اندلعت اشتباكات عنيفة -فجر الخميس- في الضواحي الشمالية من العاصمة اليمنية صنعاء، مما أدى إلى خرق الهدنة بين القوات الحكومية والمعارضة. وقال مصدر عسكري في القوات المنضمة للمحتجين في اليمن إن اثنين من جنود الفرقة المدرعة قتلا، كما أصيب ثمانية آخرون في هجوم مباغت شنته القوات الموالية للنظام فجر اليوم على مواقع الفرقة المدرعة الأولى في شارع عمران وحي التلفزيون، مستخدمة المدفعية الثقيلة والرشاشات وقذائف الهاون. وأضاف المصدر أن قوات الفرقة اضطرت للرد على ذلك الهجوم رغم استجابة قيادة الفرقة لوساطةٍ كانت توصلت إليها لجنة مكلفة من الرئيس لإزالة التوتر العسكري والأمني في العاصمة صنعاء. كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ صادق الأحمر في حي صوفان بعد هجوم بالمدفعية وقذائف الهاون شنته القوات الحكومية على منزل الشيخ الأحمر فجر اليوم، أدى بحسب بيان لمكتب الشيخ إلى مقتل شخص وإصابة خمسة من حراس المنزل. وقالت الأنباء إن ثلاث مناطق في شمال صنعاء شهدت قصفا مكثفا وإطلاق نار بين القوات الحكومية والمسلحين التابعين للزعيم القبلي المعارض صادق الأحمر. وهرب العديد من الأهالي من منازلهم صباح الخميس بسبب ازدياد حدة القتال بين الجانبين. وباندلاع القتال فجر الخميس تكون قد انتهت ثلاثة أيام من الهدوء النسبي في صنعاء، عقب الأمر الذي أصدره الرئيس علي عبد الله صالح بوقف إطلاق النار. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان أن جانبا من الاشتباكات وقع في شمال حي الحصبة، بما في ذلك شارع عمران القريب من مبنى التلفزيون وفي شارع الثلاثين المؤدي إلى مقر إحدى فرق الجيش التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر. وأفادت أنباء بأن قوات اللواء الأحمر قاتلت وحدات من الحرس الجمهوري بقيادة نجل الرئيس صالح. وذكر الشهود أن انفجارات قوية هزت مواقع قوات الفرقة الأولى المدرعة في هذه المناطق. وفي صنعاء أيضا، أكدت مصادر أمنية سقوط قذيفة صباح اليوم الخميس في فناء معهد الميثاق التابع للحزب الحاكم وسط المدينة مما أسفر عن إصابة شخصين بجروح. كما قتل مدني وأصيب خمسة آخرون بجروح في قصف عشوائي طال أحياء من مدينة تعز جنوبي صنعاء ليل الخميس بحسب مصادر محلية وطبية. وذكر سكان ومصادر محلية أن قوات الأمن اعتقلت عددا من الناشطين خصوصا في حي الجحملية وحوض الأشراف ووادي المدان في تعز. ولقي أكثر من 100 شخص حتفهم في القتال العنيف الذي شهدته اليمن مؤخرا واستمر لأكثر من أسبوع قبل إعلان الهدنة الأخيرة، مما عزز المخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية شاملة. وفي تعز جنوب اليمن، أفادت مصادر إخبارية بتجدد الاشتباكات بين القوات الموالية لصالح ومسلحين من أنصار الثورة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 6 آخرين. وكان الرئيس صالح قد أصدر توجيهات مشددة عقب عودته إلي اليمن قادما من السعودية يوم الجمعة الماضي ، بالوقف الفوري لإطلاق النار في العاصمة قبل عدة أيام واستمرت الأطراف المعنية ملتزمة بالتوجيهات حتى فجر اليوم، وهو ما يعد أول خرق لهذه الهدنة ينذر باتساعها إذا لم يتوقف الجانبان عن إطلاق النار. ولم يتضح بعد الجهة التي بدأت القصف في منطقة "الحصبة" التي يقع فيها منزل الشيخ صادق الأحمر، وهي المنطقة التي شهدت مواجهات مسلحة استمرت عدة أسابيع بين القوات الحكومية وعناصر مسلحة موالية للأحمر، إلى أن توقفت أواخر شهر مايو الماضي بوساطة سعودية. في غضون ذلك، حذر نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس من إمكانية اندلاع حرب أهلية في البلاد، بينما بدأ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال عمر إلى اليمن زيارة إلي العاصمة صنعاء تهدف للتأكيد على دعم المنظمة لحق الشعب اليمني في التغير والإصلاح. وأشار بن عمر إلى أن المتفق عليه هو توحيد جميع فصائل الجيش بما فيها تلك التي يرأسها نجل الرئيس وأبناء أخيه لتخضع للسلطة المدنية.