وزير الشؤون النيابية عن الإيجار القديم: سيتم رفع الأجرة السكنية إلى 1000 جنيه حد أدنى في المدن و500 جنيه بالقرى    أسعار الذهب اليوم في السعوديه وعيار 21 الآن في بداية تعاملات الأربعاء 21 مايو 2025    اليوم.. فتح باب حجز شقق سكن لكل المصريين 7 (تفاصيل)    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الأربعاء 21 مايو 2025    اللجنة العربية الإسلامية: نرحب ببيان بريطانيا وفرنسا وكندا لوقف حرب غزة ورفع الحصار    غزة: 326 وفاة بسبب سوء التغذية ونقص الدواء وأكثر من 300 حالة إجهاض خلال 80 يومًا من الحصار    الدفاع الروسية: إسقاط 15 طائرة مسيرة أوكرانية    ترحيل مهاجرين من أمريكا إلى جنوب السودان    الاتفاق تم.. آخر تطورات مفاوضات تجديد عقد عبد الله السعيد مع الزمالك    عاجل.. روجيرو ميكالي: أرحب بتدريب الزمالك ولكن    توقيع عقد تعاون جديد لشركة الأهلي لكرة القدم تحت سفح الأهرامات    غرق طفل أثناء الاستحمام بترعة نجع حمادي في المراغة    امتحانات الثانوية العامة السابقة pdf.. امتحان الكيمياء 2023 للصف الثالث الثانوي علمي علوم (أسئلة وأجوبة)    «الطقس × أسبوع».. اضطراب الملاحة البحرية وريال نشطة والأرصاد تعلن موعد ارتفاع الحرارة    تجديد حبس المتهم بقتل طفل بكرداسة    مشاجرة وإطلاق نار في جرجا بسبب حادث تصادم بين سيارة ودراجة نارية    البرج الفلكي ل نوال الدجوي.. 7 صفات للنجاح وتكوين الثروة    عائلة عبدالحليم حافظ تكشف عن تسجيلات نادرة وتحضّر لبرنامج درامي عن حياته    توقعاتك عن الآخرين غير واقعية.. حظ برج الحمل اليوم 21 مايو    موسى يتصدر تريند أنغامي بأغنيته الجديدة «عكينا»    الجمعة 6 يونيو أول أيام العيد فلكيًا.. والإجازة تمتد حتى الاثنين    إرهاق مزمن وجوع مستمر.. علامات مقاومة الأنسولين عند النساء    بمكونات سهلة وسريعة.. طريقة عمل الباستا فلورا للشيف نادية السيد    «منصة موحدة وكوتا شبابية».. ندوة حزبية تبحث تمكين الشباب وسط تحديات إقليمية ملتهبة    خبر في الجول - بسبب التمسك ب 40 مليون جنيه.. تعطل مفاوضات الزمالك مع السعيد    نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة    صاروخية مرموش تقود مانشستر سيتي لتخطي بورنموث في الدوري الإنجليزي    ستوري نجوم كرة القدم.. أمير مرتضى منصور يشيد بمصطفى محمد.. وإمام عاشور يقبل شعار الأهلي    أحمد موسى يكشف دور روبرت فورد في تولي أحمد الشرع حكم سوريا    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    حدث بالفن | حفل زفاف مسلم وحقيقة ارتداء صوفينار الحجاب وانفصال فنان عن زوجته    رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: ما تفعله إسرائيل في غزة يقترب من جريمة حرب    نائبة تطالب بتوصيل الغاز الطبيعي لمنطقة «بحري البلد» بأسيوط    عضو مجلس يتقدم بطلب لتفعيل مكتب الاتصال الخدمي بنقابة الصحفيين (تفاصيل)    «حصريات المصري».. شكوى جوميز ضد الزمالك ورد بيراميدز على ثروت سويلم    أحمد يعقوب يوضح سر انخفاض الدولار لأقل من 50 جنيهًا.. فيديو    المجلس الوطنى الفلسطينى يرحب بإعلان بريطانيا فرض عقوبات على مستوطنين    من هي السعودية ريم الحبيب صاحبة فيديو مواصفات الرجل المناسب للزواج؟    طارق فهمى: الزخم الأوروبي والأمريكي خطوة أولى لنزع شرعية إسرائيل فى المحافل الدولية    لميس الحديدى عن أزمة بوسى شلبى وأبناء محمود عبد العزيز: الزواج بالأصل إشهار    أخبار × 24 ساعة.. المالية تحدد موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 للعاملين بالدولة    الأمين العام للناتو يبحث مع وزير دفاع لاتفيا التحضيرات لقمة الحلف في لاهاي    عودة عامر حسين لإدارة لجنة المسابقات؟ رابطة الأندية ترد    يبدأ غدًا.. «متحدث الإسكان» يكشف تفاصيل الطرح الجديد    المدرسة الرسمية الدولية بكفر الشيخ تحتفل بتخريج الدفعة الرابعة    فيديو- أمين الفتوى: قوامة الرجل مرتبطة بالمسؤولية المالية حتى لو كانت الزوجة أغنى منه    هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل؟.. أمين الفتوى يُجيب    تعرف علي موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    وفد صيني يزور مستشفى قصر العيني للتعاون في مشروعات طبية.. صور    الخطيب يقود حملة لإزالة التعديات على أملاك الدولة بالقليوبية    وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة للمنطقة الغربية    وزير الصحة: ملتزمون بتعزيز التصنيع المحلي للمنتجات الصحية من أجل مستقبل أفضل    بروتوكول تعاون بين جامعة جنوب الوادي وهيئة تنمية الصعيد    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    خالد عبدالغفار يبحث تعزيز التعاون مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا    «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يوضح مواصفات الحجر الأسود؟    «زهور نسجية».. معرض فني بكلية التربية النوعية بجامعة أسيوط    جامعة حلوان تنظم ندوة التداخل البيني لمواجهة تحديات الحياة الأسرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توثيقا للتاريخ قبل تزييفه.. حزب الاستقلال (العمل سابقا) وإرهاصات الثورة (2/4)
نشر في الشعب يوم 10 - 02 - 2016

كتبت هذه المقالة في يناير 2013 ونحن نعيد نشرها تضامنا مع د. مجدي قرقر الأمين العام لحزب الاستقلال والمغيب حاليا وراء أسوار السجن بدون تهم واضحة وحقيقية
تعرضنا فى مقالنا السابق إلى إرهاصات ثورة 25 يناير المباركة وأشرنا إلى إن هذه الثورة كانت امتدادا لنضال سنوات طويلة تزيد على الثلاثة عقود، توجت بنضال شامل ومتواصل فى السنوات السبع الأخيرة بعد سقوط مبارك أثناء إلقاء خطاب العرش أمام مجلسى الشعب والشورى فى نوفمبر 2003.
وأشرنا إلى الوثيقة التى حررها المجاهد مجدى أحمد حسين عام 2002 والمغفور له بإذنه الأستاذ الدكتور صلاح صادق -محامى الشعب والفقراء- والتى تطالب برحيل مبارك، وتشكيل "الجبهة الوطنية للتغيير" مع بدايات 2004 مع الكثير من القوى الوطنية ثم المشاركة فى تأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) ثم انتفاضة القضاة 2006 عقب تزوير انتخابات 2005 وانتفاضة إبريل 2008 وفى القلب منها انتفاضة عمال المحلة الكبرى ثم الحركات الاحتجاجية التى اجتاحت ربوع مصر ولم تهدأ إلا بانخراطها فى ثورة 25 يناير 2011.
وأشرنا إلى معارك جريدة الشعب منذ عام 1981 والتى خاضتها ضد التبعية والاستبداد والفساد والظلم الاجتماعى وتضييع الهوية والتى تصاعدت عام 1986 بكتيبتها المجاهدة التى تقدمها الأستاذ عادل حسين -رحمه الله- وكان رأس الحربة رئيس تحريرها - قبل إغلاقها - الأستاذ مجدى أحمد حسين والذى قدم من حياته سنوات وسنوات قضاها فى سجون مبارك.
وعرضنا نماذج لبيانات حزب العمل ومقالات أمينه العام فى الفترة من فبراير 2002 حتى سبتمبر 2003 قبل سقوط مبارك فى مجلس الشعب فى نوفمبر 2003 وقبل أن يبدأ تفكير أى من القوى السياسية فى إقالته أو تنحيته أو حتى عدم التمديد له. ولنتابع كتابات مجدى حسين أمين عام الحزب -وقتها- بعد هذا التاريخ.
Black diamond (cards) لماذا لا يصدق الناس مبارك فى موضوع التوريث؟ - ثلاث ضمانات رئيسية حتى يمكن إغلاق هذا الملف الأسود. (إعفاء جمال مبارك من مسئولية لجنة السياسات بالحزب الوطنى. - تعيين نائب لرئيس الجمهورية من غير أفراد الأسرة الحاكمة - أن يعلن صراحة أنه سيعتزل السياسة بعد هذه الدورة التى تنتهى فى أكتوبر 2005)، وأن يفتح باب الترشيح مبكرًا بين أكثر من مرشح للانتخاب الحر المباشر على موقع رئاسة الجمهورية. - أن يعلن اعتزال أسرته (وعلى رأسهم "السيدة سوزان ثابت، وعلاء وجمال") العمل العام من الآن.- 9 يناير 2004 ( تم هذا قبل تعديل المادة 76 بجعل منصب رئيس الجمهورية بالانتخاب بديلا عن الاستفتاء بستة عشر شهرا وقبل أحد عشر شهرا من تظاهرة كفاية)
Black diamond (cards) إعفاء مبارك من منصبه أصبح واجبًا وطنيًّا ودستوريًّا - 4 مواد بالدستور تنظم وتحتم تعيين نائب للرئيس. - ترك البلاد فى حالة فراغ دستورى يعكس انعدام الإحساس بالمسئولية تجاه مصر وشعبها. - إدخال البلاد فى حالة من الارتباك لإحياء فكرة توريث الحكم، ولن تسمح الأمة بهذا العبث. - سينتهى حكم مبارك وستعود مصر سيرتها الأولى زعيمة العروبة ومنارة الإسلام.- 25 فبراير 2004
ونراجع بعض بيانات حزب العمل خلال الفترة من 2001 وحتى 2006 والتى عاصرت انتفاضة الأقصى المباركة فى أكتوبر 2000 - العدوان الأمريكى على العراق - انتخابات الرئاسة 2005 - انتفاضة القضاة 2006.
¨ نداء.. من أجل إعداد مصر لمواجهة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية - مقاومة ودحر الحملة الصليبية واجب شرعى وقومى ووطنى - 15 أكتوبر 2001
¨ انكسرت موجة الهجوم الأمريكى الصهيوني لكن لنحذر المؤامرات - هجوم القوى المجاهدة يحقق الانتصارات والحكومات مطالبة بتوحيد مواقفها - 15 فبراير 2002
¨ بيان إلى الأمة - العمليات الاستشهادية أعلى مراتب الجهاد - 5 يوليو 2002 - وقّع عليه ما يزيد على الثلاثين من علماء الأمة وتم تلاوته بالجامع الأزهر الشريف فى الجمعة التالية له وتحت حصار الأمن لقيادات الحزب.
¨ إقالة والى ومحاكمته ومواجهة المخططات الأمريكية – الصهيونية لتقسيم السودان، وإبادة شعب العراق، وتهجير الشعب الفلسطينى قضايا لم تعد تحتمل الصمت أو التأجيل أو المماطلة ومصداقية النظام على المحك! - 8 سبتمبر 2002
¨ التاريخ لن يرحم أحدا يصمت أو يضعف فى مواجهة العدوان الصهيونى الأمريكى الراهن والقادم ضد العراق و فلسطين - 10 يناير 2003
¨ التراجع الأمريكى وتعدد الأقطاب فى العالم بات حقيقة - 14 مارس 2003
¨ إلى طلاب مصر.. اخرجوا فى مسيرات جماعية وتحركوا لإغلاق سفارة الشيطان الأمريكى - البيان الأول 20 مارس 2003 - إبان العدوان الأمريكى على العراق.
¨ اليوم المسيرات من كل المساجد إلى ميدان التحرير - مواصلة حصار سفارة الشيطان الأمريكى بدءا من الساعة الثانية ظهرا - البيان الثانى 20 مارس 2003 - احتشد لأول مرة ما يزيد على العشرين ألف مصرى دعما للعراق فى ميدان التحرير وتحركت مسيرة الحزب من الجامع الأزهر الشريف حتى ميدان التحرير فى الوقت الذى رفضت فيه بعض القوى التحرك من الأزهر للميدان.
¨ الحكومة المصرية مطالبة بإطلاق الحريات أمام الشعب لمساندة العراق وفلسطين.. واعتقال المصريين تطور خطير - 21 مارس 2003
¨ نطالب بوقف أى تسهيلات لقوات العدوان وإغلاق قناة السويس أمام سفن العدو وفك الحصار حول العراق فورا وفتح الباب للمتطوعين للذهاب الى العراق وفلسطين- 4 إبريل 2003
¨ نطالب بانتخاب رئيس الجمهورية انتخابا حرا مباشرا بين أكثر من مرشح يتنافسون على مرضاة الأمة من خلال برامج انتخابية ملزمة - 29 نوفمبر 2003 ثم كان بيان حزب العمل الذى صدر خلال تلك الفترة رافضا لرئاسة مبارك وكان بذلك حزب العمل أول حزب يدعو لإنهاء حكم مبارك – وفرق كبير بين رفض التمديد والمطالبة بإنهاء حكمه - وكذلك فإن معظم ما جاء فى هذا البيان أصبح برنامجًا للهبة الشعبية التى بدأت فى 12/12/2004، تحت شعار "لا للتمديد... لا للتوريث". والذى نص على ما يلى:
1. رحيل مبارك والأسرة الحاكمة من الحكم.
2. دورتان بحد أقصى لأى رئيس جمهورية.
3. إلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن كافة المعتقلين.
4. إلغاء التعديل المزور للمادة 76 من الدستور، وإعادة صياغتها بما يسمح لكافة القوى السياسية بالترشيح للرئاسة.
5. إقرار قانون السلطة القضائية، والإشراف القضائى الكامل على الانتخابات.
6. إطلاق حرية تشكيل الأحزاب وإصدار الصحف.
¨ غابت الدولة وملأ فراغها إما فاسد أو عاجز أو مغتصب للسلطة - 30 إبريل 2006
¨ ارفعوا أيديكم عن القضاة - حرية الشعب رهن باستقلال القضاء - 17 نوفمبر 2006
¨ أكذوبة العهد الذى لم يقصف فيه قلم - استمرار إغلاق جريدة الشعب وقصف مائة قلم لست سنوات - نموذج صارخ للعدوان على القضاء والحريات - 25 فبراير 2006
*****
ولم يقتصر نشاط حزب العمل وكوادره على النقاش وإصدار البيانات بل نزلوا بها إلى الشارع والمقار والمساجد، وشهد الجامع الأزهر مؤتمرا أسبوعيا لقيادات الحزب - طوال ست سنوات من أول إبريل 2002 تاريخ الاجتياح الصهيونى للأراضى الفلسطينية وحتى مايو 2008 بعد صدور قانون خاص من مجلس الشعب المزور بمنع التظاهر فى دور العبادة - يشد على يد الأمة ويحذر من الأخطار التى تتهددها ومن السكوت على الاستبداد والفساد وشهد بهذه المؤتمرات العدو قبل الصديق.
وعلى صعيد مقاومة حكم الاستبداد والطغيان قام الحزب بجمع توقيعات جماهيرية مطالبة بإنهاء حكم مبارك، تجاوزت الخمسين ألف توقيع، وكان يتم تظاهرات أمام مجلس الشعب برفض حكم مبارك تحت شعار "لا لمبارك" وتسليم التوقيعات دوريًّا لمجلس الشعب فى الفترة من يوليو 2003 وحتى يوليو 2004 حين قامت الشرطة بمحاصرة المجلس ومنعتنا من تسليم المزيد من التوقيعات.
وأشير هنا إلى حوار سجله أخى العزيز شوقى رجب دار بينه وبين أحد شباب حركة كفاية فى إحدى التظاهرات عندما سأله شوقى: هل تذكر أول مره سمعت فيها هتافا ضد مبارك فأومأ برأسه مؤكدا (نعم أذكر، إن أول هتاف سمعته بسقوط مبارك كان من أعضاء حزب العمل أثناء استجواب مجدى حسين فى البلاغ المقدم ضده من يوسف والى عام 2000 (فسأله شوقى: هل تذكر ما قلته وقتها فقال (نعم أتذكر كنت أعجب كيف تملكون هذه الجرأة فى الهتاف بسقوط مبارك وتذكرت أيضا أول هتاف أسمعه قبل هذا اليوم ينادى بسقوط مبارك؛ كان هذا الهتاف فى المؤتمر الصحفى الذى عقد فى مقر السيدة زينب فى مايو 2000).. ولكننى أضيف هنا أن من أوائل المنادين بسقوط مبارك كان المجاهد الدكتور محمد زارع أمين عام مساعد الحزب وأحد قياداته فى مدينة ميت غمر عام 2002 عقب لقاء حضره الدكتور سعد الدين إبراهيم والمهندس محمد فريد حسنين عندما هتف "يسقط يسقط حسنى مبارك"، كما أذكر هنا آخر حكم فى قضايا حزب العمل ضد تجميد نشاطه وعقب صدور الحكم من المحكمة الإدارية العليا بتحويل قضايا الحزب إلى -ثلاجة- المحكمة الدستورية فانتفض أعضاء وقيادات الحزب هاتفين بسقوط مبارك وعائلته ونظامه فى طرقات وبهو المحكمة الإدارية العليا. وأتذكر هنا بدايات "كفاية" ووقفتها الصامتة الأولى ووضع شعار كفاية على الأفواه، وكسر الأستاذ مجدى حسين لجدار الصمت بالصلاة ثم الدعاء، كما أذكر هنا كيف كان يعاتب المهندس كمال خليل من قيادات كفاية عندما كان يهتف بسقوط مبارك عام 2005.
كما دعونا فى وقت مبكر -فى بدايات 2004- لإقامة جبهة وطنية عريضة تضم كافة القوى الوطنية والإسلامية (الجبهة الوطنية للتغير)، ودعونا لانتزاع حق تأسيس المنظمات السياسية والجماهيرية دون إذن السلطات، وعلى هذا الصعيد حدثت تطورات بالغة الأهمية من أواخر 2004 حتى وحتى ثورة 25 يناير 2011.
وكنا ندرك بطبيعة الحال أن إقالة مبارك لن تتم بدون حركة شعبية واسعة، ومن خلال التظاهر المتواتر حتى العصيان المدنى الشامل، ولا شك أن السنوات السبع السابقة للثورة كانت حافلة بكافة أشكال التظاهر والاعتصام والإضراب، وتبنى الحزب فى نهايتها الدعوة للعصيان المدنى التى أطلقها المستشار طارق البشرى فى إحدى دراساته، فقام حزب العمل بطباعتها وتوزيعها على نطاق واسع وتحويلها إلى برنامج عمل طرحه على القوى الوطنية، وتواصلت كل التحركات بفضل من الله ونعمة حتى تم الخلاص من هذا الحكم الذى انتهى عمره الافتراضى قبل الثورة بسنواته، ف"مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ" كما كان يقول أخى المناضل عبد الحليم قنديل.
*****
إن الجهر بالحق هو السلاح الماضى لأى حركة شعبية ذات رسالة، وقد رأى حزب العمل دومًا أن يقوم بهذا التكليف الشرعي، الذى لا يستند أبدًا لتوازن القوى المادية مع أهل الباطل؛ فمعسكر الحق من المفترض أن يصدع بما يؤمر من الله عز وجل، بغض النظر عن حالة القوة والضعف من الناحية المادية فأعظم الجهاد هو كلمة حق عند سلطان جائر.
لقد كان جزاء حزب العمل بعد ثورة شعب مصر المباركة جزاء سنمار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تولى إدارة شئون البلاد بعد ثورة 25 يناير المباركة، رغم أن حزب العمل شارك فى تمهيد الأرض للثورة وبذر بذرتها، ولكننا قمنا بها ابتغاء وجه الله وخير هذا الوطن.
هذا هو حزب العمل وهذا بعض من تاريخ نضاله، ويبقى الكثير من معاركه التى خاضها ولم نعرض لها، لعل مقال قادم يسمح بذلك.
والحمد لله رب العالمين، وتهنئة لشعب مصر العظيم بثورته المباركة.
*****
تعرضنا فى مقالنا السابق إلى إرهاصات ثورة 25 يناير المباركة وأشرنا إلى إن هذه الثورة كانت امتدادا لنضال سنوات طويلة تزيد على الثلاثة عقود، توجت بنضال شامل ومتواصل فى السنوات السبع الأخيرة بعد سقوط مبارك أثناء إلقاء خطاب العرش أمام مجلسى الشعب والشورى فى نوفمبر 2003.
وأشرنا إلى الوثيقة التى حررها المجاهد مجدى أحمد حسين عام 2002 والمغفور له بإذنه الأستاذ الدكتور صلاح صادق -محامى الشعب والفقراء- والتى تطالب برحيل مبارك، وتشكيل "الجبهة الوطنية للتغيير" مع بدايات 2004 مع الكثير من القوى الوطنية ثم المشاركة فى تأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) ثم انتفاضة القضاة 2006 عقب تزوير انتخابات 2005 وانتفاضة إبريل 2008 وفى القلب منها انتفاضة عمال المحلة الكبرى ثم الحركات الاحتجاجية التى اجتاحت ربوع مصر ولم تهدأ إلا بانخراطها فى ثورة 25 يناير 2011.
وأشرنا إلى معارك جريدة الشعب منذ عام 1981 والتى خاضتها ضد التبعية والاستبداد والفساد والظلم الاجتماعى وتضييع الهوية والتى تصاعدت عام 1986 بكتيبتها المجاهدة التى تقدمها الأستاذ عادل حسين -رحمه الله- وكان رأس الحربة رئيس تحريرها - قبل إغلاقها - الأستاذ مجدى أحمد حسين والذى قدم من حياته سنوات وسنوات قضاها فى سجون مبارك.
وعرضنا نماذج لبيانات حزب العمل ومقالات أمينه العام فى الفترة من فبراير 2002 حتى سبتمبر 2003 قبل سقوط مبارك فى مجلس الشعب فى نوفمبر 2003 وقبل أن يبدأ تفكير أى من القوى السياسية فى إقالته أو تنحيته أو حتى عدم التمديد له. ولنتابع كتابات مجدى حسين أمين عام الحزب -وقتها- بعد هذا التاريخ.
Black diamond (cards) لماذا لا يصدق الناس مبارك فى موضوع التوريث؟ - ثلاث ضمانات رئيسية حتى يمكن إغلاق هذا الملف الأسود. (إعفاء جمال مبارك من مسئولية لجنة السياسات بالحزب الوطنى. - تعيين نائب لرئيس الجمهورية من غير أفراد الأسرة الحاكمة - أن يعلن صراحة أنه سيعتزل السياسة بعد هذه الدورة التى تنتهى فى أكتوبر 2005)، وأن يفتح باب الترشيح مبكرًا بين أكثر من مرشح للانتخاب الحر المباشر على موقع رئاسة الجمهورية. - أن يعلن اعتزال أسرته (وعلى رأسهم "السيدة سوزان ثابت، وعلاء وجمال") العمل العام من الآن.- 9 يناير 2004 ( تم هذا قبل تعديل المادة 76 بجعل منصب رئيس الجمهورية بالانتخاب بديلا عن الاستفتاء بستة عشر شهرا وقبل أحد عشر شهرا من تظاهرة كفاية)
Black diamond (cards) إعفاء مبارك من منصبه أصبح واجبًا وطنيًّا ودستوريًّا - 4 مواد بالدستور تنظم وتحتم تعيين نائب للرئيس. - ترك البلاد فى حالة فراغ دستورى يعكس انعدام الإحساس بالمسئولية تجاه مصر وشعبها. - إدخال البلاد فى حالة من الارتباك لإحياء فكرة توريث الحكم، ولن تسمح الأمة بهذا العبث. - سينتهى حكم مبارك وستعود مصر سيرتها الأولى زعيمة العروبة ومنارة الإسلام.- 25 فبراير 2004
ونراجع بعض بيانات حزب العمل خلال الفترة من 2001 وحتى 2006 والتى عاصرت انتفاضة الأقصى المباركة فى أكتوبر 2000 - العدوان الأمريكى على العراق - انتخابات الرئاسة 2005 - انتفاضة القضاة 2006.
¨ نداء.. من أجل إعداد مصر لمواجهة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية - مقاومة ودحر الحملة الصليبية واجب شرعى وقومى ووطنى - 15 أكتوبر 2001
¨ انكسرت موجة الهجوم الأمريكى الصهيوني لكن لنحذر المؤامرات - هجوم القوى المجاهدة يحقق الانتصارات والحكومات مطالبة بتوحيد مواقفها - 15 فبراير 2002
¨ بيان إلى الأمة - العمليات الاستشهادية أعلى مراتب الجهاد - 5 يوليو 2002 - وقّع عليه ما يزيد على الثلاثين من علماء الأمة وتم تلاوته بالجامع الأزهر الشريف فى الجمعة التالية له وتحت حصار الأمن لقيادات الحزب.
¨ إقالة والى ومحاكمته ومواجهة المخططات الأمريكية – الصهيونية لتقسيم السودان، وإبادة شعب العراق، وتهجير الشعب الفلسطينى قضايا لم تعد تحتمل الصمت أو التأجيل أو المماطلة ومصداقية النظام على المحك! - 8 سبتمبر 2002
¨ التاريخ لن يرحم أحدا يصمت أو يضعف فى مواجهة العدوان الصهيونى الأمريكى الراهن والقادم ضد العراق و فلسطين - 10 يناير 2003
¨ التراجع الأمريكى وتعدد الأقطاب فى العالم بات حقيقة - 14 مارس 2003
¨ إلى طلاب مصر.. اخرجوا فى مسيرات جماعية وتحركوا لإغلاق سفارة الشيطان الأمريكى - البيان الأول 20 مارس 2003 - إبان العدوان الأمريكى على العراق.
¨ اليوم المسيرات من كل المساجد إلى ميدان التحرير - مواصلة حصار سفارة الشيطان الأمريكى بدءا من الساعة الثانية ظهرا - البيان الثانى 20 مارس 2003 - احتشد لأول مرة ما يزيد على العشرين ألف مصرى دعما للعراق فى ميدان التحرير وتحركت مسيرة الحزب من الجامع الأزهر الشريف حتى ميدان التحرير فى الوقت الذى رفضت فيه بعض القوى التحرك من الأزهر للميدان.
¨ الحكومة المصرية مطالبة بإطلاق الحريات أمام الشعب لمساندة العراق وفلسطين.. واعتقال المصريين تطور خطير - 21 مارس 2003
¨ نطالب بوقف أى تسهيلات لقوات العدوان وإغلاق قناة السويس أمام سفن العدو وفك الحصار حول العراق فورا وفتح الباب للمتطوعين للذهاب الى العراق وفلسطين- 4 إبريل 2003
¨ نطالب بانتخاب رئيس الجمهورية انتخابا حرا مباشرا بين أكثر من مرشح يتنافسون على مرضاة الأمة من خلال برامج انتخابية ملزمة - 29 نوفمبر 2003 ثم كان بيان حزب العمل الذى صدر خلال تلك الفترة رافضا لرئاسة مبارك وكان بذلك حزب العمل أول حزب يدعو لإنهاء حكم مبارك – وفرق كبير بين رفض التمديد والمطالبة بإنهاء حكمه - وكذلك فإن معظم ما جاء فى هذا البيان أصبح برنامجًا للهبة الشعبية التى بدأت فى 12/12/2004، تحت شعار "لا للتمديد... لا للتوريث". والذى نص على ما يلى:
1. رحيل مبارك والأسرة الحاكمة من الحكم.
2. دورتان بحد أقصى لأى رئيس جمهورية.
3. إلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن كافة المعتقلين.
4. إلغاء التعديل المزور للمادة 76 من الدستور، وإعادة صياغتها بما يسمح لكافة القوى السياسية بالترشيح للرئاسة.
5. إقرار قانون السلطة القضائية، والإشراف القضائى الكامل على الانتخابات.
6. إطلاق حرية تشكيل الأحزاب وإصدار الصحف.
¨ غابت الدولة وملأ فراغها إما فاسد أو عاجز أو مغتصب للسلطة - 30 إبريل 2006
¨ ارفعوا أيديكم عن القضاة - حرية الشعب رهن باستقلال القضاء - 17 نوفمبر 2006
¨ أكذوبة العهد الذى لم يقصف فيه قلم - استمرار إغلاق جريدة الشعب وقصف مائة قلم لست سنوات - نموذج صارخ للعدوان على القضاء والحريات - 25 فبراير 2006
*****
ولم يقتصر نشاط حزب العمل وكوادره على النقاش وإصدار البيانات بل نزلوا بها إلى الشارع والمقار والمساجد، وشهد الجامع الأزهر مؤتمرا أسبوعيا لقيادات الحزب - طوال ست سنوات من أول إبريل 2002 تاريخ الاجتياح الصهيونى للأراضى الفلسطينية وحتى مايو 2008 بعد صدور قانون خاص من مجلس الشعب المزور بمنع التظاهر فى دور العبادة - يشد على يد الأمة ويحذر من الأخطار التى تتهددها ومن السكوت على الاستبداد والفساد وشهد بهذه المؤتمرات العدو قبل الصديق.
وعلى صعيد مقاومة حكم الاستبداد والطغيان قام الحزب بجمع توقيعات جماهيرية مطالبة بإنهاء حكم مبارك، تجاوزت الخمسين ألف توقيع، وكان يتم تظاهرات أمام مجلس الشعب برفض حكم مبارك تحت شعار "لا لمبارك" وتسليم التوقيعات دوريًّا لمجلس الشعب فى الفترة من يوليو 2003 وحتى يوليو 2004 حين قامت الشرطة بمحاصرة المجلس ومنعتنا من تسليم المزيد من التوقيعات.
وأشير هنا إلى حوار سجله أخى العزيز شوقى رجب دار بينه وبين أحد شباب حركة كفاية فى إحدى التظاهرات عندما سأله شوقى: هل تذكر أول مره سمعت فيها هتافا ضد مبارك فأومأ برأسه مؤكدا (نعم أذكر، إن أول هتاف سمعته بسقوط مبارك كان من أعضاء حزب العمل أثناء استجواب مجدى حسين فى البلاغ المقدم ضده من يوسف والى عام 2000 (فسأله شوقى: هل تذكر ما قلته وقتها فقال (نعم أتذكر كنت أعجب كيف تملكون هذه الجرأة فى الهتاف بسقوط مبارك وتذكرت أيضا أول هتاف أسمعه قبل هذا اليوم ينادى بسقوط مبارك؛ كان هذا الهتاف فى المؤتمر الصحفى الذى عقد فى مقر السيدة زينب فى مايو 2000).. ولكننى أضيف هنا أن من أوائل المنادين بسقوط مبارك كان المجاهد الدكتور محمد زارع أمين عام مساعد الحزب وأحد قياداته فى مدينة ميت غمر عام 2002 عقب لقاء حضره الدكتور سعد الدين إبراهيم والمهندس محمد فريد حسنين عندما هتف "يسقط يسقط حسنى مبارك"، كما أذكر هنا آخر حكم فى قضايا حزب العمل ضد تجميد نشاطه وعقب صدور الحكم من المحكمة الإدارية العليا بتحويل قضايا الحزب إلى -ثلاجة- المحكمة الدستورية فانتفض أعضاء وقيادات الحزب هاتفين بسقوط مبارك وعائلته ونظامه فى طرقات وبهو المحكمة الإدارية العليا. وأتذكر هنا بدايات "كفاية" ووقفتها الصامتة الأولى ووضع شعار كفاية على الأفواه، وكسر الأستاذ مجدى حسين لجدار الصمت بالصلاة ثم الدعاء، كما أذكر هنا كيف كان يعاتب المهندس كمال خليل من قيادات كفاية عندما كان يهتف بسقوط مبارك عام 2005.
كما دعونا فى وقت مبكر -فى بدايات 2004- لإقامة جبهة وطنية عريضة تضم كافة القوى الوطنية والإسلامية (الجبهة الوطنية للتغير)، ودعونا لانتزاع حق تأسيس المنظمات السياسية والجماهيرية دون إذن السلطات، وعلى هذا الصعيد حدثت تطورات بالغة الأهمية من أواخر 2004 حتى وحتى ثورة 25 يناير 2011.
وكنا ندرك بطبيعة الحال أن إقالة مبارك لن تتم بدون حركة شعبية واسعة، ومن خلال التظاهر المتواتر حتى العصيان المدنى الشامل، ولا شك أن السنوات السبع السابقة للثورة كانت حافلة بكافة أشكال التظاهر والاعتصام والإضراب، وتبنى الحزب فى نهايتها الدعوة للعصيان المدنى التى أطلقها المستشار طارق البشرى فى إحدى دراساته، فقام حزب العمل بطباعتها وتوزيعها على نطاق واسع وتحويلها إلى برنامج عمل طرحه على القوى الوطنية، وتواصلت كل التحركات بفضل من الله ونعمة حتى تم الخلاص من هذا الحكم الذى انتهى عمره الافتراضى قبل الثورة بسنواته، ف"مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ" كما كان يقول أخى المناضل عبد الحليم قنديل.
*****
إن الجهر بالحق هو السلاح الماضى لأى حركة شعبية ذات رسالة، وقد رأى حزب العمل دومًا أن يقوم بهذا التكليف الشرعي، الذى لا يستند أبدًا لتوازن القوى المادية مع أهل الباطل؛ فمعسكر الحق من المفترض أن يصدع بما يؤمر من الله عز وجل، بغض النظر عن حالة القوة والضعف من الناحية المادية فأعظم الجهاد هو كلمة حق عند سلطان جائر.
لقد كان جزاء حزب العمل بعد ثورة شعب مصر المباركة جزاء سنمار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تولى إدارة شئون البلاد بعد ثورة 25 يناير المباركة، رغم أن حزب العمل شارك فى تمهيد الأرض للثورة وبذر بذرتها، ولكننا قمنا بها ابتغاء وجه الله وخير هذا الوطن.
هذا هو حزب العمل وهذا بعض من تاريخ نضاله، ويبقى الكثير من معاركه التى خاضها ولم نعرض لها، لعل مقال قادم يسمح بذلك.
والحمد لله رب العالمين، وتهنئة لشعب مصر العظيم بثورته المباركة.
*****
تعرضنا فى مقالنا السابق إلى إرهاصات ثورة 25 يناير المباركة وأشرنا إلى إن هذه الثورة كانت امتدادا لنضال سنوات طويلة تزيد على الثلاثة عقود، توجت بنضال شامل ومتواصل فى السنوات السبع الأخيرة بعد سقوط مبارك أثناء إلقاء خطاب العرش أمام مجلسى الشعب والشورى فى نوفمبر 2003.
وأشرنا إلى الوثيقة التى حررها المجاهد مجدى أحمد حسين عام 2002 والمغفور له بإذنه الأستاذ الدكتور صلاح صادق -محامى الشعب والفقراء- والتى تطالب برحيل مبارك، وتشكيل "الجبهة الوطنية للتغيير" مع بدايات 2004 مع الكثير من القوى الوطنية ثم المشاركة فى تأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) ثم انتفاضة القضاة 2006 عقب تزوير انتخابات 2005 وانتفاضة إبريل 2008 وفى القلب منها انتفاضة عمال المحلة الكبرى ثم الحركات الاحتجاجية التى اجتاحت ربوع مصر ولم تهدأ إلا بانخراطها فى ثورة 25 يناير 2011.
وأشرنا إلى معارك جريدة الشعب منذ عام 1981 والتى خاضتها ضد التبعية والاستبداد والفساد والظلم الاجتماعى وتضييع الهوية والتى تصاعدت عام 1986 بكتيبتها المجاهدة التى تقدمها الأستاذ عادل حسين -رحمه الله- وكان رأس الحربة رئيس تحريرها - قبل إغلاقها - الأستاذ مجدى أحمد حسين والذى قدم من حياته سنوات وسنوات قضاها فى سجون مبارك.
وعرضنا نماذج لبيانات حزب العمل ومقالات أمينه العام فى الفترة من فبراير 2002 حتى سبتمبر 2003 قبل سقوط مبارك فى مجلس الشعب فى نوفمبر 2003 وقبل أن يبدأ تفكير أى من القوى السياسية فى إقالته أو تنحيته أو حتى عدم التمديد له. ولنتابع كتابات مجدى حسين أمين عام الحزب -وقتها- بعد هذا التاريخ.
Black diamond (cards) لماذا لا يصدق الناس مبارك فى موضوع التوريث؟ - ثلاث ضمانات رئيسية حتى يمكن إغلاق هذا الملف الأسود. (إعفاء جمال مبارك من مسئولية لجنة السياسات بالحزب الوطنى. - تعيين نائب لرئيس الجمهورية من غير أفراد الأسرة الحاكمة - أن يعلن صراحة أنه سيعتزل السياسة بعد هذه الدورة التى تنتهى فى أكتوبر 2005)، وأن يفتح باب الترشيح مبكرًا بين أكثر من مرشح للانتخاب الحر المباشر على موقع رئاسة الجمهورية. - أن يعلن اعتزال أسرته (وعلى رأسهم "السيدة سوزان ثابت، وعلاء وجمال") العمل العام من الآن.- 9 يناير 2004 ( تم هذا قبل تعديل المادة 76 بجعل منصب رئيس الجمهورية بالانتخاب بديلا عن الاستفتاء بستة عشر شهرا وقبل أحد عشر شهرا من تظاهرة كفاية)
Black diamond (cards) إعفاء مبارك من منصبه أصبح واجبًا وطنيًّا ودستوريًّا - 4 مواد بالدستور تنظم وتحتم تعيين نائب للرئيس. - ترك البلاد فى حالة فراغ دستورى يعكس انعدام الإحساس بالمسئولية تجاه مصر وشعبها. - إدخال البلاد فى حالة من الارتباك لإحياء فكرة توريث الحكم، ولن تسمح الأمة بهذا العبث. - سينتهى حكم مبارك وستعود مصر سيرتها الأولى زعيمة العروبة ومنارة الإسلام.- 25 فبراير 2004
ونراجع بعض بيانات حزب العمل خلال الفترة من 2001 وحتى 2006 والتى عاصرت انتفاضة الأقصى المباركة فى أكتوبر 2000 - العدوان الأمريكى على العراق - انتخابات الرئاسة 2005 - انتفاضة القضاة 2006.
¨ نداء.. من أجل إعداد مصر لمواجهة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية - مقاومة ودحر الحملة الصليبية واجب شرعى وقومى ووطنى - 15 أكتوبر 2001
¨ انكسرت موجة الهجوم الأمريكى الصهيوني لكن لنحذر المؤامرات - هجوم القوى المجاهدة يحقق الانتصارات والحكومات مطالبة بتوحيد مواقفها - 15 فبراير 2002
¨ بيان إلى الأمة - العمليات الاستشهادية أعلى مراتب الجهاد - 5 يوليو 2002 - وقّع عليه ما يزيد على الثلاثين من علماء الأمة وتم تلاوته بالجامع الأزهر الشريف فى الجمعة التالية له وتحت حصار الأمن لقيادات الحزب.
¨ إقالة والى ومحاكمته ومواجهة المخططات الأمريكية – الصهيونية لتقسيم السودان، وإبادة شعب العراق، وتهجير الشعب الفلسطينى قضايا لم تعد تحتمل الصمت أو التأجيل أو المماطلة ومصداقية النظام على المحك! - 8 سبتمبر 2002
¨ التاريخ لن يرحم أحدا يصمت أو يضعف فى مواجهة العدوان الصهيونى الأمريكى الراهن والقادم ضد العراق و فلسطين - 10 يناير 2003
¨ التراجع الأمريكى وتعدد الأقطاب فى العالم بات حقيقة - 14 مارس 2003
¨ إلى طلاب مصر.. اخرجوا فى مسيرات جماعية وتحركوا لإغلاق سفارة الشيطان الأمريكى - البيان الأول 20 مارس 2003 - إبان العدوان الأمريكى على العراق.
¨ اليوم المسيرات من كل المساجد إلى ميدان التحرير - مواصلة حصار سفارة الشيطان الأمريكى بدءا من الساعة الثانية ظهرا - البيان الثانى 20 مارس 2003 - احتشد لأول مرة ما يزيد على العشرين ألف مصرى دعما للعراق فى ميدان التحرير وتحركت مسيرة الحزب من الجامع الأزهر الشريف حتى ميدان التحرير فى الوقت الذى رفضت فيه بعض القوى التحرك من الأزهر للميدان.
¨ الحكومة المصرية مطالبة بإطلاق الحريات أمام الشعب لمساندة العراق وفلسطين.. واعتقال المصريين تطور خطير - 21 مارس 2003
¨ نطالب بوقف أى تسهيلات لقوات العدوان وإغلاق قناة السويس أمام سفن العدو وفك الحصار حول العراق فورا وفتح الباب للمتطوعين للذهاب الى العراق وفلسطين- 4 إبريل 2003
¨ نطالب بانتخاب رئيس الجمهورية انتخابا حرا مباشرا بين أكثر من مرشح يتنافسون على مرضاة الأمة من خلال برامج انتخابية ملزمة - 29 نوفمبر 2003 ثم كان بيان حزب العمل الذى صدر خلال تلك الفترة رافضا لرئاسة مبارك وكان بذلك حزب العمل أول حزب يدعو لإنهاء حكم مبارك – وفرق كبير بين رفض التمديد والمطالبة بإنهاء حكمه - وكذلك فإن معظم ما جاء فى هذا البيان أصبح برنامجًا للهبة الشعبية التى بدأت فى 12/12/2004، تحت شعار "لا للتمديد... لا للتوريث". والذى نص على ما يلى:
1. رحيل مبارك والأسرة الحاكمة من الحكم.
2. دورتان بحد أقصى لأى رئيس جمهورية.
3. إلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن كافة المعتقلين.
4. إلغاء التعديل المزور للمادة 76 من الدستور، وإعادة صياغتها بما يسمح لكافة القوى السياسية بالترشيح للرئاسة.
5. إقرار قانون السلطة القضائية، والإشراف القضائى الكامل على الانتخابات.
6. إطلاق حرية تشكيل الأحزاب وإصدار الصحف.
¨ غابت الدولة وملأ فراغها إما فاسد أو عاجز أو مغتصب للسلطة - 30 إبريل 2006
¨ ارفعوا أيديكم عن القضاة - حرية الشعب رهن باستقلال القضاء - 17 نوفمبر 2006
¨ أكذوبة العهد الذى لم يقصف فيه قلم - استمرار إغلاق جريدة الشعب وقصف مائة قلم لست سنوات - نموذج صارخ للعدوان على القضاء والحريات - 25 فبراير 2006
*****
ولم يقتصر نشاط حزب العمل وكوادره على النقاش وإصدار البيانات بل نزلوا بها إلى الشارع والمقار والمساجد، وشهد الجامع الأزهر مؤتمرا أسبوعيا لقيادات الحزب - طوال ست سنوات من أول إبريل 2002 تاريخ الاجتياح الصهيونى للأراضى الفلسطينية وحتى مايو 2008 بعد صدور قانون خاص من مجلس الشعب المزور بمنع التظاهر فى دور العبادة - يشد على يد الأمة ويحذر من الأخطار التى تتهددها ومن السكوت على الاستبداد والفساد وشهد بهذه المؤتمرات العدو قبل الصديق.
وعلى صعيد مقاومة حكم الاستبداد والطغيان قام الحزب بجمع توقيعات جماهيرية مطالبة بإنهاء حكم مبارك، تجاوزت الخمسين ألف توقيع، وكان يتم تظاهرات أمام مجلس الشعب برفض حكم مبارك تحت شعار "لا لمبارك" وتسليم التوقيعات دوريًّا لمجلس الشعب فى الفترة من يوليو 2003 وحتى يوليو 2004 حين قامت الشرطة بمحاصرة المجلس ومنعتنا من تسليم المزيد من التوقيعات.
وأشير هنا إلى حوار سجله أخى العزيز شوقى رجب دار بينه وبين أحد شباب حركة كفاية فى إحدى التظاهرات عندما سأله شوقى: هل تذكر أول مره سمعت فيها هتافا ضد مبارك فأومأ برأسه مؤكدا (نعم أذكر، إن أول هتاف سمعته بسقوط مبارك كان من أعضاء حزب العمل أثناء استجواب مجدى حسين فى البلاغ المقدم ضده من يوسف والى عام 2000 (فسأله شوقى: هل تذكر ما قلته وقتها فقال (نعم أتذكر كنت أعجب كيف تملكون هذه الجرأة فى الهتاف بسقوط مبارك وتذكرت أيضا أول هتاف أسمعه قبل هذا اليوم ينادى بسقوط مبارك؛ كان هذا الهتاف فى المؤتمر الصحفى الذى عقد فى مقر السيدة زينب فى مايو 2000).. ولكننى أضيف هنا أن من أوائل المنادين بسقوط مبارك كان المجاهد الدكتور محمد زارع أمين عام مساعد الحزب وأحد قياداته فى مدينة ميت غمر عام 2002 عقب لقاء حضره الدكتور سعد الدين إبراهيم والمهندس محمد فريد حسنين عندما هتف "يسقط يسقط حسنى مبارك"، كما أذكر هنا آخر حكم فى قضايا حزب العمل ضد تجميد نشاطه وعقب صدور الحكم من المحكمة الإدارية العليا بتحويل قضايا الحزب إلى -ثلاجة- المحكمة الدستورية فانتفض أعضاء وقيادات الحزب هاتفين بسقوط مبارك وعائلته ونظامه فى طرقات وبهو المحكمة الإدارية العليا. وأتذكر هنا بدايات "كفاية" ووقفتها الصامتة الأولى ووضع شعار كفاية على الأفواه، وكسر الأستاذ مجدى حسين لجدار الصمت بالصلاة ثم الدعاء، كما أذكر هنا كيف كان يعاتب المهندس كمال خليل من قيادات كفاية عندما كان يهتف بسقوط مبارك عام 2005.
كما دعونا فى وقت مبكر -فى بدايات 2004- لإقامة جبهة وطنية عريضة تضم كافة القوى الوطنية والإسلامية (الجبهة الوطنية للتغير)، ودعونا لانتزاع حق تأسيس المنظمات السياسية والجماهيرية دون إذن السلطات، وعلى هذا الصعيد حدثت تطورات بالغة الأهمية من أواخر 2004 حتى وحتى ثورة 25 يناير 2011.
وكنا ندرك بطبيعة الحال أن إقالة مبارك لن تتم بدون حركة شعبية واسعة، ومن خلال التظاهر المتواتر حتى العصيان المدنى الشامل، ولا شك أن السنوات السبع السابقة للثورة كانت حافلة بكافة أشكال التظاهر والاعتصام والإضراب، وتبنى الحزب فى نهايتها الدعوة للعصيان المدنى التى أطلقها المستشار طارق البشرى فى إحدى دراساته، فقام حزب العمل بطباعتها وتوزيعها على نطاق واسع وتحويلها إلى برنامج عمل طرحه على القوى الوطنية، وتواصلت كل التحركات بفضل من الله ونعمة حتى تم الخلاص من هذا الحكم الذى انتهى عمره الافتراضى قبل الثورة بسنواته، ف"مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ" كما كان يقول أخى المناضل عبد الحليم قنديل.
*****
إن الجهر بالحق هو السلاح الماضى لأى حركة شعبية ذات رسالة، وقد رأى حزب العمل دومًا أن يقوم بهذا التكليف الشرعي، الذى لا يستند أبدًا لتوازن القوى المادية مع أهل الباطل؛ فمعسكر الحق من المفترض أن يصدع بما يؤمر من الله عز وجل، بغض النظر عن حالة القوة والضعف من الناحية المادية فأعظم الجهاد هو كلمة حق عند سلطان جائر.
لقد كان جزاء حزب العمل بعد ثورة شعب مصر المباركة جزاء سنمار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تولى إدارة شئون البلاد بعد ثورة 25 يناير المباركة، رغم أن حزب العمل شارك فى تمهيد الأرض للثورة وبذر بذرتها، ولكننا قمنا بها ابتغاء وجه الله وخير هذا الوطن.
هذا هو حزب العمل وهذا بعض من تاريخ نضاله، ويبقى الكثير من معاركه التى خاضها ولم نعرض لها، لعل مقال قادم يسمح بذلك.
والحمد لله رب العالمين، وتهنئة لشعب مصر العظيم بثورته المباركة.
*****
توثيقا للتاريخ قبل تزييفه.. حزب الاستقلال (العمل سابقا) وإرهاصات الثورة (1/4)
تحتفل مصر بالذكرى الثانية لثورة شعبها المجيدة، ثورة 25 يناير 2011، ولقد ترددت كثيرا فى كتابة هذا المقال لسببين، أولهما أننى أنأى بنفسى وبحزبى عن الدخول فى جدل حول ثورة 25 يناير وفى نسبتها لأنها ملك لكل شعب مصر بذر بذرتها الشيوخ وزرعها الأبناء ورعاها الشعب وشارك الجميع فى الحصاد والاحتفال. لقد كان الشباب شرارة الثورة، فاستشهد منهم من استشهد، وجرح من جرح. فى يوم 25 يناير. بدأ الشباب تظاهراتهم بالمئات وإذا بهم ينتهون فى ميدان التحرير بعشرات ثم مئات الآلاف والملايين.
والسبب الثانى فى ترددى أن مصر لم تعد بحاجة إلى الكتابة بقدر حاجتها إلى العمل، حاجتها إلى العمل أكثر من حاجتها إلى القلم، فما بالنا إذا كانت الكتابة عن أحداث شاهدناها أو شاركنا فى صناعتها والكتابة عنها قد تحتمل شبهة الذاتية أو الحزبية أو عدم الموضوعية، كما أنه من الأفضل أن ننتظر حتى تؤتى الثورة ثمارها كاملة غير منقوصة، ولكن ما العمل إذا كان بعض الكتّاب قد كتبوا وأسقطوا وقائع مهمة تجعل تاريخ الحركة الوطنية مبتورا دونها؟ ما العمل إذا كان بعض الشباب قد ظن أنه صانع الثورة ومفجرها وصاحب الحق الوحيد فى حصاد ثمارها بعد أن أسقط عقودا طويلة من النضال؟
إن دور من شهد الأحداث أن يرويها بأمانة ودون نقصان ثم يتركها للمؤرخين لروايتها وتحليلها، ولكن ما كتب طوال الفترة الماضية لم يراعِ كل هذه الاعتبارات.
إن هذه الثورة لم تهبط بالبراشوت ولكنها امتداد لنضال سنوات طويلة تزيد على الثلاثة عقود، توجت بنضال شامل ومتواصل فى السنوات السبع الأخيرة بعد سقوط مبارك فى أثناء إلقاء خطاب العرش أمام مجلسى الشعب والشورى فى نوفمبر 2003.
حرر المجاهد مجدى أحمد حسين عام 2002 وثيقة تطالب برحيل مبارك، وكان هو والمغفور له بإذنه الأستاذ الدكتور صلاح صادق -محامى الشعب والفقراء- أول الموقعين عليها، ثم بدأ حزب العمل فى تشكيل "الجبهة الوطنية للتغيير" مع بدايات 2004 والتى اتخذت من مكتب الدكتور صلاح صادق -رحمه الله- مقرا لها، ثم جمّد الحزب الجبهة التى أسسها ليشارك كل القوى الوطنية فى تأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) ثم انتفاضة القضاة 2006 عقب تزوير انتخابات 2005 وانتفاضة إبريل 2008 وفى القلب منها انتفاضة عمال المحلة الكبرى ثم الحركات الاحتجاجية التى اجتاحت ربوع مصر ولم تهدأ إلا بانخراطها فى ثورة 25 يناير 2011.
إن إرهاصات هذه الثورة بدأتها جريدة الشعب التى نشرف بالكتابة بها مجددا بعد عودتها فى ثياب الثورة والتى أغلقها الرئيس البائد طوال السنوات الإحدى عشرة السابقة لثورة 25 يناير المباركة.
جريدة الشعب خاضت معاركها ضد التبعية والاستبداد والفساد والظلم الاجتماعى وتضييع الهوية بكتيبتها المجاهدة التى تقدمها الأستاذ عادل حسين -رحمه الله- وكان رأس الحربة رئيس تحريرها -قبل إغلاقها- الأستاذ مجدى أحمد حسين والذى قدم من حياته سنوات وسنوات قضاها فى سجون مبارك.
ونستدل هنا ببيانات حزب العمل وكتابات قياداته وكتاب جريدته "الشعب" قبل وبعد تجميد نشاطه وإغلاق جريدته بقرارات إدارية باطلة من نظام مبارك منذ مايو 2000، سأستدل بها لأنها تحت يدى، ولا يعنى هذا إنكار دور القوى السياسية الأخرى عظم دورها أم صغر، خاصة وأنهم أقدر منى على تأريخ دورهم الذى مهد للثورة.
1 – فى مارس 1981 كتب الأستاذ الدكتور محمد حلمى مراد -أمين عام حزب العمل- مقاله المشتهر "الوضع الدستورى لحرم السيد رئيس الجمهورية" والذى قال المراقبون بشأنه: "إن هذا المقال كان من أهم أسباب دفع اسم الدكتور حلمى مراد إلى مقدمة قائمة المعتقلين عام 1981" فكان أول مقال ضد التوريث.
2 - فى يناير 1983 أصدر الأستاذ الدكتور محمد حلمى مراد -أمين عام حزب العمل- كتابه "التغيير أو الضياع" ولنلاحظ هنا استخدام مصطلح التغيير وليس الإصلاح، بما يعنى أن نظام مبارك يستوجب الإزالة والتغيير ولا يصلح معه تنكيس أو إصلاح.
3 – فى ديسمبر 1989 كتب الأستاذ عادل حسين -رئيس تحرير جريدة الشعب- مقاله المشتهر "التغيير أو شاوسيسكو" عقب محاكمة الرئيس الرومانى نيقولاى شاوسيسكو وزوجته إيلينا، وإعدامهما فى نفس اليوم 25 ديسمبر 1989، ومصادرة أملاكهما.
4 – فى سبتمبر 1993 صدر كتاب "لماذا نقول لا فى استفتاء الرئاسة القادم" للأستاذ الدكتور محمد حلمى مراد -نائب رئيس حزب العمل، والأستاذ عادل حسين -أمين عام حزب العمل، وهو تجميع لمقالاتهما بجريدة الشعب فى الفترة من مايو وحتى سبتمبر 1993 وقد صدّرا الكتاب ببيان اللجنة العليا للحزب فى 16 يوليو 1993 برفض اختيار محمد حسنى مبارك لفترة رئاسة ثالثة، وبطلان ترشيح مجلس الشعب القائم وقتها له، حيث حكمت محكمة النقض وقتها بعدم صحة انتخاب أكثر من سبعين من أعضائه، وكان جزاء الدكتور حلمى مراد والأستاذ عادل حسين الحجز فى قسم مصر الجديدة، ومعهما الصحفيان على القماش وصلاح بديوى ولم يمنع الزبانية عمرهما الكبير أو مكانتهما العالية وتركاهما ينامان على "البورش" ليلتين أو أكثر.
ومن بين عناوين المقالات التى تضمنها الكتاب "ترشيح مبارك للرئاسة معيب وينبغى تصحيحه، حقائق التبعية السياسية والاقتصادية التى ينفيها مبارك، زاد الفساد والفقر فى عهدك يا مبارك وهذا وقت الرفض والمقاومة، نحن مثل آخر أيام السادات، الكل ضد الرئيس، ليكن سبتمبر شهر التحرك العام لفرض إرادة الأمة عبر استفتاء حر".
وعلى الرغم من أن حزب العمل عانى من جريمة التجميد غير المشروع منذ مايو 2000، وإيقاف صحيفته المطبوعة "الشعب" التى كانت -إلى حد كبير- لسان حال الشعب المصرى، ورغم ما تعرض له العشرات من أنصاره وشبابه وأعضائه من مطاردات واعتقالات ومحاكمات وتحقيقات فى قضايا لم تتوقف أبدًا، ورغم كل ذلك رأى الحزب أن يواصل مسيرته، وأن ينحاز للحق مهما كلفه ذلك من عنت وويل وثبور.
وكان حزب العمل –كعادته– كتيبة متقدمة للجيش الشعبى، وكان أول من فتح ثغرة فى جدار الخوف من نظام اعتاد أن يستخدم العصا الغليظة لإسكات معارضيه، من سجون ومعتقلات، وحالة طوارئ مستديمة، وإغلاق للصحف والأحزاب والنقابات، وتزوير الانتخابات، والاعتداء على استقلال القضاء.
فى كتاب الأستاذ مجدى أحمد حسين أمين عام حزب العمل وقتها بعنوان "لا" -والذى جمعه بناء على طلب منّى– والذى صدر مع بدايات 2005 وأعيد إصداره بعد الثورة وضمنه مقالاته الافتتاحية بجريدة "الشعب" الإلكترونية فى الفترة الواقعة بين 22/2/2002 إلى 25 /2/2004 – أى خلال عامين وقبل تأسيس حركة كفاية، ومن بين ما كتبه أخى الأستاذ مجدى أحمد حسين ما يلى:
♦ الوضع الدستورى لحرم السيد رئيس الجمهورية (ضد التوريث) 22 فبراير 2002
♦ الرسالة الثانية إلى الرئيس مبارك: (موقفكم لا يليق بمكانة مصر.. ولا يلتزم بتعاليم القرآن.. ولا بالدستور المصرى - إما الالتزام بالموقف الشعبى أو الاستقالة) – (مطالبة بالاستقالة قبل إنهاء فترة الرئاسة الخامسة) 12 فبراير 2002
♦ لا تنسوا أصل المعركة: استئصال شأفة النفوذ الصهيونى الأمريكى من على أرض مصر. – 19 إبريل 2002
♦ مبارك يتحدى الأمة، ويؤكد خيار السلام الإستراتيجى مع الأعداء – 26 إبريل 2002
♦ نشر فكرة العجز أمام أمريكا شرك بالله، ولا بد من طرد عبيد فورًا من منصبه - ضرب حزب العمل كان لصالح الحلف الصهيونى/ الأمريكى.. ونحن لن ننحنى أمام محاكم التفتيش – 3 مايو 2002
♦ مرة أخرى: الوضع الدستورى لحرم السيد رئيس الجمهورية وماذا عن جمال مبارك؟ - 19 مايو 2002 – (ضد التوريث)
♦ الله أكبر.. العراق يصمد أمام أعتى عدوان - اسمعها يا مبارك مرة ثالثة.. مرحبًا بالسجن أو الاستشهاد - إما أن تستمع لكلام الله.. وكلام الشعب، أو ترحل! - 12 مارس 2003 – (مطالبة بالرحيل وليس رفض التمديد)
♦ للمرة الرابعة أدعو الرئيس مبارك إلى تقديم استقالته - (مطالبة بالرحيل وليس التمديد) – 24 مارس 2003 - (مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد)
♦ انتهت مهلة ال 48 ساعة ولم يتخذ مبارك قرارًا واحدًا ضد أمريكا.. فلنشدد المطالبة باستقالته الفورية - 27 مارس 2003 - (مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد)
♦ مبارك يقدم تسهيلات عسكرية وإدارية للعدوان - اخرجوا يوم الجمعة للمطالبة باستقالته ولا تخشوا إلا الله – 2 إبريل 2003 - (مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد)
♦ الآن نتحرك لإقالة مبارك - أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر - 9 إبريل 2003 - (الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك)
♦ تنحية حسنى مبارك - لماذا هو الشعار المركزى الصحيح للحركة الوطنية والإسلامية؟ - 9 مايو 2003 - (الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك وتنحيته)
♦ تنحية مبارك. لماذا أصبحت ضرورة حياة؟! - فشلت كل محاولات الإصلاح والترقيع ولا بد من فتح صفحة جديدة - تنزيه الحاكم عن النقد أو العزل.. شرك صريح بالله سبحانه وتعالى – 16 مايو 2003 - (الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك وتنحيته)
♦ واصلوا التوقيع على عريضة تطالب باستقالة مبارك - التوقيعات كانت أحد أسلحة الحركة الوطنية قبل الثورة - من أين لجمال مبارك كل هذه الأموال؟! – 25 يوليو 2003 - (مطالبة باستقالة مبارك وليس رفض التمديد)
♦ سقوط مرشح الحكومة لنقيب الصحفيين إنذار شديد اللهجة لأهل الحكم - صحيفة إسرائيلية ترحب بتوريث الحكم لجمال مبارك - 1 أغسطس 2003 – (مطالبة بالاستقالة ورفض للتوريث)
♦ ما هى الشركة العالمية التى يعمل جمال مبارك مستشارًا لها؟ - ألا تكفى كل هذه الحقائق لإقالة مبارك؟ - 8 أغسطس 2003 - (مطالبة بالإقالة ورفض للتوريث)
♦ مبارك يحاصر المقاومة الفلسطينية والعراقية ويبيع الغاز لإسرائيل - جمال مبارك يتعاون مع الشركات العالمية استعدادًا لرئاسة الحزب الحاكم. - ملامح الخطة الشعبية لإقالة مبارك - 29 أغسطس 2003 - (مطالبة بالتحرك لإقالة مبارك ورفض للتوريث)
♦ بيان من حزب العمل إلى الأمة - نطالب بانتهاء حكم مبارك ونرفض توريث الحكم – 6 سبتمبر 2003
كان كل ما سبق قبل أن يسقط مبارك فى مجلس الشعب فى نوفمبر 2003 وقبل أن يبدأ تفكير أى من القوى السياسية فى إقالته أو تنحيته أو حتى عدم التمديد له.
هذا هو حزب العمل وهذا بعض من تاريخ نضاله - ويبقى الكثير من معاركه التى خاضها ولم نعرض لها لعل مقال الأسبوع القادم يسمح بذلك
والحمد لله رب العالمين وتهنئة لشعب مصر العظيم بثورته المباركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.