في الوقت الذي لا تزال فيه الظروف التي تقيم فيها الحكومة اليمنية بالقصر الرئاسي غامضة، بدأت الحياة العامة في العودة نسبياً إلى مدينة عدن، بعد أقل من يوم على هدوء الاشتباكات الدامية التي خلّفت عشرات القتلى والجرحى، خلال اليومين الماضيين، في وقت هزّت العاصمة اليمنية صنعاء انفجارات عنيفة نتيجة تعرّض مخازن أسلحة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) لقصف من قبل مقاتلات التحالف العربي. وأكدت مصادر محلية في عدن، أن حكومة أحمد عبيد بن دغر لا تزال توجد في القصر الرئاسي الواقع في منطقة "المعاشيق" بعدن، غير أن الحديث حول إقامتها لم يعد يتعلق بأداء مهامها بقدر ما تنتظر تسويات تتعلق بوضع المدينة بعد التطورات التي شهدتها الأيام الماضية، ويلف الغموض ظروف إقامتها على ضوء تلك التطورات.
وكانت القوات الموالية للإمارات والتابعة لما يُعرف ب"المجلس الانتقالي الجنوبي"، وصلت إلى مداخل القصر الرئاسي، أمس الثلاثاء، إلا أن التحالف منعها من اقتحام القصر، في ظل وجود قوات سعودية بداخله. وشهدت عدن، خلال ال24 الساعة الماضية، وساطات للتهدئة جرت خلالها إعادة بعض مواقع قوات الحماية الرئاسية والقوات الحكومية، بعد أن استولى عليها المسلحون الانفصاليون، إلا أن شكوكاً تُثار حول حقيقة إعادة تلك المقرات إلى القوات التي كانت مرابطة فيها بالفعل. وبموازاة الغموض الذي يلف الوضع في القصر الرئاسي، هدأت وتيرة المعارك، وعادت الحياة تدريجياً إلى شوارع عدن، من حيث الحركة العامة، إلا أنها ما تزال نسبية، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل انفجار المواجهات، حيث لم تستأنف المقرات والمؤسسات الحكومية عملها، وكذلك الكثير من الشركات. ويقول سكان محليون، إن عدن تنقسم من الجانب الأمني إلى مربعات عدة، ففي حين يتركز التوتر في مناطق "صيرة" ومحيط "معاشيق"، ومنطقة "خور مكسر"؛ حيث أغلب المقرات الحكومية، يقل التوتر، في المقابل، في الأحياء الشمالية للمدينة، على غرار الشيخ عثمان ومناطق أخرى في المدينة. وفي صنعاء، أفاد سكان محليون، بأن انفجارات عنيفة هزت صنعاء؛ جراء استهداف مقاتلات التحالف مخازن أسلحة تابعة للحوثيين؛ في حي الجراف شمالي العاصمة. وأكدوا أن الانفجارات هي الأعنف التي تشهدها صنعاء منذ سيطرة الحوثيين عليها في 21 سبتمبر 2014، وذكروا أن ألسنة اللهب تصاعدت بشكل كبير من مواقع الانفجارات، في حين تطايرت بعض القذائف باتجاه المنازل القريبة منها.