موسكو : أعضاء اللجنة الدولية الرباعية يقيمون اتصالات مع قيادة حماس "في السر" خالد مشعل أعلنت روسيا رفضها انتقادات إسرائيلية ودولية وجهت لها بشأن اتصالات يجريها كبار المسؤولين الروسي مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أندري نيستيرينكو إن وزارة الخارجية ترفض الانتقادات التي وجهتها بعض الدول بشأن الاتصالات المنتظمة التي يجريها مسؤولون كبار روس مع حركة حماس. وأعلن نيستيرينكو أنه لا يمكن تسوية قضية الشرق الأوسط إلا بالاستناد إلى وحدة الصف الفلسطيني وليس عن طريق عزل فصائل فلسطينية معينة، وفقاً لما نقلته وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء. وأضاف أن حماس ليست تنظيماً مصطنعاً، بل هي حركة تتمتع بثقة جزء كبير من الفلسطينيين بها، معيداً إلى الأذهان أن حماس حصلت على أغلبية الأصوات في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 وهي انتخابات اعترف المجتمع الدولي بشرعيتها ونزاهتها. وأشار نيستيرينكو إلى أن الاتصالات الروسية مع هذه الحركة تحمل طابعاً منتظماً، لافتاً إلى أن المشاركين الآخرين في اللجنة الدولية الرباعية للتسوية في الشرق الأوسط، يقيمون اتصالات أيضاً مع قيادة حماس بشكل أو بآخر، غير أنهم يفضلون عدم الإفصاح عنها علناً. وأكد المسؤول الروسي أن موسكو على قناعة تامة بأن طريق توحيد الصف الفلسطيني كله، وليس عزل بعض الجماعات أو الفصائل الفلسطينية هو الطريق الصحيح المفضي إلى تحقيق مطالب المجتمع الدولي التي تتضمنها قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادئ مدريد والمبادرة العربية و"خارطة الطريق" من أجل إحلال السلام والاستقرار والأمن لصالح جميع البلدان والشعوب في منطقة الشرق الأوسط والعالم. من جانبها رحبت السلطة الفلسطينية بالدور الروسي في مسألة التسوية في الشرق الأوسط، وبالأفكار التي يطرحها الروس "لتفعيل نشاط الرباعية في موضوع عملية السلام." جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الذي أطلع عباس على نتائج المحادثات التي أجراها ميدفيديف في دمشق وأنقرة. وتطرق الحديث بين عباس ولافروف إلى الجهود المبذولة في سبيل تحقيق المصالحة الفلسطينية، حيث أكد عباس على "ضرورة التوقيع على الورقة المصرية" مرحباً بالجهود الروسية في مجال المساهمة في الحفاظ على الوحدة الفلسطينية. من ناحيته، أطلع لافروف نظيره الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، على نتائج مباحثات ميدفيديف في دمشق. وكالة دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية أن لافروف أكد في مكالمة هاتفية مع ليبرمان، سعي موسكو إلى تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أعربت عن خيبة أملها بسبب لقاء الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في دمشق، رافضة احتمال إشراك هذه الحركة في عملية السلام في الشرق الأوسط. في المقابل، تولت صحيفة معاريف الإسرائيلية اليمينية المتشددة هجوما على موسكو، وفي تقرير لها بعنوان "إهانة روسية ..شيمون بيريز يلاقي صعوبات في العودة لبلاده" قالت الصحيفة العبرية أن الروس قاموا بوضع العراقيل أمام عودة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز لتل أبيب بعد إنهاءه لزيارة قام بها خلال الأيام الماضية ، و جاءت زيارة بيريز لموسكو في إطار الذكري ال 65 لانتصار قوات الحلفاء ومن بينها روسيا على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وأضافت معاريف أن الروس رفضوا السماح لبيريز باستخدام خدمة ال" في اي بي " أو " الشخصيات المهمة " وتركوه يذهب للطائرة سيرا على الأقدام ، موضحة أن بسبب "إجراءات فاضحة" لوزارة الخارجية الروسية مر الرئيس الإسرائيلي بسلسلة من العراقيل واضطر الأخير إلى الانتظار أكثر من ساعة داخل الطائرة مع مئات المسافرين قبل ان تقلع عائدة إلى تل أبيب . وذكرت الصحيفة المتشددة أن إدارة الجوازات وضعت صعوبات خلال فحصها لجوازات السفر الخاص ببيريز وحاشيته ، وطالبت بفحص جوازات السفر في وجود الرئيس الإسرائيلي ورجاله في مخالفة لما هو معتاد، مضيفة أن الإدارة لم تسمح لبيريز بأن يستقل السيارة الرسمية التي تقله للمطار والطائرة التي سيغادر بها لإسرائيل ، موضحة ان الروس طالبو بيريز بالذهاب سيرا على الأقدام حتى بوابة الطائرة مثل أي شخص أخر ، حتى نجح أفراد السفارة الإسرائيلية بموسكو في إفشال الأمر . وقالت معاريف ان الروس رفضوا أيضا في البداية مد الوفد الإسرائيلي بخدمة ال" في اي بي " او "الشخصيات المهمة جدا "كما هو معتاد في زيارة أي رئيس دولة لموسكو ، وقاموا بالضغط على الحاشية التابعة لبيريز لتأجير تلك الخدمة بشكل شخصي مضيفة ان بيريزالذي كان من المتوقع أن يدخل للطائرة بعد انتهاء الفحوصات على رجال حاشيته ، اضطر للانتظار مثل سائر المسافرين بالطائرة .