نظمت " لجنة الاداء النقابى " بنقابة الصحفيين، زيارة للزملاء لمتحف " جاير اندرسون " الملاصق لجامع " طولون " الواقع فى المنطقة بين السيدة زينب والقلعة بالقاهرة. المتحف من أجمل المتاحف فى مصر .. فهو عبارة عن منزلين اثريين مرتبطين ببعض ، وانشأهما مواطن لقبه الجزار " فى العصر العثمانى ولكن البناء على الطراز المملوكى ، وكانت اّخر من أقامت بالمكان سيدة من كركيت ، ولذا عرف المكان أيضا ب " بيت الكريتلية " . وقد أشرفت على ترميمهما لجنة حفظ الاثار العربية فى بداية القرن الماضى ، وأقام بهما ضابط انجليزى من هواة جمع الاثار ، وأتفق على ترك جميع مقتنايته الرائعة والتى تمثل تحف فنيه نادرة ومن معظم بلاد العالم لمصر ، وكل حجرة به تعد من جمالها ومقتنياتها متحفا قائما بذاته ، ففيه حجرة متأثرة بالهند واخرى فارسية وثالثة سورية ورابعة تركية وغيرها وغيرها اضافة الى تصميمه الرائع بداية من طرز البيوت الاثرية بالمدخل المنكسر ، والحواصل بالطابق الارضى ، والنافورة الرائعة ، والتختابوش لاستقبال الضيوف من الرجال ، والحجرات وما بها من مشربيات ومشرفيات رائعة ، حتى انه تم تصوير العديد من الافلام به ومنها واسلاماه ولقطات من شهد الملكة والتوت والنبوت وبين القصرين و الامام الغزالى والاسطورة ، والفيلم الاجنبى الجاسوسة التى أحبتنى للمثل العالمى روجر مور ، صاحب أدوار " جيمس بوند ". للأسف المتحف الرائع لا يعرفه الا القليل .. لم يكن بالمتحف اى زائر سوانا .. حتى الشوارع المؤدية للمتحف لا توجد بها لافته واحدة يتيمة تشير الى مكان المتحف ، رغم اللوحات الارشادية التى تضعها المحافظة لاتفه الاماكن .. داخل المتحف ربما لم يكن هناك زائر سوانا !! أين تعريف التلاميذ بمتاحف وتاريخ بلادهم ؟ والآعجب ان بالمتحف مجموعة من الاثريين على مستوى رفيع من العلم والخلق . . ولكنهم مثل الكثريين فى المتاحف والمزارات الاثرية المختلفة لا يملكون توصيل رسالتهم .. وفى كل الاحوال الشكر واجب لمن قاموا بالشرح الجميل خاصة امينة الاثار رانينا نصر الدين ، والدكتور ممدوحح الششتاوى ، وامينة الاثار ايمان حمدى ، وحفاوة استقبال مديرة المتحف الاستاذه ميرفت عزت ، والتى قامت بعمل رائع باستخدام العديد من المقتنيات بالمخازن وتجهيز حجرات واماكن غير مستخدمه بالمتحف لعرضها ، فى اضافة رائعة لمقتنيات المتحف. واقعة عجيبة حدثت من قبل فى هذا المتحف تلخص ما يحدث فى معظم آثار ومتاحف مصر رئيس تحرير مجلة حكومية كلف مصورا صحفيا لزيارة هذا المتحف لتصوير بعض النقوش الرائعة ، ثم أخذ الصور منه ولم ينشر صورة واحدة فى المجلة ، بل قام بارسالها لزوج أخته الذى يشارك فى مصنع للستائر فى فرنسا ليستفيد من هذا الابداع فى منتجاته !! .. وبالمناسبة الكاتب اياه يتحفنا بمقالاته فى الاهرام والمصرى اليوم عن الانتماء والوطنية !. لك الله يا متاحف مصر.