كشر نائب رئيس المجلس العسكري بالسودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اليوم الثلاثاء 28 مايو ، عن انيابه من خلال تصريحات وسيناريوهات محور الثورات المضادة في العالم العربي، وخصوصاً الأنظمة التي دعمتها الإمارات والسعودية (مثل مصر) في وجه ثوراتها، مؤكداً وجود معلومات تفيد بتخابر العديد مع الجهات الخارجية ، وهي نفس التهم التي استخدمها النظام الانقلابي ، حين عزلت الرئيس السابق محمد مرسي من السلطة، وقامت على أساسها بقتل وتوقيف الآلاف من رافضي حكم العسكر. وقال حميدتي قائد وحدات الدعم السريع أنّ "على الشباب العودة إلى شعاراتهم وسنتفق الليلة معهم إذا فعلوا ذلك"، مبيناً أنّ "هناك أطرافاً تحاول استغلال الثورة لتحسين صورتها، وسنحاسبها" ، مضيفا أنّ القوات المسلحة هي جزء من الثورة، ولولاها لبقي الرئيس السوداني السابق عمر البشير في السلطة. وأردف أن لدى المجلس العسكري "معلومات مؤكدة بتخابر العديد مع جهات خارجية، وأنّ هناك دولاً وراء ما يجري، وتدفع أموالاً من أجل تفتيت السودان". والجمعة الماضية، التقى "حميدتي" ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وزار المملكة عدة ساعات، قبل أن يطلق تصريحات بنبرة جديدة هاجم بها القوى المدنية. ووصل حميدتي إلى جدّة الخميس الماضي في زيارة إلى السعودية، بعد يومين فقط من لقاء عقده، الثلاثاء الماضي، مع وفد سعودي إماراتي مشترك، في الخرطوم، ووسط توتر بين المعتصمين والمجلس العسكري، وعدم التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الانتقالية. كما جاءت تلك الزيارة بالتزامن مع اتهام المتظاهرين لقوات الدعم السريع التي يقودها بقتل المتظاهرين المعتصمين، وبعد تعثر المفاوضات بين قادة الحراك في السودان والمجلس العسكري الحاكم بشأن مجلس يدير البلاد خلال المرحلة الانتقالية. وبدأ، يوم الثلاثاء، الإضراب العام في السودان، استجابة لدعوة قوى إعلان الحرية والتغيير؛ احتجاجاً على عدم إيفاء المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة للمدنيين، وتحوله إلى قيادة سياسية، وسط تحذيرات من قادته. وأكّد تجمع المهنيين السودانيين، أحد أفرع قوى إعلان الحرية والتغيير، في بيان له صباح الثلاثاء، أن الإضراب الذي سيستمر يومين حق دستوري مكفول وفقاً لنص المادة 27 /3 من وثيقة الحقوق في دستور السودان الانتقالي 2005. وشهدت الخرطوم ومدن أخرى، خلال الأيام القليلة الماضية، وقفات احتجاجية لعاملين بمؤسسات حكومية وشركات عامة وخاصة وبنوك وجامعات وقطاعات مهنية، طالبت المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين. ويعتصم آلاف السودانيين، منذ أبريل الماضي، أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم؛ للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير كما حدث في دول أخرى، بحسب محتجين.