بعد ساعات قليله من انطلاق "عام المرأة" الذي أعلن عنه قائد الانقلاب ، عبد الفتاح السيسي ، انضمت مخرجة الوثائقيات "ريم قطب جبارة" ، إلى قائمة طويلة من المعتقلين من مطارات مصر ، لعل آخرهم المذيع ومنتج البرامج بالجزيرة محمود حسين، والباحث والناشط إسماعيل الإسكندراني. ولمجرد الاشتباه في عملها بشبكة "الجزيرة" ، وهو الأمر الذي نفته أسرتها لاحقًا، اعتقلت سلطات الانقلاب بمطار القاهرة ومكتب الأمن الوطني "جبارة"، لتعرض على نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار خالد ضياء، المحامي العام الأول للنيابات، الذي يقضى بحبس الصحفية "ريم قطب" 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وذلك فور وصولها إلى مصر قادمة من تركيا. وادعت الصحف والقنوات الداعمة للنظام العسكري ، أن "ريم قطب" عضو في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين ، وأنها تعمل في قناة الجزيرة القطرية، وأنه تم التحقيق معها في نيابة أمن الدولة ، وتم صدور قرار حسبها بناءًا على هذا. أسرة "ريم": لا صحة لما تناولته وكالات الأنباء أصدرت أسرة "ريم جبارة" بيانًا بشأن ما تناولته وكالات الأنباء ، بدعوى انتمائها لقناة الجزيرة ، وقال البيان: "تعلن أسرة ريم قطب جبارة أنه لا صحة لما تناولته وكالات الأنباء عن الاتهامات الخاصة بابنتنا ريم ، والتي تناولتها الوكالات دون دليل ، في الوقت الذي منعت النيابة العامة فيه حضور المحامي الخاص بريم من الحضور". كما تؤكد الأسرة أن "ريم قطب جبارة" ليس لها علاقة بقناة الجزيرة أو غيرها من القنوات، لا من قريب ولا من بعيد، فضلًا عن أنها لا تنتمي لأي توجه سياسي ولا تشتغل بالسياسة، فإنها تدرس في مجال الإخراج السينمائي في أكاديمية "نيويورك" بهوليود بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وأنها كانت في تركيا للسياحة بعد وفاة والدتها لسوء حالتها النفسية ، ثم أتت إلى مصر في زيارة عيد الفطر المبارك الماضي. وبعد ذلك توجهت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستكمال دراستها، ثم أتت إلى مصر مرة أخرى في 26 ديسمبر 2016 لزيارة الأسرة، ثم العودة لأمريكا لاستكمال الدراسة، لكن قوات الأمن بمطار القاهرة قامت باختطافها، وقمنا بتقديم العديد من البلاغات دون جدوى، حتى فوجئنا من وكالات الأنباء بعرضها على نيابة أمن الدولة العليا في قضية لا ناقة لها فيها ولا جمل". حكاية "ريم" وقالت صديقتها سماح رضوان ، في تغريدة عبر حسابها على الفيس بوك: "ريم قطب جبارة.. بنت مصرية محترمة ومثقفة.. من طنطا.. تعشق عالم التصوير والإخراج السينمائي.. ريم سافرت تركيا لتدرس التصوير والإخراج.. وكانت كل فترة تأتي إلى مصر لترى أسرتها.. خاصة بعد وفاة والدتها.. ريم قررت تُخرج فيلمًا قصيرًا في مصر.. ماهي مصر بلدها وأولى بإبداعها.. لكن للأسف.. وهي في مطار القاهرة فوجئت بأنهم بيحتجزوها وبيصادروا الكاميرات اللي معاها.. ووجهوا لها تهم تجسس وتخابر وحاجات تخض.. وكل ده وأهلها مش عارفين يوصلوا لها.. ولا عارفين مكانها". وكشفت زميلتها "رضوان" عن أنه "في يوم وليلة لقوا صورها في المواقع الإلكترونية ومكتوب إنها بتشتغل في الجزيرة، ومتهمة في قضية تخابر وتجسس.. ريم إلى الآن مختفية.. ومش عارفين عنها حاجة..!! نداء إلى كل من له قلب.. ريم مظلومة..#الإبداع_مش_جريمة!! #ريم_فين؟". ريم لا تنتمي لأي تيار وجدير بالذكر أن قطب، حين وصولها لمطار القاهرة، كان بحوزتها معدات التصوير التي اقتنتها في دورات الأفلام ؛ ومن ضمنها كاميرا مثبتة في طيارة دون طيار تستخدم في تصوير الأفلام، اقتنتها خلال تعلّمها بأمريكا، وجلبتها لمساعدتها في تصوير فيلمها. وقال مصدر أمني مطلع، رفض الكشف عن اسمه لكونه غير مخول له بالتصريح: إن "ريم قطب جبارة حولت للنيابة للتحقيق معها في قضية متعلقة بقناة الجزيرة القطرية" ، مشيرًا إلى أن "النيابة قررت حبس منتج الأخبار بالجزيرة، محمود حسين 15 يوماً على ذمة اتهامه بنشر "الفتنة والتحريض ضد الدولة"، وتم إيداعه سجن طرة جنوبي القاهرة، وفق مصادر قضائية" ، ولفت إلى أن التحقيق مع قطب بالتهمة ذاتها، رغم نفي محامي حسين ارتباطها بها. وأضافت العائلة في بيانها إنه "لو كان هناك أي عقد لها مع أي جهة، فنطالب بإبرازه إن توفر"، مؤكدين أنها "لم تسافر لقطر في يوم من الأيام ولا تأشيرة في جوازها تدلّ على ذلك". وتابعت: وأن جميع المعلومات التي تصل لنا تكون من الصحافة فقط، وعندما تواصلنا مع الأمن المصري لم يدلوا لنا بأي معلومات". ونفت العائلة الأخبار المتداولة على لسان بعض الصحف المصرية، مؤكدين أن وجودها في تركيا كان من أجل السياحة فقط، وأنها استخرجت إقامة سياحية لفترة مكوثها فيها. وأكدت عائلتها، أنها "سعت لتطوير نفسها بمجال صناعة الأفلام، وسجلت في دورة بأمريكا في أغسطس ، واشترت المعدات اللازمة لها من كاميرات".