رئيس جامعة حلوان يستقبل وزير المالية السابق على هامش مناقشة رسالة دكتوراه    المصرية للاتصالات تنتهي من أعمال إنزال الكابل البحري عالي السعة كورال بريدج بنجاح في طابا    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الأحد 17 أغسطس 2025    رفع حدود بطاقات الائتمان وتدبير العملة يعززان الثقة في سوق الصرف الأجنبي    نشرة التوك شو| لجان حصر وحدات الإيجار القديم تبدأ عملها.. واستراتيجية جديدة للحد من المخالفات المرورية    حقوق العمال لا تسقط حال إغلاق أو إفلاس المنشأة بالقانون الجديد    أول تعليق من فيريرا بعد تعادل الزمالك والمقاولون العرب    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة بين قائدي سيارتين أمام إحدى القرى السياحية بمطروح    الآلاف يشيعون «تقادم النقشبندي» شيخ المصالحات في الصعيد    ننشر معاينة حريق مخزن بولاق أبو العلا بعد سيطرة رجال الحماية المدنية    حاول إنقاذ ابنه فمات غرقًا.. 10 معلومات عن الراحل تيمور تيمور    رئيس الأوبرا: واجهنا انتقادات لتقليص أيام مهرجان القلعة.. مش بأيدينا وسامحونا عن أي تقصير    في الغرف المغلقة    «صحة مطروح» مستشفيات المحافظة قدمت 43191 خدمة طبية وأجرت 199 عملية جراحية خلال أسبوع    حالة الطقس في محافظة الفيوم غدا الأحد 17-8-2025    وزيرا خارجية روسيا وتركيا يبحثان هاتفيًا نتائج القمة الروسية الأمريكية في ألاسكا    أول يوم «ملاحق الثانوية»: تداول امتحانات «العربي» و«الدين» على «جروبات الغش الإلكتروني»    حبس 4 متهمين بمطاردة مهندس وأسرته بطريق «بلبيس أبو حماد» في الشرقية    في أقل من شهر.. الداخلية تضبط قضايا غسل أموال ب385 مليون جنيه من المخدرات والسلاح والتيك توك    أبرز تصريحات الرئيس السيسي حول الأداء المالي والاقتصادي لعام 2024/2025    الزمالك راحة من مران الأحد.. ويبدأ الاستعداد لمودرن الإثنين    «عقودكم كبيرة وهخصم بالمليون».. كريم شحاتة يكشف رسائل الخطيب للاعبي الأهلي    توقعات الأبراج حظك اليوم الأحد 17 أغسطس 2025.. مفاجآت الحب والمال والعمل لكل برج    «شرف إني أتحبس.. وهقول للنائب العام».. مصطفى يونس يتحدث عن محاكمته بسبب الأهلي    عيار 21 يفاجئ الجميع.. أسعار الذهب تنخفض 320 جنيهًا اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    شهداء ومصابون في غارة للاحتلال وسط قطاع غزة    تعرف على أبرز نتائج اليوم الأول لبطولة الخماسي الحديث الأولى للناشئين    تولوز يخطف فوزًا قاتلًا بهدف أمام نيس في الدوري الفرنسي    تصاعد الغضب في إسرائيل.. مظاهرات وإضراب عام للمطالبة بإنهاء الحرب    مي عمر على البحر ونسرين طافش بفستان قصير.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    عمرو حسن: وسائل منع الحمل متوفرة فى الوحدات الصحية مجانا وآمنة وفعالة    خطأ أمريكي هدد سلامة ترامب وبوتين خلال لقائهما.. ماذا حدث؟    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    جماهير نيوكاسل يونايتد تهاجم إيزاك خلال مباراة أستون فيلا    أوسكار يحسم موقفه من طلب الأهلي باستبعاد محمد معروف.. الغندور يكشف    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر فلكيًا للموظفين والبنوك (تفاصيل)    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. الاحتلال يقيم خيام إيواء لسكان مدينة غزة لنقلهم للجنوب.. مظاهرات فى تل أبيب تطالب بإبرام صفقة تبادل مع حماس.. وميلانيا ترامب ترسل رسالة شخصية إلى بوتين    سفير باكستان ل «المصري اليوم»: ندعم مصر في وقف الحرب على الفلسطينيين    بريطانيا تحاكم عشرات الأشخاص لدعمهم حركة «فلسطين أكشن»    «زي النهارده».. وفاة العالم والمفكر أحمد مستجير 17 أغسطس 2006    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    مصر والجزائر تؤكدان رفضهما قرار إسرائيل توسيع نطاق العدوان    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد 17 أغسطس 2025 فى مصر    iPhone 17 Pro Max قد يحصل على ترقية غير مسبوقة للكاميرا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير السياحة يؤكد: وجهت باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الفيديو الترويجي للمتحف الكبير    ناجي الشهابي: معايير صارمة لاختيار مرشحي "الجيل" لانتخابات النواب    رئيس جامعة طنطا يتفقد الاستعدادات النهائية لاستقبال لجان بدء الدراسة بجامعة طنطا الأهلية    صحة شمال سيناء: مستمرون في تحسين جودة الخدمات بوحدات الرعاية الأولية    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    العلاوة التشجيعية.. شروطها ونص القانون الصادر لها    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    الصحة: تدريب أطباء الأسنان وتقديم خدمات مجانية ل86 مواطنًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"مجدى حسين" يصدق فعله قوله " الحرية في مواجهة الاستعباد" (2)
د/ مجدي قرقر
نشر في الشعب يوم 20 - 01 - 2017

"مؤسسة الدفاع عن المظلومين" امتداد لمؤسسة أقدم هي "اللجنة الوطنية للدفاع عن سجناء الرأي" والتي أسسها عمنا "محمد عبد القدوس عام 1996 دفاعا عن سجناء الحرية سجناء الرأي الذين يصدعون بالحق أمام سلطان جائر – وشرفني وقتها أن أكون بين مؤسسيها ومسئولا عن مؤتمراتها وندواتها – وحديثنا اليوم عن أشهر سجناء الرأي والصحافة في العقود الأربعة الأخيرة ، إذ لم ينجو من السجن في عهد السادات ومبارك والمجلس العسكري والنظام الحالي .. ويأتي هذا المقال مكملا لمقالنا السابق "مجدي حسين" يصدق فعله قوله - استقلال في مواجهة التبعية (1)"
مجدي حسين درس السياسة في "كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة" في الفترة من 1968م إلى 1972م ، درس السياسة وامتهنها. لم تكن السياسة بعيدة عن "مجدي حسين" فقد ولد في أسرة سياسية مشهود لها بالوطنية، والده الزعيم الوطني الفذ "أحمد حسين" زعيم "مصر الفتاة" وعمه "عادل حسين" المناضل والإعلامي والإقتصادي والسياسي الوطني، وخاله "دكتور محمد حلمي مراد" راهب السياسة المصرية والمنظر السياسي لمصر الفتاة والحزب الاشتراكي ووزير التعليم في عهد عبد الناصر - وأول وزير يستقيل في عهده – رمز النقاء والطهارة والوطنية.
*****
"مجدي حسين" يصدق فعله قوله
الأستاذ "مجدي حسين" لا يكتفي بالتنظير والكتابة والعمل الصحفي ولا يكتفي بالقول والخطب الجماهيرية ولكنه دائما يترجم برنامجه السياسي إلى خطة عمل في الشارع ويكون دائما في مقدمة الصفوف، رجل يصدق فعله قوله، وإذا كنا قد كتبنا مقالنا السابق حول قضية مجدي حسين الأولى "الاستقلال في مواجهة التبعية" فإننا نكتب اليوم عن قضيته الثانية "الحرية في مواجهة الاستعباد" مصداقا لقول رسولنا الكريم "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى سلطان جائر فنصحه فقتله".
وقضية حرية الرأي مرتبطة بدرجة كبيرة بقضيته الأولى لأن الأولوية الأولى في كتابات مجدي حسين في برنامجه السياسي وفي برنامجه العملي والعامل الأول في دخوله سجون النظام الحاكم منذ السادات وحتى الآن كانت قضية الاستقلال في مواجهة التبعية للحلف الصهيوني الأمريكي.
*****
الحرية باب الاستقلال والعبودية باب التبعية
إن ثورة 25 يناير 2011 المباركة - رغم عدم اكتمالها - مثلت انعتاقا جديدا للشعب المصري من عالمالعبودية إلى عالم الحرية - حرية الوطن وحرية المواطن - عالم الحرية والكرامة، فلا كرامة بدون حرية، فالكرامة أهمما يميز الإنسان وأهم ما يعتز به، والإنسان هو الغاية المستهدفة وهو العنصر الفاعل، هو المستخلف في الأرض وهو المكلف بإعمارها لخيره وخير كافة البشر، ولا يمكن للإنسان أن يبدع وأن يعمر وأن يعمل لخير البشر بدون حرية.
ومثال على ذلك "عنترة بن شداد" الذي كان عبدا لا ذكر له في الجاهلية وعندما طلب منه أن يحارب مع قبيلته القبيلة المغيرة عليه رفض قائلا "كيف أحارب وأنا عبد؟!" فقالوا له "إذا كانت العبودية هي المانع فاذهب فأنت حر" فأصبح حرا فكان "عنترة بن شداد" ، الحرية تصنع المعجزات .. وإذا كانت الحرية قد صنعت هذا بعنترة في الجاهلية فما بالنا بها في ظل الإسلام الذي حماها وجعلها مظلة تظل كل مقاصد الشريعة الأساسية.
وإذا كانت الشورى نقيض الاستبداد فإن الحرية نقيض الاستعباد، وفرق كبير بين الشورى والحرية وإن وجدت بينهما مشتركات، وفرق كبير بالتبعية بين الاستبداد والاستعباد، ويلخص هذا مقولة "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه " مخاطبا والي مصر "عمرو بن العاص" "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" ، وهي المقولة التي زينت وتوجت مواجهة عرابي للخديوي توفيق في 9 سبتمبر 1881.
لذلك فإن الاستكبار (الاستعباد والاستبداد) هو الجرثومة الأخطر في تاريخ البشرية، فالاستعباد والاستبداد يذل الإنسان بينما يقول الله جل شأنه ( و لله العزة ولرسوله وللمؤمنين) المنافقون 8
والاستكبار (الاستعباد) يؤدى إلى الظلم الاجتماعي واستئثار المترفين بالثروة كما يؤدى إلى تخلف المجتمعات علميا وثقافيا واقتصاديا لأن الحاكم المستبد مشغول باستمراره الأبدي في الحكم -السلطة- وهذه هي قضيته الأولى والأخيرة . والاستبداد يورث الكفر، لأن المستبد يعلن نفسه مرجعية عليا ووحيدة للمجتمع ( أنا ربكم الأعلى ) ويدفع المجتمع بأسره إلى الهلاك في الدنيا والآخرة . ولذلك فإن الكفر بالطاغوت ضرورة إيمانية!
والطواغيت ليسوا البشر من الحكام فقط بل هناك طواغيت أكبر متمثلة في دول الاستكبار التي تستذل الدول الأضعف لسرقة خيراتها.
إن الإيمان بالله ينزع من قلوبنا الخوف والتردد ويعصمنا من الخضوع لطواغيت الأرض مهما طغوا أو علوا، الإيمان بالله يعنى ألا نوالى غير الله، وما دمنا لا نوالى غير الله فلن نقبل بالظلم ولن نعيش على الضيم،هذا هو الإيمان الذي يجرد الفرد من أي خوف ويجعله يتصدى لطواغيت الأرض مهما طغوا أو علوا، الإيمان لا يستقيم مع العبودية، وإذا وجد الإيمان وجدت الحرية فلا عبودية لغير الله سبحانه.
*****
قانون ذبح الصحافة
في هذا الإطار كانت معركة مجدي أحمد حسين هو وكافة الصحفيين الشرفاء لإسقاط قانون 93 الشهير ب " قانون ذبح الصحافة " في منتصف التسعينات وكان أول صحفي مهدد بالحبس بموجب هذا القانون الذي أتى متواكبا مع معركة الفساد الكبرى الشهيرة بقضية "حوت مدينة نصر" التي خاضها مجدي حسين وجريدة الشعب، وكانت معركة جريدة الشعب أمام المحكمة الدستورية والتي أسقطت مسئولية رئيس الحزب ثم مسئولية رئيس التحرير عن كل ما ينشر في الصحف الحزبية وكان فارس هذه المعركة شيخ القضاة المستشار يحيى الرفاعي .
وفي مجال التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا والري وما يسمى بالمشروعات الكبرى وحماية الآثار والرياضة كان لمجدي أحمد حسين باع كبير في كل هذا ومعه كتيبة الشعب المجاهدة .. إلا أن كل هذا لم يكن لينفصل عن معارك حزب العمل الأساسية وجريدته المطالبة بالإصلاح السياسي والديمقراطية والذي يجب أن يتلازم مع التصدي للفساد على المستوى الداخلي وضد الحلف الصهيوني الأمريكي في الخارج وأعوانه في الداخل، وكلها قضايا رأي، ومجدي حسين مغيب الآن في السجون في قضايا رأي رغم أن الدستور ينص على عدم حبس الصحفيين في قضايا الرأي.
*****
وسام من الصحفيين لمجدي حسين عام 1999
ومجدي حسين يشبه في هذا "عبد العزيز جاويش" رمز الحزب الوطني القديم الذي تولى مسئولية جريدة "اللواء" بعد وفاة الزعيم الوطني "مصطفى كامل" والذي خاض معارك الجريدة ضد الاحتلال مطالبا بالاستقلال ولم يكن ممكنا أن تسكت الحكومة أو الإنجليز على بقاء عبد العزيز جاويش خارج السجن حرا فانتهزت فرصة نشره لمقال في ذكرى دنشواي في 28 يونيو 1909 ليحقق معه أمام النيابة في 7 يوليو ثم يحاكم في 17 يوليو ليصدر الحكم بحبسه في 25 أغسطس، ويثير الحكم الصاروخي السريع بالحبس ثلاثة شهور سخط الشعب .. تخرج المظاهرات احتجاجا عليه .. تمتلئ صحف الحزب الوطني بالمقالات والقصائد المؤيدة للشيخ .. يكتب الشعراء :
أحمد نسيم ( يا نازل السجن محفوفا بإكبار / هون عليك فما في السجن من عار )
محمد فريد وجدي يخرج عن هدوئه ( وما على التبر عار / في النار حين يقلب )
الشيخ علي الغاياتي ( أنت البريء ومن يخالك مجرما هو مجرم )
ويتجاوز التعاطف مصر فيكتب إيليا أبو ماضي ( لئن حجبوك عن مقل البرايا / فما حجبوا هواك عن القلوب )
يتأيد الحكم من محكمة الاستئناف .. يرفض الطعن أمام محكمة النقض .. يكتتب أبناء الشعب بمبلغ كبير.. يشتروا وساما من حرير مزين بثلاث قطع ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة .. بعد أن يطلق سراحه يقام له احتفال مهيب في فندق شبرد يتقلد فيه الوسام .. الألوف خارج الفندق تحييه وترفعه فوق الأعناق
هذا وسام الشعب لعبد العزيز جاويش فماذا انتظر مجدي حسين من تكريم .. إن مجدي حسين الذي أبى أن يستجدي الإفراج الصحي من المحكمة في قضية يوسف والي كان جديرا بأن يكون في قمة المختارين من الصحفيين الشرفاء في مجلس نقابتهم عام 1999 وكان اختياره إضافة إلى ما قدم لأمته ومهنته له معنى كبير يعكس كل ما نادى به طوال الثمانينات والتسعينات ( إلغاء العقوبات المقيدة للحريات – السعي لإسقاط عقوبة الحبس – حق نقد العاملين بالعمل العام – حق تملك وإصدار الصحف ) .
*****
مجدي حسين يقود كتيبة العمل كما قاد كتيبة الشعب
ورغم أن حزب "العمل" عانى من جريمة التجميد غير المشروع منذ مايو 2000، وإيقاف صحيفته المطبوعة "الشعب" التي كانت إلى حد كبير لسان حال الشعب المصري، ورغم ما تعرض له رئيس تحرير الشعب "مجدي حسين" من مطاردات ومحاكمات وتحقيقات في قضايا لم تتوقف أبدًا، ورغم الاعتقالات التي نالت العشرات من أنصار الحزب وشبابه وأعضائه، ورغم كل ذلك رأى الحزب أن يواصل مسيرته، وأن ينحاز للحق مهما كلفه ذلك من عنت وويل وثبور.
وكان حزب العمل – كعادته – كتيبة متقدمة للجيش الشعبي، وكان أول من فتح ثغرة في جدار الخوف من نظام اعتاد أن يستخدم العصا الغليظة لإسكات معارضيه، من سجون ومعتقلات، وحالة طوارئ مستديمة، وإغلاق للصحف والأحزاب والنقابات، وتزوير الانتخابات، والاعتداء على استقلال القضاء، وكان في المقدمة دائما "مجدي أحمد حسين".
يكتب الأستاذ مجدي أحمد حسين أمين عام حزب العمل كتابا بعنوان "لا"-والذي جمعه بناء على طلبي – والذي صدر مع بدايات 2005 وضمنه مقالاته الافتتاحية بجريدة "الشعب" الإلكترونية في الفترة الواقعة بين 22/2/2002 & 25/2/204 – أي خلال عامين وقبل تأسيس حركة كفاية
ومن بين ما كتبه أخي مجدي أحمد حسين ما يلي:
* الوضع الدستوريلحرم السيد رئيس الجمهورية ( ضد التوريث ) 22 فبراير 2002
* الرسالة الثانية إلى الرئيس مبارك: ( موقفكم لا يليق بمكانة مصر.. ولا يلتزم بتعاليم القرآن.. ولا بالدستور المصري - إما الالتزام بالموقف الشعبي أو الاستقالة.) – (مطالبة بالاستقالة قبل إنهاء فترة الرئاسة الخامسة) 12 فبراير 2002
* لا تنسوا أصل المعركة: استئصال شأفة النفوذ الصهيوني الأمريكي من على أرض مصر. – 19 إبريل 2002
* مبارك يتحدى الأمة، ويؤكد خيار السلام الاستراتيجي مع الأعداء – 26 إبريل 2002
* نشر فكرة العجز أمام أمريكا شرك بالله، ولا بد من طرد عبيد فورًا من منصبه - ضرب حزب العمل كان لصالح الحلف الصهيوني/ الأمريكي.. ونحن لن ننحني أمام محاكم التفتيش – 3 مايو 2002
* مرة أخرى: الوضع الدستوري لحرم السيد رئيس الجمهورية وماذا عن جمال مبارك؟ - 19 مايو 2002 – ( ضد التوريث )
* الله أكبر.. العراق يصمد أمام أعتى عدوان - اسمعها يا مبارك مرة ثالثة.. مرحبًا بالسجن أو الاستشهاد. - إما أن تستمع لكلام الله.. وكلام الشعب،أو ترحل!.- 12 مارس 2003 – ( مطالبة بالرحيل وليس رفض التمديد )
* للمرة الرابعةأدعو الرئيس مبارك إلى تقديم استقالته - ( مطالبة بالرحيل وليس التمديد) – 24 مارس 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
* انتهت مهلة ال 48 ساعة ولم يتخذ مبارك قرارًا واحدًا ضد أمريكا.. فلنشدد المطالبة باستقالته الفورية - 27 مارس 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
* مبارك يقدم تسهيلات عسكرية وإدارية للعدوان - اخرجوا يوم الجمعة للمطالبة باستقالته ولا تخشوا إلا الله. – 2 إبريل 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
* الآن نتحرك لإقالة مبارك - أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر - 9 إبريل 2003 - ( الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك )
* تنحية حسني مبارك.- لماذا هو الشعار المركزي الصحيح للحركة الوطنية والإسلامية؟ - 9 مايو 2003 - ( الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك وتنحيته )
* تنحية مبارك. لماذا أصبحت ضرورة حياة؟! - فشلت كل محاولات الإصلاح والترقيع ولا بد من فتح صفحة جديدة - تنزيه الحاكم عن النقد أو العزل.. شرك صريح بالله سبحانه وتعالى. – 16 مايو 2003 - ( الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك وتنحيته )
* واصلوا التوقيع على عريضةتطالب باستقالة مبارك - التوقيعات كانت أحد أسلحة الحركة الوطنية قبل الثورة. - من أين لجمال مبارك كل هذه الأموال؟! – 25 يوليو 2003 - ( مطالبة باستقالة مبارك وليس رفض التمديد )
* سقوط مرشح الحكومة لنقيب الصحفيين إنذار شديد اللهجة لأهل الحكم - صحيفة إسرائيلية ترحب بتوريث الحكم لجمال مبارك.- 1 أغسطس 2003 – (مطالبة بالاستقالة ورفض للتوريث )
* ما هي الشركة العالمية التي يعمل جمال مبارك مستشارًا لها؟ - ألا تكفي كل هذه الحقائق لإقالة مبارك؟ - 8 أغسطس 2003 - (مطالبة بالإقالة ورفض للتوريث )
* مبارك يحاصر المقاومة الفلسطينية والعراقية ويبيع الغاز لإسرائيل - جمال مبارك يتعاون مع الشركات العالمية استعدادًا لرئاسة الحزب الحاكم. - ملامح الخطة الشعبية لإقالة مبارك. - 29 أغسطس 2003 - (مطالبة بالتحرك لإقالة مبارك ورفض للتوريث )
* بيان من حزب العمل إلى الأمة - نطالب بانتهاء حكم مبارك ونرفض توريث الحكم – 6 سبتمبر 2003

(كان كل ما سبق قبل أن يسقط مبارك في مجلس الشعب في نوفمبر 2003 وقبل أن يبدأ تفكير أي من القوى السياسية في إقالته أو تنحيته أو حتى عدم التمديد له .. ولنتابع كتابات مجدي حسين بعد هذا التاريخ وقبل نشأة الحركات الاحتجاجية عام 2004)

* لماذا لا يصدق الناس مباركفي موضوع التوريث؟ - ثلاث ضمانات رئيسية حتى يمكن إغلاق هذا الملف الأسود. (إعفاء جمال مبارك من مسئولية لجنة السياسات بالحزب الوطني. - تعيين نائب لرئيس الجمهورية من غير أفراد الأسرة الحاكمة - أن يعلن صراحة أنه سيعتزل السياسة بعد هذه الدورة التي تنتهي في أكتوبر 2005)، وأن يفتح باب الترشيح مبكرًا بين أكثر من مرشح للانتخاب الحر المباشر على موقع رئاسة الجمهورية. - أن يعلن اعتزال أسرته (وعلى رأسهم "السيدة سوزان ثابت، وعلاء وجمال") العمل العام من الآن.- 9 يناير 2004 ( تم هذا قبل تعديل المادة 76 بجعل منصب رئيس الجمهورية بالانتخاب بديلا عن الاستفتاء بعام وأربعة شهور وقبل أحد عشر شهرا من تظاهرة كفاية )
* إعفاء مبارك من منصبهأصبح واجبًا وطنيًّا ودستوريًّا - 4 مواد بالدستور تنظم وتحتم تعيين نائب للرئيس. - ترك البلاد في حالة فراغ دستوري يعكس انعدام الإحساس بالمسئولية تجاه مصر وشعبها. - إدخال البلاد في حالة من الارتباك لإحياء فكرة توريث الحكم، ولن تسمح الأمة بهذا العبث. - سينتهي حكم مبارك وستعود مصر سيرتها الأولى زعيمة العروبة ومنارة الإسلام.- 25 فبراير 2004
*****
ولنراجع بعض بيانات حزب العمل خلال الفترة من 2001 وحتى 2006 والتي عاصرت انتفاضة الأقصى المباركة أكتوبر 2000 - العدوان الأمريكي على العراق - انتخابات الرئاسة 2005 - انتفاضة القضاة 2006 وشغل مجدي حسين في هذا التوقيت موقع أمين عام الحزب ورئيس تحرير جريدة الشعب الالكترونية
* نداء .من اجل إعداد مصر لمواجهة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية - مقاومة ودحر الحملة الصليبيةواجب شرعي وقومي ووطني - 15 أكتوبر 2001
* انكسرت موجة الهجوم الأمريكي الصهيونيلكن لنحذر المؤامرات - هجوم القوى المجاهدة يحقق الانتصارات والحكومات مطالبة بتوحيد مواقفها - 15 فبراير 2002
* بيان إلى الأمة - العمليات الاستشهادية أعلى مراتب الجهاد - 5 يوليو 2002
* إقالة والى ومحاكمته ومواجهة المخططات الأمريكية –الصهيونية لتقسيم السودان ..وإبادة شعب العراق..وتهجير الشعب الفلسطيني قضايا لم تعد تحتمل الصمت ..أو التأجيل..أو المماطلة..ومصداقية النظام على المحك! - 8 سبتمبر 2002
* التاريخ لن يرحم أحدا يصمت أو يضعف في مواجهة العدوانالصهيوني الأمريكي الراهن و القادم ضد العراق و فلسطين - 10 يناير 2003
* التراجع الأمريكي وتعدد الأقطاب في العالم بات حقيقة - 14 مارس 2003
* إلى طلاب مصر .. اخرجوا في مسيرات جماعية وتحركوا لإغلاق سفارة الشيطان الأمريكي - البيان الأول 20 مارس 2003
* اليوم المسيرات من كل المساجد إلى ميدان التحرير - مواصلة حصار سفارة الشيطان الأمريكي بدءا منالساعة الثانية ظهرا - البيان الثاني 20 مارس 2003
* الحكومة المصرية مطالبة بإطلاق الحريات أمام الشعبلمساندة العراق وفلسطين .. واعتقال المصريين تطور خطير - 21 مارس 2003
* نطالب بوقف أي تسهيلات لقوات العدوان وإغلاق قناة السويس أمام سفن العدو وفك الحصار حول العراق فورا وفتح الباب للمتطوعين للذهاب الى العراق وفلسطين-04إبريل 2003
* نطالب بانتخاب رئيس الجمهورية انتخابا حرا مباشرا بين أكثر من مرشح يتنافسون على مرضاة الأمة من خلال برامج انتخابية ملزمة - 29 نوفمبر 2003 ثم كان بيان حزب العمل الذي صدر خلال تلك الفترة رافضا لرئاسة مبارك وكان بذلك حزب العمل أول حزب يدعو لإنهاء حكم مبارك – وفرق كبير بين رفض التمديد والمطالبة بإنهاء حكمه - وكذلك فإن معظم ما جاء في هذا البيان أصبح برنامجًا للهبة الشعبية التي بدأت في 12/12/2004، تحت شعار "لا للتمديد... لا للتوريث". والذي نص على ما يلي:
1. رحيل مبارك والأسرة الحاكمة من الحكم.
2. دورتان بحد أقصى لأي رئيس جمهورية.
3. إلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن كافة المعتقلين.
4. إلغاء التعديل المزور للمادة 76 من الدستور، وإعادة صياغتها بما يسمح لكافة القوى السياسية بالترشيح للرئاسة.
5. إقرار قانون السلطة القضائية، والإشراف القضائي الكامل على الانتخابات.
6. إطلاق حرية تشكيل الأحزاب وإصدار الصحف.

* غابت الدولة وملأ فراغها إما فاسد أو عاجز أو مغتصب للسلطة - 30 إبريل 2006
* ارفعوا أيديكم عن القضاة - حرية الشعب رهن باستقلال القضاء - 17 نوفمبر 2006
* أكذوبة العهد الذي لم يقصف فيه قلم - استمرار إغلاق جريدة الشعب وقصف مائة قلم لست سنوات - نموذج صارخ للعدوان على القضاء والحريات - 25 فبراير 2006
*****
ولم يقتصر نشاط حزب العمل وكوادره بقيادة مجدي حسين على النقاش وإصدار البيانات بل نزلوا بها إلى الشارع والمقار والمساجد وشهد الجامع الأزهر مؤتمرا أسبوعيا لقيادات الحزب - طوال ست سنوات من أول إبريل 2002 تاريخ الاجتياح الصهيوني للأراضي الفلسطينية وحتى مايو 2008 بعد صدور قانون خاص من مجلس الشعب المزور بمنع التظاهر في دور العبادة - يشد على يد الأمة ويحذر من الأخطار التي تتهددها ومن السكوت على الاستبداد والفساد وشهد بهذه المؤتمرات العدو قبل الصديق
وعلى صعيد مقاومة حكم الاستبداد والطغيان قام الحزب بجمع توقيعات جماهيرية مطالبة بإنهاء حكم مبارك، تجاوزت الخمسين ألف توقيع، وكان يتم تظاهرات أمام مجلس الشعب برفض حكم مبارك تحت شعار "لا لمبارك" وتسليم التوقيعات دوريًّا لمجلس الشعب في الفترة من يوليو 2003 وحتى يوليو 2004 حين قامت الشرطة بمحاصرة المجلس ومنعتنا من تسليم المزيد من التوقيعات.
وأشير هنا إلى حوار سجله الابن العزيز شوقي رجب دار بينه وبين أحد شباب حركةكفاية في إحدى التظاهرات عندما سأله شوقي: هل تذكر أول مره سمعت فيها هتافا ضد مباركفأومأ برأسه مؤكدا ( نعم أذكر - إن أول هتاف سمعته بسقوط مبارك كان منأعضاء حزب العمل أثناء استجواب مجدي حسين في البلاغ المقدم ضده من يوسف والى (فسأله شوقي: هل تذكر ما قلته وقتها فقال (نعم أتذكر كنت أعجب كيف تملكون هذه الجرأة فيالهتاف بسقوط مبارك).. كما أذكر هنا آخر حكم في قضايا حزب العمل ضد تجميد نشاطه وعقب صدور الحكم من المحكمة الإدارية العليا بتحويل قضايا الحزب إلى - ثلاجة - المحكمة الدستورية فانتفض أعضاء وقيادات الحزب هاتفين بسقوط مبارك وعائلته ونظامه في طرقات وبهو المحكمة الإدارية العليا. لقد شهد مقر حزب العمل بالسيدة زينبفي المؤتمر الصحفي الذي عقد في مايو 2000 أول هتاف بسقوط مبارك
كما دعونا في وقت مبكر - في بدايات 2004 - لإقامة جبهة وطنية عريضة تضم كافة القوى الوطنية والإسلامية ( الجبهة الوطنية للتغير )، ودعونا لانتزاع حق تأسيس المنظمات السياسية والجماهيرية دون إذن السلطات، وعلى هذا الصعيد حدثت تطورات بالغة الأهمية من أواخر 2004 حتى وحتى ثورة 25 يناير 2011
وكنا ندرك بطبيعة الحال أن إقالة مبارك لن تتم بدون حركة شعبية واسعة، ومن خلال التظاهر المتواتر حتى العصيان المدني الشامل، ولا شك أن السنوات السبع السابقة لثورة 25 يناير 2011 كانت حافلة بكافة أشكال التظاهر والاعتصام والإضراب.
*****
إن الجهر بالحق هو السلاح الماضي لأي حركة شعبية ذات رسالة، وقد رأى حزب العمل دومًا وفي مقدمته أمينه العام مجدي أحمد حسين أن يقوم بهذا التكليف الشرعي، الذي لا يستند أبدًا لتوازن القوى المادية مع أهل الباطل؛ فمعسكر الحق من المفترض أن يصدع بما يؤمر من الله عز وجل، بغض النظر عن حالة القوة والضعف من الناحية المادية.
وهكذا فإن الثغرة الأولى التي فُتحت في جدار الاستبداد، سرعان ما تدفقت منها مياه كثيرة، وتحولت إلى نهر جارف يهدد حصون الطغيان.
هذا هو حزب العمل وهذا هو مجدي أحمد حسين وهذا بعض من تاريخ نضاله - ويبقى الكثير من معاركه التي خاضها ولم نعرض لها - فهل يكون جزاؤه بعد ثورة شعب مصر المباركة التي شارك في تمهيد الأرض لها وبذر بذرتها جزاء سنمار؟!!!
والحمد لله رب العالمين

“مجدى حسين” يصدق فعله قوله إستقلال في مواجهة التبعية (1)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.