اعرب رئيس الوفد الوزاري العربي المكلف بالوساطة بين القيادة السورية والمعارضة عن ارتياحه بعيد لقاء الوفد مع الرئيس السوري بشار الاسد في ظل دعوة الى عصيان مدني اطلقها ناشطون وواجهها موالون للرئيس السوري بمسيرة تاييد له. ياتي ذلك فيما قتل في سوريا الاربعاء 27 شخصا هم 14 مدنيا وطفلان اثناء عمليات عسكرية وامنية شنتها السلطات و11 عسكريا بينهم عقيد اثر اطلاق مسلحين يعتقد انهم "منشقون" قذيفة ار بي جي على حافلة كانت تقلهم وسط البلاد. واكد رئيس الوفد، رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني في تصريح صحفي بثته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "اللقاء مع الرئيس السوري كان صريحا ووديا" مضيفا "لمسنا حرص الحكومة السورية على العمل مع اللجنة العربية للتوصل الى حل". واعلن ان اللجنة العربية والقيادة السورية ستواصلان "الاجتماع في الثلاثين من هذا الشهر". ووصل الوفد الوزاري العربي برئاسة قطر بعد ظهر الاربعاء الى دمشق قادما من الدوحة لبدء وساطة بين النظام السوري والمعارضة. وفي تصريحات نشرتها الاربعاء صحيفة الحياة عبر الامين العام للجامعة العربية عن "الامل في أن تقبل القيادة السورية هذه المبادرة، وتبدأ بمشروع حقيقي للاصلاح السياسي". وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في 16 الجاري في بيان صدر في ختام اجتماع طارىء عقدوه في القاهرة الى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و"اطراف المعارضة بجميع اطيافها خلال 15 يوما"، الا ان سوريا تحفظت عن هذا البيان. وحددوا مهمة اللجنة على انها "الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة اعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية واطراف المعارضة لتنفيذ الاصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري". واكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون في لقاء اجرته معه قناة الجزيرة القطرية الاربعاء ان "على المجتمع الدولي ايجاد صيغ تحمي الشعب السوري بعد ثمانية اشهر من القتل المنظم والمنهجي". واضاف "ان حماية الشعوب التي تتعرض لجرائم ضد الانسانية واجب على المجتمع الدولي (...) تبدا بارسال مراقبين دوليين على الارض يحول دون استعمال القوة". وطالب غليون من العرب بمناسبة زيارة الوفد الوزاري "ان يقولوا لهذا النظام الذي يدمر استقرار المنطقة كفى". وتابع "نراهن على الموقف العربي حتى نتجنب احتمالات التدخل الخارجي". ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان لها اليوم جامعة الدول العربية لمطالبة الحكومة السورية السماح بارسال مراقبين مستقلين على أرض الواقع للوقوف على سلوك الأجهزة الأمنية. وقالت المنظمة ان "مثل هذه المراقبة ستكون خطوة ضرورية لانهاء العنف في سوريا واستعادة مناخ الثقة". ودوليا، طلبت ايران على لسان وزير خارجيتها علي اكبر صالحي منح الرئيس السوري فرصة لتنفيذ وعوده بالاصلاح متهما في الوقت ذاته مجموعات "مدعومة من الخارج" بتعكير الاوضاع في هذا البلد الحليف لايران. من جهتها، اعتبرت تركيا على لسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو الاربعاء في عمان ان ما يحصل في سوريا "أليم جدا"، مؤكدا ضرورة وقف العمليات "غير الانسانية" ضد المدنيين. واضاف اوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة "نحن سعينا بكل ما بوسعنا لحل هذه المشاكل لكن الحكومة السورية، لم تستجب لمطالبنا وما زالت مستمرة في استخدام اساليب قاسية ضد مواطنيها". وفي هذا الوقت دعت المعارضة السورية في بيانات على الشبكات الاجتماعية الى اضراب عام الاربعاء في مناسبة زيارة الوفد العربي مؤكدة انها لن ترضى باقل من تنحي الرئيس السوري. وجاء في بيانها "لن نرضى بأقل من تنحي بشار الأسد ومحاكمته"، مضيفا "أيها العرب لا توغلوا أيديكم في دمائنا أكثر". وذكرت لجان التنسيق المحلية ان "الإضراب نفذ بشكل كامل اليوم في درعا وريفها وفي حيي القابون وبرزة في دمشق إضافة لريف دمشق وإدلب وريفها وبانياس (غرب) وحماه (وسط) وريفها وحمص وريفها وفي دير الزور وريفها وفي ريف حلب (شمال)". وافاد احد سكان درعا لوكالة فرانس برس ان الاجهزة الامنية عمدت الى تكسير المحال المغلقة في المدينة. كما قابلت الاجهزة الامنية العديد من المظاهرات المناهضة للنظام السوري بالعنف حيث اطلقت النار لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت في ساحة الجامع الكبير بمدينة معرة النعمان (شمال غرب) يشارك فيها الطلاب الذين رفضوا الذهاب لمدارسهم وعلى مظاهرة خرجت في بلدة حمورية (ريف دمشق)، بحسب المرصد. من جهتها، اشارت اللجان الى مظاهرات خرجت في حي الصابونية في حماة (وسط) وفي حي كفرسوسة في دمشق. وبالتزامن تجمع عشرات الاف السوريين الاربعاء في ساحة الامويين وسط العاصمة السورية للتعبير عن تاييدهم للرئيس السوري بشار الاسد ردا على الضغوطات التي يواجهها النظام السوري وعلى زيارة الوفد الوزاري العربي لها اليوم. وبث التلفزيون السوري الرسمي بشكل مباشر وقائع هذه الفعالية حيث بدت الجموع وهي ترفع صورا للرئيس السوري بشار الاسد والاعلام السوري وتهتف بشعارات مؤيدة للاسد. واشارت صحيفة الثورة الحكومية الى ان هذه الفعالية تقام "تحت شعار عاش الوطن وقائد الوطن.. الشعب السوري عائلة واحدة". وميدانيا، قتل 16 مدنيا، 11 مدنيا بينهم طفلتان في حمص حيث قتل ثلاثة عمال من شركة الغزل اثر اطلاق رصاص من قبل مسلحين مجهولين على حافلة كانت تقلهم وثمانية اخرون برصاص الامن والقصف بالرشاشات الثقيلة في عدد من احياء حمص، بحسب المرصد. واشار المرصد الى مقتل طفل في دوما (ريف دمشق) ورجل في البوكمال (شرق) ومواطن في الرستن (ريف حمص) واثنان في سراقب التابعة لريف ادلب (شمال غرب). وفي حمص، اضاف المرصد "اصيب اكثر من 17 شخصا بجراح بعضهم اصابته حرجة بحي البياضة نتيجة القصف بالرشاشات الثقيلة كما نتج عنه تهدم جزئي لبعض المنازل كما هز انفجار حي كرم الزيتون". ولفت الى "اطلاق قذائف ار بي جي على حي دير بعلبة واطلاق نار كثيف في حي الدبلان وحي الغوطة" في حمص. واشار المرصد الى قصف عشوائي تقوم به قوات الامن لترهيب المواطنين في شوارع مدينة معرة النعمان (شمال غرب) . وفي ريف درعا (جنوب)، ذكر المرصد "اصيب سبعة اشخاص بجراح اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن في مدينة الصنمين". كما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس ان "اطلق مسلحون قذيفة ار بي جي على حافلة كانت تقل عناصر من الجيش في قرية الحمرات الواقعة على طريق حماة-السلمية (وسط) ما اسفر عن مقتل 9 عسكريين بينهم ضابط". وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها سقط خلالها اكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلا على الاقل منذ 15 اذار/مارس بحسب الاممالمتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع "حرب اهلية". ويتهم النظام السوري "عصابات ارهابية مسلحة" بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد