كشف لاري كورب -كبير الباحثين في مركز التقدم الأمريكي- في تعليقه على الرسائل المسربة من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة, , إنه لا يستبعد أن يكون الروس هم من اخترقوا بريد السفير الإماراتي, ليؤثروا في العلاقات بين أمريكا ودول الخليج. وأضاف كورب, أن قراءته للرسائل المسربة توصلت إلى أن استنتاج أن الإمارات أرادت الاستفادة من وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم بالولاياتالمتحدة, للضغط على قطر. وتابع "الإمارات حاولت فيما يبدو ترويج أن قطر خارج المجموعة, التي تشارك أمريكا الأفكار والمشاعر المشتركة ضد إيران، وينبغي الضغط عليها للانضمام لهذه المجموعة". وأشار أيضا إلى أن الخلافات الخليجية بدأت تخرج للعلن, ولم يستبعد أن تكون القرصنة وكشف الأسرار من بين أدوات المعركة الدبلوماسية الدائرة حاليا بين بعض الدول الخليجية. وكان موقع "إنترسبت" الأمريكي, المتخصص بالصحافة الاستقصائية , نشر في 3 يونيو عينة من رسائل البريد الإلكتروني المخترق للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة, التي بلغت 55 صفحة , وقال الموقع إن بعض هذه الرسائل تكشف تنسيقا بين الإمارات ومؤسسات موالية لإسرائيل واتصالات مع شخصيات أمريكية تتبنى مواقف متشددة تجاه الإسلام. وأضاف الموقع أن عينة من الرسائل الإلكترونية المقرصنة من حساب السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، كشفت وجود علاقة وثيقة بين الإمارات ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات اليمينية الموالية لإسرائيل، وهي مؤسسة نافذة لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ومن بين الرسائل المسربة جدول أعمال مفصل لاجتماع بين مسئولين من الحكومة الإماراتية على رأسهم الشيخ محمد بن زايد، وبين مديري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الموالية لإسرائيل. ومن ضمن ما ورد في جدول الأعمال الخاص بهذا الاجتماع نقاشات موسعة بين الطرفين تتمحور حول دولة قطر، ومن موضوعاتها استخدام قناة "الجزيرة" كأداة لزعزعة الاستقرار في المنطقة، بحسب بريد السفير الإماراتي. وتتحدث الرسائل المسربة عن أربع قضايا ترتبط بقطر, وتتعلق بتمويل الإرهاب ودعم الإسلاميين المتطرفين ودور قطر في زعزعة استقرار المنطقة، إضافة إلى دور قناة "الجزيرة" في هذه الزعزعة. وطرح جدول الاجتماع المسرب حلولا للتعامل مع قطر، من بينها مناقشة سبل إيجاد سياسة إماراتية أمريكية "لتصويب سلوك قطر"، وبحث خفض مستوى الامتيازات التي تتمتع بها الدوحة لدى الأمريكيين، والطلب من قطر إعطاء تعريف محدد للإرهاب، وفرض عقوبات أمريكية سياسية واقتصادية وأمنية عليها. كما تضمن جدول الاجتماع محورا يتحدث عن جماعة الإخوان المسلمين وكيفية التعامل معها، إضافة إلى مواجهة تركيا و"طموح" الرئيس طيب رجب أردوغان. ومن أهم ما ورد أيضا تقييم مشترك بين الإماراتوالولاياتالمتحدة إزاء التغيرات التي حدثت في القيادة السعودية، بما فيها رؤية 2030، والسياسات الخارجية والتحديات الداخلية للسعودية، ودور المملكة في إزالة الشرعية عن الجهاد في العالم. وتداولت الرسائل مقالا يتهم الإمارات ومؤسسة موالية لإسرائيل بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا صيف العام الماضي. وحسب الرسالة، فإن العتيبة رد على المقال "يشرفني أنني أعمل إلى جانبكم". وذكر الموقع أن بعض الرسائل تكشف تنسيقا بين الإمارات ومؤسسات موالية لإسرائيل لثني شركات عالمية عن الاستثمار في إيران. كما كشفت الرسائل اتصالا إماراتيا أمريكيا لمنع عقد مؤتمر لحركة حماس في العاصمة القطريةالدوحة. ووفق الرسالة، قال السفير الإماراتي مازحا :"ألا يجب تغيير مكان القاعدة الأمريكية في قطر؟". وفي إحدى الرسائل التي نشرها الموقع، قال العتيبة أيضا إن دولا كالأردن والإمارات هي ما تبقى من معسكر الاعتدال في المنطقة. كما تداولت رسائل العتيبة المسربة مقالا تحت عنوان "ممولو الإرهاب يعملون في قطر والكويت". وحسب مجلة "ديلي بيست" الأمريكية أيضا, تمكن قراصنة من اختراق البريد الإلكتروني للسفير الإماراتيبواشنطن يوسف العتيبة، واستولوا على وثائق هامة, ونسبت المجلة إلى المتحدثة باسم السفارة الإماراتية في واشنطن لمياء جباري تأكيدها أن عنوان البريد الإلكتروني "الهوت ميل" الظاهر في الرسائل يعود إلى السفير العتيبة. وأضافت جباري أن الاتصال الهاتفي الذي تلقته السفارة من "ديلي بيست" كان هو الأول من نوعه، والذي عرفت السفارة من خلاله أنه قد تم قرصنة الحساب الإلكتروني وأنه قد تم تسريب محتوياته. وتابعت جباري أنها متأكدة أن "ديلي بيست" ليست الوحيدة التي استلمت هذه التسريبات. وأوضحت المجلة أن الرسائل المخترقة تعود للفترة من 2014 حتى نهاية مايو الماضي، وأن هذه الرسائل تشير لاستخدام المال للعمل على إلحاق الأذى بمصالح الولاياتالمتحدة وبمصالح حلفائها وتشويه صورة حلفاء أمريكا. وأشارت "ديلي بيست" إلى أن القراصنة اتصلوا بها عبر رسائل بريدية ليقدموا لها عينة من الرسائل التي استولوا عليها، ونسبت إليهم قولهم إن الوثائق تكشف عن "كيف يمكن لدولة صغيرة مثل الإمارات أن تعمل على إلحاق الضرر بمصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها من خلال استخدامها المال للتأثير على جماعات الضغط". وأضافت أن القراصنة تمكنوا من الوصول إلى 55 وثيقة عبر اختراقهم البريد الإلكتروني العائد للسفير الإماراتي، وأن هذه الوثائق تكشف عن الكثير من أسرار السفارة عامة. وأوضحت المجلة أيضا أن هذه الوثائق تكشف عن الكثير من أساليب عمل الدبلوماسية الإماراتية وعن طرق تأثيرها على السياسات الأمريكية، وذلك من خلال استخدام المال وتجنيد جماعات الضغط المختلفة. وأشارت إلى أن القراصنة الذين يطلقون على أنفسهم "جلوبال ليكس" بدأوا بنشر رسائل إلكترونية تم الاستيلاء عليها من بريد السفير الإماراتي الذي يعرف بأنه مهندس العلاقات بين الولاياتالمتحدة وبلاده الإمارات. واستطردت "القراصنة أوضحوا أن الرسائل التي استولوا عليها تكشف كيف استخدمت الإمارات ملايين الدولارات من أجل الإضرار بسمعة حلفاء واشنطن، والتأثير على سياساتها الخارجية". وأكدت "ديلي بيست" أن هذه الوثائق التي وصلت إليها كان قد تم طبعها من البريد الإلكتروني العائد للسفير الإماراتي العتيبة. وأشارت إلى أن عينة الرسائل التي تلقتها من القراصنة تضمنت رسائل بين السفير الإماراتي العتيبة ووزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت جيتس، الذي يشغل الآن منصب مدير في مؤسسة رايس هادلي غيتس، وهي شركة استشارات ذات نفوذ قوي في واشنطن وتعمل لصالح شركات عملاقة مثل إيكسون موبيل. وأضافت أن جيتس يقول للعتيبة في إحدى هذه الرسائل الإلكترونية المسربة إنني "أريد إعلامك بأنني سأصل إلى أبوظبي في آخر الشهر لحضور اجتماع لمجلس إدارة بنك جي بي مورغان تشايس الدولي. أعلم أنني أبلغتك بشكل متأخر، ولكنني أرغب في مقابلة صديقي ولي العهد عندما أصل إلى هناك". وحذر مراقبون من أن تسريبات بريد السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة قد تؤدي إلى الإضرار بمجلس التعاون لدول الخليج العربي إلى حد تفككه، خاصة أنها تضمنت اتهامات لقطر والكويت بدعم الإرهاب.