أكد تامير باردو (65 عاماً) ،أحد الرؤساء السابقين لجهاز المخابرات الخارجي(الموساد)، لصحيفة يديعوت احرونوت العبرية ضمن مقابلة مع جميع الرؤساء السابقين لجهاز المخابرات الخارجي (وهم زفي زامير (93 عاماً)، ناحوم أدموني (88 عاماً)، شابتاي شافيت (78 عاماً)، داني ياتوم (73 عاماً)، إفرايم هاليفي (83 عاماً) ) وتامير باردو (65 عاماً) ،إن المشكلة الأساسية أنه منذ عام 1967 حتى اليوم لم تقرر "إسرائيل"، بكل مؤسستها السياسية، ما هي الدولة التي تريد أن تكون وهي الوحيدة في العالم التي لم تحدد لنفسها ما هي ، ولم يعلن أي رئيس وزراء ، على الإطلاق الحدود النهائية. مؤكدا أن حكومات الكيان كلها لم تفعل ما يكفي من أجل التوصل الى السلام. واوضح ان هناك رؤساء وزراء مثل اسحق رابين وايهود أولمرت وايهود باراك واريئيل شارون، كانت لديهم رؤية ما، لكن اختار كل منهم المضي لمسافة ميل واحد فقط، لكن أحداً منهم لم يجرؤ على رسم حدود الدولة. وصرح داني ياتوم (73عاماً) نسير في طريق شديد الانحدار، هناك أشياء خطيرة خاطئة تجري هنا. إذ يتم استجواب رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين بتهم الفساد، ذلك لأنهم وضعوا مصالحهم الخاصة قبل مصالح الدولة. وكذلك أشعر بالقلق من الجمود السياسي مع الفلسطينيين، وهو ما يقودنا إلى دولة ثنائية القومية، وبالتالي، نهاية الدولة اليهودية. ويرى ياتوم ان اسرائيل تتجه الى ان تصبح دولة فصل عنصري (أبارثايد) أو دولة غير يهودية، إذا واصلت سيطرتها على الضفة الغربية، ويعتقد ان ذلك يمثل خطراً وجوديا على الدولة العبرية. وهذا ليس ما حارب المؤسسون الاوائل من اجله. هناك من يقول إننا قمنا بكل شيء وأنه ليس هناك شريك، «لكن هذا ليس صحيحًا. هناك شريك. سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن الفلسطينيين والأشخاص الذين يمثلونهم هم الشريك الذي نحتاج إلى التعامل معه». ويعتقد ياتوم انه لولا اغتيال رابين، لكنا نعيش منذ فترة طويلة، في سلام مع الفلسطينيين، وربما مع السوريين أيضا. وأضاف هاليفي إلى أن اسرائيل هي الطرف الأقوى ومن أجل الوصول الى اية ترتيبات، عليها أولاً أن تعامل الطرف الآخر على قدم المساواة ، كما لا بد من التفاوض مع حركة حماس. فقد تأسست هذه الحركة منذ 31 عاما، واستخدمنا ضدها كل اشكال القوة ولم نستطع القضاء عليها. لذا لا يمكننا أن نتجاهلها ونكتفي باتهامهم بأنهم إرهابيون. وعلينا الا نتجاهل حقيقة ان الحركة عدّلت ميثاقها على نحو يعترف بحدود عام 1967 (كحدود مؤقتة للدولة) وهذا تغيير كبير. ورد هاليفي: علي سؤال: إذاً إسرائيل هي التي تعطل عملية السلام؟ بنعم. إنها كذبة أطلقناها بأنه ليس هناك شريك سلام. لكن للأسف أننا – نحن أو الفلسطينيين – لن نصنع السلام طوعا. وفي هذه الحالة، ستأتي قوة كبرى لتفرض ذلك. سؤال: إذا أنت ترى إن إسرائيل بحاجة إلى القبول بترتيبات ما، حتى لو تم إملاؤها من قبل الأميركيين أو السعوديين مثلاً؟ هاليفي: نعم، هذا صحيح. لأنه عندما يتعلق الأمر بمسألة ما نحصل عليه في المقابل، إذا اخترنا حل الدولتين على أساس المبادرة العربية للسلام، فإن أكبر عائد سوف نحصل عليه هو إعلان نهاية الصراع مع جميع الدول الأعضاء في الجامعة العربية البالغ عددها 22 دولة وإقامة علاقات دبلوماسية معها ومع 30 دولة إسلامية أخرى حول العالم. فإذا أقامت 50 دولة مسلمة السلام مع إسرائيل واقامت معها علاقات دبلوماسية واقتصادية، فسوف نرى تعاملاً مختلفا معنا من جميع دول العالم، خاصة الدول الإسكندنافية وهولندا وسويسرا. ولكن، للأسف نحن مشغولون في الوقت الحاضر بالحروب، فمتى سنهاجم غزة، ومتى سنضرب لبنان؟ نحن بحاجة لكسر هذه الدورة بالفعل. فلماذا نعيش هنا؟ لكي يستمر أحفادنا في خوض الحروب؟ ما هو هذا الجنون؟ ورأي زامير ان قضية السلام أمر بالغ الأهمية، ففي النهاية، علينا إيجاد صيغة يمكن أن تكون بمنزلة أساس للحوار مع الفلسطينيين. وأكد انه من دون السلام، فإن «بقاء دولة "إسرائيل" وجودها، سيظل موضع شك». مخاطر محسوبة ويجزم شافيت ان السلام القائم على حل الدولتين يمثل مصلحة لليهود أكثر من الفلسطينيين. ويحذر من أن سبب الوضع الذي نحن فيه الآن يعود الى عدم رغبة الكيان في تحقيق السلام. أجرت صحيفة يديعوت احرونوت هذه المقابلة بعد خمسة عشر عاماً، من المقابلة التي أجرتها عام 2003 مع أربعة رؤساء سابقين لجهاز المخابرات الداخلي «شين بيت»، عبروا فيه عن انتقادهم لإحجام رئيس الوزراء الكيان الصهيونى حينها أريئيل شارون عن العمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع الفلسطيني_ الصهيوني.