أكدت مصادر لبنانية أن انفجارين وقعا صباح اليوم الثلاثاء في حافلتين على أحد الطرق قرب بلدة عين علق الواقعة جوار مدينة بكفيا شمال العاصمة اللبنانية "بيروت" وهو ما يشير إلى بدء تنفيذ الكيان الصهيوني والولاياتالمتحدة لمخططهما في إثارة الفتن في لبنان . وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن المعلومات الأولية أفادت أن الانفجارين أسفرا عن مقتل اثني عشر شخصا وإصابة أكثر من عشرة آخرين في حين أفادت مصادر أخرى بتضارب أرقام الضحايا. وذكرت الأنباء الواردة من لبنان أن الحادث وقع بعدما انفجرت إحدى الحافلتَين قبل أن يتبعها انفجارٌ آخر في الحافلة التي تليها. وأعلنت مصادر رسمية في الداخلية والجيش اللبنانيَّين أن الانفجارَين وقَعا نتيجة انفجار عبوات ناسفة داخل الحافلتَين؛ مما ينفي المعلومات الأولية التي أشارت إلى أن سبب الانفجارَين هو ماسٌّ كهربائيٌّ وقع في الحافلة الأولى، ثم انتقل إلى الحافلة الثانية وهو ما أكده وزير الداخلية اللبناني حسن السبع الذي قال إن الانفجارين ناتجان عن قنبلتين على متنهما. وقالت مصادر أمنية إنه عندما انفجرت الحافلة الأولى توقف سائق الثانية ونزل من عربته التي انفجرت بدورها وأضافوا أن سائق الحافلة الأولى قتل. وتعد المنطقة التي وقع فيها الانفجار واحدةً من المعاقل التقليدية للموارنة في لبنان كما أنها مسقط رأس أمين الجميل- الرئيس اللبناني الأسبق- المنحدر من عائلة الجميل، التي تُعتبر أحد أركان التيار السياسي الماروني في لبنان. من جانبها قامت عناصر الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني على نقل المصابين إلى مستشفيات بحنس وسرحال وابوجودة بصعوبة بسبب ازدحام السير الخانق ورداءة الطقس . وأفادت المعلومات عن نجاة سائق إحدى الحافلتين مع ثلاثة أشخاص إضافة إلى تضرر عدد كبير من السيارات فيما ضربت القوى الأمنية اللبنانية طوقا أمنيا في منطقة الحادث . واتهم الرئيس إميل لحود أعداء لبنان بمحاولة إحباط كل محاولة لحل الأزمة اللبنانية وهو حل قال إن آفاقه بدأت تلوح. واعتبر لحود أن المجزرة التي وقعت صباح اليوم رسالة تستهدف بوضوح المساعي المبذولة للتوافق بين اللبنانيين وإنهاء الأزمة الراهنة في البلاد والتي حققت تقدما في الساعات الماضية. وأضاف لحود أن جريمة اليوم هي حلقة جديدة من مسلسل الإجرام الدامي الذي استهدف لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وصولا إلى استشهاد الوزير والنائب بيار الجميل. وقال النائب حسن فضل الله من حزب الله إن كل اللبنانيين شعروا بأنهم مستهدفون وما حدث جريمة مروعة استهدفت أبرياء. كما أشار أمين الجميل إلى "أياد أجنبية", قائلا إن "اللبنانيين لا يقتلون لبنانيين". وكانت الشعب قد حذرت ومن خلال مقال رئيس تحريرها من أن عناصر أمن أجنبية تقوم وبترتيب واتفاق مع الأجهزة الأمنية في الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني قد أقامت غرفة عمليات سرية تضم قيادات من ميليشيات سمير جعجع ووليد جنبلاط وسعد الحريري وتهدف إلى إثارة فتن في مواقع بلبنان. وكانت مصادر لبنانية قد أشارت إلى أن أكثر من ثمانين من المرتزقة دفعت بهم دولة الاحتلال الصهيوني والولاياتالمتحدة إلى لبنان بالتنسيق مع جماعات في السلطة وهم يتحركون في بيروت وطرابلس وصيدا، ومن بينهم خبراء يقومون بتدريب عناصر تابعة للتقدمي الاشتراكي وقوات جعجع وتيار الحريري على تفجير العبوات وإعدادها وعمليات القنص استعدادا لتنفيذ مخطط بتعاون وإسناد من تل أبيب وواشنطن. وأضافت المصادر أن أكثر من مائتي عنصر من الميليشيات المذكورة تلقت تدريبات في الكيان الصهيوني وأمريكا وفرنسا ودول في المنطقة وأن مائة منهم قد عادوا إلى لبنان وآخر دفعة من هؤلاء وصلت الأسبوع قبل الماضي. كما صدرت تعليمات من عواصم عدة إلى بعض القيادات الموالية للكيان الصهيوني وواشنطن بمغادرة لبنان أو الإقامة في أماكن محصنة وتحت حراسة مشددة، خاصة وأن هذه القيادات تخضع في حراستها إلى تعليمات من مستشارين أمنيين أجانب. وقالت المصادر إن هناك خلايا من ميليشيا جعجع تم تكليفها القيام بعمليات اغتيال وقتل، وتصعيد هذه العمليات في الأيام القادمة تمهيدا لفتنة كبرى يجري التخطيط لها. وتعمد العملاء تنفيذ الانفجارات قبل يوم واحد فقط من حلول الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري في انفجار ضخم بالعاصمة بيروت في 14 فبراير من العام 2005م في محاولة للإيحاء بقيام العملية بتنفيذ هذه العملية . كما يأتي الانفجار في الوقت الذي تشهد فيه لبنان مرحلة سياسية شديدة الحساسية نتيجة اعتصام المعارضة الرامي إلى إسقاط الحكومة التي يقودها فؤاد السنيورة. ويسعى العملاء من خلال تنفيذ هذه التفجيرات إلى إثارة الأوضاع في لبنان مما يدفع الأمور إلى الخروج عن السيطرة وهو ما يعني أن يتم استهداف قيادات المعارضة والأغلبية في البلاد سواءٌ على أيادٍ داخليةٍ في لبنان أو من الخارج للدفع بدخول حزب الله في الصراع الداخلي، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تبرير أية ضربات صهيونية جديدة للبنان بشكل عام وللحزب بشكل خاص.