شهدت ساحات مواقع التواصل الاجتماعى حالة ممزوجة بالاحتفاء والغضب تجاه نظام العسكر وإجرامه تجاه الثوار، مؤكدين أن ما يفعله يزيد من عزيمتهم ولن يُنهى ثورة الشعب، لكنه يؤجلها قليلاً. وظهر الغضب على المغردين والنشطاء، حتى من مؤيدى حكم العسكر، بعدما خرجت فتاة تدعى جهاد محمد، قالت إن أخاها الطالب بكلية الهندسة عمر حماد، المختفي منذ ظهيرة يوم الأربعاء 14 أغسطس يوم فض الجيش والشرطة بالقوة لاعتصام رابعة"، موجود منذ ذلك الحين بسجن العزولي "أحد سجون منطقة الجلاء العسكرية بالجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية بالمنطقة الشرقية". وقالت الفتاة أنها علمت بعد خروج معتقل من نفس السجن، وانتقل إلى مقبرة العقرب، وتواصل مع أهله وأبلغهم بأسماء العديد من الشباب المختفين من ذلك الوقت ومن بينهم شقيقها. وظهرت قصة الشاب عمر حماد، الذى تدور حوله القصة فى احدى وقفات أهالى المختفين قسريًا فى اعتصامى رابعة والنهضة أمام نقابة الصحفيين والمجلس القومى لحقوق الإنسان، منذ أكثر من عامين والتى ثبت مشاركة والدته فى كل الوقفات المعبره عن رفض الإخفاء القسرى، بجانب اتخاذها بعض الاجراءات ضد النظام حيال تلك القضية. وقالت والدة عمر فى لقاءات متلفزة متواجده بمواقع الفيديوها "يوتيوب"، أنها تقدمت ببلاغات للنيابتين العامة، والعسكرية، وأنها تحمّل وزيري الداخلية والدفاع مسؤولية سلامة حياة نجلها.
250 شخص مفقودون على طريقة عمر حماد ولم تكن حالة عمر هى الوحيدة، فحسب موقع "القصة" أكد حسب بحث أجراه أن البلاغات المقدمة للجهات القضائية، والمراكز والمنظمات الحقوقية " كالعفو الدولية، وهيومان رايتس مونيتور، والنديم، والكرامة"، عقب "فض رابعة"، فإنه ما بين 200 شخص إلى 250 في عداد المفقودين "المختفين قسريا"، لم يعثر لهم على جثث، كما أن تحليل البصمة الوراثية "DNA"للجثث المحترقة أثناء عملية "الفض" لم يثبت نسب الجثث الموجودة بالمشرحة لعشرات من المفقودين لأهليهم، سوى خمسة جثث، طبقا لبيان مصلحة الطب الشرعي في منتصف أكتوبر 2013. ليس كل المفقودين قد عثر عليهم من خلال تحليل البصمة الوراثية، فمحمد خضر الطالب بكلية الهندسة جامعة المنوفية والمقيم في بورسعيد، لم يعثر عليه منذ يوم الفض، وقالت والدته إنها بحثت عنه في المستشفيات، والمشارح، وأجرت تحليلا للبصمة الوراثية، ولكن نتيجة التحليل لم يثبت نسب أي من الجثث الموجود بالمشرحة لنجلها محمد. أسرة محمد في محاولة منها للبحث عن نجلها دشنت حملة بعنوان "حملة محمد خضر للبحث عن المفقودين"، وبعد أقل من أسبوعين من إطلاق الحملة ألقت قوات شرطية في الخامس والعشرين من يناير 2014 القبض على والد محمد وشقيقه بتهم الانتماء لجماعة الإخوان، والتظاهر دون ترخيص، والتحريض على العنف، ولا يزال "محمد" مفقودا. وبالرجوع لبعض القصص المآساوية التى يحكيها الأهالى فأحد المفقودين، هو خالد عز الدين، محاسب من بني سويف، أصيب برصاصة في 27 يوليو 2013، في الحادثة المشهورة إعلاميا ب "مجزرة المنصة"، تقول زوجته حنان بدر الدين، إنها بعدما علمت بإصابته، بحثت عنه كثيرا، حتى علمت بأنه أجرى جراحة بمستشفى سجن طرة، وأنه تم ترحيله إلى سجن "العزولي" العسكري، بمنطقة الجلاء العسكرية بنطاق الجيش الثاني الميداني. بحسب كلام "حنان"، فإنها نجحت بعد محاولات عدة، الوصول إلى سجن العزولي، وأن أحد " المعتقلين"، أبلغها بأنه يسمع إسم زوجها "خالد" يوميا، عبر نافذة زنزاته، في التمام اليومي للسجناء.