تلقت قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" دعوة رسمية لزيارة روسيا الأسبوع المقبل، وذلك بعد يوم واحد فقط من اجتماع اللجنة الرباعية، التي طالبت فيها موسكو برفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سنة بخلاف موقف واشنطن. وقالت دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية إن وفداً من قيادة حركة "حماس"، برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، سيحضر إلى موسكو يوم الاثنين القادم (26/2)، مع الإشارة إلى أن هذه هي الزيارة الثانية لوفد الحركة منذ الزيارة التي جرت في الثالث من شهر مارس من سنة 2006، أي بعد فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. وأشار بيان الوزارة إلى أن اللقاء الذي سيعقد في موسكو بين قيادة حماس والمسؤولين الروس، سيركّز على مواصلة الجهود التي ترمي إلى التمهيد لاستقرار الوضع في الأراضي الفلسطينية وتجاوز الخلافات بين الفصائل الفلسطينية على ضوء الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مكة بين حركتي "فتح" و"حماس" بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية. وكان مشعل قد وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، يوم الخميس (22/2)، على رأس وفد يضمّ عدداً من أعضاء المكتب السياسي، وذلك في إطار جولة تقوم بها قيادة الحركة وتشمل عدداً من الدول العربية والأجنبية. وقال الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة "إنّ وفداً من الحركة برئاسة الأخ خالد مشعل يقوم بزيارة كل من مصر والسودان؛ لإطلاع قادة الدولتين على آخر المستجدات بخصوص اتفاق مكة وحكومة الوحدة الوطنية المزمع تشكيلها، إضافة إلى بحث سبل دعم صمود شعبنا وفك الحصار عنه، ويأتي هذا في إطار جولة يقوم بها المكتب السياسي لعدد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية". وكانت اللجنة الرباعية الدولية قد أرجأت اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية، وسط خلافات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا بشأن حظر المساعدات وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني. ووصف أبو مرزوق الموقف الروسي بأنه "إيجابي"، معرباً عن أمله بأن "تقوم اللجنة الرباعية في اجتماعها القادم بتبني الموقف الروسي كموقف يفتح الطريق أمام إمكانية التوصل إلى تفاهمات واستقرار في المنطقة". وقد اجتمع مشعل مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وأطلعه على جهود ومشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية وفقاً لنتائج اتفاق مكة، اتبعه بلقاء موسع ضم الوفد المرافق لمشعل وكبار مسؤولي الأمانة العامة للجامعة العربية. وفي السياق ذاته؛ عقد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" لقاء آخر مع أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري في جلسة مباحثات مطولة. وصرح مشعل بأن الحوارات والنقاشات مع أبو الغيط كانت صريحة وشفافة، "وتحدثنا خلالها عن ما بعد اتفاق مكة ودور مصر الكبير من أجل تسويق هذا الاتفاق وإنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وتعامل المجتمع الدولي مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وملفات أخرى عديدة". وعما إذا كان لديه أمل في أن ينجح اتفاق مكة في رفع الحصار عن الفلسطينيين؛ قال مشعل إنه "لا بد للاتفاق أن ينجح لأنه لا يوجد خيار آخر"، متوقعاً تشكيل حكومة الوحدة خلال أقل من أسبوعين. وحول الرفض الأمريكي لرفع الحصار بالرغم من اتفاق مكة؛ قال خالد مشعل إن هذا غير مهم لأن هناك إرادة دولية ستتشكل برغم الموقف الأمريكي.