تتعمد قوات الاحتلال الصهيوني ، وجنودها ، ومحققيها ، في ممارسة أقصى أنواع التعذيب والإهانة والإذلال ضد الأسرى الفلسطينيين ، في انتهاك صارخ لكل القيم والأعراف والمواثيق الدولية التي تدعو إلى احترام حقوق الإنسان ، التي وقعت عليها حكومة الاحتلال في أكثر من محفل ، غير أنها لم تكن رادعًا لها للامتناع عن الاستمرار في اعتقال الأسرى وحرمانهم من حريتهم وتعريضهم للتعذيب والإهابة والابتعاد عن الأهل والضغط النفسي والإرهاق الجسدي. وتشير التقديرات ، إلى وجود نحو 750 ألف فلسطينيًا في سجون الاحتلال ، خلال الفترة من عام 1967 حتى عام 2015 ، وهم يشكلون نحو 16% من إجمالي عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، البالغ 4.7 مليون نسمة. ويواجه الأسرى ، في تلك السجون ، صنوفًا عدة وممنهجة من التعذيب الجسدي والنفسي ، في محاولة لقتل الروح المعنوية لدى الأسرى من جهة، وجعل الأسير غير قادر على العمل، حال خروجه من المعتقل ، فالمعتقلات التي لا تغيب عنها شمس دون أن ترمل في فلسطين الأسر بقتل بنيها أو تهدم بيوتها بجرافاتها أو تبقى على قرى بأكملها مكتومة الأنفاس بالتطويق ومنع التجول أو الخروج من تحت ركام البيوت المخربة ، في نفس الوقت يفتقد الآسرى ابسط مقومات الحياة فضلًا عن الاذلال والتعذيب واستمرار التحقيق. ساد توتر شديد في سجون الاحتلال ؛ عقب عمليات اقتحام شبه يومية لها، واعتداءات صهيونية بحق الأسرى الفلسطينيين، نتج عنها قيام أسيرين ينتميان لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بطعن اثنين من جنود الاحتلال، داخل سجني "نفحة" و"النقب الصحراوي" ، معلنين بداية عهد جديد من انتفاضة السكاكين ، ولكن هذه المرة من داخل السجون الصهيونية. الانتفاضة مستمرة أصيب شرطي صهيوني ، مساء الأربعاء الماضي ، بجراح مختلفة جراء طعنه من قبل أحد الأسرى الأبطال في سجن نفحة الصحراوي ، كما قام أحد الأسرى بضرب سجان في نفس التوقيت ونفس السجن ، ردًا على عمليات التفتيش الاستفزازية والإهانة التي يتعرض لها الأسرى. وأكد مكتب إعلام الأسرى ، أن أسير من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قام بطعن شرطي صهيوني في سجن نفحة، لافتًا إلى أن الأوضاع في السجن لا زالت متوترة للغاية ومرشحة للتصعيد. وأوضح المكتب في بيان له، أن حالة من التوتر تسود كافة السجون الصهيونية بعد أن أعلن الأسرى في السجن حل التنظيم احتجاجًا على عملية القمع الهمجية التي تعرضوا لها. فيما أكدت مصادر محلية أن منفذ عملية الطعن ضد سجان الاحتلال ، هو الأسير "خالد السيلاوي" من بلدة بيت لاهيا ، شمال قطاع غزة. وتقريبًا فى نفس التوقيت ، من مساء الأربعاء الماضي ، أفاد نادي الاسير الفلسطيني أن هناك عملية طعن جديدة في سجن النقب الصحراوي. وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ، أن أسيرًا فلسطينيًا قام بطعن أحد جنود الاحتلال بالة حادة في سجن النقب داخل قسم أسرى حركة "حماس" ، وأشارت مصادر محلية أن الأسير البطل "أحمد عامر نصار" ، هو منفذ العملية. موقع "واللا" العبري ، أكد أن الرعب تملك من سلطات الاحتلال بعد عملتى الطعن ، وأن سلطات الاحتلال "تحقق وتفحص في إمكانية وجود تنسيق بين الهجومين؛ عن طريق الهاتف المحمول، أو عن طريق الزيارات العائلية للأسرى". وقال "واللا": "الوقت بين وقوع الهجومين في سجني نفحة والنقب هو بضع دقائق ، ما يزيد الشك في أن هناك تنسيقًا بين المهاجمين، اللذين ينتميان لحركة حماس. لن نخذل أسرانا حذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، من استمرار السياسات الإرهابية القمعية لسلطات الاحتلال بحق الأسرى، مطالبة كافة الفصائل الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني بتشكيل حالة إسناد عاجلة وقوية وفاعلة لانتفاضة السجون ، وبكل الأشكال والأساليب والأدوات، والتحرك في كل الاتجاهات، لتعزيز صمود الأسرى، وإجبار حكومة الاحتلال على احترام حقوقهم، ووقف أي انتهاكات بحقهم. وحملت الحركة ، على لسان الناطق باسمها "فوزي برهوم" ، حكومة الاحتلال الصهيوني ، المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات العمليات القمعية المتواصلة، والتصعيد الهمجي الخطير، "الذي تقوم به مصلحة السجون ووحداتها القمعية بحق أسرانا البواسل داخل السجون". وقال برهوم: "ما يجري في سجني نفحة والنقب من انتهاكات وإهانات وتنكيل وجرائم يومية وعمليات انتقامية بحق الأسرى؛ يأتي مباشرة بعد إقرار حكومة الاحتلال سلسلة خطوات تصعيدية تجاه الأسرى وعوائلهم". من جهته ؛ أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ، "داود شهاب" ، أن "عمليتي الطعن التي قام بها أسيران داخل سجون الاحتلال؛ رد مشروع، ودفاع عن النفس، أمام إجرام مصلحة سجون الاحتلال، وما تمارسه من إرهاب ضد الأسرى العزل". أضاف: "إننا نقف مع إخواننا الأسرى، وندعم نضالهم المشروع، وواجبنا جميعا ألا نسمح للاحتلال بأن يستفرد بهم" ، وشدد على أن نصرة الأسرى وإسنادهم واجب وحق، و"علينا أن نثبت مرة أخرى أننا لن نخذل أسرانا" ، مطالبًا جميع أبناء الشعب الفلسطيني بالتظاهر والنزول إلى نقاط التماس والطرق، ومواجهة الاحتلال والمستوطنين، ردا على إرهابهم.