أعرب رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم، رئيس الوفد الوزاري العربي الزائر لسوريا عن ارتياحه بعد لقاء الوفد مع الرئيس السوري بشار الأسد في ظل دعوة إلى عصيان مدني أطلقها ناشطون وواجهها موالون للرئيس السوري بمسيرة تأييد له. وأكد رئيس الوفد في تصريح صحفي بثته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "اللقاء مع الرئيس السوري كان صريحا ووديا" مضيفا "لمسنا حرص الحكومة السورية على العمل مع اللجنة العربية للتوصل الى حل". وأعلن أن اللجنة العربية والقيادة السورية ستواصلان "الاجتماع في الثلاثين من هذا الشهر". وأكد على أن "الإصلاح مطلوب اليوم لحل الأزمة ليس في سوريا فقط فهناك حراك جرى في دول عربية ويجري في دول عربية أخرى وقد يستمر هذا الحراك لأننا الآن في فترة نحتاج فيها إلى أن نقوم بإصلاح جذري وليس إصلاحا شكليا والمهم أن يلمس المواطن في قطر وفي سوريا وفي أي مكان أن هناك نية صادقة للتقدم بإصلاحات وتنفيذ وليس بوعود وأن يكون هناك تنفيذ لهذه الإصلاحات ولكن من المهم أيضا وقف العنف من أي مصدر ووقف القتال ووقف المظاهر المسلحة". تأتى تلك التصريحات مع استمرار النظام السوري فى قمع الإحتجاجات ، وقد قتل في سوريا الأربعاء 27 شخصا هم 14 مدنياً وطفلان أثناء عمليات عسكرية وأمنية شنتها السلطات و11 عسكريا بينهم عقيد إثر إطلاق مسلحين يعتقد أنهم "منشقون" قذيفة "ار بي جي" على حافلة كانت تقلهم وسط البلاد. وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في 16 الجاري في بيان صدر في ختام اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة الى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و"أطراف المعارضة بجميع أطيافها خلال 15 يوما"، الا أن سوريا تحفظت على هذا البيان. وقرر الوزراء تشكيل لجنة عربية وزارية برئاسة وزير خارجية قطر وعضوية وزراء خارجية كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان ومصر والأمين العام للجامعة العربية ووكلوا لها زيارة دمشق لاطلاعها على قرار الجامعة. وحددوا مهمة اللجنة على أنها "الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة أعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية واطراف المعارضة لتنفيذ الاصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري". من جانبه طالب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون بحماية دولية للمجتمع السوري وإرسال مراقبين دوليين وقال "على المجتمع الدولي ايجاد صيغ تحمي الشعب السوري بعد ثمانية أشهر من القتل المنظم والمنهجي". وأضاف "إن حماية الشعوب التي تتعرض لجرائم ضد الإنسانية واجب على المجتمع " وفي هذه السياق، ذكرت وكالة "رويترز" أن أبناء مدينة حمص نظموا إضرابا عاما يوم الأربعاء احتجاجا على تصعيد الحملات الأمنية بالمدينة. ونقلت الوكالة عن نشطاء وسكان أن أغلب الموظفين بقوا في بيوتهم كما أغلقت معظم المتاجر في المدينة، التي يسكنها مليون نسمة. وذكرت الوكالة أن مسلحين مناهضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد فرضوا الإضراب بالقوة في حين تسبب إطلاق الجيش السوري النار يوم الأربعاء إلى خلو الشوارع من المارة.