وصفت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية قرار منظمة الثقافة والتراث والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) قبول فلسطين عضوًا دائمًا فيها بالشجاع لا لأنه يتحدى التهديدات الأمريكية بقطع التمويل الحيوي عن الهيئة فحسب، بل ولأن عضوية فلسطين في اليونسكو ستذكر باستمرار بأن عملية طلب الاعتراف بفلسطين التي بدأها محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية أمام مجلس الأمن الدولي لا يمكن أن تظل إلى الأبد مهددة بحق النقض الأمريكي. وأشارت الصحيفة إلى إن الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون مصمم على عدم إلغاء قانون صدر عام 1990 يحجب التمويل أوتوماتيكيًّا عن أية هيئة تمنح السلطات الفلسطينية "وضعًا مماثلاً لبقية الدول الأعضاء". ومع ذلك ففي حال اليونسكو - كما تقول الصحيفة - فإن التمويل أمر ذو حيوية خاصة بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية. وتحذر الصحيفة الولاياتالمتحدة من تهديدها بقطع التمويل مشيرة إلى أن أكبر مشروع تعليمي يموله اليونسكو على سبيل المثال هو ذلك الذي يموله فرع الهيئة في أفغانستان، وبالتالي فإنه لن يكون في مصلحة الولاياتالمتحدة السماح بانهيار مثل هذا المشروع الذي يساعد على إرساء الاستقرار هناك. "ثم إن التهديد بسحب التمويل هو تهديد أجوف حيث إن دبلوماسيين أمريكيين يلمحون إلى أنه يمكن إبقاء التمويل بطرق أخرى في حال كان هناك إصرار على تنفيذ القانون"، حسب قول الصحيفة وأوضحت الفاينانشيال تايمز "إن هناك سببًا أكثر إلحاحًا يجب أن يدفع واشنطن لاتخاذ موقف أقل عنادًا إزاء مبادرات عباس. فالقائد الفلسطيني اختار السعي لإقامة الدولة بإتباع أساليب اللا عنف، غير أنه تم إضعافه داخل المعسكر الفلسطيني المنقسم بعد صفقة تبادل الأسرى التي تفاوضت بشأنها حركة حماس الإسلامية مع الكيان الصهيوني. وأضافت الصحيفة إن تصويت اليونسكو يعطي "عباس" وحملته من أجل إعلان الدولة دفعة هما في أمس الحاجة إليها. وربما تعزز كذلك الآمال في التوصل إلى حل سلمي للقضية الفلسطينية.