إحدى وقفات أهالي المعتقلين أمام السفارة السعودية تحقيق: عبد الرحمن كمال - شيماء مصطفى المعتقلات السعودية شعارها "الداخل مفقود والخارج مولود " السعودية تعتقل مواطن مصري لاتهامه "مبارك" بالعمالة للصهاينة دعوى قضائية ضد العاهل السعودي وولي العهد ونجله أم معتقل: لو أننا نحرق أو نعطل المرور لاهتم بنا المشير هل واجهت "صوت الأمة" ضغوطاً حتى تعدل عن كشف الانتهاكات السعودية؟! المصريون أطلقوا لقب "جوانتونايف" على معتقل "الحاير" من هول التعذيب
على الرغم من سقوط مبارك منذ أكثر من تسعة أشهر، إلا أن كرامة المصريين مازالت كما هي ،تهدر ليل نهار ، تارة في أقسام الشرطة ما بين تعذيب وضرب أفضى إلى الموت، وتارة أخرى في دول الخليج العربي التي لا زالت تبكي على رحيل المخلوع، وخاصة المملكة العربية السعودية التي تردد أنها ترغب في استضافة المخلوع ليقبع بجوار "بن على" مهما كلفها الأمر، وهددت بترحيل كل العمالة المصرية، ثم اتضح هذا التعنت مع أزمة المعتمرين المصريين، ثم انجلى الأمر بعد الإعلان عن كم هائل من المسجونين المصريين في المعتقلات السعودية بلا تهم وبلا محاكمات.
لقد ورثت الداخلية السعودية كل تاريخ جهاز أمن الدولة المصري القذر الذي لا زال يعبث باستقرار مصر، وجدت الداخلية السعودية إرثاً عظيماً استفادت منه في تعلم أبشع صور التعذيب، وتختلف طرق وأشكال التعذيب فى السجون السعودية حسب درجة القضية وإذا كان الشخص سعودي أم أجنبي ومن هذه الأشكال: - عملية "التسهير" وهى عبارة عن وضع الكلبش فى اليد والرجل والرمي على الأرض أو الوقوف على القدم لعدة أيام. -عملية "التعليق" وتتم بعد التعب العملية السابقة. - ثم الضرب وهو درجات إما على الوجه أو بالخرزانة أو بالسلوك النحاسية. - الصعق بالكهرباء - ضرب المساجين من أرجلهم وسحلهم ثم تعليقهم. - القيد من الأرجل والإجبار على الجري حتى يفك القيد من الجري.
ما سبق لم يكن درباً من الخيال، بل هو الواقع في أبشع صوره، وهو ما حدث مع كافة المعتقلين في غياهب السجون السعودية، "الشعب" كان لها هذا التحقيق المطول عن المصريين المعتقلين في السعودية:
أحمد غانم الذي كان يعمل محللاً مالياً ببنك الرياض، والذي رفع دعوى قضائية ضد كل من خادم الحرمين وولي عهده.
تعود القضية إلى أحداث العدوان الصهيوني على غزة في أواخر عام 2008، ففي مكالمة هاتفية بين "غانم" وصديق غزاوي ، هاجم مبارك واتهمه بالعمالة للصهاينة، وانه هو من أعطى الضوء الأخضر للعدو الصهيوني ليشعل غزة ، كما اتهمه بالظلم والفسوق، مؤكداً أن الخلاص في ثورة الشعب عليه. وقال غانم إنه فور رصد السلطات السعودية للمكالمة، وضعته تحت المراقبة، وفي هذه الأثناء كان قد بدأ يستعد لإنهاء عقده مع البنك، والذي استمر حوالي 17 عاماً، وفكر في إنشاء شركة وبدأ بالفعل في الاتصال بسفارات عدة دول مثل الصين وتركيا وسوريا وإيران، وكانت الطامة الكبرى في الأخيرة "إيران" –حسب قوله-.
وفي يوم 11 فبراير 2009، أثناء وجوده بمقر عمله بالبنك في حدود الساعة العاشرة صباحاً، فوجئ غانم بحضور ثلاثة أفراد بالزى المدني لمكتب مدير البنك الذي استدعاه لمكتبه وما أن دخل لمكتب المدير، حتى تم القبض عليه بحجة سؤاله عن بعض الأشياء وأخبروه بضرورة أن يتم ذلك بهدوء منعاً للشوشرة، وافهموه بأنه سيعود على الفور، ثم ذهبوا به إلى منزله وفتشوا المنزل، واستولوا على ثلاثة أجهزة كمبيوتر وموبايله الخاص.
ثم انتقلوا به إلى مكان يدعى "عليشه" وعصبوا عيناه وقيدوا يديه وقدميه بقيود حديدية، ثم سلموه ورقة بها رقم 256 أخبروه أنه رقم أماناته، وطلبوا منه الوقوف ووجه للحائط دون حراك، وكلما حاول السؤال عن هذا الوضع المهين كان سؤاله يقابل بالضرب والإهانة لكل المصريين.
بعدها –كما يروي أحمد غانم- وقرب صلاة المغرب نقلوه في سيارة إسعاف إلى معتقل الحاير وصوروه عدة صور من الإمام والجانب، والبسوه ملابس السجن، وقالوا له أن ينسى اسمه لان اسمه الجديد هو "3/721" ، وبعدها بدأت حملة التعذيب من ضرب وسب الدين له ولكل المصريين "الشحاتين"، وظل هكذا لمدة 12 يوماً حتى انهارت قواه الجسمانية والعقلية وبدأ في الهلوسة، ثم دخل في غيبوبة استمرت ثلاثة أيام، وبعد أن استرد عافيته بدأت الحفلة الثانية من تعذيبه على يد مدير التحقيق بمعتقل الحاير ويدعى خالد الحميد وشهرته "أبو تركي" والذي كان يتلذذ بالتعذيب لدرجة أنه كان يكسر يومياً أكثر من 20"خرزانة" على أجساد المعتقلين.
وأشار غانم إلى أن "أبو تركي" كان دائماً يقول أن هناك "توصية" علي "3/721" من الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية، ومن شدة التعذيب الذي لاقاه المصريين على أيدي نايف ونجله، أطلق المصريون على معتقل الحاير اسم "جوانتونايف" نسبة للأمير .
وبعد سلسلة من كل أشكال التعذيب، أرغموه على التوقيع على اعتراف برغبة إيران في تجنيده وأنه أبدى استعداده للتعاون معهم واخبروه أن هذا الاعتراف هو ما يريده سمو الأمير محمد بن نايف، وبعد أن اخذوا منه الاعتراف نقلوه إلى سجن عسير الذى ظل به قرابة عام وشهرين من أصل 31 شهر معتقل دون محاكمة.
وعن دور الخارجية المصرية، أكد "غانم" أنها كأن لم تكن، وأنها كانت تعجز عن مخاطبة السلطات السعودية حتى قامت زوجته بنشر استغاثة في جريدة الأخبار، فتقدمت الخارجية المصرية بطلب إلى الداخلية السعودية التي ردت في خمس كلمات: "الشخص موقوف لدينا لشئون أمنية" ويقول أحمد غانم أنه أثناء تواجده فى المعتقل وخلال حديثه مع بعض المعتقلين عرف العديد من المعلومات التى تهدد أمن البلاد العربية بأكملها وكان من هذه الشخصيات:
- على بن طالب وهو سعودي من أسرة بن طالب وعرفت منه أنه دخل المعتقل منذ 7 سنوات ونصف على الرغم أنه محكوم عليه ب6 سنوات فقط وأثناء التحقيق معه قال أنه يعمل طباخ لدى جنود القاعدة ثم اكتشفت بعد ذلك أنه كان مقاتل لديهم وقد عرفت منه أنه يعرف العديد من الشخصيات المصرية الهامة التى تؤمن بنفس الأفكار ولها نفس التوجهات وقد قابل بعضها فى مصر وأنه قد صرح عنهم فى التحقيقات ولكن أين السلطات المصرية من ذلك؟
- كما كان معه أيضا ياسر بامحرز ( مهندس كمبيوتر وشبكات ) تم القبض عليه فى البحرين ثم تم ترحيله إلى السعودية وعندما سأله "غانم" عن طبيعة عمله فى التنظيم قال أنه ( منسق ) وعندما سأله عن معناها قال تجميع مجاهدين ومقاتلين من مختلف الدول العربية (مصر، اليمن، سوريا، السعودية، الجزائر) وإرسالها للجهاد ضد الشيعة فى العراق كما قال أن هؤلاء المجاهدين يتم استقبالهم فى سوريا فى مضايف يقيمون بها لحين إرسالهم إلى العراق وقال بامحرز أن هذه المضايف كان بها فى إحدى المرات مصري ومصرية.
- كما قال "غانم" أيضاً إنه عرف بقضية وليد الحمدان وهو عالم دين تم القبض عليه بتهمة تمويل الإرهاب وعرفت أن هذا الشيخ على صلة بأسماء كبيرة فى آل سعود وقد تم القبض عليه عندما ورط أحد المصريين بحمل أموال إلى تاجر سيارات يقوم بتهريبها إلى الأردن، ويقول غانم: "وبالرغم من خطورة هذا الكلام فعندما حاولت أن أسمع صوتي للإعلام المصري بعد عودتي من السعودية لكي تتنبه السلطات المصرية لما يحاك ضد مصر من جانب أعدائها وأن تعمل على رد اعتبار وكرامة المصري فى السعودية وفى جميع دول العالم لم أجد سوى الأبواب المغلقة".
وقال غانم إنه جاءه أحد الصحفيين الذى وعده ببرنامج تليفزيوني ولقاءات صحفية ولكنه أخلف وعده، وقال أيضاً: "لا يختلف ذلك عن موقف جريدة صوت الأمة التى اعتقدت أنها لا تهاب أحدا ولكن كانت الصدمة عندما نشرت صوت الأمة خبرا عن معاناتي فى السجون السعودية وكان الخبر فى العدد الصادر بتاريخ 26/09/2011 ثم بعدها تم الانصراف عنى تماما وتجاهل القضية وليس هذا فقط ولكنها قامت بإجراء حوار مطول فى صفحة كاملة مع السفير السعودي بمصر ونشر الحوار بتاريخ 24/10/2011 وسألت نفسي يا ترى ما هو سبب هذا التغير المفاجئ لصوت الأمة ؟ هل تعرضت للضغط أم لا ومن قبل من؟"
وبعد ثورة 25 يناير المجيدة، وسقوط نظام مبارك، تم نقله مرة أخرى إلى سجن الحاير استعداداً لترحيله، حيث خرج من السجن في 22 أغسطس 2011، بعد أن قضى في السجن 31 شهر.
بعد وصوله إلى مصر، قام أحمد غانم برفع دعوى قضائية ضد كل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ووزير الداخلية وولي العهد الأمير نايف آل سعود، ونجله الأمير محمد بن نايف آل سعود مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية، وخالد الحميد الشهير ب"أبو تركي" مدير التحقيق بمعتقل الحاير بصفتهم، مطالباً إياهم بتعويضه مادياً ومعنوياً، عن فترة اعتقاله وتعذيبه بمبلغ 2 مليون جنيه.
أحمد غانم لم يكن الحالة المصرية الوحيدة الموجودة بمعتقلات السعودية، حيث يوجد المئات من المصريين المعتقلين بالسعودية دون تهم أو محاكمات.
من هذه الحالات، بهاء الدين عبد الله والذي كان يعمل مقاولاً بالمملكة، والذي قال إن المباحث العامة بالمدينة المنورة قبضت عليه في حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، بعد أن اقتحموا المنزل الذي يسكن فيه، وبعد أن أخذوه معهم معصوب العينين مكبل الأيدي والأرجل، ظل في حبس انفرادي تحت الأرض لمدة 60 يوم، وقال إن السلطات السعودية أثناء تحقيقها معه كانت تقيد يديه وقدميه وتعصب عينيه، ويطلبوا منه الاعتراف بتهم معدة مسبقاً لا يعلم عنها شيئاً، ولما رفض هددوه بالحبس وطول المدة.
وأضاف عبد الله أنه بعد مضي خمس شهور من سجنه بالمدينة تم ترحيله بالطيران العسكري إلى الدمام بالمنطقة الشرقية، وظل في الحبس الانفرادي فيها لمدة 60 يوماً مقيد الأيدي والأرجل، ثم قضى في المعتقل عامين، ولم يسمحوا له بالاتصال بأهله إلا بعد مرور خمسة أشهر، فقد كان يهاتفهم مرة كل أسبوعين في مكالمة لا تتجاوز ربع ساعة وإذا تحدث في أي شيء يخص القضية يقطع الاتصال ويحرم من الاتصال لمدة شهرين.
وأكد عبد الله عن نيته بتقديم بلاغ للنائب العام ضد وزير الداخلية السعودي الأمير نايف آل سعود، كما شن هجوماً شرساً على دور الخارجية المصرية في حل مشاكل الرعايا المصريين بالخارج، واتهم النظام البائد بالتسبب في الحط من كرامة المواطن المصري في الداخل والخارج.
ومازال العديد من المصريين في غياهب السجون والمعتقلات السعودية، منهم المواطن عبد الحميد محمد عذارى، الذي كان يعمل مدير علاقات عامة بأحد المراكز التجارية، وألقت السلطات السعودية القبض عليه في 2005، ولفقوا له قضية دعم الإرهاب في الخارج وهو مسجون حالياً في سجن أبها في عسير بلا تهمة أو محاكمة.
وعن دور الخارجية المصرية، أكد ثابت محمد شقيق المعتقل أنها بلا فائدة، وأن المسئولين المصريين مهزوزون أمام السلطات السعودية، وأنه على الرغم من الثورة إلا أن معاملة الدولة للمواطنين وخاصة أبناء العريش كما هي وكأنهم من أبناء دولة أخرى، أو مواطنين درجة عاشرة، وأنهم يتسولوا من المسئولين.
معتقل آخر ذكرت زوجته أنه مقيد في يديه وقدميه من أكثر من ستة أشهر في سجن أبها والأغرب إنهم قبضوا عليه من داخل الحرم!!
أم لأحد المعتقلين وهو مصطفى أحمد البرادعي، قالت إن ابنها وعائلها الوحيد مسجون في سجن "أبها" منذ سنتين، وتساءلت كيف يتمكن المجلس العسكري من إخراج أكثر من ألف أسير فلسطيني من سجون الصهاينة ويعجز عن الإفراج عن أبرياء مصريين من معتقلات السعودية، وقالت إن المجلس يتجاهلهم لأنهم لا يصدرون أي إزعاج ولا يحرقون ولا يحطمون أو يوقفون حركة المرور لذلك المجلس يتركهم "يخبطوا دماغهم في الحيطة".
زوجة المعتقل خالد محمد موسى المسجون من سبع سنوات في سجن أبها، هاجمت المسئولين المصريين بالمجلس العسكري واتهمتهم بالتواطؤ والتخاذل والتقاعس عن أداء دورهم المفترض بهم القيام به. أحمد غانم في حواره مع "الشعب" دعوى قضائية ضد الملك السعودي وولي العهد ونجله جريدة "صوت الأمة" وعدت "غانم" الوقوف بجابنه- 26/9/2011 حوار للجريدة في 24/10 مع سفير السعودية بمصر والتهرب من الحديث الى غانم وقفة أخرى أمام السفارة السعودية أم معتقل تتنمى أن يسمع صوتها أحد زوجة معتقل تصرخ..فهل من مجيب؟ مصطفى عائل والدته الوحيد قابع في سجن "أبها"