رغم كل التحذيرات التى كشفت كذب النظام وعلى رأسه، عبدالفتاح السيسى، فى مشاريعه المختلفة التى يعلن عنها يومًا تلو الآخر، والتى ثبت أنها "فنكوش" كما أطلق عليها رواد مواقع التواصل الإجتماعى، إلا أن الحملات الإعلامية التى تعظم وتمجد فى تلك المشاريع جعلت العكس هو الصفة السائده. فقد تصدرت الصدمة مشهد المستثمرين المتعاقدين فى مشروع المليون ونصف فدان، الذى روج له إعلام النظام بقوة بعد إعلان "السيسى" له، وعلى الرغم من حالة الفقر المائى التى نعيشها وتم كشف ذلك إلا أنه أصر على الاستمرار، مما جعله صاحب حيلة "نصب" على المستثمرين الذين اتهوموه بذلك بالفعل. ففى تصريحات مفاجأة كشف عنها الدكتور سامح صقر -رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الرى- قال فيها أن المياه الجوفية المتاحة في مصر لا تكفي إلا لزراعة 26%فقط. وكان بعض المستثمرين قد اتفقوا على زراعة محصول بنجر السكر، وهو أحد المحاصيل التي أقرت الوزارة زراعتها في الأراضي المستصلحة الجديدة؛ لتحملها الملوحة المرتفعة، إلا أن المقرر المائي الذي رصدته وزارة الري، وهو 1200 متر مكعب للفدان، لا يكفي الاحتياجات المائية للمحصول؛ حيث إن البنجر يحتاج إلى 4500 متر مكعب؛ مما يحكم على المحصول بالموت قبل زراعته. وهو ما حدث، حيث انسحب المسشتثمرون من المشاركة في استصلاح المليون ونصف فدان، بعد توقيع اتفاقية زراعة 183 ألف فدان من البنجر، إثر تلك التصريحات المفاجئة، والتى اتهم بعضهم السيسى بالنصب عليهم. ويرى الدكتور أحمد فوزي، أستاذ الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، أنه لا بد أن تراجع وزارة الري المياه الجوفية المتاحة في مصر، والتي أعلنت عن أنها لا تكفي إلا لزراعة 26 %فقط من المشروع؛ لأنها يشوبها عدم الدقة؛ حيث إن المياه تكفي لزراعة من 50 إلى 60% من المشروع. وأوضح فوزي، أن بنجر السكر له أنواع كثيرة وتوقيتات مختلفة لزراعته، ويمكن استخدام الري بالتنقيط للحفاظ على المياه، موضحًا أن زراعة البنجر تحتاج الى 1200 متر مكعب للفدان في الزارعة الواحدة من السنة باستخدام إحدى طرق الري الحديثة وفقًا للأبحاث التي تمت، وهي الري بالتنقيط.