تتحرك الدولة التونسية في عدة اتجاهات دبلوماسية ودولية من أجل وضع حد للتصعيد العسكري واستعادة المسار السياسي في ليبيا والعودة إلى المفاوضات والحلول السلمية التي كانت ترعاها البعثة الأممية ، وذلك من أجل وقف التصعيد العسكري من قبل اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر في الغرب الليبي، وإعادته إلى طاولة المفاوضات والحلول السلمية ، وبرغم من تواصلها مع عدة دول من أجل ذلك الحراك إلا انها ابتعدت عن مصربسبب دعمها المباشر لحفتر الذي استقبله السيسي ومدير مخابراته في الوقت الذي يقصف فيه احياء مدنية في طرابلس. وركز الحراك الإقليمي للجمهورية التونسية على التواصل مع الجزائر وبعض الدول الأخرى، لوحظ أنه ابتعد قليلا عن التنسيق مع الدولة المصرية ونظام السيسي، كون الأخير أظهر دعمه للجنرال الليبي "حفتر" في عدة مناسبات، منها استقباله لحفتر في ظل اشتعال الاقتتال، وكذلك محاولته الضغط خلال القمة الأخيرة للاتحاد الأفريقي في القاهرة لتبني عملية "حفتر" في طرابلس إلا أنه لم يلقى قبولا خاصة من دولة "رواندا" التي صرحت بأنها لا تتخذ مواقف تتعارض مع سياسة الاتحاد الأفريقي بدعمها لطرف وحيد في ليبيا، كما أنه كان وراء المكالمة التي أجراها الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب مع "حفتر" والتي أثارت جدلا وردود فعل غاضبة من قبل مسؤولين في الإدارة الأمريكية نفسها. وأكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، الذي يقود هذا الحراك، خلال لقاء مع نظيرته السويدية مارغوت فالستروم، أهمية العمل المشترك على مستوى المجتمع الدولي؛ لوقف إطلاق النار على الساحة الليبية، ووضع حد للتصعيد العسكري، واستعادة المسار السياسي الجاري، تحت رعاية الأممالمتحدة. كما عقد "الجيهناوي" قمة مصغرة مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، في تونس، لبحث التطورات الخطيرة الراهنة في ليبيا.
كما طالب وزير الخارجية التونسي خلال اتصالا هاتفيا مع نظيره الفرنسي، جان إيف لودريان، بضرورة الوقف الفوري للمواجهات العسكرية الدائرة حاليا في ليبيا، وإفساح المجال لاستئناف المسار السياسي تحت رعاية الأممالمتحدة ، و دفع الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى توحيد مواقفها لوقف الاقتتال في ليبيا وبذل مجهود أكبر من أجل وقف التصعيد العسكري في المنطقة الغربية. بيان صادر عن الخارجية التونسية أكد أن "الوزيرين اتفقا على أهمية تنفيذ مخرجات لقاء "أبوظبي" الذي رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج مع "خليفة حفتر"، نهاية شهر فبراير/شباط الماضي،جاء ذلك كضغط ضمني على الدولة الأوربية وكذلك تأكيدا للمعلومات الواردة عن تورطها في دعم "حفتر"، وهو ما أكده رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج خلال تصريحات لصحيفة "لوموند" الفرنسية بقوله إن "موقف "باريس" غامض بخصوص الأزمة الليبية والعدوان على العاصمة، واتهمها رسميا بأنها الداعم القوي الآن لحفتر في كل تحركاته التي أفسدت العملية السياسية، وأن هذا الدعم جعل الأخير يتنصل من أي مفاوضات سابقة. الدبلوماسية التونسية تضغط على فرنسا بشكل غير مباشر بملف المسلحين الفرنسيين الموقوفين مؤخرا على الحدود التونسية بعد القبض عليهم قادمين من ليبيا يحملون جوازات سفر دبلوماسية وأسلحة، وهو ما أعلنته وزارة الدفاع التونسية.