كشفت وثائق عن موقع ويكيليكس أن تنسيقًا اقتصاديًا ودبلوماسيًا وأمنيًا وعسكريًا يجري بشكل متسارع بين الإمارات العربية المتحدة والعدو الصهيوني. وأظهرت الوثائق - من خلال صحيفة "ميدل إيست مونيتور"- الدور الكبير الذي يقوم به سفير الإمارات لدى الولاياتالمتحدة يوسف العتيبة في الدفع بالتطبيع بين بلاده والعدو الصهيوني في اتجاه مراحل غير مسبوقة، مشيرة إلى أن أبوظبي لم تتحول إلى مرتع للمصالح الأمنية والاقتصادية الإسرائيلية فحسب، بل أصبحت قاطرة تحاول جذب العالم العربي إلى السير في ركاب المنظور الصهيوني للمنطقة وقضاياها، وفي صدارتها القضية الفلسطينية.
وتقول الوثائق إنه في عام 2010 استقبلت الإمارات فريق الجودو الصهيوني بالتزامن مع اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في دبي بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الصهيوني (الموساد)، حيث لم يعد مستغربا حينها منع رفع العلم الفلسطيني في الإمارات.
وأشارت وثائق ويكيليكس إلى تعاقد الإمارات مع شركة إيه جي تي الأمنية الصهيونية لتأمين مرافق النفط والغاز، وكذلك إقامة شبكة مراقبة مدنية في أبوظبي. وذكرت صحيفة "ميدل إيست مونيتور" أن الإمارات شاركت نهاية العام الماضي في مناورات العلم الأحمر في اليونان إلى جانب إسرائيل والولاياتالمتحدة.
ولا يثير التطبيع المذكور والجاري عبر قنوات سرية الانتباه، بل إن القنوات العلنية للتطبيع تسارعت في مجالات استخبارية واقتصادية وعسكرية بعدما كانت أبوظبي غير مستعدة للقيام علنًا بما تقوم به سرًّا مع إسرائيل، حسب تصريح للسفير الإسرائيلي يعقوف هيدس لدبلوماسيين أمريكيين.
ورأى الكاتب في صحيفة ميدل إيست آي بيل لو في حديث للجزيرة أن التطبيع بين إسرائيل والإمارات والسعودية يعني أن هناك تغييرا للتحالفات في المنطقة.
في السياق، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني إن التطبيع بين إسرائيل ودول خليجية كالإمارات والسعودية تصاعد بعد الربيع العربي وزاد بوضوح في السنة الأخيرة.
وأضاف في حديث ل"الجزيرة" أن التطبيع يخدم العدو الصهوني بدعوى الخوف من إيران، ويستهدف ما وصفه بالإسلام السياسي خاصة حركة حماس والمقاومة.