استقبل المصريون فى الخارج قائد نظام العسكر، عبدالفتاح السيسى، بطريقة تليق به، حيث تم تزيع دعايا فى الشوارع توضح انتهاكاته واجرامه فى مصر، وذلك خلال الفعاليات التى أعلنو عنها، والتى بدأت بالفعل صباح اليوم الإثنين، أمام البيت الأبيض. وتظاهر المئات من المصريين المقيمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، احتجاجا على زيارة السيسى، اليوم الاثنين، ونظم العشرات من أبناء الجالية المصرية في واشنطن ونشطاء حقوقيون وقفة احتجاجية أمام نصب واشنطن بالتزامن مع استقبال عبد الفتاح السيسي بأمريكا. وتنكر رجل في زي السيسي، مرتديا بدلة عسكرية وقناعا يشبه السيسي، وأخذ خلال التظاهرة اللافتات من المعارضين ومزقها في إشارة إلى معاناة مصر من "القمع وانعدام حرية التعبير". ويلتقي عبد الفتاح السيسي بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب في واشنطن في زيارة رسمية يأمل السيسي من خلالها الحصول على استمرار الدعم الأمريكي في تصفية المعارضة المصرية، وانتهاكات نظامه في السجون والمعتقلات. ووجه المرصد العربي لحرية الإعلام خطابا مفتوحا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستنكرا بشدة لقائه بالسيسي، مؤكدا أن الأخير ارتكب العديد من الانتهاكات ضد عشرات الصحفيين والإعلاميين المصريين وغير المصريين. وقال المرصد في بيان له الإثنين "بينما تستقبل اليوم السيسي فإن عشرات الصحفيين المصريين يقبعون في سجونه ثمنا للدفاع عن مواقفهم وحريتهم ومهنتهم، وهم يتعرضون لمعاملة غير آدمية، حيث يتم حرمانهم من أبسط الحقوق التي تتضمنها لوائح السجون، ويُحرم البعض منهم من العلاج، كما يتعرض الكثيرون منهم للإختفاء القسري لعدة أيام قبل ظهورهم في مكاتب التحقيق وقد بدت عليهم علامات التعذيب لانتزاع اعترافات غير حقيقية". وأضاف: "عليك أن تتذكر وأنت تضع يدك في يد السيسي أن هذه اليد ملطخة بدماء عدد من الصحفيين والباحثين المصريين (12 قتيلا) وغير المصريين ومنهم البريطاني مايك دين والإيطالي جوليو ريجيني، وأنه هو الذي قتل آلاف المصريين في اعتصاماتهم السلمية أو في مظاهراتهم المطالبة بالحرية والديمقراطية، كما سجن عشرات الآلاف المصريين ومعهم مواطنين أمريكيين أيضا". وتابع: "من المؤكد أنك تدرك أن غياب الحرية والديمقراطية والعدالة يتسبب في إحباط شعبي من التغيير السلمي، وهو ما يشجع على تصاعد الإرهاب الذي يقلق العالم أجمع، ويدفع ثمنه الجميع ومنهم مواطنيك الأمريكيين، ونحن نرفض بالتأكيد هذا الإرهاب، لكننا نرفض في الوقت نفسه العوامل المشجعة عليه". وواصل المرصد العربي حديثه لترامب، قائلا:" لقد أردنا فقط أن ننبهك لخطورة ما يصنعه السيسي في وطنه، وما يتسبب فيه من نمو للإرهاب، وننبهك إلى أن أي مساعدة تقدمها له ستكون مساهمة منك في زيادة الإرهاب وليس مواجهته، ونحملك المسؤولية أمام الإنسانية جمعاء عن ذلك". حملة متعددة الجوانب والفعاليات بدوره، أطلق فريق عمل مبادرة "وطن للجميع" بالمشاركة مع قوى ثورية وجمعيات مصرية وأمريكية أخرى حملة متعددة الجوانب والفعاليات بالتزامن مع زيارة "السيسي" لواشنطن. ووجه القائمون على الفعاليات، بحسب بيان لهم الأحد، رسالة تحذير للمسؤولين الأمريكيين من تداعيات زيارة السيسي على المجتمع الأمريكي، انطلاقا من أن الإرهاب الذي تحاربه أمريكا يعتبر نظام السيسي أحد أسبابه ومصادره، بسبب مطاردته وتنكيله بالمعارضين من جهة، وافتعال حوادث إرهابية من جهة أخرى، مما يؤدي إلى انعدام الأمن والهجرة وطلب اللجوء من جانب المواطنين المصريين. وأشاروا إلى أنهم تواصلوا سابقا مع أعضاء الكونجرس للضغط على البيت الأبيض لإلغاء الزيارة، ومخاطبة السلطة الانقلابية لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وخاصة المرضى منهم، مؤكدين أن بعض أعضاء الكونغراس استجابوا للحملة وتفاعلوا معها بشكل إيجابي. وأوضحوا أنه تم تنظيم وقفة صامتة، أمس الأحد، تحت لافتة "الحرية أولا" قادها المعتقل السياسي السابق محمد سلطان بالمشاركة مع "وطن للجميع" وبعض المنظمات الأمريكية والمصرية مثل غاندي للسلام، وكود بنك، ومركز العلاقات الأمريكية المصرية (سير)، وبي ماكزين، وغاندي للسلام العالمي، وجامعة مستقلة، لافتين إلى تواصل المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية المختلفة اليوم بدعوة من جمعيات معارضة للانقلاب وداعمة للشرعية. وقدموا عريضة للبيت الأبيض حملت عنوان "أمريكا في مفترق طرق بعلاقتها الخارجية مع مصر" مفادها أن الحملة ضد الإرهاب اتخذها نظام السيسي ذريعة لنسف الحريات ونتج عنها قمع واستبداد، وكان نتيجة لهذه السياسة زيادة العنف والتطرف كما لم يحدث من قبل، وهو الأمر الذي أدى لحدوث ما شهدته الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى من موجة من اللاجئين المصريين. وأكدت العريضة أن العديد من المصريين حرموا من دخول بلدهم، وجُمدت أصولهم المالية وممتلكاتهم، لدفاعهم عن الحريات، مستشهدين بتقرير مكتب الإحصاء الأمريكي بتضاعف عدد المصريين لديهم من 195 ألف مصري أمريكي في 2007 إلى قرابة ال 450 ألفا في 2013. مسيرة بالسيارات فى شوارع أمريكا وقرروا تنظيم مسيرات بالسيارات عليها شاشات عرض كبيرة تعرض فيديوهات وصور لانتهاكات سلطة الانقلاب تجوب بعض الميادين والشوارع الرئيسية بأمريكا على مدار الأيام التي يتواجد فيها "السيسي" بأمريكا، مع توزيع بيانات تشرح للمواطن الأمريكي مساويء الانقلاب في الداخل والخارج. وطالبوا "البيت الأبيض والكونجراس بإعادة التفكير في علاقة واشنطن بحلفائها، فلا يمكن لأمريكا أن تقوض التزامها بدعم الديمقراطية والحرية، بسبب تقديم دعم عسكري ومالي غير مشروط لنظام السيسي". وأكدت "وطن للجميع" على نهجها في بناء لوبي ومجموعة ضغط سياسي من الجمعيات والمنظمات الأمريكية والشخصيات المؤثرة في دوائر صنع القرار، داعية كل "المنظمات والقوى الثورية والأحرار للمشاركة معها في رفض هذه الزيارة، وكذلك في المطالبة بتغيير طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع الملف المصري". باحثو كارينجى يدعون إلى إعادة دراسة العلاقات مع نظام العسكر إلى ذلك، دعا باحثين أمريكيين بمركز كارنيجي للدراسات إلى ضرورة مراجعة العلاقات المصرية الأمريكية، والنظر إليها بنظرة ثاقبة، مؤكدين أنه منذ تولي "السيسي" قيادة مصر ظهر وازداد الاٍرهاب بشدة، وأصبح القمع والسجن والتعذيب سلاح السيسي لوقف المعارضة، فأصبحت المعارضة عرضة للتطرف وأشارت الباحثة الأمريكية المعروفة ميشيل دان والباحث روبرت كاجان - في مقال مشترك لهما، أمس، بصحيفة "الواشنطن بوست" – إلى أن السيسي يأخذ ملايين الدولارات ليس لمساعدة الشعب المصري، بل لإنفاقها على قيادات وأفراد الجيش، وأنه يأتي لأمريكا لمحاولة الحصول على مزيد من الدعم، بينما لم يقدم عمل حقيقي لدعم الاستقرار والسلام في المنطقة سوى الكلام، لكن النتيجة هي العكس. وأوضحا أن السيسي "أخذ ملايين الدولارات من الشعب المصري لحفر قناة يعلم أنه لا فائدة منها، وكان من الأصلح لمصر وشعبها خلق فرص عمل للشباب العاطل عن طريق مشاريع بناءة بدلا من تركهم عرضة للتطرف". وأكدا أن "السيسي" أوهم أمريكا والعالم أنه يحارب التطرّف الإسلامي، إلا أن ما يقوم به من قمع وتعذيب يزيد ويشجع التطرّف بدليل تفجير الكنيسة المصرية من قبل سجين سابق"، منوهين إلى أن السيسي يأتي لأمريكا وفي السجن المصري سجناء أمريكان، لأنهم رفضوا النظام الحالي. وشدّدا على أن "القمع الوحشي الذي يمارسه السيسي جعل مصر منشأة إنتاجية ضخمة للتطرف"، مشيرين إلى أنه يدعم نظام بشار الأسد في سوريا، وقدم تأييدا غير مشروط للوجود العسكري الروسي المتزايد في جميع أنحاء الشرق الأوسط. واختتما مقالهما بالقول: "أيها الرئيس ترامب، هل لك أن لا تخجل من سؤال السيسي: ماذا قدم لشعبه ولمصر وللاستقرار في المنطقة مقابل المساعدات والدعم الأمريكي، فنحن نعلم أنك لا تخجل، فقد فعلتها مع أقوى حلفاءنا أم أنك سوف تخجل من السيسي؟". ملفات موثقة بانتهاكات العسكر من جهته، قال القيادي بحركة غربة، محمد إسماعيل، إنهم قدموا ملفات موثقة بانتهاكات حقوق الإنسان بمصر إلى 535 عضوا بالكونغرس الأمريكي، و700 جهة إعلامية أمريكية وأوروبية، وبعض السياسيين، من خلال التسليم المباشر أو عبر البريد الإلكتروني. ووصف في تصريح التحركات التي يقوم بها مناهضو الانقلاب في أمريكا بأنها بمثابة نقلة نوعية في الوعي الأمريكي بالنسبة للقضية المصرية، نتيجة لعملهم المستمر من خلال الضغط على أعضاء الكونغراس، والتعاون مع المنظمات الأمريكية. ولفت "إسماعيل" إلى أن ما يقوموا به فعاليات في الخارج لفضح النظام لن يؤتى ثماره الحقيقة، إلا بتحرك الشعب المصري في الداخل، مضيفا:" نحن فقط انعكاس للحراك بالداخل، ونستمد قوتنا من الشارع الذي هو صاحب القرار والذي يستطيع حسم المعادلة لصالحه". وأضاف:" مخطىء من يعتقد أن المستفيد من هذه الزيارة هو السيسي، لأن المستفيد الأكبر هو دونالد ترامب، لأن لديه معارضة حقيقية بأمريكا، وقد خسر معظم معاركه مع المعارضة والقضاء الأمريكي خلال الأيام السابقة، واُتهم بالعنصرية ضد الإسلام والمسلمين". وتابع:" السيسي يعتبر بمثابة طوق نجاة لترامب بشكل ما أو بآخر، لأنه (السيسي) هو من يقول صراحة الإرهاب والتطرف الإسلامي، وقد اُتهم ترامب بالعنصرية لاستخدامه تلك المصطلحات، في حين لا يجرؤ أي رئيس بالعالم على القول بأن هناك تطرف وإرهاب مسيحي أو يهودي أو غير ذلك".
واستطرد قائلا:" هناك معايير مزدوجة لدى الرئيس الأمريكي الحالي، فعندما يتحدث عن محاربة اللجوء السياسي والإرهاب نجده في نفس الوقت يقابل أحد أهم مصادر وأسباب اللجوء السياسي والإرهاب في الشرق الأوسط، والمساعدة الأمريكية التي تُقدم لنظام السيسي والتي تأتي من دافعي الضرائب يجب أن تدعم السلام وليس الإرهاب". وأردف:" السيسي بممارساته القمعية والوحشية هو من خلق داعش في مصر، وجعل الأجيال الشبابية والقادمة فريسة سهلة للجماعات المتطرفة بعدما فقدوا الأمل في التغيير السلمي، ومن العار على أمريكا وغيرها من الدول أن يقدموا أي دعم لمثل هذا الشخص الذي يدفع بلاده والمنطقة للجحيم". بدوره، قال رئيس المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة، هاني القاضي، إن "الإعلام الأمريكي يتجاهل بشكل كامل زيارة السيسي، والقناة الوحيدة التي سيظهر عليها هي فوكس نيوز المعروف عنها الاتجاه اليميني ضد الإسلام والحركات التحررية". وذكر - خلال مداخلة له ببرنامج "مصرالنهاردة" المذاع على شاشة قناة مكملين الفضائية، مساء الأحد، أن عدد الأتوبيسات التي كان مقرر لها حمل مؤيدي "السيسي" داخل أمريكا انخفض من 50 أتوبيس إلى 10 ثم أربعة فقط. ونوه إلى أنه عقب زيارة "السيسي" ستكون هناك زيارة للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مضيفا:" يبدو أن هناك ما يريد ترامب فعله في الشرق الأوسط، ويحتاج لترتيب أوراقه". وأكدت عضو جمعية المصريين الأمريكيين للديمقراطية، إيمان فريد، أن هناك انقساما وسط داخل الجالية القبطية في موقفهم من استقبال السيسي، فمنهم من خرج في أتوبيساتهم عند وصوله، ومنهم من يقف مع رافضو الانقلاب في المظاهرات.