** لماذا تحرص سلطات العسكر على إخفاء مصير ضباط الشرطة المختطفين فى يناير بسيناء؟ ** جهات أمنية فرضت على أهالى الضحايا عدم البحث أو "الكلام" لإعتبارات سياسية وأمنية ** والدة الشاب "محمد صديق": حمدين صباحى هو السبب فى اخفاء إبنى ** "خالد حافظ" دخل سيارة إسعاف وخرج على سجن المخابرات ** "عمر حماد": ساعد المرضى والجرحى فكانت المدرعة وسيلته لدخول سجن "العازولى" ** جهات أمنية تمنع إشهار الجمعيات الأهلية المعنية بالإخفاء القسرى.. وسلطات العسكر ترفض التصديق على الاتفاقيات الدولية بشأنه
خاص - الشعب الإختفاء القسرى ظهر إلى العلن فى الفترة الأخيرة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، والذى أثببته التقارير الحقوقية العالمية والمحلية، بعد إعلان تدخل كل الهيئات الامنية والعسكرية الموجودة فى البلاد لحماية نظام الانقلاب، بحجج كثييرة واهية، ولم يوجد لها أى أساس من الصحة. التقارير التى نُشرت على نطاق واسع منذ ثورة الخامس والعشرين من يبناير والتى تعمدت سلطات الانقلاب اخفائها من على كل المواقع الإلكترونية الإخبارية وغيرها التابعة لها كشفت ان حالات الاخفاء القسرى، لم تكن وليدة فض اعتصام رابعة والنهضة وما تلاهم من أحداث ولكن منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، واعتلاء العسكر سلطة البلاد. ضباط يناير المخطوفين فى سيناء أين هم ؟ يبدو أن الجميع قد يتعجب أن القضية التى قلب مصر رأسًا على عقب بعد اختفاء مجموعة من الضباط وأمناء الشرطة فى سيناء بظروف غامضة، مازلات قيد التحقيق ولم يتوصل فيها أحد إلى أى نتيجة، بل تم فرض حصار إعلامى عليها وإصدار أوامر بإخفاء أى معلومات تخصها بجانب منع أى أحاديث إعلامية تخص الموضوع. والمريب فى الأمر أيضًا أن أهالى الضحايا الذين خرجوا فى كل مكان يطالبون بالإفصاح عن مصير ذويهم، يرفضون الحديث تمامًا لأى شخص أو وسائل الإعلام، مؤكدين أنه لا جديد حتى الآن ولكننا لن نتحدث عن شئ، فهذا هو حالهم. زوجة أحد الضباط المختطفين لن أتحدث والبحث ممنوع ترفض "دعاء رشاد" زوجة الرائد محمد الجوهري المفقود في سيناء خلال أحداث ثورة يناير محاولات عدة لنشر أي حديث معها ينقل تطورات القضية، إلا أن المفهوم لدينا من ذلك أنه لم يعد الحديث عن ذلك للرأي العام مقبولا لأسباب قد تكون أمنية أو سياسية.. إلا أنها لن تغير في النهاية أنه لا نتيجة ولا جديد يسرّ. الأم المكلومة مازالت تبحث والسبب "حمدين صباحى" أما "أم محمد صديق".. الأم المكلومة التي تورمت قدماها خلال البحث عن ابنها الوحيد وعائل أسرتها، والذي فقد في أحداث جمعة الغضب، فأكدت أنها لم تكف للحظة عن البحث ولم تفقد الأمل رغم الإحباطات الشديدة والتصورات المؤلمة التي تتعرض لها خلال ذلك، إلا أنها لم تجد من تحمله مسئولية اختفاء ابنها سوى "حمدين صباحي" المرشح الرئاسي ورئيس حزب الكرامة، فهو بحسب تعبيرها ملأ الشباب حماسة ورغبة في التغيير والمشاركة السياسية ثم خذلهم جميعا باختفائه هو شخصيا عن المشهد السياسي الحالي، وسكوته عن اختفاء واعتقال وقتل الثوار والنشطاء خلال استجابتهم ومشاركتهم السياسية كمحمد صديق. ورغم أنه لم تنجح أي جهة حقوقية في حصر أعداد المفقودين في أحداث العنف وما بينها وحتى هذه اللحظة، إلا أنه تجدر الإشارة إلى الرقم الذي أعلنه المجلس العسكري وقت توليه إدارة شئون البلاد وكان 1200 حالة. اوقفوا الاختفاء القسري وفي هذا الصدد يقول عبد الرحمن جاد الباحث في المفوضية المصرية لحقوق الإنسان والناشط في حملة "اوقفوا الاختفاء القسري" أن الحملة سجلت منذ إطلاقها في الثلاثين من أغسطس الماضي أكثر من 80 حالة اختفاء مبلغ عنها وغالبيتها سياسية بحسب روايات الأهالي المبلغين، وأنه تم إطلاق الحملة لإبراز مدى خطورة استمرار جريمة الإخفاء القسري وتلقى بلاغات الأهالي وتسجيل شهاداتهم والبحث معهم، مشيرًا إلى أن عدد كبير من المختفين يظهرون بعد مدة من الوقت على ذمة قضايا بعضها ملفقة كما حدث مع إسراء الطويل وصهيب وعمر وكذلك عمرو ربيع الذي اختفى 40 يوما ثم ظهر متهما في قضية أنصار بيت المقدس. المصريين غير معصومين من الاخفاء القسرى أما "حليم حنيش" المحامي بالمفوضية والموكل من قبل عدد من أسر المفقودين لاتخاذ السبل القانونية والرسمية للبحث عنهم، فيوضح أن تفاقم أزمة الاختفاء القسري يرجع لعدم وجود مادة دستورية واضحة تجرم الإخفاء القسري بشكل صريح وواضح، كما أن مصر لم توقع على الاتفاقية الدولية التي تقضي بحماية جميع الأشخاص منه، مؤكدًا أنه جار تقديم بلاغات للقضاء الإداري ضد وزارة الداخلية تحت بند القرار السلبي الذي تتخذه الوزارة بتجاهلها البلاغات المقدمة لها وعدم الرد عليها بنفي أو تأكيد. أحداث المنصة وسيارة الإسعاف الدكتورة حنان زوجة المحاسب "خالد حافظ" تروى فى حديث سابق لها بصحيفة"المصريون" أنها شاهدته لآخر مرة على شاشة التليفزيون وقت بث أحداث "المنصة" على إحدى القنوات الفضائية وهو مصاب بطلق ناري فقامت بالاتصال به على هاتفه ليجيبها شخص ما كان برفقته وأكد لها إصابته ونقله إلى خارج المستشفى الميداني للاعتصام عن طريق سيارة الإسعاف. تقول الزوجة إنها انتقلت إلى مكان الاعتصام على الفور وتوجهت إلى المستشفى الميداني مباشرة لتسأل المسئولين فيه عن توثيق الحالات، لكنها لم تستطع الحصول على أية معلومات تفيدها بتحركاته ومكان تواجده الحالي حيث أفادها الأطباء هناك بأنهم لم يستطيعوا تسجيل الأسماء وتوثيق الحالات في هذه الفترة لما شهدته من أحداث دموية مربكة ومتتالية، إلا أنها استطاعت العثور على الطبيبة التي شاهدتها في الفيديو مع زوجها المصاب والتي أكدت لها أن حالته كانت خطيرة وأنه تم خروجه في سيارة الإسعاف لعمل جراحة عاجلة ولا يمكن أن يكون قد تم تسليمه إلى قسم شرطة أو احتجازه دون إسعافه أولا. سجن العازولى وبعد اللجوء إلى طرق كثيرة رسمية وغير رسمية، تقول الدكتورة حنان أنها عرفت عن طريق وسائط بالمخابرات ووزارة الداخلية بوجود زوجها داخل سجن "العزولي" وذلك بعد إيداعه مستشفى سجن طرة وإجراء العملية له دون تسجيل اسمه في الكشوف هنا أو هناك، لكنها تأكدت من خلال بعض المعتقلين هناك أنهم رأوه وسمعوا اسمه، وهو ما أكده كذلك بعض الضباط الذين طلبوا عدم الإلحاح عليهم لمعرفة المزيد، بينما تضيف أنها قامت بزيارة "العزولي" بعد ذلك وعلمت هناك أنه تم نقل المحتجزين المدنيين إلى مكان آخر غير معلوم حتى الآن. عمر حماد والمدرعة والدة (عمر حماد) طالب الهندسة في جامعة الأزهر تقول إن ولدها لم يكن معتصمًا في رابعة، ولكنه تواجد هناك مع شقيقته مصادفة وقت فض الاعتصام بالقوة لمعرفة نتيجة الامتحانات وكانت شقيقته تنتظره عند باب الجامعة الواقعة في محيط الاعتصام، فإذا بها تشهد بداية عملية الفض وقد علت أصوات سيارات الشرطة ومكبرات الصوت بالإضافة إلى صوت طلقات متكررة وطائرات عسكرية تحلق في سماء المنطقة وروائح الغاز تلف المكان وهي تبحث عن شقيقها دون أثر. عادت شقيقة عمر إلى منزلها بأعجوبة كما تروي الوالدة، وفي واحدة من محاولات الأسرة الاتصال به على هاتفه أجاب على شقيقه وأبلغه أنه بخير واستطاع القفز من سور الجامعة إلا أنه وجد نفسه داخل مقر الاعتصام وسط مصابين وقتلى وأنه يقوم بمحاولة مساعدة الجرحى ونقلهم إلى المستشفى الميداني لإسعافهم، ثم اختفى عمر.. لم يجب على هاتفه ثانية أو يعد للبيت. الاختفاء بعد مساعدة المصابين وبدأت الأسرة منذ هذه اللحظة الرحلة الشاقة المستمرة للبحث عن عمر دون جدوى، فقد اتصلت الأسرة بأصدقائه الذين أكدوا أنهم رأوه في محيط الاعتصام يساعد الجرحى وينقل جثث القتلى، ثم رأوه مصابًا بطلق ناري في كتفه خلال نقله إلى مدرعة تابعة للجيش بالقوة. من سجن العازولى إلى سجن المخابرات وتؤكد والدة عمر أنها انتقلت مع عدد من أسر المفقودين إلى محكمة الجلاء بالإسماعيلية وأطلعوا ضباطًا ومعتقلين يحاكمون هناك عسكريا على صور لعمر وآخرين وأكد عدد كبير منهم أنهم يرونه في العزولي ويسمعون اسمه في "التمام الصباحي"، إلا أنها تلقت معلومة أخيرة تقول إنه تم نقله من هناك إلى سجن المخابرات العامة في طريق مصر إسكندرية الصحراوي الكيلو 78 وهو ما تسعى الآن للتأكد منه. وتقول والدة عمر: لماذا نتعرض إلى كل هذا العذاب؟.. لماذا يؤخذ ابني مني بهذه القسوة واللا مبالاة بمستقبله.. ليس لابني أي انتماء سياسي وهو مغني راب وحارس مرمى الناشئين في نادي الزمالك ولم يقم بأي فعل يستحق أن يعاقب بسببه بهذه القسوة. تعليمات أمنية بعدم إشهار منظمات معنية بالاختفاء القسرى على جانب آخر، تواجه مؤسسات المجتمع المدني صعوبة شديدة في متابعة ملف الإخفاء القسري والبحث فيه بسبب تعليمات أمنية تمنع إشهار الجمعيات والمؤسسات المعنية بالقضية، ووفقا لمصادر بوزارة التضامن الاجتماعي، فإن هناك عددًا من الجمعيات التي تقدمت بأوراق إشهارها وتم تجميدها بسبب نشاطها في البحث عن المختفين قسرا، وذلك بالمخالفة للقانون الذي يقضي بإشهار الجمعيات في مدة 60 يوما تبدي خلالها الوزارة ملاحظاتها وأسباب رفضها وإلا تصبح الجمعية مشهرة بقوة القانون. وفي هذا الصدد يقول إيهاب راضي رئيس مؤسسة البيت العربي ومحامي رابطة ضحايا الاختفاء القسري التي تسعى لإشهار جمعية بنفس الاسم، أن موكله "إبرام لويس" مؤسس الجمعية قام بجميع الإجراءات القانونية المطلوبة لإشهار الجمعية ولكن هناك تعنت غير مفهوم من قبل الوزارة بسبب "رفض أمني" غير مبرر، موضحًا أن موقف الوزارة الحالي مخالف للقانون إذ أن قانون إنشاء الجمعيات رقم 84 لسنة 2002 لم ينص على ضرورة الحصول على موافقة أمنية