قالت وكالة رويترز، أن بكين هددت الولاياتالمتحدةالأمريكية، اليوم الإثنين 19 فبراير 2018م، أنه سوف ترد بالمثل بعد توصية وزارة التجارة لأمريكية بفرض 53% رسومًا جمركية، على الأقل على واردات الألومنيوم والحديد من الصين و11 دولة أخرى من بينها مصر، في حين لم ترد مصر على القرار. وبررت الإدارة الأمريكية قرارها ب"أسباب تتعلق بالأمن القومي"، وفق ما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز.
ويعتقد محللون بالمجموعة المالية "هيرميس" أنه إذا قررت إدارة ترامب فرض تلك الرسوم سيكون الأثر السلبي الأكبر للقرار هو ضخ كميات ضخمة من الحديد من الدول المصدرة مثل الصين إلى الأسواق العالمية، ولكن مصر فرضت بالفعل رسوم إغراق على واردات الحديد القادمة من الصين وتركيا وأوكرانيا.
وقال وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس تعليقًا على المقترحات المقدمة لترامب: توصلنا من التقارير إلى حقيقة مفادها أن واردات الحديد والألمنيوم تهدد بإلحاق الضرر باقتصادنا، ولذا نوصي بتبني هذه الاقتراحات.
وأضاف أن الولاياتالمتحدة هي أكبر مستورد للحديد في العالم.. إلا أن وارداتنا أكبر بأربع مرات تقريبا من صادراتنا منه.
وينص المقترح الأول على فرض رسوم على كل واردات قطاعي الحديد والألمنيوم أيا كان بلد المصدر، فيما ينص المقترح الثاني على فرض رسوم أكبر على الواردات القادمة من دول كالصين وروسيا، كما يقضي الثالث بوضع نظام حصص للواردات من كل بلد على حدة.
ومن المرجح أن تفرض واشنطن على الحديد المستورد رسوما جمركية تقدر بنحو 24% من قيمته يتم تعميمها على واردات الفولاذ بغض النظر عن بلد المصدر، أو رسم يعادل 53% على حديد الصين وروسيا والبرازيل وكوريا الجنوبية وتركيا.
وفيما يخص الألومنيوم فإن المقترحات تضمنت فرض رسم بنسبة 7.7% على وارداته من دول المنشأ، أو رسم بنسبة 23.6% على الواردات القادمة من الصين وروسيا وفنزويلا وفيتنام.
وانتقدت الصين التقرير الأمريكي المذكور حول واردات واشنطن من الحديد والألومنيوم، واعتبرت أن نتائجه "عارية عن الصحة" وتجافي الحقائق.
ودعت بكينواشنطن لضبط النفس في استخدام أدوات الحمائية التجارية، ومراعاة القواعد متعددة الأطراف لتحقيق إسهامات إيجابية في النظام الاقتصادي والتجاري العالمي.
وقال رئيس مكتب معالجة التجارة والتحقيق في وزارة التجارة الصينية وانغ خه غيون، إنه "في حال أثر القرار النهائي للولايات المتحدة على مصالح الصين، فسنتخذ التدابير الضرورية للدفاع عن حقوقنا".
ويقول محللون، إن بكين حذرة من تصعيد أي نزاع تجاري مع الولاياتالمتحدة، خوفا من الإضرار باقتصادها المعتمد على الصادرات، ومن ثم ستركز أي انتقام على قطاعات محددة، على الأرجح سلع زراعية خاصة مثل فول الصويا التي تعد الصين أكبر سوق تصدير للولايات المتحدة، كما أنها بدأت بالفعل هذا الشهر تحقيقا لمكافحة الإغراق في صادرات الولاياتالمتحدة من الذرة الرفيعة، والتي تستخدم كعلف للحيوانات.
وقال بو تشوانغ، وهو خبير اقتصادي في شركة تروستيد سورسز، "في الوقت الحالي، أعتقد أن الصين ستضع إجراءات أكثر صرامة فيما يخص تصدير الزراعة للولايات المتحدة،" وقال "إن انتعاش القطاع الزراعي أكثر احتمالا لأن التضخم في أسعار الغذاء في الصين منخفض"، معتبرا أن الخطوة المحتملة لبكين ستكون فيما يخصل تصدير فول الصويا والذرة.