ونشر أخبار كاذبة. وهو الآن محبوس احتياطيًا في سجن العقرب شديد الحراسة 2، على ذمة القضية 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا. محمد كامل أبو زيد: مصور صحفي في صحيفة "التحرير". سلّم نفسه إلى قسم المعصرة، في 7 يونيو عام 2018، بعد اقتحام قوات الأمن منزله. ووجهت له نيابة أمن الدولة اتهامات بمشاركة جماعة أُسست على خلاف أحكام الدستور والقانون، ونشر أخبار كاذبة. وهو الآن محبوس احتياطيًا في سجن طرة تحقيق على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة. إسلام جمعة السيد عبد الله: مصور صحفي تحت التدريب في صحيفة "فيتو"، وطالب في الفرقة الرابعة في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة. ألقت قوات الأمن القبض عليه من منزله يوم 29 يونيو عام 2018، ووجهت له النيابة العامة تهمتي الانضمام إلى جماعة أُسست على خلاف أحكام الدستور والقانون، ونشر أخبار كاذبة. وهو الآن محبوس احتياطيًا في سجن القناطر على ذمة التحقيقات في القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا. عادل صبري: صحفي ورئيس تحرير موقع "مصر العربية" الإلكتروني. قامت قوات الأمن بتاريخ 3 إبريل عام 2018 باقتحام مركز عمله وإلقاء القبض عليه، وتشميع المقر على خلفية اتهامه باستخدام برامج غير أصلية وإدارة موقع من دون ترخيص، واقتياده إلى قسم الدقي. وبتاريخ 4 إبريل عام 2018 حُقّق معه على ذمة القضية رقم 4681 لسنة 2018 جنح الدقي في ما هو منسوب إليه، وقررت النيابة احتجازه لحين ورود تحريات الأمن الوطني صباح اليوم التالي 5 إبريل عام 2018، حين وردت بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين ونشر أخبار وبيانات كاذبة على موقع "مصر العربية" من شأنها تكدير الأمن والسلم العام والتحريض على التظاهر، بينما جاء في التحريات أن المتهم صادر له أمر ضبط وإحضار من نيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة، والمعروفة إعلامياً ب "الحراك الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين". وأخلي سبيله بكفالة قيمتها 10 آلاف جنيه مصري على ذمة القضية الأولى، وبعد ذلك عرض على ذمة القضية 441، ووجهت له نيابة أمن الدولة تهمتي الانضمام إلى جماعة أُسست على خلاف أحكام الدستور والقانون ونشر أخبار كاذبة. وهو الآن محبوس احتياطيًا في سجن القناطر. حسام الدين مصطفى: محرر صحفي في موقع "بطولات" الرياضي. ألقت قوات اﻷمن القبض عليه من منزله في العياط، بتاريخ 28 يونيو عام 2018، وظهر في نيابة أمن الدولة بتاريخ 14 يوليو عام 2018، ليتم التحقيق معه ﻷول مرة على ذمة القضية 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة، ووجهت له تهمتي اﻻنضمام إلى جماعة أُسست على خلاف أحكام الدستور والقانون ونشر أخبار كاذبة. وعلقت المؤسسة أنه "بالرغم من أن الصحفيين المحبوسين وُجهت لهم تهمة الانضمام إلى جماعة مع تهمة نشر أخبار كاذبة، فإنهم تم التحقيق معهم والتجديد لهم على خلفية عملهم كصحفيين".