الخطر يتحرك من كل مكان حولنا، لكن هذه المرة لا يدخر العدو الصهيونى أى جهد لتحرك عسكرى أو استخباراتى لزرع فتنه هنا أو هناك، لكنه ينتشر من مبنى كبير، وذو أهمية أكبر بالنسبة لعصابة الكيان الصهيونى، فى تلة بدر بالقدس المحتلة، حيث يقع مبنى الخارجية الصهيونية، الذى يلقى الدعم من كل صوب واتجاه، من أمريكا والغرب والحكام العرب أيضًا، الذين ساعدو على انتشار الفكر الصهيونى المتطرف بين مجتماعتنا إما بالتطبيع أو بأشكال آخرى ك التعاون الاستخباراتى أو العسكرى. فبعد نجاحات كبيرة حققها الكيان الصهيونى فى اختراق العمق العربى فى مناحى عدة، قام بإنشاء مبنى ضخم داخل وزارة خارجيته، خصص له فريق ذو كفائه عالية، يضم عشرة أشخاص، يتلخص عملهم بالتواصل مع الشباب العربى، الذى يتم تلويث فكره لابتعاده عن قضيتة الأم "فلسطين"، ويساعدهم فى ذلك كتاب الحظيرة فى مصر والعالم العربى. مهمة ذلك الفريق، هو تزويد الشباب العربى والمسلم بالصور والنشرات والتعليقات والمعلومات المترجمة من العبرية إلى العربية، عن التقدم الصهيونى، وماذا يمكن أن يقدمه للشباب العربى الذى يعانى فى بلاده وسط ظروف قاسية، يتصدرها صعود الفاسدين والعملاء مراكز الحكم فى أوطاننا، لينتهى الأمر بالنتيجة المطلوبة، تحسين صورة الكيان الصهيونى، وجمع اكبر تعاون من الشباب العربى وبالأخص المصرى معه. فذلك الفريق يعمل بالتزامن مع إعلاميو النظام وضيوفهم فى مصر، حيث يخروجون بين الحين والآخر لتجريم المقاومة ضد عصابة الاحتلال، بجانب خروج آخرين من أجل التشكيك فى عروبة المسجد الأقصى المبارك، ليتم تشتييت الأجيال الجديدة، التى خرجت لشارع لتجد أن هناك ا يسمى ب"دولة إسرائيل القوية العظيمة المتقدمة الأفضل حالاً من بلادنا"، دون أن يتطرق احد هؤلاء المشكوك فى وطنيتهم انه لا توجد "إسرائيل"،وليس هناك مكان لأرض ميعادهم، لكنها أرض عربية مسلمة، تم اغتصابها بالتتآمر مع أمريكا والعملاء العرب الذين يجلسون فى مناصبهم. يوناتان غونين- رئيس قسم الدبلوماسية الرقمية بالخارجية الصهيونية- يقول: أن فى منطقة الشرق الأ,سط، يعيش ما يقرب من 400 مليون عربى، بينهم 145 مليون يستخدمون الإنترنت، و80 مليون منهم يستخدمون الفيس بوك، مضيفًا: أننا أدركنا منذ أسسنا القسم عام 2011 (فى الأشهر التى تلت ثورة الخامس والعشرين من يناير)، أن أفضل وسيلة للتواصل مع الشباب العربى هى الفيسبوك، الذى أصبح الوسيلة الأقوى تأثيرا على الرأى العام. وأظهرت احصائية رسمية لوزارة الخارجية الصهيونية، تؤكد أن عدد متابعى الصفحة التى يديرها الفريق الرقمى، أكثر من 910 ألف متابع، أكثرهم فى سن 18 حتى 24 عامًا، ويعيش معظم المتابعين فى مصر، لكن هناك آخرين فى العراق والمغرب والأردن وفلسطين ويشاركون فى التعليقات على صفحاتهم. جاء ذلك فى البحث الذى قدمة الباحث الفلسطينى، زهير أندراوس، ليتحدث عن المخاطر التى تهدد كل الأجيال العربية القادمة، ويصبح للمؤامرة شكل آخر، ويجعل من انتصار عصابة الكيان الصهيونى أمر معزز ومؤكد فى الوقت نفسه. وقال "أندراوس" فى بحثه الهام، أن أن صفحة خارجية الاحتلال تتعامل مع ما يقرب من 83 ألف متابع، مفندًا مناصبهم وأمكانهم ودرجاتهم العليمة، والتى كانت كالآتى: صحفيون ودبلوماسيون وقادة للرأى العام، وقال الباحث أن مشاركة أمثال هؤلاء فى التغريدات الصهيونية تعنى فى رأيهم أن رسالة وزارة الخارجية تصل إلى عدد كبير من الأشخاص الفاعلين فى العالم العربى. وأوضح أن ما يثير الانتباه أن صفحات الفيسبوك المذكورة تسمح لممثلى وزارة الخارجية بالتوجه مباشرة إلى القراء، الأمر الذى يسمح للكيان بتجاوز الحكومات والتفاعل مع العرب من خلال الدبلوماسية الرقمية التى تنقل إليهم مختلف الرسائل التى تتناول الموضوعات الحساسة والجادة، إلى جانب مقاطع فيديو وأغان لمطربين صهاينة. وتأكيدًا على ما سبق قال حسن كعبية، الناطق بلسان وزارة الخارجيّة الصهيونية باللغة العربية: "قبل 10 سنوات عملتُ في السفارة الإسرائيلية في مصر وعشتُ في القاهرة"، كنت أتجول في المقاهي، وأرى كل الشباب يجلسون وبحوزتهم الحواسيب النقالة، ويتصفحون في الإنترنت، فأدركت أن هذه هي الطريقة التي يتواصل عبرها الشباب اليوم مع الإعلام". الكاتب الصحافى المتخصص فى الشأن العربى، فهمى هويدى يقول فى هذا الشأن، أن هذه غزوة من وراء ظهورنا، منتقدًا اقتصار عمل الأجهزة الأمنية فى مصر والعالم العربى، على التنصت على المعارضين للحكام فقط، واهمال هذه الحرب وكيفية التشكيك فى وطنيتهم التى لم يستطيعو التغلب عليها حتى الآن. وقال "هويدى" أثناء عرضه وتوضيحة للكارثة فى مقال له، أن الأنظمة العربية تتجاهل تخريب الأعداء للوطن وعقول الأجيال للشباب العربى من أجل مصالحهم. واختتم "هويدى" حديثه فى هذا الشأن قائلاً: أن الكيان عمد إلى دعوة وفود صحفية عربية لزيارتها، الأمر الذى يشكل مساحة أخرى للتفاعل الذى يخاطب القراء العرب ويحاول تجميل صورة دولة الاحتلال، دون أن يقف أحد فى وجه هذا الجزء الذى يحاولون به ضرب العمق الانتمائى العربى.