"ترامب أفضل رئيس أمريكي للمسلمين لأنه صريح بالعداوة لهم، ولا مجاملات، كلينتون حرباية تتغنى بالسلام وهي عكس ذلك"، تصريحات أتت على لسان كثير من الخبراء والمراقبين السياسيين، الذين أكدوا أن الموقف الأمريكي بالنسبة لدعم قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي لن يختلف كثيرا، بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب وخسارة هيلاري كلينتون، وذلك على حساب الحقوق والحريات. وكشفت شبكة سي إن إن في حوار سابق لها مع قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، وصلة الهيام السياسي والعواطف الديكتاتورية المتبادلة بين ترامب والسيسي، وتأثير ذلك على علاقات العسكر مع الإدارة الأمريكية الجديدة، بعد وصول ترامب للبيت الأبيض.
يقول أحد الخبراء تعليقًا على فوز ترامب: "لا داعي للخوف.. ف باراك كان اسمه حسين وكنا نعتقد أنه الأقرب للإسلام ولكن بعهده صدرت فوبيا الإسلام وظهر تنظيم الدولة وتشوه الإسلام بشكل لا مثيل له..و لهذا فعلى المسلمين أن لا يخافوا من وصول ترمب بل على العكس ربما وضوحه سوف يفيد الامة الإسلامية في سهولة التعامل وليس النفاق كما كان عليه أوباما".
ترامب: السيسي دافع ع العالم
وقالت القناة الأمريكية إن السيسي وصف ترامب بأنه "سيكون قائدًا قويًّا بلا شك إذا ما انتخب"، وذكرت أن السيسي قال في اللقاء، تعليقًا على دعوة ترامب لفرض حظر جزئي على دخول المسلمين لبلاده لمنع تكرار هجمات مماثلة ل 11 سبتمبر 2001، إن الحملات الانتخابية تشهد بعض الآراء المبنية على وجهة نظر معينة، ولكنها تصحح نتيجة للخبرة ونصائح من المتخصصين.
وبسؤال "السيسي" عن رأيه في المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، إذا ما كان يراها ستكون رئيسة جيدة، قال إن الأحزاب الأمريكية لن تسمح بوصول مرشحين للرئاسة ليسوا بالكفاءة لقيادة دولة بحجم الولاياتالمتحدةالأمريكية.
فيما عبر ترامب عن تقديره للسيسي على ما قام به من انقلاب عسكري، دفاعًا عن بلاده بما حقق مصلحة العالم بأكلمه، مؤكدًا دعمه الكامل لجهود مصر فى مواجهة الإسلام السياسي، وأن الولاياتالمتحدة ستكون تحت إدارته صديقًا وحليفًا قويًّا يمكن لنظام السيسي الاعتماد عليه خلال السنوات المقبلة.
وكان السيسي قد وصل إلى سدة الحكم بعيد انقلاب عسكري في يوليو 2013 على الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي انتخب ديمقراطياً بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالمخلوع حسني مبارك.
وبانقلاب السيسي الذي كان القائد السابق للقوات المسلحة المصرية آنذاك بدأ عهدٌ من العنف السياسي خلف أكثر من 1000 قتيل، كما استهل السيسي عهده بحركة قمعٍ أفضت ب40 ألف شخص في السجون والزنازين، منهم محتجون وطلبة وصحفيون.
حقوقي: ترامب سيدعم السيسي
محمد أحمد باحث في الشأن المصري بمنظمة العفو الدولية يقول: "نسمع أن ترامب سيدعم السيسي في تلك الحرب المزعومة على الإرهاب، ما سيؤدي إلى مزيد من قمع الحقوق الإنسانية وتضخم التدهور في وضع حقوق الإنسان في مصر."
وفيما عاب حقوقيو الإنسان على كلينتون تباطؤها في نبذ مبارك وعلى أوباما في قبوله أخيراً بالسيسي رغم ميوله الاستبدادية، فإن ترامب طيلة حملته الانتخابية انتقد إدارة أوباما على رفعها الدعم عن مبارك، فقال ترامب في خطاب له عن السياسة الخارجية في أبريل، مشيرًاإلى أوباما: "لقد وقف مع تنحية نظام صديق في مصر تربطه معاهدة سلام وثيقة مع إسرائيل،" بيد أن ترامب في المقابل عام 2011 كان هو نفسه يكيل الانتقادات لمبارك مرحبًا بتنحيته.
يعادي الإسلام ويعشق الديكتاتورية
فيما رأى الكاتب "إيشان ثارورو" بمقال له بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن دعم "ترامب" المعادي للعالم العربي للسيسي وقمعه ليس بالأمر الغريب أو المستهجن.
وقال الكاتب إنه بالرغم من أن "ترامب" ليس لديه الكثير من الأشياء اللطيفة ليقولها عن الشعوب في الشرق الأوسط، إلا أنه احتفى برجل واحد وهو عبد الفتاح السيسي.
ويعمل السيسي على إحكام قبضته عبر حملة قمع ورقابة واعتقالات وإخفاء لا هوادة فيها، كما أدار السيسي مذبحة رابعة والنهضة التي أودت بحياة المئات وربما الآلاف من معارضي الانقلاب العسكري.
وفى أغسطس الماضي امتدح "ترامب" السيسي بأنه شخص يدرك " أهمية إطفاء أيدلوجية الموت هذه".
ويشير الكاتب إلى عدم اهتمام "ترامب" بمسألة حقوق الإنسان، فيما انتقد في السابق الثورة التي هزت مصر في 2011، وأدت إلى رحيل المستبد طويل الأمد مبارك،كما أعلنت حملة ترامب بيانا براقًا عن اللقاء أكدت فيه تحول الولاياتالمتحدة من حليف إلى صديق لمصر، حال فوز "ترامب" بالرئاسة.
منجذب للسيسي
ويضيف الكاتب أن كلمات مثل "ديمقراطية" و"حقوق إنسان" و"حكم القانون"لم تظهر في النص، وهو ما لا يجب أن يثير الدهشة ;إذ أن "ترامب" يبدو "واضحاً في احتفائه بالرجال الأقوياء والقيادات الصارمة دون النظر إلى المشكلات الناجمة عن حكمهم.
وأعرب ترامب في السابق عن انجذابه إلى الرئيس الروسي "فلاديمير بوتن"، ودعم قمع السيسي، حتى أنه نصح المؤسسة العسكرية الأمريكية بالحد من انتقاداتها الموجهة لحملة التطهير الذي قام به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل .
وأضاف الكاتب أن امتداح "ترامب" للسيسي أغضب شخصيات قيادية في السياسة الخارجية الأمريكية، وجعل مجموعة من خبراء الشرق الأوسط يوقعون بيانًا أكدوا فيه على ضرورة ممارسة الضغط على السيسي للقيام بتغيرات ذي قيمة في مصر، مشيرين إلى الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان تحت حكم العسكر.